أصدرت وزارة الثقافة، ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، مسرحية "كوابيس في الكواليس" للكاتب الكبير سعد الدين وهبة، ضمن إصدارات سلسلة "أدباء القرن العشرين"، التي تهدف إلى إعادة إحياء تراث كبار المبدعين المصريين وتعريف الأجيال الجديدة بإبداعاتهم المؤثرة.

تبدأ المسرحية بمقدمة "غير منطقية" عمدًا، حيث يقدم وهبة نفسه داخل النص بوصفه مؤلفًا وممثلًا في الوقت ذاته، في محاولة لخلق تداخل متعمد بين الواقع والخيال، بين المؤلف الحقيقي والمؤلف المسرحي، وبين الكواليس وما يُعرض على الخشبة.

هذا الكسر للجدار الرابع يُعد عنصرًا أساسيًا في النص، إذ يُشرك الجمهور منذ اللحظة الأولى في اللعبة المسرحية، ويجعلهم طرفًا في الحدث وليس مجرد متفرجين.

قسّم وهبة المسرحية إلى ثلاثة فصول متكاملة: الفصل الأول يعرض كواليس كتابة النص المسرحي، والفصل الثاني يتناول مرحلة تنفيذ العرض على خشبة المسرح، أما الفصل الثالث فيناقش كيفية تلقي الجمهور والنقاد للعمل المسرحي والحكم على نجاح المؤلف من عدمه.

وتأتي هذه البنية كجزء من فكرة أوسع أراد بها المؤلف تقديم ما يشبه "السيرة الذاتية الكوميدية"، حيث يسخر من كل عناصر العملية المسرحية، بل ويتجاوز ذلك إلى الصحافة والنقد أيضًا، في عمل يمكن اعتباره توثيقًا ساخرًا لمعاناة الفنان وسط منظومة متشابكة من الأدوار والتوقعات.

تعكس "كوابيس في الكواليس" قدرة سعد الدين وهبة على اللعب بين الجدية والهزل، الحقيقة والوهم، ليطرح أسئلة عميقة حول الإبداع، والرقابة، وتقدير الفن في المجتمع. ويُعد هذا الإصدار إضافة مهمة لمسيرة الكاتب، الذي ترك بصمة واضحة في المسرح المصري والعربي.

هذه المسرحية تم عرضها على المسرح القومي في مايو 1967، وكانت من إخراج كرم مطاوع، وتمثيل كل من: شفيق نور الدين، عبد الرحمن أبو زهرة، عبد السلام محمد، توفيق الدقن، عباس فارس، رجاء حسين، عبد المنعم إبراهيم.

طباعة شارك وزارة الثقافة الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور أحمد بهي الدين كوابيس في الكواليس سعد الدين وهبة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وزارة الثقافة الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور أحمد بهي الدين سعد الدين وهبة سعد الدین وهبة

إقرأ أيضاً:

ضحايا الكواليس.. نجوم أطاحت بهم الغيرة قبل أن يُسدل عنهم الستار

 

في عالم الفن، لا تُحسم المعارك دائمًا أمام الكاميرات، فخلف الكواليس تدور حروب صامتة لا تقل قسوة عن الأضواء. حروب يكون أبطالها فنانين موهوبين، دفعوا ثمن الغيرة المهنية، أو تصفية الحسابات، أو تدخلات نافذين، ليجدوا أنفسهم فجأة خارج المشهد، رغم نجاحهم الجماهيري وقدرتهم على خطف الأضواء.

حين تتحول الغيرة إلى سلاح إقصاء

الغيرة في الوسط الفني ليست جديدة، لكنها في كثير من الأحيان تتجاوز حدود المنافسة الشريفة، لتتحول إلى أدوات ضغط تُمارس على المنتجين والمخرجين، أو حملات تشويه غير معلنة، تضع الفنان في خانة غير المرغوب فيه، دون أسباب فنية حقيقية.

آثار الحكيم.. نجم تراجع بفعل الصدامات

الفنان آثار الحكيم كانت واحدة من الوجوه التي فرضت حضورها بقوة في التسعينيات، قبل أن يختفي اسمها تدريجيًا. ورغم تصريحاتها المتكررة بأن قرار الابتعاد كان شخصيًا، إلا أن كواليس عديدة أشارت إلى خلافات وصدامات داخل الوسط، ساهمت في تقليص فرصها وإبعادها عن أدوار كانت مرشحة لها.

حورية فرغلي.. الجمال الذي أثار الحساسية

الفنانة حورية فرغلي واجهت واحدة من أكثر فترات التهميش قسوة، خاصة بعد أزماتها الصحية. ورغم تعاطف الجمهور معها، تحدثت حورية في أكثر من مناسبة عن استبعادها من أعمال، وذهاب أدوارها لفنانات أخريات، مشيرة إلى أن الغيرة والشللية لعبتا دورًا في تغييبها عن الساحة لفترة طويلة.

منة شلبي وبدايات الصدام غير المعلن

في بداياتها، واجهت منة شلبي حسب مقربين محاولات لإقصائها من بعض الأدوار بسبب اختلافها وجرأتها في الاختيار، وهو ما اعتبره البعض تهديدًا مباشرًا لنجومية أسماء أخرى. إلا أن تمسكها بخياراتها ودعم بعض المخرجين أنقذ مسيرتها من التوقف المبكر.

رانيا يوسف.. الجرأة التي دفعت الثمن

الفنانة رانيا يوسف لم تدفع فقط ثمن اختياراتها الجريئة، بل ثمن حساسيات داخل الوسط، حيث تحدثت صراحة عن تضييق فرص العمل عليها في فترات معينة، بسبب خلافات ومواقف خلف الكاميرا، وليس بسبب ضعف فني أو تراجع جماهيري.

رجال في مرمى الإقصاء

الأمر لا يقتصر على الفنانات فقط، فالفنان كريم عبدالعزيز مرّ بفترة غياب ملحوظة في بداياته، قبل أن يعود بقوة، وسط أحاديث عن صراعات غير معلنة ومحاولات لتجميد حضوره خشية صعوده السريع. كما عانى الفنان محمد سعد في مرحلة ما من حصره في قالب واحد، نتيجة حسابات تجارية وخوف بعض الأطراف من كسر المعادلة السائدة.

الشللية.. كلمة السر

يتفق كثيرون داخل الوسط على أن «الشللية» تظل العامل الأخطر، حيث تُدار الترشيحات أحيانًا بمنطق العلاقات لا الموهبة، ما يؤدي إلى تهميش أسماء قادرة على الإبداع، مقابل الدفع بوجوه مكررة لا تضيف جديدًا.

الجمهور كلمة الفصل

رغم كل ما يحدث خلف الكواليس، يبقى الجمهور هو الحكم الحقيقي. فالتاريخ أثبت أن الموهبة الصادقة قادرة على العودة مهما طال الغياب، وأن من غُيّبوا ظلمًا يجدون طريقهم مجددًا، ولو بعد حين.

مقالات مشابهة

  • هيئة الدواء: إصدار نحو 700 ترخيص وتشغيل جديد لمؤسسات ومصانع ومستودعات
  • ضحايا الكواليس.. نجوم أطاحت بهم الغيرة قبل أن يُسدل عنهم الستار
  • المؤلفون الأوائل بين النقل والانتحال
  • مجمع البحوث يعلن إصدار جديد بمعرض الكتاب"دليل السالك إلى مالك الممالك"
  • أهلًا بكم في المسرحية الإعلامية الكبرى
  • بروتوكول تعاون بين هيئة الكتاب وقصور الثقافة لتوسيع منافذ بيع الإصدارات بالمحافظات
  • تعاون بين هيئة الكتاب وقصور الثقافة لتوسيع منافذ بيع الإصدارات بالمحافظات
  • ناصر القصبي يؤكد في الحفل الختامي لمهرجان المونودراما أهمية تعزيز الحراك المسرحي السعودي
  • هيئة الكتاب تصدر جزءًا جديدًا من «تاريخ الدول والملوك» لابن الفرات ضمن سلسلة التراث الحضاري
  • مكتبة الإسكندرية تحتفي بمئوية المفكر مراد وهبة بندوة “الصوت الحاضر”