خطيب الصدريين: غـزة تُباد.. المسلمون بحاجة لجمع الكلمة
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
انتقد خطيب وإمام جمعة مسجد الكوفة، الشيخ محمد الوحيلي اليوم الجمعة، الصمت المطبق مقابل الإبادة في "غـزة هاشم" على يد الآلة الوحشية للكيان الصهيوني. وقال الوحيلي، خلال خطبة اليوم، "يُعَلِّمُنا رَسول الله (صلى الله عليه وآله) أنَّ على المُسلمِ أنْ يَشعر بارتباطِهِ بإخوانه المُسلمينَ في كُلِّ مَكانٍ مِنَ العالَم، فَيتألّم لآلامِهِم، ويَفرَح لأفراحِهِم، ويَبذل ما يَستطيع لِتَفريجِ كُرباتِهِم".
وأضاف: "ومِنْ مَظاهِرِ الاهتِمامِ بشؤونِ المُسلمينَ الشُعورُ بِهِم، والاهتِمامِ بِقضاياهُم، والجِهاد لِنُصرةِ ضُعَفائهم المَظلومينَ، أمّا عدم الاهتِمامِ ونَحنُ نَسمعُ صُراخَ المَظلومينَ، ونَرى ما يُعانونَهُ مِنِ انتِهاكٍ للحُرُماتِ، وما يَجِدونَهُ مِنِ ارتكابِ المَجـازِرِ بِحقِّهِم وتَهْجيرِهِم، فإنَّ ذلكَ لَيسَ مِنَ الإسلامِ في شَيءٍ".
وتابع: "واليَومَ نَجِدُ أهلُنا في غَـزَّةَ هاشِم يُبادونَ، ونَرى قَـتلَ النِساءِ والأطفالِ، ومَنع وصولِ أبسط ضَروراتِ الحَياةِ لَهُم، في مَشهَدٍ يَفطِرُ القَلبَ، فهناكَ نازِحونَ يَنتَظرونَ ما يُطفِئُ عَطَشَهُم، وأجسادٌ مُقَطَّعَة يَصعُب التَعرُّفُ عَليها، مُقابلَ صَمْتٍ مُطبِقٍ، في مَشْهَدٍ مُخْزٍ مِنَ التَخاذُلِ عَنِ الوقوفِ في وَجْهِ الآلَةِ الوَحشيةِ للكـيانِ الصهـيوني".
وأشار خطيب جمعة مسجد الكوفة إلى أن "هذا المَشْهَد العاجِز قابَلَهُ تَحرّكٌ لأمريكا لِمُساعَدَةِ العـدوانِ الصهـيوني، وإيصالِ الأسلِحَةِ والمعداتِ العَسكريةِ، وتَعاونِ أكثَر دول الغَرب، رَغْمَ أنَّ غَزّةَ وأهلَها ومقاوَمتها تَدفَع ثَمَن الدِفاعِ عَنْ مُقَدَّساتِ المُسلِمينَ".
وأكد: "إنَّ المسلمينَ اليَومَ بأمَسِّ الحاجَةِ إلى جَمْع الكَلِمَةِ، وتَوحيدِ الرأي، والابتعادِ عَنْ نَشرِ الشائـعات والأكـاذيب وما يُوجِبُ التَخـريب والفُرقة؛ لأنَّ ذلكَ يشل حَرَكَةَ المُجتمع، ويُوهِن البِناءَ، ويُضعِفُ الشَوكَةَ؛ لِمْا تَمر بِهِ الأمَّةُ الإسلاميةُ والعَربية مِنْ ظَرفٍ عَصيبٍ بِمواجَهَةِ العـدوان مِنْ كُلِّ جِهةٍ ومَكانٍ، وبأساليبَ وحَشيةٍ عَسكَرياً واقتِصادياً وفِكرياً".
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
ملتقى الجامع الأزهر: الأمة اليوم بحاجة لاستعادة تماسكها وتوحيد كلمتها
عقد الجامع الأزهر، أمس الثلاثاء، ملتقى «الأزهر للقضايا المعاصرة» تحت عنوان: «حرمة الدماء ووحدة الصف»، برعاية فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات د. محمد الضويني، وكيل الأزهر، وبإشراف د. عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، ومتابعة د. هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.
وشهد الملتقى حضور كلٍّ من: د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، ود. عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الرواق الأزهري، ود. ربيع الغفير، أستاذ اللغويات بكلية الدراسات الإسلامية والعربي بالقاهرة، وأدار اللقاء رضا عبد السلام، الإعلامي بإذاعة القرآن الكريم.
قال الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية: إنّ الله ﷻ خلق الإنسان من نفسٍ واحدة، ولم يخلق نفسًا من ذهب وأخرى من فضة، بل خلقنا جميعًا من ترابٍ واحد، وجعل حرمة النفس الإنسانية أصلًا ثابتًا في هذا الكون، فلا يجوز أن تُزهق إلا بالحق.
وأوضح الجندي أنّ تغليب النزعة المادية على الروحية يُفسد التوازن في شخصية الإنسان، ويحوّل المجتمعات إلى غابةٍ يقتل فيها القويّ الضعيف، لافتًا إلى أنّ رسالة النبي ﷺ جاءت لتعيد لهذا التوازن مكانته، فالإسلام وازن بين العنصرَين: المادة والروح، ليظلّ الإنسان في صورته الكاملة، لا تمثالًا جامدًا ولا طيفًا ضائعًا.
وأشار إلى أنّ سفك الدماء بلا حقّ يُعدّ من أعظم الجرائم التي تُنذر بانهيار الإنسانية، مؤكدًا أنّ الإسلام جاء ليؤسس لواقعٍ قوامه العدل والتسامح وصون النفس، وقدّم رسول الله ﷺ نموذجًا حيًّا لهذه القيم في أوقات السلم والحرب معًا.
من جانبه، قال الدكتور ربيع الغفير، أستاذ اللغويات بكلية الدراسات الإسلامية والعربية: إنّ من أقدار الله التي قدّرها على هذه الأمّة وقوع الفتن والاضطرابات، مؤكدًا أنّ ذلك ابتلاء يُغربِل الصفوف ويختبر الصدور، وليس دلالة على الهلاك أو الزوال، بل هو جزء من سنن الله الجارية في الأمم. واستشهد فضيلته بما رُوي عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما، حين رأى اقتتالًا بين المسلمين في أحد أسواق الشام، فعجب من قومٍ ربّهم واحد ونبيهم واحد وكتابهم واحد، يستحل بعضهم دماء بعض.
وأشار الدكتور الغفير إلى الحديث النبوي الشريف الذي قال فيه نبينا محمد ﷺ: «إن أمتي أمةٌ مرحومة، ليس عليها في الآخرة حساب ولا عذاب، إنما عذابها في الدنيا الزلازل والبلابل والفتن»، مبينًا أن هذه الابتلاءات هي امتحانات إلهية تُمحّص الأمة وتُعيدها إلى رشدها، لا سيّما حين تغيب بوصلة الاتحاد وتظهر نوازع العصبيات والتفرق.
وأوضح أنّ النبي ﷺ كان يحمل همَّ هذه الأمّة ليلًا ونهارًا، وكانت الآيات التي تصف بأس الله على الأمم تقضّ مضجعه، كما في قوله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا﴾، فلما سمعها بكى ﷺ وقال: «سألت ربي ألا يسلّط بعضهم على بعض فمنعنيها»، دلالةً على أنّ الفتنة الداخلية من أعظم ما يُبتلى به المسلمون، وأن الواجب على الأمة هو الاعتصام بحبل الله جميعًا، والتناصح والاجتماع، لا التناحر والتدابر.
وفي ختام الملتقى، أكد الإعلامي رضا عبد السلام، أن موضوع «حرمة الدماء ووحدة الصف» يُعدّ من أكثر القضايا إلحاحًا في ظل ما تمرّ به الأمة من تحديات جسام واستباحة لدماء أبنائها في مواضع شتى، مشيرًا إلى أنّ التفرّق والتنازع بين أبناء الأمة يُهيّئ بيئة خصبة لتكرار المآسي وتضاعف الابتلاءات، وهو ما يفرض ضرورة الوعي بخطورة المرحلة، واستدعاء معاني الأخوّة والوحدة التي دعا إليها الإسلام. وأنّ الأمة اليوم أحوج ما تكون إلى استعادة تماسكها الداخلي وتوحيد كلمتها، فالأجساد إذا تفرّقت ضعفت، وإذا اجتمعت اشتدّت.