حارة بلدة الحمراء هي من أجمل الحارات تشييدًا وتنظيمًا، وهي ثلاث حارات: حارة العالي والحارة الوسطى والحارة الحديثة، وحارة العالي من الحارات الجميلة في ولاية الحمراء، وتعد من الحارات المنظمة، وتتميز بقربها من شريعة الفلج.

وعن هذه الحارة، حدثنا حمود بن سعيد العبري قائلا: سميّت حارة العالي بهذا الاسم تيمُّنا بمجرى الفلج، حيث إن مصدر «مخرج ماء الفلج» يسمى العالي ويعرف عند «العامة» الماء الذي يأتي من الشريعة ويستخدم الماء فقط للشرب والطهي؛ لنظافته ولا يستخدم لأي غرض آخر، وربما سميت بذلك؛ لأنها تقع في مكان مرتفع وعالٍ، حيث إن الحارة تقع على سفح الجبل، ولا يوجد تاريخ معين يتحدث عن تاريخ بنائها لكن يتجاوز البناء فيها عن مائتي عام وفقًا لتاريخ أحد البيوت القديمة فيها، وهو منزل سالم بن مسعود بن راشد العبري -رحمه الله- وقام ببنائه بنفسه، ومن الواضح أنه ترك للأشخاص حرية بناء منازلهم في الحارة حسب قدراتهم وإمكانيتهم في هذا المجال ومن ثم يتم التنسيق بين الجيران حول الطرقات والسكك التي تربط بين منازل الحارة.

وأضاف: الحارة مكوّنة من بيوت متعددة ومترابطة وأغلبها من طابقين وبعضها من ثلاثة طوابق ويتفنن البعض في العمارة من حيث ارتفاع الأسقف في المبنى.

ويوجد في الحارة مسجد شيّد صغيرًا في بدايته ليستوعب السكان في تلك الفترة، وتم توسعته بإدخال برج حارة العالي الموجود غرب المسجد، وتم هدمه وإلحاقه ضمن حرم المسجد، وقام بهذه التوسعة خلف بن سالم بن حميد العبري -رحمه الله- لتصبح مساحته مع الصرح 200 متر مربع، وكان للمسجد دور في التعليم حيث كان منارة لحلق الذكر، ولتدارس القرآن الكريم وعلومه، بالإضافة لتدريس العلوم الشرعية.

ويضيف العبري: أما سبلة الحارة فحالها كحال السبل والمجالس الأخرى، فهي مكان للالتقاء بالأهالي، وحل المشكلات الاجتماعية، وشيدت من أجل التعارف، ومناقشة القضايا والأمور الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وتقام فيها الأفراح والأتراح حسب الزمن المحدد لكل مناسبة، والتواصل مع بقية الحارات والقرى، وترشيح ممثلين للحارة لمقابلة المسؤولين، ومخاطبتهم في المصالح العامة، وتقديم التهاني والتعازي.

أما مدرسة الحارة فقد شُيّدت خصيصًا لنشر مظلة العلم والمعرفة، وتعليم القرآن الكريم وعلومه، وتعليم الكتابة والقراءة، وعلوم الفقه مثل الصلاة والصيام والوضوء، وتشييدها كان من أهم الضروريات التي باشر لإقامتها سكان الحارة، والحاجة إليها كانت ملحة لتقوم بمهمة تعليم الأبناء والبنات على حد سواء.

وهناك جهود كبيرة بذلت من أجل إعادة ترميم بعض معالم الحارة التي باتت على وشك الانهيار، فكانت البداية بترميم مدرسة الحارة، وقام أحد القاطنين بإعادة بنائها وإصلاح سقفها وتأهيلها من جديد لتصبح أفضل مما كانت عليه سابقًا، وتم تزويدها بالتيار الكهربائي وتأثيثها بالكراسي والطاولات والفرش، وأصبحت مدرسة لتدريس النساء.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

فاتورة السماء المحترقة.. الإعلام العبري يكشف نزيف المليارات بفعل الصواريخ اليمنية

يمانيون |
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن تصاعد المخاوف داخل المؤسسة العسكرية لكيان الاحتلال، عقب وصول كلفة التصدي للهجمات اليمنية إلى أرقام فلكية تُنذر باستنزاف غير مسبوق في الميزانية الدفاعية.

وأشارت الصحيفة، في تقرير وصف بـ”التحذيري”،إلى أن ما بدأ كصراعٍ جغرافي محدود تحول تدريجياً إلى نزيفٍ مالي مستمر، حيث تتكبد تل أبيب مبالغ طائلة يومياً لتأمين جبهتها الجنوبية في مواجهة الصواريخ والطائرات المسيّرة القادمة من اليمن، في وقت تشهد فيه جبهات غزة ولبنان تصعيداً موازياً لا يقل كلفة.

وبحسب الأرقام التي أوردتها “يديعوت”، فإن كل صاروخ اعتراضي تُطلقه منظومات الدفاع الجوي الصهيونية في مواجهة الهجمات اليمنية يكلّف نحو 10 ملايين شيكل (ما يعادل أكثر من 3 ملايين دولار).

ومع تعدد الهجمات وتكرار الإنذارات الجوية، ارتفعت الفاتورة الإجمالية لعمليات الاعتراض إلى نحو مليار شيكل – أي ما يزيد عن 300 مليون دولار أمريكي – وهو رقم ضخم يصفه مراقبون بأنه “أكبر استنزاف دفاعي تشهده تل أبيب منذ عقود”.

الصحيفة العبرية لفتت إلى أن هذه النفقات لا تقتصر على الصواريخ الاعتراضية، بل تشمل تشغيل منظومات الإنذار المبكر والرادارات وتكثيف الدوريات الجوية على مدار الساعة، وهي عمليات مكلفة تتجاوز التقديرات الأولية للمؤسسة العسكرية.

العبء المالي لم يقف عند حدود الدفاع، بل امتد إلى الهجمات الجوية التي ينفذها جيش الاحتلال ضد أهداف مزعومة في اليمن.

وأوضحت الصحيفة أن تكلفة كل طلعة جوية قد تصل إلى عشرات الملايين من الشواكل، نظرًا لتشغيل عشرات الطائرات المقاتلة واستخدام ذخائر متطورة وعمليات تزوّد بالوقود في الجو، فضلاً عن تكاليف الاستطلاع والتغطية الإلكترونية.

وفي تقديرات إضافية نقلتها “يديعوت”، يبلغ متوسط كلفة كل هجوم يشنه سلاح الجو الصهيوني ضد اليمن نحو 50 مليون شيكل (ما يقارب 15 مليون دولار)، وهو ما يجعل من “المعركة البعيدة” حربًا مالية خانقة لا تقل خطورة عن المواجهات الميدانية.

“السهم 3″ و”ثاد”.. دروع باهظة لا توقف الخسارة

التقرير أوضح أن كيان الاحتلال يعتمد بشكل رئيسي على منظومتي “السهم 3” و**“ثاد” الأمريكية** في التصدي للصواريخ اليمنية، وهما من أغلى المنظومات في العالم.

فبينما تصل كلفة الصاروخ الواحد من “السهم 3” إلى ما بين 15 و30 مليون شيكل (من 4.6 إلى 9 ملايين دولار)، فإن صاروخ “ثاد” الأمريكي الواحد تتجاوز قيمته 12 مليون دولار.

هذه الأرقام، بحسب الصحيفة، تُظهر أن التقديرات الرسمية التي تتحدث عن “مليار شيكل” ربما لا تعبّر عن الصورة الكاملة، إذ إن الاعتماد المكثف على منظومات متطورة بهذا المستوى يعني أن الفاتورة الحقيقية قد تكون أعلى بكثير من المعلن، خاصة مع استمرار الهجمات اليمنية واتساع نطاقها البحري والجوي.

وفي ختام تقريرها، أكدت “يديعوت أحرونوت” أن هذا التصعيد المالي يضاعف القلق داخل الدوائر الأمنية الصهيونية، خصوصاً في ظل ما وصفته بـ”الاستنزاف متعدد الجبهات”، حيث تُجبر “إسرائيل” على توزيع قدراتها بين غزة ولبنان واليمن، وسط حالة من الإرباك المالي والتقني واللوجستي.

ويرى محللون أن كلفة الحرب ضد اليمن تجاوزت المعادلات العسكرية إلى حرب استنزاف اقتصادية تهدد البنية الداخلية لكيان الاحتلال، بعدما أثبتت العمليات اليمنية فاعليتها في نقل المعركة من السماء إلى عمق الميزانية الصهيونية.

مقالات مشابهة

  • الإعلام العبري: مصر تجني مليارات الدولارات على حساب إسرائيل
  • الإعلام العبري: 600 شاحنة مساعدات ستدخل غزة اليوم
  • فاتورة السماء المحترقة.. الإعلام العبري يكشف نزيف المليارات بفعل الصواريخ اليمنية
  • افتتاح مهرجان "وادينا تراث وأصالة" في نسخته الخامسة بوادي الدواسر
  • "تراث المصريين".. أمسية تراثية جديدة بقصر الأمير طاز الخميس
  • ملكة جمال الجاموس.. مسابقة فريدة من وحي تراث تايلاند!
  • فاصل خرساني.. النقل تبدأ عزل حارة الأتوبيس الترددي على الطريق الدائري
  • توثيق حارة السويق بنزوى ضمن أنشطة الحفاظ المعماري بجامعة التقنية
  • وزير التعليم العالي يشهد فعالية حول تعزيز ثقافة وتراث مصر بالجامعة الأمريكية
  • وزير التعليم العالي يشهد فعالية حول «تعزيز ثقافة وتراث مصر» بالجامعة الأمريكية بالقاهرة