شبكة انباء العراق:
2025-06-27@14:36:25 GMT

هؤلاء بلا نخوة وبلا مروءة

تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

فجأة اختفت القاعدة، واختفت معها طالبان وداعش والنصرة وجند الإسلام وجند السماء، وغيرها من الجماعات التكفيرية المسلحة. اختفوا تماماً من نشرات الأخبار، لأن المُحرّض الخفي لا يحتاج إليهم في المسرحية المعروضة الآن في خانيونس وجباليا. .
هل تذكرون عندما قالو لهم: جاهدوا في افغانستان ؟، فلبوا النداء على الفور.

ثم قالوا لهم: جاهدوا في الشيشان، فخرجوا زرافات ووحدانا. وقالوا لهم: جاهدوا في البوسنة، فقاتلوا هناك قتال الأبطال، وقالوا لهم: جاهدوا في العراق فتسللوا إلى ارض الرافدين، واشتركوا في تدمير اسواقنا، واحراق مدارسنا، وقتل أبناءنا دونما ذنب. وقالوا لهم: جاهدوا في سوريا، فتسللوا اليها عبر الأردن، ودمروها ومزقوها ونسفوا مدنها. وقالوا لهم جاهدوا في اليمن وفي ليبيا وفي السودان فانتشروا في كل الجبهات. وقالوا لهم اقتلوا الشيخ حسن شحاته، واقتلوا الشيخ محمد سعيد البوطي، فقتلوهم بلا تردد. لكنهم اختفوا تماما عندما حانت ساعة الجهاد في فلسطين. ذلك لأنهم فقدوا نخوتهم، وفقدوا مروءتهم. ثم ان العدو هذه المرة يختلف عن المرات السابقات. فإسرائيل هي المعنية بصناعة تلك الخلايا، وهو التي توجهها وتمولها وتدعمها بالمال والسلاح. .
انظروا الآن كيف تغيرت بوصلة الجهاد العربي، وكيف اصطفت جيوش مصر والأردن خلف جيش الاحتلال، وكيف تكفلت دفاعاتهم بالتصدي للصواريخ القادمة من العراق أو القادمة من اليمن لضرب إسرائيل في العمق. وانظروا كيف هرع الجيش المصري لمطاردة طفل فلسطيني تسلل خلسة إلى سيناء فأوسعوه ضربا وركلاً، وانهالوا عليه بالشتائم واللعنات. لكنهم تراجعوا امام زحف الميركاڤات، ثم جاءتهم الأوامر بإفراغ أسلحتهم من ذخيرتها، فأصبحوا كساعٍ الى الهيجا بغير سلاحِ. قالوا لهم لا تعترضوا طريق اصدقاءنا في تل ابيب حتى لو ضربوكم على رؤوسكم بالجزمة القديمة. .
قال قائل منهم: ان الجيش المصري نفسه ينشغل الآن بخطوط انتاج المعجنات والجمبري منزوع الرأس، وتفقيس البيض، وزراعة الباميا والباذنجان، وتخصيب الذرة البيضاء، وتعليب المخلل والفول المدمس. وسرقة المساعدات المرسلة إلى غزة، واحكام الحصار عليها. .
نُحاصر من أخٍ او من عدوٍ. سنغلب وحدنا وسيندمان. كأن الموت قابلةٌ عجوزٌ تزور الحي من آن لآن. نموت فيكثر الأشراف فينا وتختلط التعازي بالتهاني. .
فلا تصدقونهم بعد الآن عندما يحدثونكم عن النخوة والكرامة. لأنهم فقدوا احترامهم بين الشعوب والامم. ولا تصدقونهم عندما يتفاخرون بالسيادة والوطنية، لأنهم أول من خان الوطن ونهبوا ثرواته. ولا تصدقونهم عندما يحدثونكم عن الورع والتقوى لأنهم يقفون الآن مع ألد أعداء الأديان السماوية. .
والطامة الكبرى ان امير الفاسقين (محمد السادس). ملك المملكة المغربية ارسل 4000 من قواته الخاصة لدعم الخياليم في حربهم على غزة. وكانت له إسهاماته المشهودة في نقل شحنات الذخيرة والأسلحة بحراً وجواً من المغرب إلى إسرائيل منذ بداية الحرب. .
فما الذي تنتظرونه من القيادات والشعوب الذين باعوا شرفهم للكيان الصهيوني، وشيدوا القواعد الغربية فوق أراضيهم، ودفنوا رؤوسهم في الوحل عندما قصفتهم إسرائيل وقتلت أولادهم ؟. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

محاولة اسقاط فكرة الدولة والهوية

ان كان هناك بصيص أمل في ان نستعيد الدولة والهوية ، التي تفككت بسبب قوى الصراع، من مناطق وسلالات وقبائل ورايات (اعلام)، حتى جعلت من الوطن خرقة بالية يتنازعها الجميع، فجريمة اعتقال الشيخ الكازمي إمام وخطيب مسجد ساحة المنصورة، فجر يوم الخميس، بطريقة واسلوب المافيا( العصابات) لا توحي ان من امر باقتحام المسجد في وقت الصلاة الفجر رجل دولة، ولا القوة المقتحمة تمثل أمن الدولة.

الحقيقة ان الدولة اغتيلت بتشكيلات عسكرية لا تمثلها، ولا تواليها، بل تمثل من يدفع لها ومن شكلها بتشكيل مناطقي قبلي ومذهبي، أي تشكيل عسكر القبيلة والمذهب، وعسكرة القبيلة يأتي في اطار ضرب مفهوم الدولة المدنية التي ينشدها العامة من الناس، فالقبيلة مثخنة بالثأر، والمذهب مبتلى بالاختلاف، وعسكرتهما لغرض ترسيخ حالة الثأر الاجتماعي والسياسي الذي اتخذ من القبيلة وسيلة حسم معاركه القديمة مع الاخر، وهذا ما شهدناه في التصفيات الجسدية منذ الاستقلال حتى حرب 94م ، واتت حرب 2015م لترسخ الصراع العقائدي صراع المذاهب.

كل هذا من اجل اغتيال الدولة، بشواهد ان الشرعية التي كانت تحكم برئيس منتخب، صارت اليوم تحكم بثمانية رؤوس، تمثل القوى العسكرية المسيطرة على الاراضي، وهي الارضي الذي يتم اعدادها لتقسيم اليمن لكنتونات ضعيفة وهشة، بدون سلاح يحمي سيادتها، وبدون قرار وطني يعزز من مكانتها بين الدول، والهدف كنتونات مغتصبة، تديرها قوى مرتهنة للمغتصب، والهدف هي الارض البكر وما تحمله في باطنها من ثروة.

يمكن القول ان الحرب مع الحوثي انتهت، لتتحول لحرب في مواجهة فكرة الدولة اينما كانت، وفكرة وحدة الصف و وحدة الامة، هذه الحرب لا تحتاج لغير اعلام يروج للمزيد من الصراع المناطقي والمذهبي ، ليحول البلد لمناطق وهويات متناحرة، وهذا ما يحتاج لناشطين يعرفون من اين تؤكل كتف الوطن، والنتيجة انقسام مجتمعي حاد، وصراع بيني مدمر، انتج لنا لوبي من اللصوص والمنتفعين والفاسدين، ومجتمع مسحوق وناس محبطة، ومجتمع مدني مروّض، يتلقى الصفعة تلو الصفعة دون ان يوحد كلمته في مواجهة ما يحدث، ويشكل نخبة تؤمن بالوطن وحدته وسيادته، حتى صار الوطن يباع قطعة قطعه في سوق العمالة والارتزاق.

بدأ السقوط عندما سقطت راية الوطن، وكلا بدأ يبحث في الماضي عن بقايا راية منتهية الصلاحية ، وعندما سقط الوعي الوطني ليستبدل بالوعي المناطقي ، وثقافة الكراهية والعنصرية ، لتعرض الارض للبيع( خذوا الجنوب تبعكم ونبصم لكم بالعشر)، وعندما تم اقصاء كل مسؤول وطني رفض الانخراط في البيعة، ورفع راية السيادة، واستبدل بمسؤول تمرد على الدولة، وتماهى مع صفقة بيع الوطن، من تسليم الجزر وتعطيل المرتكزات الاقتصادية، وتشكيل تشكيلات عسكرية تتقاسم الارض وايرادات الدولة وتفرض الجبايات والاتاوات، ولا تعترف بمؤسسات الدولة ومصب ايراداتها البنك المركزي، حتى صار كل من تماهى مع المؤامرة مسؤولا تنفيذيا وسياسيا، يعيش واسرته خارج الوطن في نعيم الفساد والمال الحرام، والناس في الداخل تصارع الفقر والجوع والمرض، تصارع الحمى والظمأ.

عندما تحول السلاح من رمز لتحرير الارض، لأداة لاحتقار الدولة ، وحماية الاطماع والفاسدين والمرتزقة، عندما اصبح بعض رجال الامن مجرد كلب حراسة لكبار الناهبين وبياعي الارض والعرض.

بعد ان ضاقت الحياة بالناس وبلغت القلوب الحناجر، كان لابد لهم ان يتظاهروا رافضين لسياسة التجويع، والفشل المؤسسي وغياب الخدمات الضرورية، والمطالبة بحقوقهم المكفولة، وكان المتوقع ان تجد تلك التظاهرات صدى، والذي حدث انها قمعت، وتصدى لها رجال الامن والتشكيلات التي يفترض انها في خدمة الشعب ، مما يؤكد انها تشكيلات لا وطنية، وجدت من اجل ان تحمي الاطماع وادوات الارتزاق والتبعية، تحمي الفساد والناهبين للثروة وبياعي الارض، وتضرب بيد من حديد من يصرخ وجعا مما يحدث، وتدوس على الفقراء والجياع.

مع التأكيد ان ارادة الجماهير لا تقهر، وان بدأت التظاهرات صغيرة لكنها مؤثرة ستكبر وتكبر حتى تصير طوفان جارف، سيجرف كل هذا العبث وادواته المصطنعة، طوفان لن يستطيع ايقافه لا سلاح ولا طقم ولا مدرعة عسكرية، ولا ونان وهراوة، كلها ستسقط امام غضب الجماهير ، كما قال ابو قاسم الشابي

(إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر.. ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي • ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ)

فلن تنفع كل تلك المظاهر المسلحة والاقتحامات للبيوت والمساجد والاسواق، بل ستكون وابلا على اصحابها ،وسيكون النظام والقانون هو السائد، وكلا سيتحسس رقبته حينما يأتي الانصاف وان غدا لنظارة لقريب

 

مقالات مشابهة

  • حركة فتح: إسرائيل ترى نفسها منتصرة وخطة فلسطينية مصرية لإعادة إعمار غزة
  • كيف تسرق المساعدات في غزة قبل أن يعاد بيعها بأسعار مضاعفة للجائعين؟
  • ندوّر على جنسية تانية | تحرّك في الأهلي بسبب هؤلاء اللاعبين
  • هل لكل مجتهد نصيب؟!
  • هؤلاء الفئات محرومة من إجازة رأس السنة الهجرية طبقا لقانون الخدمة المدنية
  • محاولة اسقاط فكرة الدولة والهوية
  • ترامب يهاجم محاكمة نتنياهو: “أنقذنا إسرائيل.. وسننقذه الآن”
  • بعد قرار مجلس الوزراء.. هؤلاء الموظفون ممنوعون من ترقيات 2025
  • غزة تحت المقصلة.. عندما تحول إسرائيل التجويع إلى عقيدة حرب علنية
  • الرئيس الإيراني: أمريكا دخلت الحرب إلى جانب إسرائيل عندما عجزت عن تحقيق أهدافها