سودانايل:
2025-10-13@05:09:17 GMT

إعلام الدعاية الحربية

تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT

وجدي كامل
ليس كل ما يقال عبر اجهزة ووسائط الاعلام صحيحا ودقيقا عن مجريات واخبار الحرب، وكذلك، وبذات النسبة يمكن وصف بان كل ما يجرى في ميادين الحرب من احداث يجد طريقه الى الاعلام صافيا، او دونما تشويه، او زيادة او نقصان.
فما بين الحقيقة والاخبار الزائفة في هذا الفضاء المرعب بالجرائم، والقتل خارج نطاق القانون، حبل رفيع، وخيط واهن، يمكن ان ينقطع في اي لحظة فتتحول الحقيقة الى خبر كاذب، والخبر الكاذب الى حقيقة فيصبح الضحية في الحالتين هو الرأي العام الذي تخشاه اطراف الحرب، وتضع له ألف حساب.


غير ان وضع كل ذلك الحساب لا يمنع الفاعلين في الحرب من استهداف الرأي العام بكافة استراتيجيات التشتيت، والتشويه، والعنف . فالمحرك الفعلي والحيوي في الحروب، على تنوعها، هي المصالح التي تجعل من الاعلام لسانا لها، وناطقا رسميا باسمها، دون ان يمت بالضرورة بصلة للوقائع والاحداث في سيولتها وسخونتها، او ذكر الحقيقة، بالقدر الذي يهتم فيه بتقسيم الرأي العام وطحنه وتدميره بالاكاذيب دون رحمة.
هذه الحرب الدائرة حاليا بالسودان، ورغم المعرفة المتوفرة عنها، وعن فاعليها، واطرافها، ومآسيها، الا إنها تخبئ الكثير من التفاصيل بسبب غياب الاعلام المحايد المستقل.
ان الطرفين المتصارعين لا يسمحان لاعلام محايد مستقل بتغطية وتصوير ما جرى ويجرى على الواقع، وبذا فان اغلب ما يصل عن مجريات الفظائع يتم (وبالاضافة الى العسكريين من الطرفين) بواسطة صحافة المواطن المتمثلة في تغريدته بتويتر، او منشوره على الفيس، او تصويره الحى من ارض المعركة، او تسجيله الصوتي بالواتساب اثناء وقوع الحدث او بعده. وبين هذه البلاغات او الاخبار تضيع وتختفي الاخبار الاخرى التي ليس بوسع احد نقلها او توثيقها، مما يؤجل كشف الحقيقة ويحيل امرها الى مهام البحث في المستقبل.
ومما يتأكد يوما بعد يوم، وبعد استطالة امد هذه الحرب المعقدة، وتجاوزها العام ان المستقبل في الكثير من الوقائع، وبما تنطوي عليه من الخسارات المادية والبشرية، والمواردية سيكون جهة الاعراب، والاصدار للنسخة الاصيلة للحقيقة. اننا كمتابعين ومراقبين للأحداث الجسيمة في ظروف كظروف الحرب كمثل من يسمع و يرى بالعين المجردة قصفا مدفعيا لمنطقة بعيدة ولا يتمكن من الجزم بغير حدوث اندلاع لحريق وتصاعد لدخان دون معرفة دقيقة بتفاصيل الخسائر التي نجمت ومنها ما لن نتمكن من البت في هويته الا بعد بحث وسؤال لن يتوفر وبكل الاحوال في الزمن الاني للقصف. و هكذا هى الاف من الارواح التي قضت، والاشجار، والمكتبات والمقتنيات والتذكارات والجدران والتفاصيل العزيزة التي فقدناها.
وريثما نصل الى تلك المرحلة من التثبت في المعرفة سيتمكن الاعلام المتواطئ من خداع الرأي العام بواحدة من اثنتين تقول احداهما بان ما وقع من قصف ادى الى وفاة شخص واحد او اثنين فقط. اما الثانية فغالبا ما تتخذ الخبر المضاد الذي سيقول بانه كبد العدو العشرات، او المئات من الجنود، مع تدمير كامل للمعدات. وهنا، وبلا شك سوف تتورط التغطية وتنحاز المعلومات باتصال مع اغراض الاعلام الحربي، والترويج لصالح طرف من الاطراف دون ايلاء العناية الكافية للحقيقة التي ستصبح في انتظار طرف ثالث من المؤمل ان يحضر لتقديم شهادته فيما بعد، مبينا هويته كصحافة، او اعلام استقصائي، او نشاط مستقبلي لعلم التاريخ. الناس في قواعد وقيادات الراى العام، ووفق المنتجات الاعلامية لهذه الحرب اللعينة، وبحسن ظنهم بمصادر الاخبار ينقسمون بنحو بات يشكل موادا اضافية حارقة ومدمرة لبعضهم البعض بما يمكن من وصفهم بضحايا الآلات والدعاية الاعلامية النشطة، بسبب التواطؤ القائم بينهم وبينها بما حمله استعدادهم لتقبل الاكاذيب والخديعة، وعدم معالجتهم للانباء بالاستقلالية، بالتفكير والوعى النقدي المطلوب في احوال وقرائن مثل هذه من جنون المصالح

wagdik@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الرأی العام

إقرأ أيضاً:

وسائل إعلام صهيونية: وقف العدوان على غزة هو الطريق الوحيد لإنهاء الحصار الجوي اليمني

يمانيون |
أقرت وسائل إعلام صهيونية، اليوم السبت، بأن وقف الحرب على قطاع غزة هو الخيار الوحيد لإنهاء الحصار الجوي الذي تفرضه صنعاء على مطارات الاحتلال منذ شهور، في إطار عملياتها العسكرية الداعمة لغزة.

وأوضحت القنوات العبرية أن العشرات من كبرى شركات الطيران العالمية لا تزال ترفض تسيير رحلاتها إلى مطارات الكيان، رغم كل محاولات حكومة الاحتلال لتقديم ضمانات أمنية، مشيرة إلى أن الشركات تعتبر التهديد اليمني في البحر والجو “فعّالاً ومستمراً” ما دامت الحرب في غزة مشتعلة.

وذكرت التقارير أن الحصار الجوي الذي فرضته القوات المسلحة اليمنية ألحق خسائر اقتصادية ضخمة بالاحتلال تُقدّر بمليارات الدولارات نتيجة توقف حركة النقل الجوي والسياحي وتضرر شركات الشحن والطيران الداخلي.

وأكدت المصادر أن قرار صنعاء بفرض عقوبات جوية على مطارات الكيان شكّل سابقة غير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، إذ تحوّل اليمن إلى لاعب محوري في معادلة الردع الإقليمي، وربط بشكل مباشر وقف عملياته بوقف العدوان على غزة.

ويرى مراقبون أن الإقرار الصهيوني الأخير يعكس عجز الاحتلال عن مواجهة تأثير العمليات اليمنية التي أربكت اقتصاده وأغلقت مجاله الجوي فعليًا أمام العالم، ما جعل وقف الحرب في غزة شرطًا دوليًا لاستعادة حركة الطيران الطبيعية نحو الكيان.

مقالات مشابهة

  • ما الذي سيدمّر أميركا في صراع النظام العالمي الجديد؟
  • نقابة الإعلاميين تُدشّن مركز قياسات الرأي العام
  • طبيب غزاوي للوموند: هذه هي المعركة التي تنتظرنا بعد انتهاء الحرب
  • وسائل إعلام صهيونية: وقف العدوان على غزة هو الطريق الوحيد لإنهاء الحصار الجوي اليمني
  • إعلام الاحتلال يعترف: أهداف الحرب فشلت وحماس صمدت كسلطة في غزة
  • احتفال تأبيني ليمنى شري في الرملة البيضاء برعاية وزير الاعلام
  • إعلام عبري: جيش الاحتلال يفكك موقعين عسكريين داخل غزة كان ينوي البقاء فيهما
  • المنوفي الذي هزم أمريكا وإسرائيل
  • داخلية غزة: سنبدأ الانتشار بالمناطق التي انسحب منها الاحتلال
  • داخلية غزة ستبدأ الانتشار بالمناطق التي انسحب منها الاحتلال