الدبيبة يقرر إعادة نظام الكفيل.. ضبط للعمالة أم ضغط على مصر والمغرب؟
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
أثار قرار حكومة الوحدة الليبية برئاسة، عبدالحميد الدبيبة بتفعيل نظام "الكفيل الخاص" لضبط منظومة العمالة في ليبيا بعض ردود الفعل والتساؤلات حول أهداف الخطوة وما إذا كانت تريد بها الضغط على دول مثل مصر والمغرب كون أغلب العمالة قادمة منهما.
وأكد وزير العمل والتأهيل بحكومة "الدبيبة"، علي العابد، أن "الوزارة ستعتمد نظام الكفيل الخاص وأن الشركات المحلية ستكون هي الكفيل الرسمي أمام الدولة الليبية للعمالة الأجنبية التي سيجري استجلابها عن طريق المنظومة الإلكترونية التي دشنتها الوزارة أخيرًا.
وقال العابد إن "هذه الخطوة ستسهم في تسهيل الإجراءات والقضاء على البيروقرطية بشأن ملف استجلاب العمالة من الخارج"، وفق قوله.
ولاقت الخطوة ردود فعل واستغراب من بعض الدول خاصة مصر والمغرب باعتبار أن نظام الكفيل فشل في الدول الخليجية فما الداعي لتطبيقه في ليبيا.
فهل يستهدف "الدبيبة" بالقرار تنظيم ملف العمالة، أم يضغط على دول بعينها مستغلا ملف العمالة؟
"عبودية مقننة"
وأكد رئيس جمعية الصداقة الليبية المغربية، محمد حسن الواثق إن "توجه الحكومة الليبية نحو اعتماد نظام الكفيل الخاص لجلب العمالة الأجنبية، يطرح مجموعة من التحديات بالنسبة للمغاربة المقيمين في هذا البلد، الذين يواجهون مجموعة من الصعوبات الاقتصادية والإدارية المرتبطة بهذا القرار".
وأشار إلى أن "نظام الكفيل هو عبودية من نوع خاص، خاصة وأن هذه التجربة أثبتت فشلها في العديد من الدول العربية، لافتا إلى أن “رخص الإقامة التي يتحصل عليها أفراد الجالية لا تتطابق بالضرورة مع مهنهم الحقيقية، وهناك منهم من لا يعرف أصلا الجهة التي تعاقد معها بسبب وجود وسطاء"، وفق تصريحات صحفية.
"آلية تنظيمية للحصر"
من جهته، قال وكيل وزارة العمل الليبية، عبدالهادي عمر سليمان القاضي إن "نظام الكفيل هو عملية تنظيمية لا أكثر يتم عن طريقها تنظيم دخول العامل عبر المنافذ الشرعية للدولة إضافة إلى حصر عدد العاملين بالدولة الليبية، وبهذه الطريقة تضمن حقوق العامل في حالة تقاعص الكفيل في توفير الخدمات ومستحقاته".
وأكد في تصريحات خاصة لـ"عربي21" أن "هذا النظام ليس فيه أي نوع من العبودية المقننة مثلما تردد في بعض الدول بل بالعكس بهذا النظام يضمن العامل حقوقه، كما حدث في بداية التسعينات عندما رفع بعض العمال قضية لدى منظمة العمل العربية وحكمت لصالحهم ودفعت الدولة الليبية وقتها المستحقات والتعويض"، وفق معلوماته.
وفي تعليقه على تأثير القرار على عدد العاملين قال المسؤول الحكومي الليبي: "نعم يؤثر هذا القرار نوعا ما على عدد العمالة بعد فرض الرسوم وبعض الضرائب على العامل وهذا الأمر طبيعي، لكن في ظل وجود حكومتين وحالة الانقسام السياسي الحالية فإن نجاح هذا القرار وتطبيقه يعتبر متوسطا نوعا ما كون المنافذ ليس تحت سيطرة حكومة واحدة"، كما أكد.
"ينجح إن لم يستغل سياسيا"
في حين أكد عضو لجنة التشريعات بمجلس النواب الليبي، صالح فحيمة أن "ليبيا بحاجه إلى تقنين العمالة وضبط تواجدها على أراضيها وذلك ليس فقط من أجل الليبيين وإنما سيتعدى أثر ذلك إلى العمالة نفسها التي ستستفيد كثيرا من مثل هذه الإجراءات وذلك من خلال ضمان حقوقهم وتوفير الرعاية الواجبة لهم".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "نظام الكفيل إذا تم تطبيقه بطريقة جيدة دون أن يكون وجه من أوجه الاستغلال للعمالة فإنه سيعود بالخير على المواطنين والوافدين على حد سواء لكن الخشية أن يؤخذ النموذج الاستغلالي الفاشل في بعض الدول كما هو ويتم تطبيقه في ليبي" "، بحسب تعبيره.
وأضاف: "لا أعتقد أن تطويع هذا الملف لأغراض سياسية سوف يكون مجديا لمن سيعمل على ذلك لان ليبيا لا تسيطر عليها حكومة واحدة والعمالة ستنتقل من منطقة نفوذ الحكومة التي ستفرض نظام الكفيل إلى منطقة نفوذ الحكومة الأخر، لكن بصرف النظر عن الخلاف حول الشرعية والمشروعية بين الحكومات فإن مثل هكذا قرارات تتعلق بالسيادة والأمن القومي يجب أن تؤخذ بالتوافق حتى لا يكون لها أثر سلبي في الداخل والخارج"، كما رأى.
"خطوة لتنظيم العمالة"
عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، أحمد همومة قال من جانبه إن "ليبيا باتت مسرح تتواجد عليه العمالة من كل أقطار الأرض من الدول المجاورة َوالبعيدة، وفي غياب التشريعات التي تنظم إدارة العمالة الوافدة كان لزاما على الحكومة أن تحاول تنظيم تشغيل هؤلاء بشتى الطرق".
وتابع لـ"عربي21": "وإحدى هذه الطرق هي وجود كفيل يتحمل المسؤولية الاجتماعية والإدارية أمام الدولة وأمام سفارات الوافدين للعمل، لذا قرار الكفيل خطوة أولى في ظل حكومة مؤقتة إلى أن تنتقل الدولة إلى وضع دائم حينها سوف يتولى من يأتي بعد مسؤولية التنظيم وفق ما تنص عليه التشريعات الليبية، حسب تقديراته.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد عربي الدبيبة الكفيل العمالة ليبيا تنظيم ليبيا العمالة تنظيم الكفيل الدبيبة المزيد في اقتصاد اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
«موسم طانطان».. تعاون مستدام بين الإمارات والمغرب
أبوظبي (وام)
أخبار ذات صلةتجسد مشاركة دولة الإمارات، على مدار 11 عاماً، في «موسم طانطان» الثقافي، عمق العلاقات الأخوية مع المملكة المغربية الشقيقة وتعد ثمرة للتعاون المشترك والمستدام بين البلدين في مجال التراث.
وتقام فعاليات الدورة الثامنة عشرة لموسم طانطان، برعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية، تحت عنوان: «موسم طانطان: شاهد حي على عالمية ثقافة الرحل»، من 14 إلى 18 مايو الجاري.
وتتواصل المشاركة الإماراتية هذا العام، تحت إشراف هيئة أبوظبي للتراث، ضمن برنامج ثقافي غني ومتميز يجمع بين الماضي والحاضر، في إطار الحرص على إبراز الرسالة الحضارية والإنسانية للدولة، وتسليط الضوء على غنى التراث الثقافي للإمارات وجهودها البارزة في حفظ التراث المعنوي.
وتحرص دولة الإمارات على المشاركة السنوية في «موسم طانطان»، ما يعكس التزامها بالحفاظ على التراث وتعزيز التبادل الثقافي مع المغرب، وشهدت مشاركات الدولة في الموسم تطوراً ملحوظاً في نوعية الفعاليات والأنشطة المقدمة للزوار.
ودشنت الدولة مشاركتها الأولى في موسم طانطان الثقافي عام 2014، وكانت ضيف شرف في فعاليات الدورة العاشرة التي أقيمت تحت شعار «التراث الثقافي غير المادي ودوره في تنمية وتقارب الشعوب».
آلاف الزوار
استقطبت الفعاليات التراثية والثقافية والفنية التي قدمتها الدولة آلاف الزوار من مختلف أنحاء المملكة و الدول المشاركة كافة ما أسهم في الترويج لثقافة الإمارات وتراثها الغني إقليمياً وعالمياً.
وشاركت الدولة عام 2015 في فعاليات الدورة الحادية عشرة من موسم طانطان، التي أقيمت تحت شعار «تراث إنساني ضامن للتماسك الاجتماعي وعامل تنموي»، بهدف إيصال رسالتها الحضارية والفكرية، وإبراز موروثها الثقافي، وعناصر التقارب في التراث بينها وبين المملكة المغربية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على جهودها في تسجيل عناصر التراث المعنوي ضمن قائمة «اليونسكو» للتراث الإنساني غير المادي.
وفي الدورة الثانية عشرة عام 2016، التي عقدت تحت شعار «موسم طانطان ملتقى مغرب التنوع»، هدفت مشاركة الإمارات إلى تعزيز التعاون الثقافي مع دول العالم، وتقوية الروابط التاريخية والحضارية بين دول مجلس التعاون الخليجي والمغرب العربي، وإيصال رسالتها الحضارية والإنسانية الممزوجة بعبق التراث الإماراتي الأصيل.
مشاركات ثرية
أسهم موسم طانطان في تسليط الضوء على التراث المحلي الإماراتي والترويج له في المحافل الدولية، خاصة وأنه يعد تظاهرة ثقافية وفنية متميزة في شمال أفريقيا بقدرته على جمع أشكال متنوعة من ثقافات البدو الرحل، ما يتيح فرصة لالتقاء الثقافات العربية المختلفة في بوتقة واحدة.
وسجلت الإمارات مشاركتها الرابعة في موسم طانطان الثقافي عام 2017، حيث عقدت الدورة الثالثة عشرة تحت شعار «موسم طانطان: موروث ثقافي مغربي ببعد إفريقي»، إذ جاءت هذه المشاركة في إطار الحرص على حوار الثقافات وتعزيز جهود التواصل بين أركان التراث الثقافي البدوي الأصيل، وتطوير العلاقات الثقافية المتميزة بين دولة الإمارات والمملكة المغربية الشقيقة.
كما شاركت الإمارات عام 2018 في الدورة الرابعة عشرة، التي عقدت تحت شعار «موسم طانطان: عامل إشعاع الثقافة الحسانية»، وجاءت مشاركتها في الدورة الخامسة عشرة عام 2019 تحت شعار «موسم طانطان: حاضن لثقافة الرحل العالمية»، تزامناً مع «عام التسامح»، تأكيداً على أهمية التنوع الثقافي والانفتاح على الحضارات الأخرى، ومد جسور التواصل والمحبة والسلام مع الشعوب كافة.
وبعد توقف مؤقت بسبب جائحة «كوفيد-19»، عاد موسم طانطان الثقافي مجدداً عام 2023، حيث شاركت الإمارات في الدورة السادسة عشرة التي عقدت تحت شعار «ترسيخ للهوية ورافعة للتنمية المستدامة»، بهدف تسليط الضوء على تراثها الغني والمتنوع في مجالات الممارسات المستدامة والتعريف بالموروث الثقافي الإماراتي بمكوناته كافة.
وشاركت الدولة العام الماضي في الدورة السابعة عشرة لموسم طانطان، التي أقيمت تحت شعار «20 عاماً من الصون والتنمية البشرية» واستقطب جناحها آلاف الزوار، وحظيت فعالياته التراثية والثقافية والفنية بأصداء إعلامية وشعبية واسعة في مختلف أنحاء المملكة المغربية.