ظهرت فكرة المراهنة منذ مئات السنين وهى أن يقوم عدد من الأشخاص بالرهان على مسابقة أو أمر ما، وتضع جزء من المال مع شخص آخر أو عدة أشخاص، وفى حالة الفوز يحصل الفائز على جميع المبالغ المالية التى تم الرهان عيها، أما الخاسر فلا يحصل على شىء، ورغم أن هذه المراهنات محرمة شرعاً، إلا أنها منتشرة فى كل مكان حتى فى بلداننا الإسلامية، بل إنها أصبحت أخطر مما نتخيل، وأقرب إلينا بشكل لا نتصوره، حتى تحولت إلى إدمان لدى عدد كبير من الشباب فى ظل تراجع الوعى الدينى والأخلاقى، وانشغال الأسر عن أبنائهم، وزادت مواقع وتطبيقات المراهنات على شبكة الإنترنت حتى أصبحت مقصداً لكثير من الشباب الذين أدمنوا مثل هذه المراهنات، خاصة فيما يتعلق بالرياضات المختلفة.

فمؤخراً زادت أعداد مواقع المراهنات بشكل كبير وأصبحت أحد أحدث أفات الشباب والمجتمع، وتقوم فكرة مواقع المراهنات على توقع نتائج مباريات رياضية سواء فى كرة القدم، أو الألعاب الأخرى مثل التنس وكرة السلة، وكرة اليد، للحصول على الأموال نتيجة التوقع الصحيح للنتيجة، وللاشتراك يقوم الشاب بدفع مبلغ مالى، وإذا حالفه الحظ وكان توقعه صحيحا يحصل على مبلغ مالى كبير يشمل ما قام بدفعه هو وغيره من المتسابقين، ورغم أن المراهنة والمقامرة ممنوعة بجميع اتحادات الألعاب الرياضية بما فيها الفيفا (الاتحاد الدولى لكرة القدم)، إلا أن هذه المراهنات تقام على قدم وساق وتنتشر فى جميع أنحاء العالم بما فيها مصر عبر شبكة الإنترنت.

 

يبدأ الموقع الشهير بالمراهنات بإعطائك مبلغاً بقيمة معينة واسمه المبلغ الترحيبى لكى يقوم بجذبك، هكذا بدأ إسلام حسن 25 عاماً فى حكى تجربته مع موقع المراهنات الأشهر فى مصر الذى كان سبباً فى خسارته لمبلغ 15 ألف جنيه، وقال إسلام إن الأمر يبدأ بتسجيل حساب بالبريد الإلكترونى وتنتظر رسالة التأكيد، وتبدأ فى شحن رصيدك عبر خدمة «الكاش» بأى شبكة محمول أوبفيزا البنك، ويمنحك مهلة نحو 24 ساعة لتصلك رسالة عبر البريد الإلكترونى تؤكد أنه تم إضافتك كلاعب فى المراهنات.

 

وأضاف: هناك عدة خيارات للمراهنة سواء مراهنة أحادية على مباريات محددة، أو أحداث معينة أو مراهنة بالقسيمة أى عدة مباريات تكون فى قسيمة واحدة، وعليك ان تختار نظام المراهنة وتدفع المبلغ المتفق عليه للموقع، وفى حالة توقع نتائج 7 مباريات صحيحة من إجمالى 10 مباريات يكسب المراهن نحو ثلاثة أضعاف المبلغ كمتوسط وفى حالات أخرى يصل المكسب إلى 15 ضعفاً، وللأسف الموقع متاح للجميع وله تطبيق شهير وهو منتشر فى كل الدوريات ومعظم دول العالم، ويمكن لأى شخص أن يقوم التسجيل عليه.

 

وأوضح أنك قد تحقق أرباحا فى البداية ولكن مع الوقت تبدأ فى خسارة رهاناتك لأنها مقامرة، ومع ذلك تجد نفسك تقوم بالمقامرة مرة أخرى وتخسر، وهنا يبدأ حلم التعويض بالمقامرة بمبلغ كبير لتعويض الخسائر، ولكن تكون النتيجة فى النهاية خسارة لأموالك بشكل كبير. 

وأشار إسلام إلى أن سبب دخوله لهذا الموقع هو مجموعة من أصدقائه الذين يلعبون بشكل جماعى واقنعوه بالمراهنة بمبلغ صغير فى البداية نحو 500 جنيه، ولكن بعد فترة وجدت نفسى أراهن بمبالغ كبيرة بعدما ربحت نحو 3 آلاف جنيه فى 10 أيام، قائلاً: «كانت أكبر مكاسبى من الدورى المصرى والإنجليزى اللذين أتابعهما بشكل جيد»، وأضاف: بعد ذلك بدأت فى الرهان بمبلغ أكبر حتى خسرت نحو 15 ألف جنيه، وقررت التوقف عن المراهنة بعد 3 أشهر من اللعب عبر التطبيق.

وبمجرد الدخول لبعض الجروبات الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعى بتطبيقات ألعاب المراهنات وجدنا كثيرين يشكون من خسارتهم الكبيرة من تطبيق المراهنات خاصة أن الأرباح التى يعرضها أصحاب مواقع المراهنات فى البداية تكون كبيرة جداً، وهو ما يرغب به المقامرون الراغبون فى الربح السريع، ولكن الخسارة بعد ذلك تكون أكبر.

وعبر هذه الجروبات أيضا وجدنا عدداً كبيراً من الشباب يتناقشون فى تكوين فرق مختلفة وتجميع الأموال بعضهم من بعض من أجل المراهنة على فرق وأحداث معينة، ويقومون بتقسيم بعضهم إلى مجموعات لتحقيق أرباح مشتركة، وفى هذه الحالات تكون المراهنات بمبالغ كبيرة لتحقيق أكبر مكسب، وتتم المراهنة فى معظم الدوريات وأهمها الدورى الإنجليزى والإسبانى والمصرى أيضاً، الذى يتميز بسهولة المراهنة عليه، ويؤكد عدد كبير من لاعبى المراهنات أنهم تعرضوا لخسائر كبيرة تصل إلى آلاف الجنيهات.

إقبال كبير

ويؤكد المهندس محمود نصر خبير تكنولوجيا المعلومات، أن تطبيقات وألعاب المراهنات أصبحت منتشرة بشكل كبير وأحد المواقع العالمية، أعلن عن أن مصر تحتل المركز الخامس فى أحد أشهر تطبيق للمراهنات الرياضية على مستوى العالم، وفى الفترة الأخيرة زاد إقبال الشباب خاصة متابعى الدوريات الأوروبية على تلك المواقع والتطبيقات.

وأضاف أن التسجيل فى التطبيق يتم من خلال رقم الهاتف ثم يقوم المستخدم بشحن محفظته للعب، ويتم وضع مبلغ الرهان ويقوم باستخدام وسائل الدفع عبر خدمة المحمول أوعبر بطاقته البنكية، مشيراً إلى أن الألعاب كلها تعتمد على التخمين فمنها على سبيل المثال توقع نتائج مباريات كأس العالم ودورى أبطال أوروبا والدورى الإنجليزى وهناك شباب كثيرون يقوم بالرهان على الدورى المصرى وهو متاح على منصات المراهنات المتاحة فى مصر، بالإضافة إلى ألعاب التنس وبطولات كرة السلة الأمريكية، وتقوم المنصة بعرض مكاسب مغرية على القسائم المجمعة للرهانات، والتى تضم مجموعة مباريات والتوقع الأكثر يكسب قسيمة بمبلغ كبيرويصل إلى مئات الآلاف من الجنيهات.

 وأوضح خبير المعلومات أن هذه المواقع والتطبيقات تعمل بشكل عادى وغير ممنوعة فى مصر، ولا توجد قوانين تمنع المراهنات أونلاين حتى هذه اللحظة، لذلك فهى متاحة للجميع.

عقوبة المتورطين

وأكد إيهاب الكومى عضو مجلس إدارةاتحاد كرة القدم فى تصريح خاص لـ«الوفد» أنه يجب ألا نسبق الأحداث، فحتى الآن لا توجد أدلة مادية على تورط أو تواجد لاعبين أو مسئولين فى هذه المراهنات، ولكن فى حالة ثبوت هذا وتورط أحد اللاعبين أو المسئولين أو المدربين فى مثل هذه المراهنات سنقوم بإيقافه عن ممارسة نشاط كرة القدم على الفور، ومن الممكن أن تصل العقوبة فى قضايا المراهنات إلى الشطب من اللعبة نهائياً، وهذا ليس قراراً من اتحاد الكرة المصرى فقط ولكنه قرار عالمى لأن عقوبات الفيفا تكون مشددة بشكل كبير فى تلك النقطة.

 

ويتفق مع هذا الرأى محمد بيومى خبير اللوائح والقوانين الرياضية، مشيراً إلى أن المراهنات محظور على لاعبى كرة القدم المشاركة فيها، وينطبق نفس الأمر على المسئولين والإداريين، لذلك لا يمكن لهؤلاء المشاركة فى هذه المراهنات خوفاً من العقوبات القاسية التى يفرضها الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا) عليهم، باعتبارهم عناصر مسئولة وحاسمة فى اللعبة، ويمكنهم التحكم فى نتائج ومصير المباريات ولا يمكن للاعب أو مسئول أن يدخل فى مراهنة تخص مباراة أو بطولة يشارك بها، منعا لحدوث أى تأثير غير قانونى على نتيجة المباراة، موضحاً أن هذا الأمر حدث فى عدة دول شهيرة مثل إيطاليا والتى تعد أكثر دولة أوروبية مشهور بفضائح المراهنات.

وأضاف خبير اللوائح الرياضية أن العقوبات تشمل الحرمان من ممارسة اللعبة لفترات طويلة تبدأ من 6 أشهر، وتصل إلى الحرمان من ممارسة اللعبة نهائياً والشطب إذا تم ثبوت ذلك، وبالنسبة لعقوبات الأندية فمن الممكن أن تصل إلى هبوط النادى إلى الدرجة الأدنى وهو ما حدث فى فضيحة «الكالتشيو بولى» عام 2006 فى إيطاليا.

جريمة

وأكد محمود حسين رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، أن القانون يمنع المقامرة نهائياً ولكن ألعاب المراهنات التى تكون عبر التطبيقات أو الإنترنت من الممكن تندرج تحت فكرة الجرائم الإلكترونية خاصة مع انتشارها فى الفترة الأخيرة وهى ظاهرة سلبية إلى حد كبير، وانتشرت بين الشباب ومعظمهم فى سن صغير وبالتأكيد هذه الظاهرة، سوف نحاول أن نقوم بإدراجها فى توصيات مناقشات لجنة الشباب والرياضة، ومن الممكن مناقشتها مع لجان أخرى مثل الاتصالات واللجنة الدينية والتشريعية، للتصدى لتلك الظاهرة خاصة أنها تستهدف عدداً كبيراً من المواطنين ومعظمهم شباب صغير يبحث عن المكسب السهل السريع، ولكنها فى النهاية تؤدى إلى الخسارة.

 

 

المرض والعلاج

وأوضح جمال فرويز استشارى الطب النفسى، أن انتشار ظاهرة المراهنات والألعاب بإيداع أموال يعود بشكل كبير إلى غياب الوازع الأخلاقى وغياب القيم فى الفترة الأخيرة، ويعود ذلك إلى تراجع دور الأسرة، وانشغال كثير من الآباء عن أبنائهم ما يضطرهم إلى البحث عن الكسب والثراء السريع عبر المراهنات، خاصة أن معظم الشباب فى سن صغير تبحثون عن أنشطة يقومون بها فى أوقات الفراغ، ومن هنا يبدأ التنافس سواء مع الأصدقاء أومع الآخرين عبر الإنترنت، وتأتى فكرة المراهنة بغرض الدعابة أوالتسلية ولكنها تقودهم إلى مساوئ خطيرة.

وأشار استشارى الطب النفسى إلى أن كثيراً من الأطفال يشاركون فى هذه المراهنات رغم أن القوانين تمنع من هم أقل من 18 عاماً فى التسجيل، ولكنهم يتحايلون لتسجيل الدخول إلى هذه المنصات، خاصة مع سهولتها، ولكن التورط فى مثل هذه المراهنات يترك لديهم أثر نفسى ويعرضهم لضغط عصبى كبير خاصة مع خسارتهم للأموال المرتهن بها، مما قد يضطرهم إلى الاستدانة من أصدقائهم أوأهلهم لتعويض الخسارة، وقد تصل الظروف بالشاب إلى السرقة أوارتكاب الجرائم للقيام بالمراهنة وتعويض خسارتهم رغم أنها محرمة شرعاً.

ويطالب فرويز بضرورة وجود متابعة من الآباء لأبنائهم بشكل دورى والتحدث معهم بشكل ودى ودون عنف، حتى فى حالة اكتشافهم للمشاركة فى مثل هذه الألعاب، حيث يجب التحدث معهم وعدم الانفعال والعصبية، حتى يقتنعوا بأنها ضرر لهم وفى الحالات القصوى يجب عرضهم على طبيب نفسى لمساعدتهم على ترك تلك العادة السيئة التى انتشرت بشكل كبير فى الفترة الأخيرة، وأصبحت آفة كبيرة فى مجتمعنا بسبب تأثيرها السلبى على الشباب.

قمار

من ناحية أخرى أكد الدكتور أحمد كريمة استاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن القرآن الكريم تصدى بشكل واضح وصريح لفكرة المراهنات وهى شكل من أشكال القمار وهى محرمة تحريم بيٍن، وذلك لما جاء بقول الله تعالى فى القرآن الكريم: {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون} (المائدة:90)، وقال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم} (النساء: 29).

وهنا نص الآيات صريح ولذلك فالمراهنة والمقامرة حرام شرعا حتى لو على سبيل الدعابة أو الفراغ أوالتجربة، لأنه حتى لو ربحت منها فى البداية فستكون النهاية سيئة ولذلك تم تحريمها نهائياً.

ومن الناحية القانونية يعاقب القانون المصرى على ألعاب القمار والمراهنات حيث تنص المادة 352 من قانون العقوبات على أن كلاً من أعد مكاناً لألعاب القمار وهيأه لدخول الناس فيه يعاقب هو وصيارف المحل المذكور بالحبس وبغرامة لا تجاوز ألف جنيه وتضبط جميع النقود والأمتعة فى المحلات الجارى فيها الألعاب المذكورة ويحكم بمصادرتها.

كما نصت المادة 353 من الفصل الخاص بأحكام ألعاب القمار واليانصيب بقانون العقوبات رقم 73 لسنة 1957 على أن «يعاقب بهذه العقوبات أيضا كل من وضع للبيع شيئاً فى النمرة المعروفة باللوتيرى دون إذن الحكومة وتضبط أيضاً لجانب الحكومة جميع النقود والأمتعة الموضوعة فى النمرة.

ومؤخراً أجرى المجلس الوطنى الأمريكى مراجعة لأكثر من 180 دراسة وتقريراً حول الصلة بين المراهنات الرياضية وإدمان القمار، وخلصت المراجعة إلى أن «الأبحاث الحديثة تشير إلى أن مشاكل المقامرة قد تزداد مع نمو المقامرة فى الرياضة، فى نفس الوقت الذى تتطور فيه تقنيات الأجهزة المحمولة والإنترنت لخلق أنواع غير محدودة، وبين عامى 2007 و2017، تضاعفت المراهنات الرياضية الخيالية أربع مرات فى الولايات المتحدة وهو ما دفع المحكمة العليا الأمريكية للحظر الفيدرالى على المراهنات الرياضية فى معظم الولايات الأمريكية عام 2018.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: يصيب الشباب أمريكا تجتاح مصر هذه المراهنات فى البدایة بشکل کبیر کرة القدم من الممکن فى الفترة مثل هذه فى حالة فى هذه إلى أن

إقرأ أيضاً:

وزير الصحة يتسلم شهادة الصحة العالمية بالسيطرة على فيروس B

كتب - أحمد جمعة:

تسلّم الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، شهادة دولية من منظمة الصحة العالمية، توثق نجاح الدولة المصرية في تحقيق الهدف الإقليمي للسيطرة على مرض الالتهاب الكبدي الفيروسي من النوع "B"، لتصبح بذلك أول دولة في إقليم شرق المتوسط تبلغ هذا المستوى من السيطرة، في خطوة وُصفت بالبارزة على المستويين الإقليمي والدولي.

وبحسب بيان، جاء ذلك خلال فعاليات الاحتفال بإعلان مصر أول دولة تبلغ المستوى الإقليمي للسيطرة على مرض الإلتهاب الكبدي الفيروسي B ، حيث أكد الوزير في مستهل كلمته أن الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تضع الملف الصحي في صدارة أولوياتها، انطلاقاً من رؤية وطنية طموحة تستند إلى ترسيخ مفاهيم الأمن الصحي، وتوطين صناعة الأدوية واللقاحات.

حضر الاحتفالية الدكتور عمرو قنديل والدكتورة عبلة الألفي نائبا وزير الصحة، والدكتور أحمد طه رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، إلى جانب ممثلين عن الشركاء الدوليين والمؤسسات الصحية الوطنية.

وقال نائب رئيس الوزراء وزير الصحة والسكان، إن هذا الإنجاز يشكل محطة تحول فارقة في مسيرة النظام الصحي المصري، ويعكس التزام الدولة الراسخ بكافة مؤسساتها لحماية صحة المواطن وتعزيز الوقاية والتغطية الصحية الشاملة، مضيفًأ أن الالتهاب الكبدي الفيروسي B لا يزال يمثل أحد أبرز التحديات الصحية عالمياً، بالنظر إلى تداعياته الخطيرة إذا لم يُكافَح، لافتاً إلى أن منظمة الصحة العالمية قد وضعت هدفاً للقضاء عليه بحلول عام 2030.

معدل انتشار الفيروس في الفئات العمرية تحت سن 60 عاماً انخفض بنسبة 15%

واستعرض الوزير جهود وزارة الصحة ممثلةً في قطاع الطب الوقائي منذ عام 2008 وحتى 2024، مشيراً إلى أن معدل انتشار الفيروس في الفئات العمرية تحت سن 60 عاماً انخفض بنسبة 15% مقارنة بعام 2015، بينما تراجعت نسب الإصابة بين الأطفال دون العاشرة بمقدار 50%، لتبلغ النسبة بين من هم دون سن الخامسة أقل من 1%، حسب نتائج المسوح القومية.

وأشار إلى ما حققته مصر في مجال مكافحة الأمراض المستهدفة بالتطعيم، إذ حصلت البلاد على الإشهاد الدولي بخلوها من شلل الأطفال، بالإضافة إلى النجاح في القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية ومتلازمة الحصبة الألمانية الخلقية والتيتانوس الوليدي والدفتيريا، ولفت إلى أن هذه الإنجازات تتكامل مع ما يبذله القطاع الوقائي من جهود في مكافحة الفيروسات الكبدية، عبر أنشطة الترصد والرصد المعملي ومكافحة العدوى.

وأوضح عبدالغفار أن البرنامج الموسع للتطعيمات يُعد من الركائز الأساسية في تحقيق هذا الإنجاز، بفضل تغطيته المرتفعة وتخطيطه المنهجي وتكامله بين الفرق المركزية والميدانية، حيث فاقت نسبة التغطية التطعيمية 95%، كما جرى تحديث البنية التحتية للتطعيمات من خلال التحول الرقمي وميكنة الإجراءات، ما أتاح اتخاذ قرارات مستندة إلى بيانات لحظية دقيقة، وساهم في رفع معدلات الوصول للخدمة وتقليل الفاقد وتحقيق العدالة الصحية، إلى جانب تطوير سلسلة التبريد ورفع كفاءة العاملين.

وأشار إلى أن جهود الدولة تركزت على إتاحة التطعيم ضد فيروس B مجاناً لكل المواليد في مصر، من المصريين وغير المصريين، مع توفير جرعة الميلاد خلال الساعات الأولى من عمر الطفل، وتقديم الأمينوجلوبيولين المناعي للمواليد من أمهات يحملن الفيروس، لحمايتهم من العدوى.

ولم تقتصر جهود الوزارة على الأطفال، بل امتدت لتشمل الفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل الفرق الطبية، والمخالطين للحالات المصابة، ومرضى الغسيل الكلوي، والمصابين بفيروس نقص المناعة، وأكد الوزير أن اعتماد هذا النهج الوقائي المتكامل مثل حجر الزاوية في تحقيق هذا الإنجاز، مضيفاً أن الوزارة حرصت على التعاون مع الشركاء لتأسيس التحالف المصري لمصنعي اللقاحات (EVMA)، كخطوة استراتيجية لضمان الاكتفاء الذاتي واستدامة التوريد وتعزيز التصنيع الحيوي الوطني.

وأشار الوزير إلى أن هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا الجهود الجماعية والتنسيق المحكم بين الشركاء، من فرق العمل داخل الوزارة إلى منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الدولية الداعمة، معتبراً أن التجربة المصرية تمثل نموذجاً ناجحاً في تكامل الإرادة السياسية مع الدعم الفني والمؤسسي، وأن العمل الجماعي والتخطيط الاستراتيجي والالتزام الوطني قادرون على تحويل التحديات إلى إنجازات واقعية.

واختتم عبدالغفار كلمته بتوجيه الشكر والتقدير إلى العاملين في قطاع الطب الوقائي بكافة محافظات الجمهورية، وإلى جميع الشركاء المحليين والدوليين الذين ساهموا في هذا الإنجاز، واصفاً إياه بأنه مصدر فخر لكل مواطن مصري.

مصر تخفض معدل انتشار فيروس بي لدى الأطفال ممن تبلغ أعمارهم خمس سنوات

من جهتها، هنّأت الدكتورة حنان بلخي، الممثل الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، الدولة المصرية على هذا الإنجاز، وتحقيق الهدف الإقليمي للسيطرة على الإلتهاب الكبدي الفيروسي بي، مؤكدةً أن مصر تمتلك كفاءات بشرية مؤهلة للمنافسة عالمياً، موضحة أن لجنة التحقق الإقليمية خلصت إلى أن مصر حققت المؤشرات الرئيسية المستهدفة، وعلى رأسها، خفض معدل انتشار الفيروس لدى الأطفال ممن تبلغ أعمارهم خمس سنوات فما فوق إلى أقل من 1%، وتحقيق تغطية تتجاوز 90% بالجرعة الثالثة من اللقاح لأكثر من عشر سنوات، و90% للجرعة الوليدة على مدى خمس سنوات.

من جانبه، أشاد الدكتور هشام ستيت، رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي، بهذا الإنجاز، مؤكداً أنه لم يكن ليتحقق لولا دعم القيادة السياسية وتكامل مؤسسات الدولة، وعلى رأسها وزارة الصحة، التي وضعت ملف مكافحة الفيروسات الكبدية في صدارة أولوياتها الاستراتيجية، محققًة نجاحات متعاقبة، مشيرًا إلى أن الهيئة ساهمت بدور فعال عبر تأمين اللقاحات والمستلزمات الطبية وفق أعلى معايير الشفافية والكفاءة.

وأضاف ستيت أن التجربة المصرية تثبت أن التكامل المؤسسي هو السبيل الأمثل لتحقيق الأهداف الصحية القومية، مشيراً إلى أن هذا الإنجاز لا يمثل تقدماً طبياً فحسب، بل التزاماً أخلاقياً وإنسانياً تجاه صحة المواطن.

أما الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، فأوضح أن التقدم الذي أحرزته البلاد في هذا الملف يأتي ثمرة للالتزام الكامل بتبني الاستراتيجيات العالمية للصحة العامة، وفي مقدمتها الوقاية بالتطعيم، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، وأكد أن الهيئة ساهمت بدور كبير في تحقيق هذا الإنجاز من خلال ضبط وحوكمة العمليات التنظيمية الخاصة بتوفير اللقاحات، وتوطين إنتاجها بالشراكة مع كيانات محلية ودولية، تعزيزاً للأمن الدوائي والاكتفاء الذاتي.

بدوره، أشاد الدكتور نعمة عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، بجهود الدولة المصرية في الارتقاء بالصحة العامة والاستثمار في رأس المال البشري، مؤكداً أن مصر تستحق هذا التقدير كونها أول دولة في الإقليم تحقق هذا الهدف، بفضل ما تمتلكه من إمكانيات ومهارات قوية في المجال الصحي.

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

خالد عبدالغفار مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان منظمة الصحة العالمية مرض الالتهاب الكبدي الفيروسي عبد الفتاح السيسي

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة الرئيس السيسي يستقبل وزير خارجية إيران.. وبيان رئاسي بالتفاصيل أخبار بعد عقود من "الرعب".. وزير الصحة يتحدث عن إنجاز السيطرة على الفيروسات الكبدية أخبار وزير الصحة: متوسط عمر السيدات في مصر يصل إلى 73 عامًا أخبار الصحة: خفّض معدلات انتشار فيروس "بي" بين الأطفال لأقل من 0.1% أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

وزير الصحة يتسلم شهادة الصحة العالمية بالسيطرة على فيروس B

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

قفزة في سعر الذهب اليوم بمصر بمنتصف تعاملات الاثنين حبس سنة وغرامة 10 آلاف جنيه.. عقوبات ذبح الأضاحي خارج المجازر الطريق تحول إلى نار.. تصادم مروع بين سيارة مواد بترولية وأخرى بطريق الواحات | صور مصري الجنسية وهتف فلسطين حرة.. كشف هوية منفذ هجوم كولورادو الأمريكية- صور 27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • الصحة: توفير الطعوم للمتعافين من فيروس الالتهاب الكبدى سى
  • وزير الصحة يتسلم شهادة الصحة العالمية بالسيطرة على فيروس B
  • طارق رسلان: التغيرات المناخية أثرت بشكل كبير علي المحاصيل الزراعية
  • السريري: الحكومة المقبلة يجب أن تكون مصغّرة وتشرف فقط على الانتخابات
  • عاجل | ستارمر: تهديد روسيا لا يمكن تجاهله والمملكة المتحدة يجب أن تكون مستعدة
  • خبط فيه.. طالب ثانوي يصيب زميله بآلة حادة داخل مدرسة بكرداسة
  • ورم دماغ عدواني يصيب الأطفال تتعاون خلاياه لتنمو وتبقى
  • تحرير 939 مخالفة ملصق إلكترونى خلال 24 ساعة
  • موقع عالمي : صاروخ يمني كاد أن يصيب برج المراقبة في مطار بن غوريون
  • تقرير سري.. إيران رفعت تخصيب اليورانيوم بشكل كبير