الإمارات تستعرض مسيرتها للارتقاء بسوق العمل أمام مؤتمر العمل الدولي بجنيف
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
أكد معالي الدكتور عبدالرحمن العور، وزير الموارد البشرية والتوطين أن دولة الإمارات تسير بخطى ثابتة في رحلتها التحولية نحو اقتصاد متنوع قائم على المعرفة والابتكار، وهو أحد الأهداف الطموحة لمئوية الإمارات 2071، محققة بذلك نموا اقتصاديا مستداما، تدعمه حزمة من تشريعات وسياسات سوق العمل المرنة والتنافسية، التي عززت من قدرة الاقتصاد على خلق الملايين من فرص العمل اللائق وجعلت من الإمارات وجهة عالمية للعيش والعمل والاستثمار بحسب التقارير الدولية.
جاء ذلك في كلمة معاليه خلال مشاركة وفد من وزارة الموارد البشرية والتوطين برئاسته، في أعمال الدورة الـ 112 لمؤتمر العمل الدولي الذي يعقد في مدينة جنيف السويسرية خلال الفترة من 3 إلى 14 يونيو الحالي بمشاركة حكومات الدول الأعضاء في المنظمة وممثلي أصحاب العمل والعمال.
وقال معاليه إن مؤتمر العمل الدولي يعقد في ظل مشهد اقتصادي يتسم بمزيج من التفاؤل بالتعافي الاقتصادي المدفوع بالابتكارات التكنولوجية، والاستثمارات في الطاقة المتجددة والاقتصاد الأخضر، وما يرافق ذلك من جهود لتحقيق التنمية المستدامة على المستوى العالمي.
وأضاف ” هذه العوامل تلتقي مع الرؤية المستدامة لدولة الإمارات العربية المتحدة التي تحرص بموجب توجيهات قيادتها الرشيدة على أن يكون الاستثمار في الإنسان أهم وأسمى الاستثمارات، وأكثرها استدامة لاستمرار التطور والريادة لجميع التوجهات والمبادرات والمشاريع التي تتبناها الحكومة، ومحورا لقراراتها وأساسا للتقييم الحقيقي لنجاحها”.
وتطرق معاليه الى واقع دولة الإمارات وريادتها العالمية في مواجهة التحديات المعاصرة للاقتصاد، وقال في كلمته ” تجاوز معدل نمو العمالة في سوق العمل بالدولة ما نسبته 10%، كما بلغت نسبة الوظائف الخضراء في سوق العمل الاماراتي حوالي 11% بحسب بيانات مرصد سوق العمل الذي اطلقناه مؤخرا، وكانت الامارات من أولى دول الشرق الأوسط التي أعلنت هدفها لتحقيق الحياد المناخي باستثمارات تبلغ نحو 600 مليار درهم في مشاريع الطاقة النظيفة حتى عام 2050، وهي الجهود التي ساهمت في انخفاض معدلات البطالة الى أدنى مستوياتها بنسبة 2.9%”.
وقال معاليه ” تم اقرار استراتيجية شاملة للحماية الاجتماعية تضمن توفير الحماية ضد التعطل عن العمل لنحو 8 ملايين من العاملين في الامارات، وكذلك برنامج تأميني لحماية المستحقات المالية للعمال، كما تم اطلاق نظام ادخاري اختياري يتم من خلاله استثمار مكافآت نهاية الخدمة للعاملين في القطاع الخاص في صناديق استثمارية موثوقة لتوفير عوائد استثمارية للموظفين، وذلك بالتوازي مع منظومة التأمين الصحي التي تم توسيعها لتشمل جميع المقيمين في دولة الامارات دون تمييز”.
ولفت إلى أهمية الدور الإنساني للدولة انطلاقا من دورها الراسخ في دعم وتأييد جهود الاستدامة والتنمية الدولية، حيث لعبت الامارات من خلال برنامج المساعدات والمنح الخارجية دورا حاسما في تحقيق العدالة الاجتماعية للعديد من الشعوب والمجتمعات الأقل حظا على مستوى العالم، حيث ساهمت من خلاله في مكافحة الفقر وتوفير الغذاء من خلال دعمها لبرنامج الغذاء العالمي، وإطلاق مبادرات لتحسين جودة الحياة وفرص الحصول على الخدمات التعليمية والصحية الجيدة.
وأكد العور حرص دولة الامارات من خلال توليها مسؤولية الأمانة الدائمة لحوار أبوظبي، الذي يعتبر من أبرز الآليات التشاورية الإقليمية المعنية بتعزيز حوكمة الانتقال المؤقت للعمل، على تعزيز جهود التعاون الثنائي والإقليمي والشراكات الهادفة الى تطوير الآليات المنظمة لأسواق العمل في المنطقة، وتبادل المبادرات المبتكرة بهدف ضمان تمتع العمال بالرفاهية في ظل ازدهار مجتمع الأعمال، وتعظيم المنافع والمزايا التي تحظى بها اقتصادات الدول الأعضاء في الحوار نتيجة انتقال الأفراد من أجل العمل ضمن ممر آسيا.
ويضم وفد الدولة المشارك في المؤتمر سعادة جمال المشرخ، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، وسعادة شيماء العوضي، وكيلة وزارة الموارد البشرية والتوطين المساعد للاتصال والعلاقات الدولية، وسعادة فريدة آل علي، وكيلة الوزارة المساعد لتوظيف الموارد البشرية الوطنية، وسعادة خليفة خميس الكعبي، عضو مجلس إدارة منظمة العمل الدولية عن أصحاب العمل، والمستشار زايد سعيد الشامسي، رئيس مجلس إدارة جمعية التنسيق للجمعيات المهنية، وعدد من المعنيين في وزارة الموارد البشرية والتوطين ورجال أعمال وممثلين عن مؤسسات أهلية في الدولة.
وشهدت أعمال المؤتمر تكريما خاصا لسعادة خليفة خميس الكعبي، عضو مجلس إدارة منظمة العمل الدولية عن أصحاب العمل، وعضو مجلس إدارة منظمة أصحاب الأعمال الدولية، نظير مسيرته في إدارة ملف أصحاب الأعمال لدولة الإمارات في المنظمة وإنجازاته التي ساهمت في إبراز استفادة أصحاب الأعمال من البنية التشريعية المبتكرة التي توفرها حكومة الإمارات للمستثمرين.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
« خليك إيجابي» تؤهل 50 شابًا وفتاة لقيادة العمل المجتمعي بالإسكندرية
نظمت جمعية خليك إيجابي في الإسكندرية اليوم الثلاثاء، تدريبًا مجانيًا لرفع كفاءة المتطوعين الشباب، بالتعاون احدي المؤسسات الإعلامية وجمعية بسالة للتنمية، وذلك بمشاركة 50 شابًا وفتاة، وبرعاية مديرية التضامن الاجتماعي بالإسكندرية جاء التدريب، الذي حمل شعار "جيل جديد من قادة التطوع.. جاهزون لبناء مجتمع قوي"، استكمالًا لسلسلة تدريبات سابقة استفاد منها أكثر من 900 متطوع ومتطوعة خلال الأعوام الماضية، واستهدف تأهيل جيل قادر على قيادة العمل الأهلي والمجتمعي بفعالية واحترافية و ذلك في إطار مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان
و جاءت محاور التدريب امتد التدريب على مدار ثلاثة أيام بواقع 14 ساعة تدريبية مكثفة، وتضمن محاور أساسية منها: مهارات القيادة وحل المشكلات و إدارة الأزمات وبناء الحملات والمبادرات و أساسيات العمل التطوعي و استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في العمل المجتمعي و تحديد الأولويات وفق منظومة SMART
ومن جانبه أكد ارامي يسري، رئيس جمعية "خليك إيجابي" ومدرب البرنامج، أن الهدف من التدريب هو إعداد كوادر شبابية قادرة على إحداث تغيير ملموس في المجتمع، عبر ترسيخ ثقافة التطوع وروح المبادرة والعمل الجماعي، موجها الشكر إلى الدكتورة فايزة زايد، مدير مديرية التضامن الاجتماعي، والدكتورة نرمين سويدان، مدير إدارة الجمعيات، على دعمهما المتواصل لهذا النوع من المبادرات، كما ثمّن دعم جمعية "العروة الوثقى" اللوجستي والمعنوي و يُعد هذا التدريب خطوة جديدة في مسار بناء منظومة تطوعية فاعلة يقودها شباب واعٍي، يمتلك المهارات اللازمة لإحداث التنمية المجتمعية الحقيقية.
من جهتها، عبّرت الإعلامية نشوى فوزي عن بالغ سعادتها بالتعاون المثمر مع كيانات المجتمع المدني، مؤكدة أن هذا النوع من الشراكات يمثل خطوة مهمة نحو دعم جهود التنمية المستدامة مشيراً أن الإعلام يلعب دورًا محوريًا في تسليط الضوء على المبادرات المجتمعية البناءة، لا سيما تلك التي تستهدف فئة الشباب، باعتبارهم القوة الحقيقية والمحرك الأساسي لأي نهضة مجتمعية مضيفه أن إبراز هذه النماذج الملهمة من خلال المنصات الإعلامية يسهم في تعميم الفائدة، ويحفّز الآخرين على تبني أفكار مماثلة، بما يعزز من قيم العمل التطوعي وروح الانتماء والمسؤولية المجتمعية لدى الأجيال الجديدة.
من جانبها، أشادت عزيزة سعدون، رئيس مجلس إدارة جمعية رسالة، بالحماس الكبير والتفاعل الإيجابي الذي أبداه المشاركون خلال فعاليات التدريب، مشيرة إلى أن هذا الإقبال يعكس وعي الشباب بأهمية دورهم في النهوض بالمجتمع مؤكده أن دعم وتمكين الشباب لا يجب أن يكون مجرد شعارات، بل هو استثمار حقيقي في بناء مستقبل أكثر استقرارًا وتطورًا مضيفه أن الجمعية تحرص على توفير بيئة محفزة تتيح للشباب اكتساب المهارات القيادية والعمل بروح الفريق، بما يعزز من قدراتهم على الإبداع والمبادرة، ويؤهلهم للعب أدوار فعالة في شتى مجالات التنمية.
وفي السياق ذاته، أوضحت ندى فتح الله، مسؤول ملف التطوع، أن برنامج التدريب أسهم بشكل فعّال في صقل مهارات المتطوعين الجدد، من خلال تزويدهم بالأدوات اللازمة للعمل الميداني، وتعريفهم بمبادئ العمل التطوعي المنظم، وأسس القيادة المجتمعية. وأضافت أن المشاركين أبدوا التزامًا ملحوظًا واستعدادًا حقيقيًا للتعلم، مما رفع من جاهزيتهم لخوض تجارب تطوعية أكثر تأثيرًا وفعالية على أرض الواقع.
من جانبها، أكدت أمنية محمد، مسؤول الموارد البشرية، أن التدريب لم يكن مجرد نشاط تأهيلي، بل كان فرصة حقيقية لاكتشاف طاقات قيادية واعدة بين المشاركين، حيث أظهر عدد كبير منهم صفات ومهارات تشير إلى استعدادهم لتحمّل المسؤولية والقيادة في المستقبل. ولفتت إلى أن هذه المؤشرات الإيجابية تشجع على مواصلة الاستثمار في الكوادر الشابة، وتمهيد الطريق أمامهم للانخراط في مشروعات ومبادرات ذات أثر اجتماعي مستدام.
من جهته، أكد محمد مصطفى، مدير إدارة الموارد المالية، أن التجربة الأخيرة شكلت نموذجًا حيًّا لقدرة الشباب على إحداث تأثير حقيقي وملموس على أرض الواقع، رغم محدودية الموارد والإمكانات المتاحة موضحاً أن ما تم تحقيقه من نتائج إيجابية خلال فترة وجيزة يُعد دليلاً قويًا على أن الحافز والإرادة والتخطيط الجيد يمكن أن يعوّضوا أي نقص في الدعم المادي لافتاً أن دور المؤسسات لا يقتصر على التمويل فقط، بل يمتد إلى الإيمان بقدرات الشباب وتوفير فرص حقيقية لهم لإثبات جدارتهم على أرض الواقع.