صحيفة التغيير السودانية:
2025-06-27@11:06:36 GMT

أم قرون ودواس الساسة الذكوريين!

تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT

أم قرون ودواس الساسة الذكوريين!

 

أم قرون ودواس الساسة الذكوريين!

بثينة تروس

حكاية ام قرون التي فرضت على الفضاء العام (يا أم قرون انت أساس) هتاف في مؤتمر (تقدم) ضمن مساعيهم الجادة من اجل السلام ووقف الحرب، وتأكيدهم الحثيث في انهم لا يمثلون جميع القوي المدنية، وهذا من باب الحق وليس الحياد، فنحن في الأصل دعاة سلام.. ذاك الاستدعاء لأم قرون من واقعها المنسي، مسكينة هي، وقع عليها عنف الدولة، وكلفة الحروب العبثية منذ فجر تأسيس الدولة.

. وفي حرب 15 ابريل باسمها تمت سرقة الجنجويد (الحديد) ونهب البيوت.. كما فضحت النقاشات حوله ازمة الهوية السودانية، والاستعلاءات الاثنية الضيقة من أوهام التمسح بالعروبة، التي ذبح في سبيلها الاخوانيون ثوراً اسودا فرحا بانفصال الجنوب، كما اسهمت فيها مليشيات الجيش في حروب التطهير العرقي..

وظلت ام قرون مطوية ومقصيه في مناهج التعليم، الجهادية الاسلاموية، في مقصورة الامتعة، بعيداً عن سهام بنت من بنات الخرطوم، والهام بنت من بنات حلفا تلاقيتا في القطار، حيث تزور الهام عمتها التي تقطن (غرب دار الإذاعة)! دار الإذاعة التي ارهقت المواطنين تحت الحرب الحالية ما بين احتلال الدعم السريع لها وفشله في ان يستخدمها في إذاعة بيانه الأول! وبين تحرير الجيش لها، وفشله في ان يعلن من خلالها ان البلاد في امان من الدعم السريع، وقبلاً كانت قبلة لبيانات الضابط المغامرين فبيان وحيد منها كان كفيل ان يخول للمؤسسة العسكرية دكتاتورية الحكم المطلق، حتي يثور الشعب عليها مقدماً أبناؤه شهداء أو كباش فداء لثورات مجهضة.

هذه التباينات السياسية هي نتاج احتكار الدولة للعنف، واستخدام وسائل التفرقة العنصرية، لذا فات على الكثيرين، ان الاستخدام الفطير لقضايا المرأة، من الجانبين، وبهذه الصورة الحماسية السمجة، لم يحل في السابق، ولن يحل في الحاضر القضايا الشائكة للمرأة، لأنه لا يعدو أن يكون استخداما لها كأداة من أدوات الاعلام الدعائي، وكغطاء سياسي جهوي من قبل الأطراف المتحاربة، وهو إذن لن يرفع عن كاهلها التمييز والذل الممنهج، ولن يوقف حرباً.. بل أكثر من ذلك يؤكد على فداحة العقل الذكوري الراهن، في عدم الثقة في ان النساء جديرات بصنع السلام، وفاعلات في حل النزاعات، كما هن فاعلات في صناعة التغيير، وأنهن لسن بديكور او اعلان سياسي، بل هن صاحبات الوجعة، يقع عليهن عبء الحروب، والانتهاكات من قبل الدعم السريع، وكذلك من قبل الجيش وميليشياته، من المستنفرين، والجهاديين.. اما جنوح المدافعين والمهاجمين واندلاق حبرهم، في ان طرفي القتال لا يتساويان! ومعركة الانحيازيات البئيسة، فهو لا يحدث فارقا يذكر في وطن تطهي فيه النساء أوراق الشجر حتى لا يموت صغارهن من الجوع والمسغبة.

فهلا افقتم من سبات الاماني، والانحيازات الحزبية الضيقة، ووراثة الشحناء المدنية، لتوقفوا حرباً قد تتطاول لسنوات! وحتى ذلك الحين هلا أحطتم علماً بكيف تصنع بهن الحرب؟ لا سبيل للحصر، ولكن ستجدون تلك الاخوات الثلاث في ود مدني السني اللائي لا يرفعن صوتهن في النهار الا همساً، حتي لا يعرف دعامة الارتكاز امام منزلهن ان هنالك نسوة شابات، فهن يخشين حين يغيب وعي هؤلاء(الجنجويد) ليلاً، وهم صبية اغرار نفخهم غروراً حملهم لأسلحة فتاكة، وغلبتهم علي جيش كان يستخدمهم لصناعة الموت.

وبالتأكيد سوف تخزيكم مخاوف تلك الشابة التي نهب المستنفرون من ديارهم ما تبقي! فندهت كل الأنبياء والصالحين، بعد ان سكبت على سحنتها كل ما من سبيله ان ينفر ويصرف شر المتحرشين جنسياً بها. ولن

تجدوا الشجاعة الكافية لتخيل ما الذي يمكن ان يحدث للنساء في المعتقلات من الانتهاكات، وللنازحات واللاجئات داخل سوح المدارس، والبيوت المهجورة، وماَسي من هن خارج حدود البلاد، بلا وجيع ولا داعم مالي. هل يا تري يعلم المتاجرون بقضاياهن من الداعمين لاستمرار الحرب هذا الجحيم؟ إن الذين لا يرجون ان تنطفي نيرانها، غارقين في الفساد والاتجار فيها، انها سوق تنتفخ فيه الجيوب، وتلمع فيها أسماء اللايفاتية الكذوب، الذين يوجهون سهامهم الصدئة للقوي المدنية بدلاً عن طرفي القتال.

الشاهد ان استمرار الحرب لدي الفلول هو من باب الثأر لسلطة مفقودة، وهيبة منتزعة من انهزام المشروع الإسلاموي، ولقادة الحركات المسلحة الانقلابية البرهانية من أمثال مالك عقار (انا الرجل التاني في الدولة دي) لا تعبأ بالحد من المعاناة الإنسانية، ولقد فضح امرهم بعد اتفاقية السلام، فلا هم حموا عرض أم قرون، ولا عروض نساء الهامش في مناطقهم! كما أنهم غير جديرين بفض النزاعات، ولا يهمهم إنقاذ أجيال الشباب من ويلاتها. أما الذين يتلهون بالضحك، والتصفيق من تصريحاته (لا ماشين جدة ولا ماشين جدادة)، هم تربية اخلاق المشروع الاسلاموي الكيزاني في (صرف البركاوي) و(أمريكا تحت مركوبي) و (اغتصاب الجعلي للغرابية شرف) فهي تصريحات جوفاء لن تستر عرضا، ولن تحفظ ارضا، ولن تجلب السلام.

الوسومأم فرون الذكورية بثينة تروس حرب السودان مؤتمر تقدم

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الذكورية حرب السودان مؤتمر تقدم

إقرأ أيضاً:

تحركات سعودية جادة لنفخ الروح في ملف الأزمة السودانية

وكالات- متابعات- تاق برس- التقى نائب وزير الخارجية السعودي وليد بن عبدالكريم الخريجي، أمس الخميس، مساعد وزير الخارجية في جمهورية مصر العربية مدير إدارة السودان وجنوب السودان، سعادة السفير ياسر سرور. وذلك على هامش اجتماع المجموعة الاستشارية المعنية بتنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان ببروكسل.

 

وكانت قد عقدت، الخميس، أعمال الاجتماع الرابع للمجموعة الاستشارية لتعزيز وتنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان، في العاصمة البلجيكية، بروكسل.

 

كما التقى الخريجي أيضا على هامش الاجتماع المبعوث الأمريكي الخاص للسودان المكلف بيتر لورد، والمبعوث الأممي للسودان رمضان لعمامرة، والممثل الخاص للاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي آنيت ويبر.

 

وأكد الخريجي لدى لقاءاته أهمية استقرار السودان، والحفاظ على أمنه ووحدته وسلامة أراضيه، وصون مؤسساته ومقدراته.

لافتا إلى ما يمثله ذلك من امتداد للاستقرار الإقليمي والأمن الجماعي للدول العربية والأفريقية.

 

وجدد الخريجي حرص المملكة على بذل جميع الجهود ودعم المساعي المشتركة لإيقاف الحرب في السودان، والحد من التدخلات الخارجية التي تُسهم في تأجيج الصراع وإطالة أمده، وتهدد وحدة السودان، وتخلق بيئة حاضنة للجماعات الإرهابية.

 

ونوّه باستمرار المملكة في بذل مساعيها الحميدة بين طرفي النزاع، وحثّهما على استئناف المفاوضات من خلال منبر جدة، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، وتنفيذ التزامات طرفي الصراع بموجب إعلان جدة الموقّع بتاريخ 11 مايو 2023.

 

كما جدد أيضا رفض المملكة لأي خطوات أو إجراءات غير شرعية تتم خارج إطار عمل المؤسسات الرسمية لجمهورية السودان، قد تمسّ وحدته، ولا تعبّر عن إرادة شعبه الشقيق، بما في ذلك الدعوات إلى تشكيل حكومة موازية.

 

 

الأطراف المشاركة في الاجتماع التشاوري الرابع لتعزيز تنسيق مبادرات وجهود السلام بشأن السودان اتفق على الضرورة الملحة للتحرك على أعلى مستوى لمعالجة الحرب المستمرة في السودان.

 

 

 

 

 

 

وأكد المشاركون في اجتماع المجموعة الاستشارية التزامهم بوحدة السودان وسلامة أراضيه وسيادة شعبه، كما اتفقوا على ضرورة العمل الجماعي والمنسق لإسكات البنادق في السودان، واستعادة مسار الانتقال المدني، والتعامل العاجل مع مستقبل السكان المتضررين من الحرب، لا سيما النساء والشباب.

 

 

ووفقًا للبيان الختامي، ناقش المشاركون خلال ثلاث جلسات عمل محددة، سبل خفض التصعيد، والحوار المدني والسياسي، فضلًا عن ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية واحترام القانون الإنساني الدولي.

 

 

وأضاف البيان أن تكلفة التقاعس في السودان لا تتمثل فقط في تفاقم الوضع الإنساني الكارثي، الذي يُعدّ من أشد الأزمات الإنسانية وأوسعها تدميرًا من حيث النزوح في العالم، بل إن إعادة إعمار البنية التحتية المتضررة تتطلب جهدًا جماعيًا هائلًا. كما أن للحرب آثارًا أمنية وتنموية جسيمة على المنطقة بأسرها وما وراءها.

 

وتتألف المجموعة الاستشارية من خمس منظمات رئيسية متعددة الأطراف: الاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، وجامعة الدول العربية، والأمم المتحدة، بالإضافة إلى الدول الأعضاء التي ترأسها، وهي أنغولا، وجيبوتي، والعراق، إلى جانب الدول الراعية لمبادرات السلام، وهي: مصر، والمملكة العربية السعودية، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة. وقد عُقدت اجتماعات سابقة في كل من مصر، وجيبوتي، وموريتانيا.

الأزمة السودانيةالسودانالمملكة العربية السعودية

مقالات مشابهة

  • تحركات سعودية جادة لنفخ الروح في ملف الأزمة السودانية
  • نتنياهو يرى فرصة لتوسيع اتفاقات السلام بعد الحرب مع إيران
  • أمجد الشوا: غزة تمر حالياً بأسوأ كارثة إنسانية منذ قرون
  • الكرملين: ينبغي تذكير الولايات المتحدة بأنها الدولة الوحيدة التي استخدمت الأسلحة النووية
  • سليمان: النصر الحقيقي لمن يوقف الحرب ويقترح السلام
  • الفلاحي: المقاومة تركز على ضرب الآليات التي يصعب تعويضها خلال الحرب
  • مدبولي: استئناف ضخ الغاز للمصانع التي توقفت تأثرا بنقص الإمدادات
  • إيران تقيم جنازات لكبار القادة والعلماء الذين قتلوا في الحرب مع إسرائيل
  • من يحاول خطف نصر الجيش في السودان؟
  • كم كلفت الضربة الأمريكية التي أنهت الحرب بين إيران والاحتلال؟ (أرقام)