طهران- تترقب إيران انتخابات رئاسية استثنائية في 28 يونيو/حزيران الجاري، بعد الرحيل المفاجئ للرئيس إبراهيم رئيسي في حادث تحطم المروحية، التي كانت تقله شمالي غربي البلاد، وبعد أن شهدت الانتخابات الرئاسية الأخيرة، التي فاز بها رئيسي عام 2021، أقل نسبة مشاركة في تاريخ الجمهورية، ثمة توقعات بأن تشهد الانتخابات المقبلة نسبة مشاركة أكثر.

وبحسب استطلاعات الرأي المتعددة التي نشرت في الأيام القليلة الماضية، فإن حضور مرشح من التيار الإصلاحي قد يزيد نسبة المشاركة، حيث كان هذا ما تفتقده الانتخابات السابقة، ويبدو أن التيار الراغب بالتغيير أو الإصلاح قد أيقن أن المقاطعة غير مجدية، وقرر العودة لصناديق الاقتراع.

وفي حين يشارك التيار الإصلاحي بمرشح واحد وهو مسعود بزشكيان، يشارك الطيف الأصولي بـ5 مرشحين لكن بمقاربات مختلفة، وهم محمد باقر قاليباف، وسعيد جليلي، وعلي رضا زاكاني، وأمير حسين قاضي زاده هاشمي، ومصطفى بور محمدي.

أولوية الشأن الداخلي

لطالما كانت مسألة مشاركة الشعب في الانتخابات أحد جوانب الاهتمام الرئيسية في كل انتخابات، ويرى أستاذ العلاقات الدولية مصطفى نجفي أن المشاركة الشعبية ترتبط إلى حد ما بشرعية النظام السياسي، وقال "هذه الأولوية جعلتنا نشهد انتخابات حماسية في إيران خلال العقود الأربعة الماضية، وهو ما لا نشهده في كثير من دول العالم".

وأضاف، في حديثه للجزيرة نت، أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار أن إجراء الانتخابات الرئاسية الـ14 ستكون في غضون 50 يوما، لذلك لا توجد هناك فرصة كافية لخلق أجواء انتخابية مواتية في إيران، بينما في الانتخابات الرئاسية السابقة بدأت الأنشطة الانتخابية قبل عام على الأقل، وتم تمهيد الطريق لمزيد من مشاركة الشعب في الانتخابات، وتوقع نجفي أن نسبة المشاركة ستكون بين 50 و60 في المئة.

وحول سلوك الناخبين الإيرانيين، قال نجفي إن المجتمع الإيراني تعددي ذو وجهات نظر ومطالب متنوعة، "ومن الطبيعي أن تتنوع اهتماماته وأولوياته ومطالبه، ومع ذلك، في كل انتخابات، كان النمط السلوكي للناخبين الإيرانيين مصحوبا بتغييرات".

واعتبر أستاذ العلاقات الدولية أن الشعب الإيراني تهمه قضيتان أكثر من غيرهما في هذه الانتخابات، الأولى هي من يستطيع الحد من المشاكل المعيشية والاقتصادية وتحسينها؟ والأخرى متعلقة بالقضايا الاجتماعية مثل الحجاب والإنترنت وما إلى ذلك، مؤكدا أن أي مرشح يستطيع تمثيل مطالب الناخبين بشكل أفضل يمكنه توسيع محفظة ناخبيه.

وعلى عكس الجولات الماضية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، لم تعد مسألة السياسة الخارجية على رأس الأولويات، ولا يعيرها المرشحون أو الناخبون اهتماما كبيرا في حملاتهم الانتخابية، خاصة القضية النووية، بحسب قراءة نجفي.

وفي سياق توقعات نتيجة الانتخابات، رأى نجفي أن المنافسة في الانتخابات الرئاسية الآن وصلت إلى مرحلة حرجة، ولا يمكن الحديث على وجه اليقين عن فوز أحد المرشحين، "لكن يبدو أننا سنشهد منافسة ثلاثية الأقطاب بين قاليباف وبزشكيان وجليلي".

وأوضح أن قاليباف يحتل المركز الأول، حتى الآن، في استطلاعات الرأي، كما حقق بزشكيان قفزة كبيرة في الاستطلاعات، بينما تمكن جليلي من الحفاظ على مكانته في المنافسة، لكنه أشار أيضا إلى أهمية المناظرات التلفزيونية، وقال إنها يمكن أن تلعب دورا حاسما في اختيار رئيس إيران المستقبلي.

انتخابات استثنائية

ويتفق الخبير السياسي برديا عطاران على وجود رغبة بالمشاركة لدى الشعب الإيراني في الانتخابات المرتقبة أكثر من سابقاتها، وتوقع أن تكون نسبة المشاركة أكثر من انتخابات عام 2021، لكن أقل من انتخابات عام 2017.

وعدّ في حديثه للجزيرة نت الأسباب المؤدية لارتفاع نسبة المشاركة، وأبرزها قضايا دولية مثل الملف النووي، الذي يقترب من مرحلة الانطفاء، وزيادة عائدات النقد الأجنبي، بالإضافة لقضايا داخلية مثل حلحلة الأزمة الاقتصادية.

وقال عطاران إن هذه الانتخابات استثنائية، فالحكومة الثالثة عشرة انتهت بشكل مفاجئ برحيل الرئيس، وبالتالي لا يستطيع المرشحون أن يقدموا خطابات تحمل نقدا لاذعا وصريحا له ولحكومته، ما يسبب حالة معقدة تجعل المرشحين مضطرين لتقديم أنفسهم بصفات متعددة.

وأضاف أن المرشحين لا يمثلون جميع أطياف المجتمع، والاختلاف فيما بينهم قليل، متوقعا أن تمر الانتخابات على جولتين، حيث إن هناك نسبة كبيرة من الناخبين لم يحسموا الأمر بشأن قرارهم، وينتظرون المناظرات التلفزيونية، كما أن السلوك الانتخابي في إيران يتأثر بالحملات الانتخابية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الانتخابات الرئاسیة نسبة المشارکة فی الانتخابات

إقرأ أيضاً:

أغلبية ساحقة تنقذ ترامب من العزل بسبب إيران.. ما الذي حدث في الكونغرس؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (وكالات)

في تطور سياسي مفاجئ، فشل تحرك لعزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد تصويت مجلس النواب الأميركي بأغلبية ساحقة ضد اتهامه بـ"إساءة استخدام السلطة"، على خلفية شن ضربات عسكرية ضد إيران دون الرجوع إلى الكونغرس. الخطوة التي كان من شأنها أن تفتح فصلاً جديداً من الصراع بين الإدارة التنفيذية والتشريعية، انتهت بسقوط المبادرة وبقاء ترامب في مأمن من الإقالة.

التحرك جاء بمبادرة فردية من النائب الديمقراطي آل غرين (عن ولاية تكساس)، الذي اتهم ترامب بتجاوز صلاحياته الدستورية، واتخاذ قرار خطير بالحرب دون موافقة الكونغرس، في إشارة مباشرة إلى الضربات المكثفة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية في الأسابيع الماضية. وقال غرين خلال مداخلته أمام المجلس: "لا ينبغي أن يكون لرئيس واحد فقط، أيًا كان، السلطة لإدخال 300 مليون أميركي في حرب دون استشارة ممثليهم المنتخبين".

اقرأ أيضاً ترامب يهدد بضرب النووي الإيراني من جديد.. في هذه الحالة 25 يونيو، 2025 البيت الأبيض يتحدى الشكوك ويحسم الجدل حول مصير المنشآت النووية الإيرانية 25 يونيو، 2025

ورغم ما أحدثته المبادرة من ضجة في الإعلام والدوائر السياسية، إلا أن نتائج التصويت كانت قاطعة:

344 نائبًا صوتوا ضد العزل، مقابل 79 فقط أيدوا القرار.

اللافت أن الانقسام لم يكن فقط بين الحزبين، بل شق صفوف الديمقراطيين أنفسهم، إذ انضم عدد كبير منهم إلى الجمهوريين في التصويت لصالح تأجيل أو إسقاط القرار، ما شكل ضربة سياسية لمبادر غرين والتيارات المناهضة لترامب داخل الحزب.

وبحسب مراقبين، فإن هذا التصويت لا يعكس فقط موقفًا من الضربات ضد إيران، بل يعكس أيضًا حجم التعقيد السياسي داخل الكونغرس في التعاطي مع الملفات الخارجية التي تمس الأمن القومي، وخاصة في ظل إدارة توصف بأنها تتخذ قراراتها العسكرية بصورة حاسمة وسريعة.

ترامب لم يعلّق مباشرة على التصويت، لكنه ألمح في وقت سابق إلى أن خصومه "يستخدمون كل ورقة سياسية ممكنة لإضعاف القيادة الأميركية في لحظة حاسمة".

البيت الأبيض من جهته أصدر بيانًا مقتضبًا اعتبر فيه التصويت "تأكيدًا على شرعية القرار العسكري الذي اتخذته الإدارة في مواجهة التهديد النووي الإيراني".

وتأتي هذه التطورات بعد أسابيع من الجدل الداخلي والدولي حول شرعية الضربات الأميركية ضد طهران، والتي يرى معارضو ترامب أنها نُفذت دون غطاء قانوني من الكونغرس، فيما يقول المدافعون إن "الرئيس تصرف ضمن صلاحياته لحماية الأمن القومي".

من جهة أخرى، يرى محللون أن فشل تمرير مشروع العزل لا يعني نهاية المعركة، بل هو مؤشر على حجم الانقسام السياسي داخل واشنطن، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية التي قد تعيد خلط أوراق السلطة في البيت الأبيض والكونغرس معًا.

مقالات مشابهة

  • تحالف الأحزاب: سندخل القائمة الوطنية بغض النظر عن عدد المقاعد.. والتحالف الانتخابي ليس «تعيينا»
  • مصر القومي يعلن استمرار الاجتماعات التنظيمية والدفع بـ 5 مرشحين فردي بمجلس الشيوخ
  • حمص.. بدء الجلسة التعريفية حول استحقاق انتخابات مجلس الشعب
  • الصراع على أشده لحسم المشاركة في المنافسات المقبلة لكأس سوبر العراق
  • قبل انتخابات مجلسي النواب والشيوخ .. تعرف على صلاحيات واختصاصات الهيئة الوطنية للانتخابات
  • عقيص ودويهي وترزيان: لوضع اقتراح تعديل قانون الانتخابات النيابية على جدول أعمال الجلسة المقبلة
  • أغلبية ساحقة تنقذ ترامب من العزل بسبب إيران.. ما الذي حدث في الكونغرس؟
  • المدير العام للمؤسسة السورية للمعارض والأسواق الدولية يتحدث لـ سانا عن حجم المشاركة في معرض فود إكسبو 2025 وخطط المؤسسة للمرحلة المقبلة
  • العرباوي: نندد بالعدوان الوحشي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني
  • النيابة الإدارية وقضايا الدولة تشرفان على انتخابات مجلس الشيوخ