جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-11@00:11:29 GMT

مدينة مطرح

تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT

مدينة مطرح

 

أنور الخنجري

 

 

يقال إن مدينة مطرح العتيقة يعود تاريخها للألفية الثالثة قبل الميلاد، لم نبحث حقيقة عن مصدر هذه المعلومة، لكن إذا كانت فعلًا صحيحة فهي بحد ذاتها عنصر جذب مُهم لمحبي السياحة التاريخية، لا سيما إذا ما أضفنا إليها عوامل جذب أخرى كسوقها التاريخي وقلعتها ومينائها وبحرها وسفنها وسورها وجبالها وأبراجها وحاراتها وبيوتها ومأكولاتها وناسها المخلصين الطيبين الذين يشكلون ميتروبولتينة نادرة الوجود في مدننا العُمانية، ناهيك عن اللغات واللهجات الحيَّة العديدة التي يتحدث بها أبناؤها، فهي كلها مقومات سياحية مؤثرة جدًا لو أُحسن استغلالها.

ومن المقومات السياحية والاجتماعية التي لا يجب إغفالها هي تلك الحارات والبيوت القديمة القائمة داخل وخارج سور مدينة مطرح العريقة التي كانت يومًا ما مأهولة بالعديد من الأسر العمانية المتجانسة فيما بينها، والذين انتقلوا أو نقلوا مرغمين للعيش في مدن وأحياء جديدة مخلفين وراءهم إرثاً حضارياً كان يوماً ما نابضا بالحياة، هذه هي من مسلمات التحول الحضري التي لا نختلف عليها، لكن ما يثير قلقنا هو أن يندثر هذا الإرث التاريخي والمكّون الاجتماعي للمدينة وتتحول هذه الحارات إلى خرابات وأطلال وبيوت من صفيح جراء هجرة أهلها لها تاركين بيوتهم عرضة للخراب أو مؤجرة بريالات بخسة لأعداد كبيرة من العمالة الوافدة تستخدمها كيفما تشاء؛ الأمر الذي غيَّر من ديموغرافية المكان لصالح الوافد من شبه القارة الهندية بنسبة عالية جدًا تفوق السبعين بالمائة.

ذلك ما حدا بالحكومة إلى إغلاق بعض مؤسساتها التعليمية والصحية والقضائية وربما غيرها، والمحزن في الأمر انتقال البرزة ومكتب سعادة الوالي من الموقع القديم في مدينة مطرح والذي كان يومًا يُعد من الركائز الأساسية في المدينة ولعب على مر الزمان أدوارًا وملاحم راسخة في الأذهان وفي كتب التاريخ، كما تقلّصت الخدمات الحكومية في المدينة بشكل ملحوظ، وخير شاهد على ذلك تلك المدارس المهجورة التي تُدمع العين لرؤيتها تتحول إلى خرائب مظلمة بعدما كانت في يوم ما منارات تشع بالعلم والمتعلمين.

الغريب أن أغلب تلك الخدمات قد أُغلقت بحجة عدم كفاءتها الإنتاجية نتيجة انخفاض عدد السكان العمانيين في المدينة، ألا يستدعي هذا الأمر التفكر من قبل الأهالي وكذلك الحكومة عن ما ستؤول إليه الأحوال في ولاية مطرح عامة إذا بقي الحال على هذا المنوال.

نعلم أنه من الصعوبة بمكان عودة الأجيال الحالية من أبناء مطرح إلى ديار آبائهم وأجدادهم نظرًا لمحدودية مساحة هذه البيوت التي أصبح أغلبها من التركات أو لنقصٍ في خدمات البنية الأساسية، أو لأسباب أخرى، خاصة وأن الجهات المعنية لم تعمل بشكل جاد على تحسين البنية الأساسية أو تعديل التركيبة السكانية أو حتى على إيجاد مخططات جديدة في الولاية تفي بمتطلبات أبنائها من الأراضي السكنية بحيث يمكنهم تدريجيا العودة إلى ولايتهم العريقة.

فماذا لو تكاتفت جهود الجهات الحكومية والأهلية على إيجاد السبل المناسبة الكفيلة بقلب المعادلة في ولاية مطرح؟!

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

رئيس بلدية بيت حانون للجزيرة نت: الاحتلال دمر 98% من المدينة وأراضيها الزراعية

غزة- تمنع قوات الاحتلال الإسرائيلي سكان مدينة بيت حانون شمالي قطاع غزة من العودة إلى منازلهم مع تواصل العمليات البرية والغارات المكثفة منذ استئناف العدوان على القطاع في 18 مارس/آذار الماضي.

ويركّز جيش الإحتلال الإسرائيلي عملياته في بيت حانون نظرا لالتصاقها بالسياج الأمني الذي يحدها من الجهتين الشمالية والشرقية، مما أدى إلى نزوح أكثر من 60 ألف فلسطيني يقطنون بها، وتدمير 98% من المباني والمرافق العامة والأراضي الزراعية.

وحذّر رئيس بلدية بيت حانون عماد عدوان، في حديث خاص للجزيرة نت، من استمرار العدوان الإسرائيلي الذي حوّل المدينة إلى منطقة منكوبة، وأعدم وسائل الحياة فيها.

فتى فلسطيني ينظر إلى الدمار الذي ألحقه القصف الإسرائيلي بمسجد عمر بن عبد العزيز في بيت حانون (الأناضول) تدمير المدينة

تبلغ مساحة مدينة بيت حانون 16.500 دونم، وتتعرض للعدوان الإسرائيلي منذ الأيام الأولى للحرب على غزة التي اندلعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. ويقول رئيس بلديتها إن آليات جيش الاحتلال تمركزت داخلها أكثر من 3 أشهر قبل أن تتراجع إلى المناطق التي تسميها "العازلة"، وتمتد بعمق 1000 متر داخل أراضي المدينة من الجهتين الشمالية والشرقية.

وأوضح عدوان أن قوات الاحتلال ضمت أكثر من 7 آلاف دونم من بيت حانون للمنطقة العازلة، بما يشكل 42% من مساحة المدينة، مما حال دون عودة أكثر من نصف السكان إلى منازلهم رغم دخول المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.

وأكد أن جيش الاحتلال عاد وأجبر سكان المدينة على مغادرتها مرة أخرى مع تجدد العدوان على قطاع غزة، مما أدى إلى نزوحهم إلى مراكز الإيواء في محافظتي غزة والشمال، في ظروف معيشية صعبة.

إعلان ملاحقة النازحين

وكشف رئيس بلدية بيت حانون أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تعمدت تدمير المدينة بالكامل، بهدف منع 64 ألف فلسطيني يقطنون بها من العودة إليها، وتستهدف كل شخص يحاول الوصول إلى منزله للبحث عن الدقيق أو الاحتياجات الأساسية التي تركها خلفه.

كما هدم جيش الاحتلال ما تبقى من منازل ومرافق شرق المدينة، وذلك بعدما أجهز على المناطق الغربية منها بشكل كامل، وفق توثيق بلديتها.

وشدد عدوان على أن قوات الاحتلال أجبرت من لجأ إلى مراكز الإيواء داخل بيت حانون على مغادرتها تحت القصف العنيف، وإطلاق النار المباشر تجاهها، ولم يعد هناك أي ملجأ للسكان في المدينة.

وطال دمار الاحتلال 18 بئرا كانت تمد المدينة بالمياه اللازمة للاستخدام اليومي والزراعة، و11 محطة تحلية مياه، و10 كيلومترات من شبكة المياه، و7 كيلومترات من شبكة الصرف الصحي.

وحسب عدوان، دمّر الاحتلال 17 مؤسسة تعليمية، عدد منها يتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، وأخرى حكومية. وهدم 30 مسجدا داخل المدينة، ولم يبق أي من المؤسسات والمرافق العامة، ودمر مضخات الصرف الصحي، وجميع الطرق والبنى التحتية.

مزارع فلسطيني في حقله شمالي بيت حانون قبل اندلاع الحرب التي دمرت المدينة بالكامل وجرّفت أراضيها (الفرنسية) مخطط التجويع

يعتقد رئيس بلدية بيت حانون أن الاحتلال الإسرائيلي خطط لتجويع الفلسطينيين في غزة منذ اللحظات الأولى لاندلاع الحرب قبل 19 شهرا، حينما بدأ بتدمير الأراضي الزراعية.

وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية في بيت حانون 5 آلاف دونم، وتُعد سلة الخضراوات لقطاع غزة، وتنتج البندورة، والبطاطا، والبصل، والبطيخ، والشمام، والفلفل، والباذنجان، والثوم، والحمضيات.

وشدد عدوان على أن تدمير جميع المساحات الزراعية في بيت حانون ومنع المزارعين من الوصول إليها شكّلا أحد الأسباب التي أدت إلى انتشار المجاعة بين سكان قطاع غزة، وفقدوا على إثرها الغذاء الصحي.

إعلان

وفي سياق متصل، أشار إلى توقف أعمال بلدية بيت حانون وأنشطتها بشكل كامل نظرا لسيطرة جيش الاحتلال على المدينة، وتدمير مقرات البلدية وجميع معدات وآليات العمل، حيث بلغت مجمل خسائرها 700 مليون دولار.

ودمّرت قوات الاحتلال ما يزيد على 20 آلية تُعد القوام الأساسي لعمل البلدية، وتشمل روافع وشاحنات وجرافات، وسيارات نقل المعدات والمياه، كما أحرقت سيارات نقل النفايات.

وطالب رئيس بلدية بيت حانون بضرورة تحرك المجتمع الدولي لحماية المدنيين، وإجبار الاحتلال على وقف جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، والعمل بشكل فوري على إدخال الطعام لأكثر من مليوني فلسطيني، وإعادة استصلاح الأراضي الزراعية والبنية التحتية التي دمرتها آلة القتل الإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • نساء عدن تعلو أصواتهن لرفض الظلم والاضطهاد في الحرمان من الخدمات الأساسية تحت شعار ثورة النسوان
  • رئيس بلدية بيت حانون للجزيرة نت: الاحتلال دمر 98% من المدينة وأراضيها الزراعية
  • الشلهوب يستعين بنهج جيسوس في التشكيلة الأساسية
  • الأونروا الأممية: إسرائيل تمنع جميع الإمدادات الأساسية المنقذة للحياة من دخول غزة منذ 9 أسابيع
  • "مدينة".. قصة أول مولودة لحاجّة أفغانية بمستشفى المدينة المنورة
  • سـوق مطـرح.. ذاكـرة تُسـرق علـى مـرأى المدينـة
  • مشاريع بضنك تعزز البنية الأساسية وتدعم التنمية
  • شرطة تعز تلقي القبض على متهم بقتل شقيقه في المدينة القديمة
  • أهالي المدينة يستقبلون وفد الحجاج الإسبان بـ طلع البدر علينا .. فيديو
  • أطباء بلا حدود: نعاني نقصًا حادا في الإمدادات الأساسية والوقود اللازم