عمليات الهدم الإسرائيلية تترك البدو بلا مأوى.. لن نرحل
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
هدمت السلطات الإسرائيلية وفي أوائل أيار/ مايو الماضي، 350 مبنى في منطقة وادي الخليل في صحراء النقب، 47 منها منازل، مما أدى إلى تشريد مئات الأطفال، وفي ظل استمرار الحرب ضد قطاع غزة، وصفت الحكومة الإسرائيلية هذا الإجراء بأنه "خطوة مهمة للسيادة والحكم".
وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية: إنه "وللمرة الخامسة خلال الأسبوعين الماضيين، يقيم تيسير أبو عصا خيمة مؤقتة، ستكون بمثابة منزل مؤقت لزوجته وأطفاله الخمسة على الأقل للأيام الثلاثة المقبلة".
وأضاف الصحيفة في تقرير لها أن "أبو عصا، 38 عاما، بدوي فلسطيني وسائق شاحنة، هو واحد من مجموعة من البدو يبلغ عددهم الآن 500 شخص يعيشون منذ عقود في وادي الخليل، وهي قرية تقع شرق بئر السبع، على بعد حوالي 12 ميلا (20 كيلومترا) من غزة".
وذكر ان "البدو يقيمون خياما مؤقتة لتوفير المأوى لعائلاتهم. ومع ذلك، تصل القوات الإسرائيلية كل ثلاثة أيام برفقة وجود كبير للشرطة، وتقوم بتفكيك المنازل المؤقتة واقتلاع الأشجار التي كانت توفر الظل وتصدر تهديدات بالاعتقال".
يقول جبر أبو عيسى، 55 عاما، وهو أب لتسعة أطفال وجد لخمسة عشر طفلا: "في وادي الخليل، يفعل الإسرائيليون ما فعلوه على مدى عقود في الضفة الغربية. إنهم يفعلون ذلك دون أن يقدموا لنا أي بديل. نحن يائسون. نحن نكافح من أجل الوصول إلى المياه. أطفالنا يعانون من الحر نهارا والبرد ليلا. نحن لا نستحق هذا. منذ سنوات نبحث عن حل، ونأمل أن يكون حلا عادلا، إلا أن الدولة أعاقت كل خياراتنا".
وتعتبر "إسرائيل" المنازل التي تم بناؤها في وادي الخليل غير قانونية، ويقول نشطاء حقوق الإنسان إنها استخدمت في الماضي وضع البدو "غير المعترف به" لحرمان هذه القرى من الحقوق والخدمات الأساسية ولتبرير مصادرتها. وتفتقر القرى إلى معظم الخدمات الأساسية، مثل جمع القمامة والحصول على المياه.
وخططت السلطات منذ فترة طويلة لهدم القرية لتوسيع الجزء الجنوبي من الطريق السريع رقم 6، لكن أعمال التوسعة توقفت في النهاية بسبب نقص الأموال.
وقد أيد وزير ما يسمى الأمن القومي اليميني المتطرف، إيتامار بن غفير، علنا، ودفع من أجل هدم منازل الفلسطينيين، سواء داخل إسرائيل أو في الأراضي الفلسطينية المحتلة. منذ أكثر من عام، شارك مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يحتفل بهدم منازل البدو الفلسطينيين في النقب.
وفي الشهر الماضي قال إن منازل وادي الخليل هي "بناء غير قانوني"، وأصدر تحذيرا لأي شخص "ينتهك القانون في النقب". وقال إن التدمير كان "خطوة مهمة" تشير إلى أن سلطة الحكومة لن يتم تحديها.
وقال مكتبه: "كما وعد الوزير، هناك زيادة كبيرة في عمليات هدم المنازل المخالِفة في النقب والوزير فخور بقيادة هذه السياسة ويقوم بها كل أسبوع. يجب على كل خارج عن القانون أن يعرف أن أراضي النقب ليست أرضا مشاع وستقاتل إسرائيل بكل قوتها ضد أولئك الذين يستولون على الأراضي ويحاولون فرض حقائق على الأرض".
ويقول أبو عصا: "قريتنا غير شرعية؟. كنا هنا قبل تأسيس إسرائيل. الحقيقة هي أننا عرب. لو كنا يهودا لكانوا قد غيروا الطريق السريع بدلا من ذلك وقاموا بتوسيع قريتنا".
في الشهر الماضي، عقدت المحكمة المركزية في بئر السبع جلسة استماع بعد استئناف قدمه مركز "عدالة"، وهو مركز قانوني غير ربحي يديره فلسطينيون، ضد قرار محكمة أدنى درجة أعطى الضوء الأخضر للتهجير القسري لجميع السكان وعددهم أكثر من 500 شخص من قرية رأس جربة البدوية.
ويعيش البدو هناك منذ أجيال ويقاومون محاولات الدولة لطردهم من أجل توسيع مدينة ديمونة القريبة.
في الاستئناف، طرح مركز "عدالة"، من بين أمور أخرى، أن محكمة الصلح ارتكبت خطأ فادحا عندما خلصت إلى أن سكان رأس جربة ليس لديهم حق المطالبة بالأرض، على الرغم من اعترافهم بأن القرية كانت موجودة في موقعها المحدد منذ 45 عاما.
قبل قيام "إسرائيل" في عام 1948، كانت صحراء النقب موطنا لحوالي 92,000 بدوي فلسطيني. وبعد الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، بقي 11 ألفا فقط داخل حدود إسرائيل، وفقا لمركز عدالة. ورفض العديد منهم إعادة توطينهم في المدن، وظل البدو يواجهون صعوبات في المجتمع الإسرائيلي منذ ذلك الحين.
لقد تحول البدو الذين يعيشون في النقب، والمعروفون بأسلوب حياتهم التقليدي شبه البدوي كرعاة للحيوانات، تدريجيا نحو الحياة المستقرة استجابة للقيود المتزايدة المفروضة على حركتهم وسبل عيشهم. واليوم، تحول الكثير منهم إلى الزراعة كوسيلة أساسية لدعم مجتمعاتهم والحفاظ على تراثهم الثقافي.
وبعد هدم المنازل، تحول المخيم الواقع بجوار الطريق السريع إلى كومة من الركام والمعادن الملتوية. ويقول أهالي القرية أن القوات الإسرائيلية اقتلعت نحو 100 شجرة زيتون كان البدو يستخدمونها لإنتاج زيت زيتون عالي الجودة. ويلعب الأطفال حفاة بين أنقاض عمليات الهدم، بينما تتجول الجمال والخيول والماعز بحرية. وكانت الحيوانات محصورة في السابق في حظائر. وبعضها اختفى.
ويقول أبو عصا إن السلطات تنشر مسيّرات لتحديد موقع الخيام المؤقتة التي نصبها القرويون والأشجار. وقال: "البعض يفكك الخيام نهارا وينصبها مرة أخرى قبل حلول الليل، لكن لا أستطيع فعل ذلك لأن لدي أطفال يعانون من الشمس الحارقة نهارا. واليوم أيضا، لم أتمكن من الذهاب إلى العمل لأنه يتعين علي الاعتناء بالخيمة وجلب الماء".
وقد فقد العديد من البدو من وادي الخليل وظائفهم بسبب عمليات الهدم. ويقول أبو عصا: "لكننا لن نرحل. سيكون عليهم اقتلاعنا بالقوة. لقد كان هذا المكان موطننا منذ عقود. لقد نشأنا هنا، ونشأ أطفالنا هنا أيضا. سنقاوم مهما كان الثمن".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الإسرائيلية وادي الخليل النقب فلسطيني البدو إسرائيل فلسطين النقب البدو وادي الخليل المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وادی الخلیل فی النقب أبو عصا
إقرأ أيضاً:
من جبل الشيخ إلى وادي عربة.. خطة إسرائيلية تعزز الاستيطان خشية 7 أكتوبر جديد
#سواليف
كشفت منظمة صهيونية، بحسب ما نقلت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية، عن تحول استراتيجي في مقاربة “إسرائيل” لحدود #فلسطين_المحتلة الشرقية والشمالية والجنوبية، حيث أقرت #حكومة_الاحتلال مؤخرا المرحلة الأولى من خطة شاملة أعدتها منظمة “الحارس الجديد” الصهيونية التي تسعى إلى ربط أمن #الحدود بالاستيطان والتعليم الديني والتجنيد العقائدي.
وتهدف الخطة إلى تعزيز #المستوطنات القائمة وتوسيعها، وإقامة مستوطنات جديدة في مناطق نائية قرب الحدود، إلى جانب إنشاء مدارس دينية وكليات عسكرية، وقرى طلابية ومزارع شبابية، بما يعيد تشكيل ما تعتبره المنظمة “الخط الأول للدفاع عن إسرائيل” في حال وقوع هجوم مفاجئ على غرار عملية 7 أكتوبر.
وفي مقال نشرته صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية للكاتب الإسرائيلي حنان غرينوود تحت عنوان “من الشمال حتى الجنون.. الخطة الاستيطانية لتعزيز الحدود الشرقية”، تقول غرينوود “إن خطة منظمة “الحارس الجديد” تتضمن 11 نقطة من جبل الشيخ عبر هضبة الجولان وحتى وادي عربة”.
مقالات ذات صلة حماس تعيد صياغة ردها ..الأمريكيون يتوقعون انفراجة بحلول عيد الاضحى 2025/06/04ويضيف الكاتب أن 7 أكتوبر أكدت الفهم بأن هناك حاجة لخطوة أوسع بكثير تعود عميقا إلى المصادر الأصلية إلى سنوات بدء #الاحتلال. وتضيف: “في العقد الأول من الدولة كان يغئال ألون قلقا جدا.. قاد القتال المتحدي والدراماتيكي في حرب الاستقلال.. وفهم أنه بدون حدود قوية جدا فإن الخطر عليها سيزداد”.
ويوضح أن ألون اعتقد أنه يجب إقامة تجمعات سكانية قوية مدربة ومزدهرة، فهم من سيتيحون العمق الاستراتيجي لـ”إسرائيل” ويصدون بأنفسهم العدو إلى أن يصل “الجيش الكبير”.
ووفق غرينوود فإن النقطة الأعمق شمالا ستكون في سفوح #جبل_الشيخ. وهذه النقاط الإسرائيلية إلى جانب مسعدة ومجدل شمس تحول المنطقة إلى مرسى قوي بشكل خاص في منطقة تلقت منذ وقت قصير تعزيزا استراتيجيا في شكل تاج جبل الشيخ.
وفي هضبة الجولان، يخططون في “الحارس الجديد” لإقامة نقطتين قرب الحدود مع سوريا تعززان جوهريا الاستيطان في شمال الهضبة، الأولى ستكون قبالة القنيطرة، أما الثانية بين “الونيه هبشان” و”كيشت”، بهدف جعل التجمعين الاستيطانيين المجاورين “حصنا” حسب عقيدة يغئال ألون.
ويذكر الكاتب، أن خطة “الحارس الجديد” ترتبط بقرار حكومة نتنياهو الذي اتخذ قبل بضعة أسابيع وفي إطاره ستقام أنوية الشبيبة المقاتلة “ناحال”، كليات عسكرية تمهيدية، مدارس دينية، ومدارس دينية حريدية، وكذا إقامة مزارع، وقرى طلابية، ومساكن مؤقتة للمستوطنين الجدد في البلدات القائمة لأجل تعزيز الحدود الشرقية.
وبينت أنه وقبل 7 أكتوبر، كان المفهوم الأساس لدى الاحتلال، أن الجدران هي #أسوار_محصنة، حائط حديدي لن يرغب العدو في اجتيازه، وقد انهار هذا المفهوم تماما.
وفي السياق، صرح مؤسس ومدير عام “الحارس الجديد” يوئيل زلبرمان: “علينا الآن أن نخلق مناطق تربط بين المستوطنات التي ستعمل بتكافل وتعاون تتدرب معا، تعمل معا، وتبني فكرة التحصينات التي عرضها يغئال ألون”.
ويشير يوئيل زلبرمان: “علمنا في 7 أكتوبر أنه يجب إجراء تعديل ثوري على فهمنا لحدودنا وأن نبني خطوط دفاع جديدة.. الحدود الشرقية هي الأكثر إلحاحا لكن بعد ذلك يجب نقل هذا النموذج إلى حدود سوريا، مصر، ولبنان، وبعد أن نرى ما سيحصل في المستقبل في غزة إلى هناك أيضا.. هناك حاجة لنكثف بشكل دراماتيكي المستوطنات نفسها ونقيم مستوطنات ونقاطا جديدة تجعل حدودنا آمنة”.