جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-21@05:37:42 GMT

الكتاب يُقرأ من عنوانه

تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT

الكتاب يُقرأ من عنوانه

 

 

يعقوب بن محمد بن غنيم الرحبي **

رسالتي إلى أولئك الذين يصعدون على المنابر وإلى أولئك الذين يسعون إلى الشهرة عبر قنوات التواصل الاجتماعي وإلى الذين يُعَلِّمُونَ الطُلاب، المُعلمين منهم والمُربين وأولئك الذين يطلقون على أنفسهم بالدعاة.

أولًا: علينا أن نتحدَّث عن ما يُعقل ونُحدث بما يُعقل وأن نُقدِم مُحتويات ثقافية، علمية، أدبية وفكرية، رسالة ترتقي بعقل الإنسان وتنور فكره وبصيرته، ونرفض التقليد في الموروث من أجل كسب الرأي العام، فإن رِضي الضمير مُقدم على رِضا الآخرين، وكما يقول بعض الفقهاء (إذا تعارض النَّص مع المصلحة قُدمت المصلحة على النص)، وكما يُقال أيضًا (درء المفاسد مُقدم على جلب المصالح).

ثانيًا: الكلمة أمانة فعلينا أن نكون صادقين في نقل المعلومة والمعرفة إلى المجتمع ونرفض الإملاءات فإنَّ الموروث الديني يحتاج إلى تمحيص أي إلى تحقيق حتى نستطيع التحدث عنه، ليس كما يفعل الكثير بالنقل والتقليد، فعلينا أن نُحرر العقل من عبودية التقليد والتبعية. هناك قاعدة تقول: (إذا تمرد الفكر تحرر الإنسان) فبدأ يُفكر بعقله لا بعقل غيره وإذا تحرر الإنسان لا شك سيُبدع وسيضع بصمةً تاريخيةً وحضاريةً تُصْبِح نقلةً نوعيةً للأمة، يقول المُفكر الإسلامي محمد شحرور (كُلما تعلم الإنسان زادت حُريته وكلما زادت حُريته زادت إنسانيته وكلما زادت إنسانيته زاد اقترابه من ربه).

ثالثًا: رُبما البعض أطلع مُؤخرًا على محتوى أُطلق عليه "سمت وسنع" بإحدى ولايات السلطنة، طبعًا دون تعليق، الكتاب يُقرأ من عنوانه كما يقال مع احترامنا الشديد لِكُلِ إنسان يُقدِم شيئًا للمجتمع، لكن السؤال المطروح إلى صاحب البرنامج هل نتج عن هذا البرنامج معرفةً علمية؟ أو تعلم الطلاب اختراعًا أو اكتشافًا أو أدى ذلك إلى معرفة الطريق للبحث العلمي؟

كان من الأحرى على القائم بهذا المحتوى أو البرنامج أن يطلق عليه (فكر واكتشف أو فكر واخترع أو على الأقل تدبر)، لكن للأسف الشديد لم يكُن ذلك، لأن كُل إناء بما فيه ينضح. هل مثل هذه البرامج ستحقق أُمنيات ومستقبل أبنائنا الطلبة الموهوبين والطموحين؟ وفق هذه الثورة العلمية التي تأتينا من الغرب الذي يطلق عليه الفقهاء المجتمع الكافر، وهم أساسًا لا يستطيعون أن يطلقون عليه المجتمع الفاشل لأنهم يعرفون جيدًا من هو الفاشل الحقيقي.

أتمنى من المسؤولين في وزارة التربية والتعليم أن لا يسمحوا لمثل هؤلاء أن يكون الطلاب بين أيديهم؛ بل يجب أن يتولى أمر الطلبة ويدير شؤونهم المعلمون والمعلمات المتخصصون والتربويون الذين هم تحت إشراف الوزارة، وكنا نتمنى من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أن تضع برامج وضوابط للمراكز الصيفية للطلاب والطالبات في الولايات، وفق منهجية علمية يستفيد من خلالها الطلاب بالتنسيق مع المعاهد والمدارس الخاصة والكليات خلال العطلة الصيفية.

** كاتب وقاص عُماني

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

كوابيس في الكواليس.. إصدار جديد من هيئة الكتاب لـ سعد الدين وهبة

أصدرت وزارة الثقافة، ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، مسرحية "كوابيس في الكواليس" للكاتب الكبير سعد الدين وهبة، ضمن إصدارات سلسلة "أدباء القرن العشرين"، التي تهدف إلى إعادة إحياء تراث كبار المبدعين المصريين وتعريف الأجيال الجديدة بإبداعاتهم المؤثرة.

تبدأ المسرحية بمقدمة "غير منطقية" عمدًا، حيث يقدم وهبة نفسه داخل النص بوصفه مؤلفًا وممثلًا في الوقت ذاته، في محاولة لخلق تداخل متعمد بين الواقع والخيال، بين المؤلف الحقيقي والمؤلف المسرحي، وبين الكواليس وما يُعرض على الخشبة. هذا الكسر للجدار الرابع يُعد عنصرًا أساسيًا في النص، إذ يُشرك الجمهور منذ اللحظة الأولى في اللعبة المسرحية، ويجعلهم طرفًا في الحدث وليس مجرد متفرجين.

قسّم وهبة المسرحية إلى ثلاثة فصول متكاملة: الفصل الأول يعرض كواليس كتابة النص المسرحي، والفصل الثاني يتناول مرحلة تنفيذ العرض على خشبة المسرح، أما الفصل الثالث فيناقش كيفية تلقي الجمهور والنقاد للعمل المسرحي والحكم على نجاح المؤلف من عدمه.

وتأتي هذه البنية كجزء من فكرة أوسع أراد بها المؤلف تقديم ما يشبه "السيرة الذاتية الكوميدية"، حيث يسخر من كل عناصر العملية المسرحية، بل ويتجاوز ذلك إلى الصحافة والنقد أيضًا، في عمل يمكن اعتباره توثيقًا ساخرًا لمعاناة الفنان وسط منظومة متشابكة من الأدوار والتوقعات.

تعكس "كوابيس في الكواليس" قدرة سعد الدين وهبة على اللعب بين الجدية والهزل، الحقيقة والوهم، ليطرح أسئلة عميقة حول الإبداع، والرقابة، وتقدير الفن في المجتمع. ويُعد هذا الإصدار إضافة مهمة لمسيرة الكاتب، الذي ترك بصمة واضحة في المسرح المصري والعربي.

هذه المسرحية تم عرضها على المسرح القومي في مايو 1967، وكانت من إخراج كرم مطاوع، وتمثيل كل من: شفيق نور الدين، عبد الرحمن أبو زهرة، عبد السلام محمد، توفيق الدقن، عباس فارس، رجاء حسين، عبد المنعم إبراهيم.

طباعة شارك وزارة الثقافة الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور أحمد بهي الدين كوابيس في الكواليس سعد الدين وهبة

مقالات مشابهة

  • جامعة الإسكندرية تشكل لجنة لتطوير قاعات التدريس وتوعية الطلاب بمخاطر الهجرة غير الشرعية
  • في السجون والبحار.. كم عدد الذين اختفوا خلال الحرب السورية؟
  • إلى الذين أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ
  • ‏الخارجية البريطانية تستدعي السفير الإيراني في لندن بسبب الإيرانيين الثلاثة الذين اعتقلتهم السلطات بتهم تتعلق بالأمن القومي
  • نمو استثمارات الأصول الثابتة في الصين بـ 4% خلال 4 أشهر
  • تأهيل 100 موجه طلابي للتعامل مع اكتئاب الطلاب في الشرقية
  • د. نزار قبيلات يكتب: التسامح في التواصل الرقمي
  • كل ما تحتاج معرفته عن رسوم كتب الكتاب ومصاريف عقد ‏القران 2025‏
  • يوم علمي بكلية علوم الملاحة وتكنولوجيا الفضاء «بجامعة بني سويف الأهلية»
  • كوابيس في الكواليس.. إصدار جديد من هيئة الكتاب لـ سعد الدين وهبة