مخاوف تقسيم السودان حاضرة .. الإدارة المدنية بجنوب دارفور خطوة ثانية في طريق التشتت
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
في خطوة ثانية تُعزز مخاوف تقسيم السودان أكدت الإدارة المدنية لولاية جنوب دارفور غربي السودان التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع أن ماتم من تأسيس إدارة مدنية بالولاية أتى بالتوافق بين الكونات المحلية إستناداً على القانون الدولي.
تقرير ــ التغيير
وكان قد أسس الدعم السريع إدارة مدنية في ولاية جنوب دارفور التي يسيطر عليها حالياً، وتم تشكيل الإدارة المدنية عبر لجنة مُكلفة من قيادة قوات الدعم السريع بتشكيل الساعية لتأسيس إدارات مدنية في ولايات جنوب وغرب ووسط وشرق دارفور وفي مناطق سيطرتها أسوة بما حدث في ولاية الجزية التي شهدت تشكيل أول إدارة مدنية من قبل الدعم السريع.
و قال رئيس الإدارة المدنية بولاية جنوب دارفور غربي السودان، الزين أحمد الحاج في تصريحات صحفية إن الإدارة المدنية التي تكونت حديثاً بالولاية تكونت بالتوافق، واستناداً على القانون الدولي، بما في ذلك “اتفاقيات جنيف الأربعة”.
وسبق أن أعلنت «قوات الدعم السريع» في مارس الماضي تأسيس إدارة مدنية لولاية الجزيرة في وسط السودان، مكونة من 31 عضواً، ويترأسها صديق أحمد، وذلك بعدما عمت الفوضى الولاية كثيفة السكان، منذ أن سحب الجيش قواته من ود مدني في 18 ديسمبر الماضي، وسيطرت عليها «قوات الدعم السريع».
وضمت اللجنة أكثر من 70 عضوًا و عقدت سلسلة من اللقاءات بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، عبر لجان متخصصة شملت الإدارة الأهلية والضباط الإداريين.
ودعا رئيس الإدارة المدنية المواطنين بولاية جنوب دارفور للوقوف صفاً واحداً مع الإدارة المدنية لمقابلة التحديات بغرض الحفاظ على وحدة البلاد، وفق ما قال في المؤتمر الصحفي الذي انعقد عقب إعلانه رئيساً للإدارة المدنية بالولاية.
وتعزز هذه الخطوة مخاوف الكثيرين في السودان من تقاسم الجيش و«الدعم السريع» السلطة المدنية والعسكرية في البلاد، وتحويلها إلى مناطق نفوذ، يحكمها أحد طرفي النزاع، في سيناريو شبيه ببعض الدول في المنطقة.
وقال الزين في مؤتمر صحفي إن الإدارة المدنية تسعى لتحقيق ثلاثة غايات تتمثل في حماية المدنيين وتوفير الخدمات الضرورية وإيصال المساعدات الإنسانية.
وأشار الزين إلى أن الولاية غنية بالموارد، مؤكداً سعيهم لاستثمارها وتشكيلها لصالح إنسان الولاية.
وقال إن موارد موارد الولاية كانت تستفيد منها جهات ليس لها علاقة بحقوق وهموم إنسان ولاية جنوب دارفور.
وأضاف “سأحاول بكل ما لدي من خبرة وتجربة أن نوفر الحد الأدنى من الخدمات الضرورية حتى تستعيد الولاية وضعها الطبيعي بين ولايات السودان من حيث التصنيف الاقتصادي والوضع المالي”.
وشكر الزين قوات الدعم السريع لادراكها ان القوى المدنية شريكة لها في الوطن ودعاهم لمواصلة جهودهم في حماية المدنيين العُزّل.
أكد الحاج دور الإدارة الأهلية في حل النزاعات، مطالباً إياها بالسعي لإقامة مؤتمر جامع لمعالجة الإشكالات المجتمعية بولاية جنوب دارفور للوصول لمجتمع متجانس وراشد، وفق حديثه.
وطالب الزين المجتمع الدولي والأمم المتحدة مساعدة الحكومة المدنية بالولاية في مجالات التعليم والصحة والإغاثة ومعالجة آثار الحرب، حتى يتمكنوا من استعادة حياتهم الطبيعية، طبقاً لقوله.
و هنأ المجلس الإستشاري لقائد قوات الدعم السريع – بولاية شرق دارفور، مواطني وشعب ولاية جنوب دارفور بتكوين الادارة المدنيه ممثلة في رئيس الادارة المدنيه، ورئيس وأعضاء المجلس التأسيسي المدني بالولاية.
وقال المجلس في بيان صحفي، ان هذه الخطوة التي أبتدرتها أرض المحنة _ ولاية الجزيرة_ واليوم أُمنا جنوب دارفور نيالا.
وأضاف المجلس “يأمل أن تكون بادرة خير لترسيخ مبدأ الحكم المدني لتحذو ولاية شرق دارفور، وولايات مناطق سيطرة الدعم السريع في ذات الحذو، بإختيار إدارتها المدينة ومجلسها التأسيسي المدني للحاق بركب التغيير”.
و يشار إلى أنه تم تكوين الإدارة المدنية بولاية جنوب دارفور الأسبوع الماضي وتم تعيين الزين احمد محمد رئيساً لها بعد سلسلة لقاءات أجرتها اللجنة المكونة من قبل قوات الدعم السريع والتي تضم حوالي 70 عضوا.
وكان قد أصدرت السلطات السودانية بقيادة الجيش و المتواجدة في مدينة بورتسودان، والتي تتخذ المدينة عاصمة إدارية لها قراراً تجميد عمل الجهاز التنفيذي بولاية جنوب دارفور، مع استثناء الكوادر الصحية و توعدت السلطات بملاحقة كل من يتعاون مع قوات الدعم السريع بولاية جنوب دارفور.
الوسومالإدارة المدنية الدعم السريع بوتسودان تقسيم جنوب دارفور مخاوف ولاية الجزيرةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الإدارة المدنية الدعم السريع تقسيم جنوب دارفور مخاوف ولاية الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بسبب القتل في الفاشر.. بريطانيا تفرض عقوبات على قادة في الدعم السريع
فرضت بريطانيا عقوبات على كبار قادة قوات الدعم السريع السودانية، متهمة إياهم بالتورط في عمليات قتل جماعي وعنف جنسي بشكل ممنهج وهجمات متعمدة على المدنيين في السودان، وطالت العقوبات "نائب قائد قوات الدعم عبد الرحيم دقلو، قائد قطاع شمال دارفور اللواء جدو حمدان، القائد تيجاني إبراهيم موسى، والفاتح عبدالله إدريس المعروف بـ(أبو لولو)".
Britain sanctioned senior commanders of Sudan's paramilitary Rapid Support Forces on Friday, over what it said were their links to mass killings, systematic sexual violence and deliberate attacks on civilians in the African country. https://t.co/qLl1LxAIYV — Reuters Africa (@ReutersAfrica) December 12, 2025
وقالت الحكومة البريطانية إن هؤلاء القاعدة يُشتبه في تورطهم بهذه الجرائم، باتوا يواجهون تجميد أصول وحظر سفر، وقالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر في بيان "الفظائع المرتكبة في السودان مروعة إلى حد أنها تترك ندبة في ضمير العالم... والعقوبات التي نعلنها اليوم ضد قادة قوات الدعم السريع تشكل ضربة مباشرة لأولئك الذين تلطخت أيديهم بالدماء".
وتأتي هذه العقوبات بعد أن اقترحت الولايات المتحدة والإمارات ومصر والسعودية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي خطة لهدنة لمدة ثلاثة أشهر تليها محادثات سلام، وردت قوات الدعم السريع بقبول الخطة، لكنها سرعان ما شنت غارات جوية مكثفة بطائرات مسيرة على مناطق تابعة للجيش.
معاقبة شبكة تجند مقاتلين من كولومبيا
وفرضت الولايات المتحدة، الثلاثاء عقوبات على شبكة عابرة للحدود تُجند عسكريين كولومبيين سابقين وتدرب جنودًا بينهم أطفال للقتال في صفوف قوات الدعم السريع، وذكرت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان، أنها فرضت عقوبات على 4 أفراد و 4 كيانات ضمن الشبكة، التي قالت إنها تتألف في معظمها من مواطنين وشركات كولومبية.
BREAKING: The US government has imposed sanctions on a network that is fueling the conflict by recruiting former Colombian military personnel to train soldiers—including children—to fight for the Rapid Support Forces, a Sudanese paramilitary group.
"The Rapid Support Forces have… — Harun Maruf (@HarunMaruf) December 9, 2025
وأفادت بأن العقوبات على الشبكة تُعطل مصدرًا مهمًا للدعم الخارجي لقوات الدعم، ما يُضعف قدرتها على استخدام مقاتلين كولومبيين مهرة ضد المدنيين. واتُهمت قوات الدعم السريع باستهداف المدنيين وقتل الرجال وحتى الرضع، كما استهدفت النساء والفتيات عمدًا ومارست بحقهن الاغتصاب. وأكدت الوزارة في بيانها أنها ستعمل بالتنسيق مع دول المنطقة لإنهاء هذه الفظائع وتحقيق الاستقرار في السودان.
دعوة لقبول الهدنة
من جانبه، أكد مبعوث الرئيس الأمريكي إلى أفريقيا مسعد بولس، أن واشنطن تحاسب مرتكبي الفظائع بالسودان، داعياً الأطراف السودانية إلى قبول الهدنة لوقف العنف في البلاد، وكتب عبر حسابه على منصة "إكس": " تُحمّل الولايات المتحدة المسؤولية لأولئك الذين يرتكبون الفظائع في السودان".
Today, the United States is holding accountable those who commit atrocities in Sudan. The parties must accept a humanitarian truce to halt the violence and end external military support from transnational networks of murderers like the Colombians we sanctioned today. These… — U.S. Senior Advisor for Arab and African Affairs (@US_SrAdvisorAF) December 9, 2025
وأضاف "يجب على الأطراف القبول بهدنة إنسانية لوقف العنف وإنهاء الدعم العسكري الخارجي من الشبكات العابرة للحدود التي تضم قتلة، مثل الكولومبيين الذين فُرضت عليهم العقوبات"، مضيفًا "تعكس هذه الإجراءات التزامنا بدعم السلام ومساندة الشعب السوداني".
الملايين يواجهون انعدام الغذاء
من جانبه، أعلن مدير العمليات في منظمة أطباء بلا حدود كينيث لافيل، انهيار كل الأنظمة التي تحفظ الحياة في السودان، محذرًا من أن نحو 9 ملايين يواجهون انعدام الأمن الغذائي في السودان، يأتي هذا في وقت أكد فيه وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبر اهيم، أن السودان يسجل أكثر من 3 ملايين إصابة سنويًا بالملاريا مع معدلات وفيات عالية، وفقًا للإحصاءات الرسمية المسجلة في المستشفيات.
الأمم المتحدة تحذر من أن المدنيين في منطقتي #دارفور و #كردفان لا يزالون يواجهون عنفا متصاعدا وعشوائيا،
وتجدد الدعوة لكافة أطراف النزاع في #السودان إلى وقف الهجمات على المدنيين فورا، والالتزام بالمبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني.https://t.co/B8ikEvX8gk — أخبار الأمم المتحدة (@UNNewsArabic) December 11, 2025
وأفاد شهود عيان بأن ولاية شمال كردفان باتت تحتضن العدد الأكبر من النازحين، وتؤوي حاليًا نحو 864 ألف شخص، ووفق مفوضية العون الإنساني في الولاية فإن قرابة 82 ألف نازح يقيمون داخل مراكز الإيواء، بينما تتوزع البقية بين مجتمعات مضيفة والأقارب.