سواليف:
2025-12-15@03:38:39 GMT

تجديد الخطاب الإسلامي

تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT

تجديد #الخطاب_الإسلامي
د. #هاشم_غرايبه
يواجه الخطاب الإسلامي الآن تحديا هاما، ففي حين تزخر مكتبتنا الإسلامية بالكثير من الكتب التي تخاطب العقل المؤمن، لكن قليلين من الكتاب والمفكرين يوجهون خطابهم لمن لم يفهم الدين عن طريق العقل، بل اعتُبِروا مسلمين لأنهم موجودون في مجتمعات مسلمة، منهم من لم يحبذ التصادم مع المحيطين به، فهادن مؤقتا، وسكت على مضض، لكنه ما أن يجد من يشاكله في تفكيره، ينطلق معه وكأنه فُكّ من عقال.


وآخرين كانوا متمردين على المجتمع بسبب عدم رضاهم عن وضعهم الاجتماعي أو الاقتصادي، أو لأن ظروفهم وامكانياتهم لم تمكنهم من تحقيق الذات، فباتوا ناقمين على محيطهم، متمثلا بقيمه وعاداته، وبشكل رئيس معتقده الديني، لذلك فما أن يجدوا آخرين اتبعوا معتقدا فكريا أو سياسيا نقيضا، سرعان ما يلتحقوا بهم.
هذان الصنفان يشتركان في صفة واحدة، وهي أنهما يعتقدان أن فكر الآخر (الأجنبي) عقلي جدلي فيما الفكر الديني منغلق على مقولات جامدة، وذلك لأنهم لم يبذلوا أي جهد في فهمه، ولم يبذل المؤمنون به أيضا جهدا يذكر في تفهيمهم إياه بلغة العقل والإقناع، في فترة تكون وعيهم وتفتح مداركهم.
ذلك أن من يطورون فهمهم الديني ذاتياً قليلون، فالأغلبية معلوماتهم الأساسية عن الدين مكتسبة من المدرسة الإبتدائية، ولما كان الدين فلسفة عميقة، ولغة القرآن فائقة القوة والبلاغة، وبعيدة تماما عن اللهجة الدارجة البسيطة التي يفهم بها الطفل، فليس من السهل عليه فهمها، لذلك يلجأ الى الحفظ الأصم لتحقيق الدرجة الأعلى في الإمتحان، من غير فهم ولا ربط في العقل مع دلالات حسية، فتنشأ فجوة عقلية كبيرة من الصعب على الناشئة ذوي المدارك المحدودة تجسيرها.
لذا فهو يحتاج الى أساليب ووسائل شرح وإيضاح عالية الجودة، بالإضافة الى معلمين مؤهلين وأكفاء لشرحها بالطرق الحديثة، وليس بالتلقين.
المناهج المدرسية في جميع الدول الإسلامية، وضعت بخبث من قبل خبراء تربويين، انتجهم الغرب ودربهم تحت عنوان تطوير التعليم وفق المفاهيم الحديثة، لمساعدة الأنظمة السياسية في برامجها التغريبية، التي تسعى الى قطع المجتمعات عن الإسلام، بذريعة التقدم واللحاق بالغرب. لذلك فهي تعلم الدين كثقافة وليس كعلم، وفي المراحل الأولى فقط، وتركز على تعليم التلاميذ العبادات والأدعية كطقوس، ولا تعلمهم فلسفتها وغاياتها، وتلقنهم إياها تلقينا، ولا تعلمهم كيف يناقشونها عقليا ويربطون بينها منطقيا وبين مقاصدها.
بعد عمر البلوغ (عمر تكون الوعي والموقف الفكري) ينقطع تعليم الدين، ولا يعود الطالب في الجامعة يعلم عنه شيئا، وتوجهه النشاطات اللامنهجية بعيدا عنه، بهدف تشكيل فكر الشاب وفق متطلبات العلمنة.
وبذلك تتم صياغة مفاهيم النشء الجديد، على أن العقيدة الدينية مرتبطة بمفاهيم ماضوية، وتاريخا عفا عليه الزمن، بالمقابل فالعلم والتقدم يتمثل بالغرب المتفوق.
هكذا تنشأ الفكرة الخاطئة أن هنالك تناقضا بين الدين والعلم، ومن هنا تنبني تصورات في نفوس الشباب الذين نجحت هذه السياسات الممنهجة في تفريغهم من ارتباطهم بالعقيدة، تصورات متعالية تجاه المتدينين، على أنهم ظلاميون لايسمحوا لشمس الغرب المتنورة أن تضيء نفوسهم، وينجح هذا التصور بخلق حالة من التعصب المضاد للفكر الديني، فيغلق العقل دونه، فلا يعود يناقش المقولات الملحدة التي ليس عليها أي دليل مادي أو فلسفي، فلا تنبني إلا على الشك فقط، ولما أنه اعتبرها منزهة عن الخطأ لأن من قالوا بها مفكرون غربيون، فهولا يخضعها لميزان المنطق ولا للتحكيم العقلي.
أهمية تطوير الخطاب الديني التقليدي المستغرق في الوعظ والحث على الإكثار من العبادات، تتجلى في أنه وقف عاجزا أمام هذا المخطط الخبيث خلال القرن المنصرم، الذي كاد لينجح بتقطيع الرابط الديني شيئا فشيئا، لولا أن الله لهم بالمرصاد، فقد كشف عن فشل الأنظمة وتآمرها مع المستعمر، وعرّاها أمام الأجيال الجديدة، وتمثل ذلك بما سمي بالصحوة الإسلامية، والتي عبرت عن عنفوانها بالموجة الأولى من الثورات العربية المجيدة علم 2011، وكان عمادها هؤلاء الشباب المستهدفون.
لقد مد الله لمعادي الدين من الأنظمة الحاكمة لشعوب الأمة والمنافقين، فأعمى بصيرتهم، وتوهموا أن الحرب على (الإرهاب) قد أنجتهم من تلك الثورات، لكن الموجة الثانية قادمة لا محالة، لذا يجب التهيؤ لها بخطاب إسلامي متطور.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الخطاب الإسلامي

إقرأ أيضاً:

دراسة: الأنظمة الغذائية النباتية قد تكون صحية للأطفال.. ولكن بشروط

قال باحثون إن الأطفال الذين يتّبعون أنظمة غذائية نباتية قد يحتاجون إلى مكملات غذائية أو أطعمة مدعّمة لضمان الحصول على ما يكفي من العناصر الأساسية.

خلصت مراجعة رئيسية جديدة إلى أنّ الأنظمة الغذائية النباتية أو الخالية تماماً من المنتجات الحيوانية يمكن أن تكون صحية للأطفال، لكنهم على الأرجح سيحتاجون إلى أطعمة مُدعّمة أو مكملات للحصول على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجون إليها.

ووفقاً للدراسة، قد توفر الأنظمة الغذائية النباتية أيضاً بعض الفوائد الصحية للأطفال، بما في ذلك صحة قلبية وعائية أفضل مقارنةً بالأطفال الذين يتناولون اللحوم. وقد نُشرت الدراسة في Critical Reviews in Food Science and Nutrition.

وتشير النتائج إلى أنّ "الأنظمة النباتية والنباتية الصِرفة المُخطط لها جيداً والمُدعّمة على نحو مناسب يمكن أن تلبي الاحتياجات الغذائية وتدعم النمو الصحي لدى الأطفال"، بحسب ما قالت مونيكا دينو، المؤلفة الرئيسية للدراسة وباحثة في جامعة فلورنسا في إيطاليا، في بيان.

وقال الباحثون إن هذه الدراسة هي الأكثر شمولاً حتى الآن بشأن الأنظمة الغذائية النباتية لدى الأطفال.

حلّلوا بيانات نحو 49 ألف طفل ومراهق في 18 دولة، متابعين عاداتهم الغذائية ونتائجهم الصحية ونموّهم وحالتهم التغذوية. وشملت الأنماط الغذائية النباتيين (يتناولون منتجات الألبان والبيض ولا يأكلون اللحوم أو السمك أو الدواجن) إضافةً إلى النباتيين الصرف وآكلي كلّ شيء.

يميل الأطفال النباتيون إلى تناول كميات أكبر من الألياف والحديد والفولات وفيتامين سي والمغنيسيوم مقارنة بآكلي كلّ شيء، لكنهم يحصلون على طاقة وبروتين ودهون وفيتامين بي 12 وفيتامين دي وعنصر الزنك بكميات أقل.

وكانت الأدلة أقلّ بشأن الأنظمة النباتية الصِرفة، لكن الأنماط كانت متشابهة. ووجدت الدراسة أن الأطفال النباتيين الصرف لديهم تناول منخفض بشكل خاص للكالسيوم.

وقال الباحثون إن الأطفال الذين يتبعون أنظمة غذائية نباتية قد يحتاجون إلى تناول مكملات أو أطعمة مُدعّمة لتجنّب نقص بعض العناصر الغذائية الأساسية.

وقالت جينيت بيزلي، وهي إحدى مؤلفات الدراسة وأستاذة مشاركة في جامعة نيويورك في الولايات المتحدة: "من اللافت أن مستويات فيتامين بي 12 لا تصل إلى الحد الكافي من دون مكملات أو أطعمة مُدعّمة، وكان تناول الكالسيوم واليود والزنك غالباً عند الحد الأدنى من النطاقات الموصى بها".

تمتع الأطفال النباتيون الصرف والنباتيون بصحة قلبية وعائية أفضل من الأطفال الذين يتناولون اللحوم. ويميل النباتيون إلى أن يكونوا أقصر قليلاً وأنحف، مع مؤشر كتلة جسم (BMI) وكتلة دهنية ومحتوى معدني عظمي أقل.

Related لماذا يحذر الخبراء من إعطاء الأطفال مكملات غذائية كالفتيامينات؟

وكانت لديهم أيضاً مستويات كوليسترول أقل، بما في ذلك كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، وهو الشكل "السيئ" أو "غير الصحي" من الكوليسترول الذي يمكن أن يؤدي إلى تراكم اللويحات في الشرايين.

لكن للدراسة بعض القيود؛ فمثلاً من الصعب إثبات ما إذا كانت الأنظمة الغذائية للأطفال سببت مباشرة الفروق في نتائجهم الصحية. وقد تختلف الأسر التي تختار الأنظمة النباتية عن آكلي اللحوم من حيث الوضع الاجتماعي الاقتصادي أو عوامل نمط الحياة.

يوصي الباحثون بأن يضع الآباء أنظمة أبنائهم الغذائية بعناية، على سبيل المثال، بدعم من أطباء الأطفال وأخصائيي التغذية.

وقالوا إنه ينبغي أن تكون هناك إرشادات رسمية أكثر لمساعدة الأسر التي تعتمد الأنظمة النباتية على ضمان تلبية الاحتياجات الغذائية لأطفالها خلال نموّهم.

وقالت دينو: "نأمل أن تقدّم هذه النتائج إرشادات أوضح بشأن فوائد الأنظمة النباتية ومخاطرها المحتملة، بما يساعد العدد المتزايد من الآباء الذين يختارون هذه الأنظمة لأسباب صحية أو أخلاقية أو بيئية".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • هل يؤثر النظام النباتي على نمو الأطفال؟ دراسة تكشف فروقًا في الطول والوزن
  • عزيزي (ميدو): دورينا ليس (سبوبة)
  •  خبيرة اقتصادية: 70% من قراراتنا الشرائية تعتمد على العاطفة وليس العقل
  • الحباشنة يكتب..مجلس النواب أمام اختبار ضبط الخطاب وحماية استقرار الدولة
  • فوائد غير متوقعة للأنظمة الغذائية النباتية للأطفال
  • نهم السؤال وظمأ الذات
  • غارديان: دونالد ترامب يسعى إلى تغيير الأنظمة في أوروبا
  • دراسة عالمية تكشف فروق النمو بين الأطفال النباتيين وآكلي اللحوم
  • التدريب الديني أولاً.. نيويورك تايمز: الولاء يطغى على الكفاءة في بناء الجيش السوري الجديد
  • دراسة: الأنظمة الغذائية النباتية قد تكون صحية للأطفال.. ولكن بشروط