شبح العطش يطارد النازحين إلى دير البلح والمواصي
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
سرايا - تشهد محطة تحلية مياه البحر على شاطئ مدينة دير البلح (وسط قطاع غزة المحاصر) اكتظاظا غير مسبوق للنازحين الفلسطينيين الراغبين في تعبئة غالونات مياه صغيرة أو براميل كبيرة تحملها شاحنات وعربات تجرها الدواب.
ويضطر الكثير من النازحين في دير البلح أو منطقة المواصي غرب خان يونس (جنوب القطاع) إلى قطع مسافات طويلة سيرا على الأقدام والانتظار لساعات أمام المحطة حتى يتمكنوا من توفير كميات محدودة من المياه، فضلا عن قيام المؤسسات والجمعيات بتعبئة صهاريج كبيرة لتوزيعها على النازحين في مناطق النزوح البعيدة.
وتنقسم المواصي إلى منطقتين متصلتين جغرافيا، تتبع إحداهما محافظة خان يونس، وتقع في أقصى الجنوب الغربي من المحافظة، في حين تتبع الثانية محافظة رفح.
ويعاني سكان غزة عموما من أزمات إنسانية عديدة من بينها نقص حاد في المياه جراء قطع إسرائيل إمدادات الماء والوقود، واستهداف مرافق المياه والآبار في العديد من المحافظات، ضمن حربها المدمرة التي انطلقت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
** معارك عديدة
ويقف الشاب الفلسطيني أحمد محمود أمام محطة التحلية الموجودة على شارع الرشيد الساحلي، تحت أشعة الشمس الحارقة، في محاولة للحصول على المياه عبر تعبئة غالون صغير.
ويقول محمود (34 عاما) "منذ بداية الحرب على قطاع غزة نعيش يوميا معارك عديدة من ضمنها معركة الحصول على المياه، فلا يمكن أن نستسلم أو نهزم فيها، لأن ذلك يعني تفاقم معاناتنا".
ويضيف "كل يوم أخرج صباحا لقضاء حاجاتنا، وتعبئة غالونات المياه العذبة والمالحة، والعودة لإشعال النار لطهي الطعام، لكن الحصول على المياه أصعب هذه المعارك وأشدها".
أما الشاب أنس قاعود، الذي نزح من حي الشيخ رضوان إلى مدينة دير البلح وسط القطاع، فيقول "نعاني من أزمة حادة في المياه منذ نزوح المواطنين من مدينة رفح، بسبب الكثافة السكانية في دير البلح، حيث لم يعد هناك متسع بعد أن نصب النازحون الخيام في كل مكان وشارع وزقاق".
ويوضح "المياه لم تكن تكفي لسكان دير البلح والنازحين إليها، لكن نزوح سكان رفح والنازحين فيها زاد الأمر صعوبة وتعقيدا، وأصبحنا نقف في طوابير طويلة لتعبئة غالون مياه واحد أو جردل مياه لغسل الملابس والأواني".
ويبين أن سعر غالون المياه العذبة ارتفع وأصبح 3 شواكل بدلا من شيكل واحد (الدولار يساوي 3.69 شياكل) وأصبحنا نقوم بالتعبئة مجانا مرة أو مرتين في الأسبوع، بعد أن كانت مجانية، وباقي الأسبوع نقوم بشرائها، مطالبا بوقف الحرب الإسرائيلية المدمرة وعودة النازحين إلى مدينة غزة والشمال.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: دیر البلح
إقرأ أيضاً:
مجزرة إسرائيلية جديدة تستهدف خيام النازحين في غزة
ارتكبت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة، مساء اليوم، بعدما استهدفت بصاروخ واحد على الأقل خيمة تؤوي نازحين فلسطينيين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد سبعة مدنيين، بينهم أربعة داخل الخيمة المستهدفة وثلاثة آخرين في الخيام المجاورة نتيجة شدة الانفجار.
وأكد مراسل "القاهرة الإخبارية" بشير جبر، أن الغارة وقعت في منطقة مكتظة بالخيام في الجهة الغربية من مخيم النصيرات، ما تسبب في دمار واسع وسقوط عدد إضافي من الضحايا بين المدنيين، في وقت تواصل فيه فرق الإنقاذ البحث بين الركام.
ونقل المراسل شهادة مؤلمة لأحد المواطنين، قال فيها:
"ابني وزوجته وطفلان صغيران كانوا نائمين في الخيمة بعد أن دُمّر بيتهم. استهدفهم الطيران الإسرائيلي بصاروخ وقتلهم جميعاً. هذه جريمة أخرى تضاف إلى سجل الاحتلال، لا دين ولا ضمير، ولا أحد يوقفه عند حدّه."
وأشار جبر إلى أن هذه الجريمة ليست الأولى، بل تأتي ضمن سلسلة من الهجمات التي تستهدف النازحين داخل خيامهم، وسط تجاهل كامل من الاحتلال الإسرائيلي للقوانين الدولية والإنسانية التي تُفترض أن تحمي المدنيين أثناء النزاعات المسلحة.
وختم المراسل من وسط قطاع غزة، مؤكدًا أن الوضع الإنساني داخل المخيمات يزداد تدهورًا مع استمرار القصف، في حين تعمل فرق الإنقاذ في ظروف صعبة لانتشال الضحايا وتقديم المساعدات للناجين.