فوم: نظام محاسبي شامل للشركات السعودية
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
مقدمة عن أهمية الأنظمة المحاسبية في الشركات السعودية
في عالم الأعمال الحديث، تعتبر الأنظمة المحاسبية جزءًا أساسيًا من إدارة أي شركة ناجحة. تعزز هذه الأنظمة من دقة البيانات المالية، وتساعد في اتخاذ قرارات مستنيرة، وتضمن الامتثال للمعايير المالية المحلية والدولية. في السعودية، تزداد أهمية هذه الأنظمة يومًا بعد يوم، مما يجعل الحاجة إلى نظام محاسبي متكامل مثل نظام فوم أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
ما هو نظام فوم المحاسبي وكيف يمكنه تحقيق الكفاءة المالية؟
تعريف نظام فوم المحاسبي وأهدافه الأساسية
نظام فوم هو نظام محاسبي شامل ومتكامل، مصمم خصيصًا لتلبية احتياجات الشركات السعودية. يهدف النظام إلى توفير حلول متكاملة لإدارة الحسابات المالية، وتحليل البيانات، ومراقبة الأداء المالي بشكل فعال. يعتمد نظام فوم على أحدث التقنيات لضمان الدقة والكفاءة في جميع العمليات المحاسبية.
دور نظام المحاسبة في تعزيز الشفافية المالية للشركات السعودية
يلعب نظام فوم دورًا حيويًا في تعزيز الشفافية المالية داخل الشركات السعودية. من خلال توفير تقارير مالية دقيقة ومفصلة، يمكن للإدارة تحليل البيانات المالية بعمق، واتخاذ قرارات استراتيجية مبنية على معلومات موثوقة. هذا يعزز من ثقة المستثمرين والجهات الرقابية، ويضمن الامتثال للمعايير المالية الدولية والمحلية.
مميزات نظام فوم المحاسبي التي تجعله الاختيار الأمثل للشركات
سهولة الاستخدام وتوفير الوقت والجهد
إحدى أبرز مميزات نظام فوم هي واجهته البسيطة والسهلة الاستخدام. تم تصميم النظام ليكون بديهيًا، مما يقلل من الحاجة إلى تدريب مكثف ويتيح للموظفين البدء في استخدامه بسرعة. هذا يساهم في توفير الوقت والجهد، ويسمح للموظفين بالتركيز على المهام الأساسية الأخرى.
تكامل الأنظمة المختلفة لزيادة الكفاءة
يتميز نظام فوم بقدرته على التكامل مع الأنظمة الأخرى داخل الشركة، مثل نظام إدارة الموارد البشرية ونظام إدارة المشاريع. هذا التكامل يساعد في تحسين كفاءة العمليات الداخلية، ويضمن تدفق المعلومات بسلاسة بين الأقسام المختلفة، مما يعزز من الأداء العام للشركة.
تقارير مالية دقيقة ومفصلة لاتخاذ قرارات مستنيرة
يقدم نظام فوم تقارير مالية دقيقة ومفصلة تساعد الشركات على فهم وضعها المالي بشكل أفضل. يمكن للإدارة استخدام هذه التقارير لاتخاذ قرارات مستنيرة واستراتيجية، مما يساهم في تحقيق النجاح والنمو المستدام للشركة.
كيفية عمل نظام فوم المحاسبي لتحقيق النتائج المرجوة
تسجيل المعاملات المالية بشكل دقيق ومنظم
يتيح نظام فوم تسجيل جميع المعاملات المالية بدقة عالية، مما يضمن أن تكون السجلات المالية محدثة وموثوقة. هذا يسهم في تعزيز دقة البيانات المالية ويساعد في الامتثال للمعايير المالية.
إدارة الحسابات الدائنة والمدينة بكفاءة
يساعد النظام في إدارة الحسابات الدائنة والمدينة بكفاءة عالية، مما يسهم في تحسين تدفق الأموال وتقليل الديون المستحقة. يمكن للنظام تتبع جميع المعاملات المالية وتوفير تقارير تفصيلية تساعد في تحسين الإدارة المالية.
مراقبة المخزون وتحسين إدارة الموارد
يمكن لنظام فوم تتبع المخزون بشكل دقيق، مما يساعد الشركات على إدارة مخزونها بكفاءة وتجنب الفاقد. يساعد النظام في تحسين إدارة الموارد وضمان توفر المواد اللازمة للعملية الإنتاجية في الوقت المناسب.
التكامل مع الأنظمة الأخرى داخل الشركة لتحقيق أداء متكامل
تكامل مع نظام إدارة الموارد البشرية لتحسين إدارة العاملين
يتيح نظام فوم التكامل السلس مع نظام إدارة الموارد البشرية، مما يساعد في تنسيق العمليات بين الأقسام المختلفة. هذا التكامل يسهم في تحسين إدارة العاملين وضمان تحقيق الكفاءة العالية في العمليات الداخلية.
تكامل مع نظام إدارة المشاريع لتتبع التكاليف وتحليل الأداء
يمكن لنظام فوم أن يتكامل مع نظام إدارة المشاريع لتوفير رؤية شاملة حول تكاليف المشاريع وأرباحها. يساعد هذا التكامل في تحليل الأداء المالي للمشاريع واتخاذ قرارات استراتيجية لتحقيق النجاح.
استخدام التحليل المالي في نظام فوم لتعزيز الربحية وإدارة التكاليف
تحليلات الربحية وأثرها على استراتيجيات الشركة
يوفر نظام فوم أدوات تحليل قوية تساعد في فهم مدى ربحية الشركة وتحليل العوامل التي تؤثر على الأرباح. يمكن للإدارة استخدام هذه التحليلات لتطوير استراتيجيات تعزز من ربحية الشركة وتحسين الأداء المالي.
إدارة التكاليف والسيطرة عليها لتحقيق أكبر كفاءة مالية
يساعد النظام في تتبع التكاليف وتحليلها بشكل دقيق، مما يمكن الشركات من التحكم في نفقاتها وزيادة كفاءتها المالية. يمكن للإدارة استخدام البيانات المتوفرة لتطوير خطط تقلل من التكاليف وتزيد من الأرباح.
الامتثال للمعايير المحاسبية الدولية والمحلية من خلال نظام فوم
التوافق مع المعايير المحاسبية الدولية لضمان الشفافية
نظام فوم متوافق مع المعايير المحاسبية الدولية، مما يضمن أن تكون السجلات المالية متوافقة مع المتطلبات العالمية. هذا يعزز من الشفافية ويساهم في بناء ثقة المستثمرين والشركاء التجاريين.
الامتثال للمتطلبات المحلية وتعزيز الثقة مع الجهات الرقابية
يساعد النظام الشركات على الامتثال للمتطلبات المحاسبية المحلية، مما يضمن الالتزام بالقوانين واللوائح السعودية. هذا يعزز من الثقة بين الشركات والجهات الرقابية، ويضمن تجنب العقوبات والغرامات المحتملة.
فوائد الحوسبة السحابية والأمان السيبراني في نظام فوم
الأمان السيبراني وحماية البيانات المالية من التهديدات الإلكترونية
يتمتع نظام فوم بمستوى عالٍ من الأمان السيبراني، مما يحمي البيانات المالية من التهديدات الإلكترونية. يستخدم النظام تقنيات تشفير متقدمة وإجراءات أمان صارمة لضمان حماية البيانات المالية والحفاظ على سريتها.
سهولة الوصول إلى النظام من أي مكان عبر الإنترنت
تتيح الحوسبة السحابية في نظام فوم الوصول إلى النظام من أي مكان وفي أي وقت عبر الإنترنت. هذا يسهل على الشركات إدارة حساباتها المالية حتى عندما يكون الموظفون بعيدين عن المكتب، مما يعزز من مرونة العمل ويزيد من الإنتاجية.
دور نظام فوم في تحسين الأداء المالي للشركات وزيادة الشفافية
تعزيز الشفافية الداخلية من خلال تقارير مالية واضحة
يساعد نظام فوم في تعزيز الشفافية داخل الشركة من خلال توفير تقارير مالية واضحة ومفصلة. هذا يتيح للإدارة فهم الوضع المالي للشركة بشكل أفضل واتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على بيانات دقيقة.
تسهيل اتخاذ القرارات المالية المبنية على بيانات دقيقة
بفضل البيانات الدقيقة التي يقدمها النظام، يمكن للإدارة اتخاذ قرارات مالية مستنيرة تسهم في تحسين الأداء العام للشركة. يساعد النظام في تحليل البيانات المالية بعمق وتوفير رؤى قيمة تدعم اتخاذ القرارات الاستراتيجية.
التحديات التي قد تواجه المستخدمين وكيفية التغلب عليها بنجاح
تحديات التقنية وكيفية تقديم الدعم الفني المستمر
قد يواجه بعض المستخدمين تحديات تقنية عند الانتقال إلى نظام فوم، لكن مع الدعم المناسب، يمكن تجاوز هذه التحديات بسهولة. يتضمن ذلك تقديم دعم فني مستمر وتوفير موارد تعليمية تساعد الموظفين على فهم واستخدام النظام بكفاءة.
التحديات البشرية وأهمية تدريب الموظفين على النظام الجديد
تشمل التحديات البشرية التكيف مع النظام الجديد وتدريب الموظفين على استخدامه بكفاءة. يعد التدريب المستمر والدعم الفني من العوامل الأساسية لضمان نجاح الانتقال إلى نظام فوم واستفادة الشركة من جميع ميزاته.
الخطوات اللازمة للانتقال إلى نظام فوم المحاسبي بنجاح
التخطيط والتنفيذ بعناية لضمان انتقال سلس
يجب أن يكون الانتقال إلى نظام فوم مخططًا بعناية، مع التركيز على جميع الجوانب التقنية والإدارية. يتضمن ذلك تحديد الأهداف والموارد اللازمة، وتطوير خطة انتقالية مفصلة تضمن الانتقال السلس والنظامي.
التدريب والدعم المستمر للموظفين لضمان كفاءة الاستخدام
توفير التدريب والدعم المستمر للموظفين هو مفتاح نجاح الانتقال إلى النظام الجديد. يجب أن يتضمن ذلك جلسات تدريبية منتظمة، وموارد تعليمية مفيدة، ودعم فني متاح على مدار الساعة لضمان كفاءة الاستخدام واستفادة الشركة من جميع ميزات النظام.
تجارب الشركات السعودية مع نظام فوم: قصص نجاح ودروس مستفادة
قصص نجاح الشركات السعودية التي استخدمت نظام فوم
هناك العديد من الشركات السعودية التي حققت نجاحات ملحوظة بفضل استخدام نظام فوم. تشمل هذه الشركات شركات صغيرة ومتوسطة الحجم، وكذلك شركات كبيرة، حيث ساعدها النظام في تحسين كفاءتها المالية وتعزيز شفافية عملياتها المالية.
الدروس المستفادة من تجارب الآخرين لتحقيق أفضل النتائج
يمكن للشركات الاستفادة من تجارب الآخرين لتجنب الأخطاء وتحقيق أفضل النتائج عند استخدام نظام فوم. من خلال دراسة قصص النجاح والدروس المستفادة، يمكن للشركات تعلم كيفية تحقيق أقصى استفادة من النظام وتجنب التحديات المحتملة.
مقارنة بين نظام فوم والأنظمة المحاسبية التقليدية والمنافسة
مقارنة بالتقنيات التقليدية وفوائد الانتقال إلى نظام فوم
نظام فوم يتفوق على التقنيات التقليدية بفضل قدرته على توفير تقارير دقيقة وتكامل الأنظمة. بينما تعتمد الأنظمة التقليدية على العمليات اليدوية والمعالجة البطيئة للبيانات، يتيح نظام فوم أتمتة العمليات المحاسبية وتوفير تقارير فورية ودقيقة.
مقارنة بالأنظمة المنافسة والميزات الفريدة لنظام فوم
يتميز نظام فوم عن الأنظمة المنافسة بفضل سهولة استخدامه ومرونته في التكيف مع احتياجات الشركات السعودية. تشمل الميزات الفريدة لنظام فوم القدرة على التكامل مع الأنظمة الأخرى، وتوفير تقارير مالية مفصلة، ودعم الحوسبة السحابية والأمان السيبراني.
مستقبل نظام فوم في السعودية: التطورات المحتملة والاتجاهات المستقبلية
التطورات المحتملة في نظام فوم لتحسين الأداء والميزات
من المتوقع أن يشهد نظام فوم تطورات مستمرة في المستقبل، مع إضافة مزايا جديدة وتحسين الأداء. تشمل هذه التطورات تحسينات في واجهة المستخدم، وزيادة قدرات التحليل المالي، وتكامل أفضل مع الأنظمة الأخرى.
الاتجاهات المستقبلية واستخدام الأنظمة المحاسبية المتكاملة في السعودية
ستتجه الشركات نحو استخدام أنظمة محاسبية متكاملة مثل فوم لمواكبة التغيرات السريعة في السوق وتحقيق النجاح المستدام. من خلال تبني التقنيات الحديثة والأنظمة المحاسبية المتكاملة، يمكن للشركات تحسين كفاءتها المالية وتحقيق نمو مستدام.
خاتمة توضح أهمية نظام فوم لتحقيق النجاح المالي للشركات
في الختام، يعد نظام فوم حلاً محاسبيًا شاملاً للشركات السعودية، حيث يجمع بين السهولة والدقة والتكامل. باستخدام هذا النظام، يمكن للشركات تحسين أدائها المالي وتعزيز الشفافية واتخاذ قرارات مستنيرة. إن الاستثمار في نظام فوم هو خطوة نحو مستقبل مالي أفضل وأكثر استدامة.
الأسئلة الشائعة (FAQs)
ما هي المزايا الرئيسية لنظام فوم؟
يقدم نظام فوم سهولة في الاستخدام، تقارير مالية دقيقة، وتكامل مع الأنظمة الأخرى، مما يعزز من كفاءة العمليات المحاسبية.
كيف يمكن لنظام فوم تحسين الأداء المالي للشركة؟
يساعد النظام في تحسين الشفافية وتقديم بيانات دقيقة لاتخاذ قرارات مستنيرة، مما يعزز من أداء الشركة المالي ويساهم في تحقيق النجاح.
هل يمكن لنظام فوم التوافق مع المعايير المحاسبية الدولية؟
نعم، نظام فوم متوافق مع المعايير المحاسبية الدولية والمحلية، مما يضمن الامتثال للمتطلبات المالية العالمية والمحلية.
ما هي التحديات التي قد تواجه الشركات عند الانتقال إلى نظام فوم؟
تشمل التحديات التقنية والتحديات البشرية مثل تدريب الموظفين على النظام الجديد. لكن مع التخطيط الجيد والدعم المستمر، يمكن تجاوز هذه التحديات بنجاح.
كيف يمكن للشركات الحصول على الدعم عند استخدام نظام فوم؟
يتوفر الدعم من خلال التدريب المستمر وخدمات الدعم الفني المقدمة من قبل مزودي النظام، مما يضمن استفادة الشركات من جميع ميزات النظام بكفاءة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البیانات المالیة الشرکات السعودیة تعزیز الشفافیة إدارة الموارد واتخاذ قرارات الأداء المالی مع نظام إدارة تحسین الأداء تحقیق النجاح یمکن للشرکات الموظفین على تحسین إدارة مما یعزز من فی تعزیز مما یضمن فی تحسین من خلال
إقرأ أيضاً:
تحليل لـهآرتس: الشرع يواجه تحدي إعادة بناء سوريا في ظل إملاءات إدارة ترامب
خلال العام الذي انقضى منذ سقوط نظام الأسد، يُملي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سياساته على دمشق، وبينما يبدو من غير المرجح أن يكرر الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع نهج طغيان سلفه، إلا أن المصالحة والأمن وتحقيق العدالة للأقليات، ما زالت تبدو أهدافًا بعيدة المنال.
في مقال تحليلي نشرته صحيفة هآرتس العبرية، قال المحلل السياسي تسفي برئيل، إن الرئيس ترامب طرح عقيدته الجديدة خلال زيارته للعاصمة الرياض في أيار/مايو الماضي، ولكن وبحسب برئيل، ففي النهاية، دمّر من يُسمّون انفسهم بـ"بناة الأمم" دولًا أكثر بكثير من تلك التي بنوها، حيث كان أنصار عقيدة التدخل الخارجي يتدخلون بشؤون مجتمعات معقدة لم يفهموها حتى هم ذاتهم"، وقال: "لم يأتِ هذا التحول العظيم من أصحاب عقيدة التدخل الغربيين... الذين يُلقون عليكم المحاضرات عن كيفية العيش أو كيفية إدارة شؤونكم الخاصة".
كعادته، انتقد ترامب في خطابه الكبير تريليونات الدولارات التي أنفقها الرؤساء الأمريكيون السابقون في العراق وأفغانستان، ولكنه نسي أن يذكر أن زميله الجمهوري جورج بوش الذي بدأ الحملة الأكثر إسرافًا في التاريخ الأمريكي،وفي المناسبة نفسها، نفّذ ترامب ما وعد به سابقًا، إذ صافح الرئيس السوري أحمد الشرع، ووعده بدعمه في بناء الدولة السورية.
تسفي برئيل يضيف قائلًا، صحيح أن الولايات المتحدة لا تنفق أي أموال في سوريا سوى على المساعدات الإنسانية. لكن منذ ذلك الاجتماع، رفع ترامب معظم العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية المفروضة على الحكومة السورية، ورفع عن الشرع تصنيفه إرهابيًا جهاديًا، ومنحه شرعية دولية، ممهدًا بذلك الطريق لبناء الدولة في سوريا.
وهنا، ترامب ليس مجرد متفرج لا ينوي أن يقول لسوريا والسوريين "كيف يعيشون"، بل إنه يُملي سياستها الخارجية والداخلية، سواءًا بشكل مباشر أو من خلال تركيا والدول العربية الداعمة لسوريا، وعلى سبيل المثال، هو يدفع سوريا نحو التوصل إلى ترتيبات أمنية مع إسرائيل، وربما حتى الانضمام إلى اتفاقيات "أبراهام"، في الوقت نفسه، وعلى عكس وجهة النظر الإسرائيلية، يتفق مع الشرع والدول العربية في ضرورة بناء سوريا كدولة موحدة تحت حكومة مركزية واحدة، بدلًا من دولة مكونة من كانتونات شبه مستقلة أو مناطق حكم ذاتي، على غرار النموذج العراقي.
لا تزال سوريا تبدو وكأنها مستودع لقطع الغيار
كما يدفع ترامب أيضًا الأكراد السوريين للانضمام إلى الجيش السوري، ولا يدعم الحكم الذاتي للدروز في جنوب سوريا، كما فوّض تركيا والسعودية بتوجيه النظام السوري واستقراره، حتى لا تضطر إدارته يومًا ما إلى الاعتراف بخطئها، ورغم كل ذلك، وبعد مرور عام على سقوط نظام بشار الأسد، لا تزال البلاد تبدو وكأنها مستودع لقطع الغيار، تنتظر الشرع ليجمعها ويبني منها دولة.
برئيل يضيف، لا يزال نحو 35 بالمئة من مساحة البلاد خارج سيطرة الحكومة، تعيش أقلياتها الرئيسية الثلاث - الأكراد والدروز والعلويون - في خوف على حياتهم ومصيرهم، ويطالب كلٌّ منهم بتقرير مصيره بنفسه، بالنسبة لجميع السوريين، وليس فقط الأقليات، فإن الأمن الشخصي بعيد كل البعد عما ينبغي أن توفره الدولة، خاصة بعد المجازر التي طالت العلويين في آذار/مارس، والدروز في تموز/يوليو، فعمليات القتل والنهب والسرقة تحدث يوميًا، ولا تزال الخدمات العامة مجرد فكرة نظرية، وكذلك نظام العدالة، فرغم أن الجيش السوري بات يتشكل بفضل الدعم التركي، لكن عشرات المليشيات والعصابات لم تُلقِ سلاحها بعد وتنضم إلى الجيش.
أموال مجمدة حتى يثبت الشرع قدرته على إدارة البلاد
نظريًا، تلقى الشرع تعهدات بمساعدات غير مسبوقة بقيمة 28 مليار دولار، لكن هذه الأموال ستبقى في عهدة أصحابها حتى يثبت قدرته على إدارة البلاد، كما لا يزال ملايين اللاجئين السوريين الذين يعيشون في المنفى في أوروبا والدول العربية، إلى جانب ملايين النازحين داخليًا، يخشون العودة إلى ديارهم.
وبالتي فإن أي أفكار للمصالحة المدنية، وتسوية الصراعات القديمة، وتوزيع التعويضات عن الأضرار الجسدية والنفسية الهائلة التي لحقت بالسوريين خلال 14 عامًا من الحرب الأهلية، لا تزال تبدو وكأنها ليست أكثر من مجرد أحلام بعيدة، والتجارب المريرة التي مر بها العراق وأفغانستان والدول العربية التي شهدت ثورات الربيع العربي، تظهر أنه من المستحيل فصل السياسة الداخلية عن السياسة الخارجية.
اختبار الشرع الحقيقي.. هو ترسيخ العقد الاجتماعي
برئيل يقول، إن استقرار حكومة الشرع لا يتوقف فقط على مقدار الأموال التي تبدأ في التدفق إلى البلاد؛ أو على الاتفاقيات التي يوقعها (أو لا يوقعها) مع إسرائيل؛ أو على جودة الأسلحة والذخيرة والتدريب الذي يحصل عليه جيشه؛ أو على عدد الاجتماعات والمصافحات التي يجريها الرئيس مع ترامب، بل سيكون اختباره الحقيقي، هو طبيعة العقد الاجتماعي الذي تُبرمه حكومته مع مواطنيها، وحتى الآن، النتائج غير مُشجعة، وفقا للكاتب.
وضع الشرع دستورًا مؤقتًا وشكّل برلمانًا، وفي تشرين الأول/أكتوبر، أجرى أول انتخابات في ظل النظام الجديد، إلا أن الدستور كان في الواقع مفروضًا من قبل الحكومة، مما منح الرئيس صلاحيات شبه مطلقة، حيث لم يُنتخب البرلمان عبر اقتراع عام، بل من خلال لجان مختارة خصيصًا، ومن بين أعضائه البالغ عددهم 210 أعضاء، عيّن الشرع 70 عضوًا، فيما لا يزال من غير الواضح متى، أو حتى ما إذا كانت ستُجرى انتخابات عامة نظامية.
فُصل أكثر من 60 بالمئة من القضاة
كما شهد القضاء تطهيرًا واسع النطاق، وكما كان متوقعًا خلال فترة تغيير النظام، فُصل أكثر من 60 بالمئة من القضاة، بل قُدّم الشرع بعضهم للمحاكمة، ومع ذلك، تولى مناصب المسؤولين المفصولين قضاة، كثير منهم يفتقر إلى التعليم القانوني، وميزتهم الوحيدة هي التخرج من كليات الشريعة الإسلامية في الجامعات السورية.
بحسب برئيل، يتطلع الشعب السوري إلى هذا النظام القانوني تحسباً لـ"العدالة"، والتي تعني محاسبة ليس فقط مرتكبي الجرائم خلال نظام الأسد، ولكن أيضاً المليشيات التي ارتكبت مجازر بحق الدروز والعلويين في اللاذقية وطرطوس والسويداء، في تشرين الثاني/ نوفمبر، بدأت محكمة عدل حلب النظر في قضايا 14 مشتبهًا بهم (من بين مئات) شاركوا في هذه الأعمال، ويبدو أن المحاكمات قد أُجِّلت حتى الآن. فيما يخشى الكثيرون من أن العدالة لن تتحقق قريبًا، ويرجع ذلك أساسًا إلى أن العديد من المتهمين أعضاء في قوات الأمن أو فصائل تابعة للنظام.
آليات إعادة الإعمار تثير الشكوك والريبة
ومن وجهة نظر برئيل، فأن الآليات الاقتصادية وإعادة الإعمار تثير هي الأخرى الشكوك والريبة حول قدرتها على إدارة الفرصة التي وقعت في أيدي الدولة، كما هو الحال بالنسبة للقضاء الذي يبدو حاليًا مجرد واجهة ديكورية لا هيكل خلفها، وفي تموز/يوليو، نشرت رويترز تحقيقًا حول الآليات الاقتصادية الجديدة. وأفادت أن شقيق الرئيس، حازم الشرع، الذي كان قبل الحرب المدير العام لشركة بيبسيكو في مدينة أربيل بكردستان العراق، يشرف على اللجنة الاقتصادية.
وهو من يقرر من يفوز بالمشاريع في البلاد وبأي شروط، وكيف وإلى أين تُحوّل أموال المساعدات التي تتلقاها البلاد، كما ويميل إلى مقاطعة شركات رجال الأعمال الذين تعاونوا مع نظام الأسد، دون أن يعلم أحد أين تذهب عائداتها، وقد يكون لدى سوريا وزير اقتصاد ووزير مالية، لكنهما يشغلان مناصب رفيعة دون سلطة حقيقية، وهي السلطة التي يملكها رجال الشرع، يقول منتقدو الرئيس الجديد إن معظم آليات الحكم الآن يديرها "رجال إدلب" من المنطقة التي كان الشرع يحكمها سابقًا، وإن الاختلاف الثقافي بينهم وبين مجتمع دمشق المنفتح والمتنوع يُسبب بالفعل احتكاكات ومواجهات يومية.
حرية التعبير اليوم مشابهة لتلك التي سبقت ربيع سوريا
أعرب صحافيون وأكاديميون زاروا سوريا مؤخرًا عن إعجابهم بحرية التعبير الواسعة، والنقد الذي يتبادله المواطنون معهم علنًا، والحوار السياسي غير المقيد، وهي أمور كانت تعتبر مسألة حياة أو موت في أيام نظام الأسد، ولكن "الربيع السوري" ظهر مؤقتًا في بداية حكم بشار الأسد في عام 2000، عندما تجمع المثقفون في الصالونات الاجتماعية، وناقشوا الأفكار السياسية، بل ووقعوا على عرائض تدعو إلى تغيير النظام.
تحول الشرع إلى نظام استبدادي قد يفقده الشرعية الشعبية
ومع هذا فأن، تلك اللحظة العابرة مرت سريعًا، ووجد هؤلاء المثقفون أنفسهم إما مسجونين أو مجبرين على الفرار من البلاد، ومن المرجح أن يكتشف الشرع قريبًا أيضًا أن حرية التعبير خطيرة، وأن من مصلحته العودة إلى أساليب الإدارة القاسية التي أدخلها عندما كان يحكم محافظة إدلب.
برئيل يختم قائلًا: "من السابق لأوانه الجزم بأن الشرع سيسير على خطى الأسد ويصبح طاغية، لكن لا يمكن تجاهل المؤشرات التي تُشير إلى تشكيل نظام استبدادي، قد يُفقده الشرعية الشعبية. فهل سيؤثر فقدان الشرعية المدنية أيضًا على الشرعية الدولية والدعم الدولي؟، في هذه الأثناء، يستطيع الشرع أن يعتمد على وعد ترامب بعدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية، وأن يعتمد على المجتمع الدولي الذي يميل إلى محبة الطغاة، وخاصة أولئك الذين يملكون خزائن وفيرة.".