بريطانية تكشف أطلال قلعة منسية وسط وادٍ بالسعودية..ما حكايتها؟
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في مشهد جوي مثير للإعجاب، تبرز أطلال قلعة منسيّة وسط واد صحراوي في السعودية، حيث كانت تتمتع بدور مهم في حماية أحد أقدم دروب الحج، أي درب الحج الشامي (شاهد الفيديو أعلاه).
واستطاعت مدونة السفر البريطانية، شيلا راسل، من توثيق مشهد القلعة القديمة من الأعلى بواسطة كاميرا طائرة من دون طيّار "الدرون".
ذكرت هيئة التراث السعودية أنه على بعد نحو 180 كيلومترًا من المدينة المنورة، تجلس القلعة على هضبة صخرية مطلّة على وادي هديّة، وهو امتدادٌ لمجمّع أودية خيبر التي تصب في البحر الأحمر.
يعود تاريخ تشييد هذه القلعة إلى العصر الإسلامي المتأخر، في أوساط القرن الثاني عشر الهجري، تحديدا في عام 1151 هجري.
تسعى مدونة السفر البريطانية، التي تُقيم بالسعودية، إلى استكشاف الجواهر الخفية في جميع أنحاء المملكة.
قالت راسل لموقع CNN بالعربية: "أعشق استكشاف وتوثيق تاريخ المملكة العربية السعودية، وثقافتها وجمالها الطبيعي، وقد حظيت بزيارة هديّة عدة مرات"، موضحة أنها كنت تعرف بعض الحقائق عن القلعة، ولكنها كانت عازمة على كشف أسرار هذا الحصن القديم،
وأضافت مدونة السفر البريطانية: "لم أكن أعرف الكثير حتى تعمّقت في قراءة الروايات التي تعود إلى مئات السنين، في محاولة لتجميع جزء صغير من تاريخها، وقد عدت لزيارتها مرة أخرى بهدف توثيقها من زاوية أخرى".
وعن تاريخ القلعة، تحكي راسل أنه "لسنوات عديدة، كانت هذه القلعة بمثابة محطة توقّف على أحد أقدم الطرق التي يستخدمها الحجاج، والمعروفة باسم درب الحج الشامي، الذي يخرج من الشام باتجاه الجزيرة العربية وصولاً للمدينة المنورة ومكة".
أشارت هيئة التراث السعودية إلى أن "هذا الدرب يُعد من أقدم دروب الحج نظرا لأنه أقيم بالأساس على مسار القوافل التجارية التي كانت تتنقل في مختلف أنحاء جزيرة العرب إلى بلاد الشام والعكس، والتي بلغت أوجها في الفترة التي سبقت ظهور الإسلام".
ورأت مدونة السفر البريطانية أن الأمر المثير يتمثل بحقيقة أن المسلمين حاليًا يتوجهون لأداء فريضة الحج على متن الرحلات الجوية، بينما قديما كانت أفواج كبيرة تسافر بواسطة قوافل بطيئة الحركة، تستغرق شهورا في الغالب لإكمال الرحلة.
وتتذكر راسل أنه بينما كانت تقف بجوار هذه القلعة، وتنظر عبر الوادي الفسيح، كان بوسعها تخيّل مشهد الحجاج وهم ينصبون الخيام بشكل مؤقت على مدّ البصر.
وأشارت مدونة السفر البريطانية إلى أن السجلّات التي طالعتها تذكر أن قوافل الحجاج كانت تمكث عند قلعة هديّة لمدة يومين، حيث كان الحجاج يتجهون إلى هناك بهدف شراء المؤن من مدينة خيبر، موضحة أنه "لا بد من أن الوصول إلى هذه الواحة الخصبة كان بمثابة متعة (للحجاج) بعد عناء السفر عبر الصحراء".
من السماء، يختلف مشهد القلعة التي تبلغ مساحتها ألفي متر مربع كليًا عن شكلها من الأرض، إذ يبرز شكلها غير المنتظم مع أبراجها في الزوايا.
وأوضحت هيئة التراث السعودي أن القلعة كانت تضم 4 أبراج بزواياها، لكن أحدها تعرّض للانهيار، ولم يتبق سوى 3 فقط، لافتة إلى أنها كانت تستخدم لحماية قوافل الحجيج والتجارة القادمة من الشام والمغادرة من المدينة المنورة.
أشارت راسل إلى أن هذا المنظور يبرز بوضوح شديد الثقب الهائل في الجدار الذي اخترقته مياه الوادي أثناء تساقط الأمطار.
View this post on InstagramA post shared by SaudiTravelNotes by Sheila شيلا (@sauditravelnotes)
نشرت مدونة السفر البريطانية مقطع فيديو عن توثيقها لقلعة "هديّة" عبر مدونتها على "انستغرام"، حيث تحرص على مشاركة متابعيها جميع الوجهات والتجارب التي تخوضها في المملكة.
وقالت راسل: "تحظى الحصون والقلاع بشعبية كبيرة في جميع البلدان، ولكن لا يزال هناك الكثير منها مجهولا بالنسبة للكثيرين في السعودية".، مؤكدة أنه "لا يزال هناك الكثير لأتعلّمه وأشاركه، ليس فقط عن المباني والمواقع، ولكن أيضًا عن الأشخاص وقصصهم".
السعوديةالمدينة المنورةمكةنشر الأربعاء، 12 يونيو / حزيران 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: المدينة المنورة مكة إلى أن
إقرأ أيضاً:
مجمع الملك سلمان يوثق التنوع اللهجي في المملكة بمدونة صوتية ذكية
خاص
كشف مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، عن بدء المرحلة الأولى من مشروع “مدونة أصوات”، الذي يهدف إلى توثيق 52 لهجة محلية من مختلف مناطق المملكة، في خطوة رائدة للحفاظ على الإرث اللهجي السعودي، مع إمكانية دمج هذه البيانات في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وأوضح المجمع أن المشروع لا يزال في مرحلة التطوير والاختبار، ويجري العمل حاليًا على إعداد الأدوات اللازمة لبناء مدونة لغوية متقدمة تخدم عدة مجالات، من أبرزها تقنيات التعرّف على الصوت والترجمة الفورية، ما يسهم في تسهيل التواصل وتعزيز فهم اللهجات المستخدمة في الحياة اليومية.
ويأتي المشروع ضمن توجه أوسع لتسخير التقنيات الحديثة في دعم اللغة العربية ولهجاتها، حيث يتيح للباحثين والمهتمين قاعدة بيانات صوتية دقيقة تساعدهم على دراسة تطور اللهجات المحلية وتأثير العوامل الاجتماعية والاقتصادية في تشكيلها.
وتهدف “مدونة أصوات” أيضًا إلى رفع الوعي المجتمعي بالتنوع اللهجي في السعودية، وتعزيز ارتباط الأجيال الجديدة بلهجات مناطقهم، جنبًا إلى جنب مع دعم العربية الفصحى.
ويحتوي المشروع على أدوات تحليلية متقدمة، أبرزها “الكشاف الصوتي”، و”خريطة الأصوات”، و”التصاحب اللفظي”، وقائمة الشيوع، إضافة إلى أداة مفتوحة مخصصة لإثراء المدونة والتحقق من دقة اللهجات، ومتاحة للاستخدام العام.
وتتضمن المدونة محتوى متنوعًا يغطي جوانب من الحياة اليومية مثل القصص المصورة، الحديث عن الأماكن، الأطعمة، العادات والتقاليد، الأعياد، والمواقف اليومية، إلى جانب الاقتباسات الشعبية.
يُذكر أن المجمع يشرف على 13 مدونة لغوية عبر “منصة فلك”، وهي منصة تقنية متخصصة تتيح للباحثين والمطورين دراسة الظواهر اللغوية وتطوير حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي في مجالات اللغة العربية.
وقد أُعلن عن “مدونة أصوات” في مطلع عام 2024، ضمن خطة استراتيجية شاملة يقودها مجمع الملك سلمان لدعم الحوسبة اللغوية، وتعزيز البحث العلمي، وتطوير أدوات تعليمية وتقنية تخدم اللغة العربية نطقًا وكتابة، وترفع من حضورها عالميًا.