الجزيرة:
2025-05-12@18:37:03 GMT

ديفيد هيرست: هل تسير إسرائيل على خطى الصليبيين؟

تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT

ديفيد هيرست: هل تسير إسرائيل على خطى الصليبيين؟

هل تسير إسرائيل على خطى الصليبيين؟ تحت هذا العنوان كتب الصحفي البريطاني ديفيد هيرست مقالا مطولا في موقع "ميدل إيست آي" الإخباري يقارن فيه بين حروب دولة الاحتلال على الشعب الفلسطيني وبين الحروب الصليبية ضد المسلمين التي استمرت نحو قرنين من الزمن من عام 1099 حتى 1291.

وقال هيرست، الذي يرأس تحرير الموقع، إن إسرائيل تثبت حقا يوما بعد يوم أنها أشبه بالمسيحيين الصليبيين، فهي لا تحذو حذوهم في حربها الدائمة فحسب، بل في التطلعات أيضا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هآرتس: مسيرة الأعلام مهرجان للبلطجة اليهودية القبيحةهآرتس: مسيرة الأعلام مهرجان للبلطجة ...list 2 of 2صحف فرنسية: فاز ناريندرا مودي وخابت آمالهصحف فرنسية: فاز ناريندرا مودي وخابت ...end of list

واستعرض باستفاضة النسخة الثالثة المحدثة من كتابه بعنوان "البندقية وغصن الزيتون: جذور العنف في الشرق الأوسط.. تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي".

وتطرق هيرست في الطبعة الجديدة من الكتاب لسلسلة حروب إسرائيل التي لا تنتهي على غزة، كان آخرها ما أطلق عليه الاحتلال عملية "جز العشب" العسكرية الحالية في مخيم جباليا وحي الزيتون شمال القطاع بهدف تدمير قدرات معقل حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وأوضح أن إطلاق اسم "جز العشب" يوحي كما لو أن الحرب "عمل لا ينتهي أبدا بالنسبة لأمة، مثل إسرائيل، ستعيش إلى الأبد بالسيف، على الأقل بالنسبة لرئيس الوزراء الأطول خدمة بنيامين نتنياهو".

"أسلاف الإسرائيليين"

وقال هيرست إن من المؤكد أن "أسلاف الإسرائيليين من الصليبيين" -حسب تعبيره- فعلوا مثل ذلك في القرن الــ11. ولذلك، يرى هيرست أنه لا مناص من المقارنة بين تلك المغامرة المسيحية المتمثلة في الحملات الصليبية بالقرون الوسطى وبين الصهيونية اليوم، ليس فقط في طبيعتها الأساسية وأهدافها ووسائل تحقيقها، ولكن في الطرق التي تكشفت بها صراعاتها مع دول وشعوب المنطقة في الواقع.

ووفق المقال، فإن الإسرائيليين يرفضون، بشكل عام، التهمة المتعارف عليها في العالم العربي والإسلامي بأنهم "صليبيو عصرنا".

إن ما يسميه الباحث الإسرائيلي ديفيد أوحانا "القلق الصليبي" أو "الخوف المستتر الصادم" من أن المشروع الصهيوني قد ينتهي بالدمار كما انتهى مشروع أسلافهم المسيحيين الصليبيين، بات مغروسا في نفوس الإسرائيليين، كما يقول هيرست.

وأعاد الكاتب إلى الذاكرة تصريحا كان قد أطلقه حاييم وايزمان، أول رئيس وزراء لإسرائيل رئيس المنظمة الصهيونية العالمية، زعم فيه أن شعرة من رؤوس الفلسطينيين والعرب لن تُمس، وذلك في أعقاب انتزاعه وعدا من وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1917 بتأييد حكومة بلاده إقامة دولة لليهود في فلسطين.

ويرى هيرست أن إسرائيل استلهمت أفعالها مما يسميها "الخطيئة الأصلية" للصليبية المسيحية التي تدين لها بوجودها. ففي عام 1099، نشأت مملكة القدس المسيحية على أنقاض واحدة من "أعظم جرائم التاريخ" وهي مذبحة جميع سكان المدينة المقدسة من المسلمين واليهود.

وبعد 8 قرون ونصف القرن، وبالتحديد بين عامي 1947-1948، ولدت إسرائيل من رحم "جريمة مماثلة ضد الإنسانية" وفقا لتعبير الكاتب.

حذو النعل بالنعل

وبحسب مقال الموقع البريطاني، ما يزال الإسرائيليون يقتفون أثر الصليبيين في أفعالهم حذو النعل بالنعل منذ 75 عاما وحتى الآن. فقد أمضى الصليبيون 192 عاما حقبة القرون الوسطى، في حروب متواصلة ممالك أو سلطنات الشرق الأوسط العربي الإسلامي "التي كانت في ذلك الوقت متناحرة ومتشرذمة داخليا مثلما يحدث اليوم".

ففي حرب الأيام الستة في يونيو/حزيران 1967، حقق الإسرائيليون "بضربة واحدة" أهدافهم الإقليمية والإستراتيجية التي تتطابق تقريبا مع الأهداف والخطط التي استغرقت -من بالدوين دي بويون (أول ملك للقدس) وأحد قادة الحملة الصليبية الأولى- 20 عاما لتحقيقها.

وانتقد الكاتب في مقاله المجتمع الدولي لأنه لم يحاسب إسرائيل على جرائمها، بل قد عمل العكس من ذلك حيث ظل يرفع "حبيبة الغرب" -في إشارة لدولة الاحتلال- إلى مكانة رفيعة غير مسبوقة.

وعلى الرغم من أن الصهيونية كانت ذاتية المنشأ على عكس الحملة الصليبية، إلا أن القوى العظمى (بريطانيا في ذلك الوقت ثم الولايات المتحدة حالياً) هي التي مكنتها وغرستها في أرض الغير (فلسطين) وساعدت في ترسيخ أقدامها واستمرارها بالبقاء في بيئة معادية من صنعها وصنعهم، على حد تعبير هيرست.

وخلص إلى أنه كلما "نزعت إسرائيل الشرعية" عن نفسها في نظر العالم بسبب تصرفاتها في غزة الآن، بات مصيرها شبيهاً بمصير الصليبيين أنفسهم. ليس بإلقائها في البحر بالطبع، ولكن بطريقة أو بأخرى يتم التغلب عليها إستراتيجيا/عسكريا/دبلوماسيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات جز العشب

إقرأ أيضاً:

جرائم الحرب تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان

فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على عملائها الإسرائيليين التوقيع على تعهد بعدم التورط في جرائم حرب قبل السماح لهم بالإقامة، في خطوة غير مسبوقة تعكس احتجاجا مدنيا على جرائم الإبادة الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة.

وقال مدير الشركة، كيشي إيس -لوكالة الأناضول- إن القرار جاء في سياق رد فعل شخصي وإنساني على المجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة، مشيرا إلى أن صور الأطفال تحت الأنقاض دفعته للتفكير في وسيلة احتجاج قانونية داخل اليابان، حيث يُمنع التمييز ورفض العملاء.

ووصف كيشي -الذي يعمل في إدارة الفنادق منذ نحو 10 سنوات- المجازر الإسرائيلية في غزة بأنها غير مقبولة على الإطلاق، وتتعارض مع القانون الدولي.

وأوضح أنه عمل مدرسا لسنوات عديدة، مضيفا "عندما شاهدت صور الأطفال في غزة، أدركت أنني لا أستطيع الوقوف مكتوف الأيدي من دون أن أفعل شيئا".

وأردف كيشي: "كنت أتساءل ماذا يمكنني فعله، ففي اليابان لا يُسمح بالتمييز ورفض العملاء، لذا قمنا باستحداث إجراء خاص بتوقيع هذا التعهد، وهذا أقصى ما يمكننا فعله في إطار القانون".

وأشار إلى أن إدارة الفندق فرضت على زبائنها الأجانب تقديم تعهد بعدم التورط بارتكاب جرائم حرب، لأن القانون يحظر رفض العملاء.

إدارة فندق ياباني فرضت على زبائنها الأجانب تقديم تعهد بعدم التورط بارتكاب جرائم حرب (الفرنسية) وثيقة تعهد

وحول تفاصيل عملية الحجز المعتادة، أوضح كيشي أنه في المرحلة الأولى يأتي العملاء إلى الفندق بحجز مسبق، وخلال التسجيل وجها لوجه، يتحققون من جنسيتهم ومعلومات جواز سفرهم.

إعلان

وأضاف "بعد ذلك نتحقق إذا ما كانت الدولة، التي صدر منها جواز السفر، قد ارتكبت جرائم حرب مسجلة لدى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، أم لا".

وتابع "ثم نبرز وثيقة تعهد للزبون تفيد بأنه لم يكن في القوات العسكرية أو الوحدات شبه العسكرية في ذلك البلد خلال الـ10 سنوات الماضية، ولم يرتكب جرائم حرب، ونطلب منه التوقيع عليها".

وتتضمن الوثيقة التعهد التالي "لم أرتكب أي جرائم حرب تنتهك القانون الدولي والإنساني، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر، الهجمات على المدنيين (الأطفال والنساء، إلخ)، أو قتل أو إساءة معاملة أولئك الذين يستسلمون أو يؤخذون أسرى حرب، أو التعذيب أو المعاملة اللاإنسانية، أو العنف الجنسي، أو النزوح القسري أو النهب، أو أي أعمال أخرى تندرج ضمن نطاق المادة رقم 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية".

وأوضح كيشي أن إدارة الفندق تطبق هذا الإجراء منذ 6 أشهر، مشيرا إلى أن جميع النزلاء وقعوا على وثيقة التعهد.

ولفت إلى أنهم يستقبلون عملاء من عديد من بلدان العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة وتركيا وكوريا الجنوبية.

وأضاف أنه لا ينبغي التغاضي عن تجاهل بعض الدول للقانون الدولي وانتهاكه، بالطبع، هذه الجرائم لا تُرتكب في اليابان، وليست مرتبطة مباشرة بحياتنا أو مشاكلنا، مع ذلك، يُلزمنا القانون الدولي، جميعنا بالامتثال له.

وأردف أنه ليس من العدل أن نستمر في اليابان بخدمة الإسرائيليين بابتسامة بعد كل ما فعلوه، لذا نفرض على السياح القادمين من دول ارتكبت جرائم حرب على توقيع وثيقة بأنهم غير متورطين في جرائم حرب.

وأكد كيشي أنهم يشعرون بقلق بالغ إزاء ما تشهده غزة، مشيرا إلى أهمية عدم المساواة في معاملة من يلتزمون بالقانون الدولي ومن ينتهكونه.

استياء إسرائيلي

وأفاد كيشي بأنهم تلقوا رسالة من السفارة الإسرائيلية في طوكيو وصفت موقف الفندق بأنه "تمييز".

إعلان

وأضاف "نشرنا نص الرسالة على شبكات التواصل الاجتماعي، وحاولنا الرد على الانتقادات"، مضيفا أن هذا الإجراء لا يُخالف أيا من القوانين، وليس تمييزا، فالتمييز يتعلق بأمور لا يُمكننا تغييرها، كالجنسية أو العرق أو الجنس، لكن هذا الإجراء هو رد على أفعال إسرائيل.

ووصف كيشي الهجمات الإسرائيلية في غزة بأنها إبادة جماعية، معربا عن استيائه من موقف الحكومة اليابانية لعدم انتقادها إسرائيل بشكل كاف بعد أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقال إن حكومة بلاده تبعث رسائل سلام إقليمية بدلا من تحميل الاحتلال المسؤولية المباشرة، لافتا إلى أن السياسة الخارجية اليابانية تُدار بطريقة تركز على الولايات المتحدة.

وأشار كيشي إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يُعتقل خلال زيارته إلى المجر مطلع أبريل/نيسان الماضي، رغم أنها دولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت مذكرة توقيف بحقه.

وترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 172 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • الشيباني: إسرائيل تستمر باعتداءاتها على أراضينا وتصعد الوضع ما أسفر عن سقوط ضحايا، ونطالبها الالتزام بتنفيذ القرارات الدولية والانسحاب من الأراضي التي تحتلها في الجنوب
  • خالد فتحي: منتخبات اليد تسير في الطريق الصحيح.. واخترنا الصدامات الصعبة
  • وزير الثقافة: يصعب التدخل جراحيا لعلاج الكاتب صنع الله إبراهيم
  • بدء حفل تأبين الكاتب الراحل عادل درة بنقابة الصحفيين
  • شاهد.. بمطعم صيني الأطباق تسير على الطاولة وتتسلق الحائط
  • فتاة تبكي من شدة سعادتها بتوقيع الكاتب أسامة المسلم.. فيديو
  • طائرة إسرائيلية تسقط قنبلة قرب قاعدة رامات ديفيد
  • «مهرجان مسرح الجنوب» يكرم الكاتب الصحفي محمد السيسي
  • جرائم الحرب تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
  • رادار المرور يلتقط 1014 سيارة تسير بسرعات جنونية خلال 24 ساعة