ماذا يعني إلغاء حظر مشاركة إسرائيل في معرض الأسلحة بباريس؟
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
باريس- أعلنت محكمة الاستئناف في باريس، في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء، إلغاء قرار المحكمة القضائية في "بوبيني" الصادر أواخر الشهر الماضي بمنع دخول ممثلي شركات الأسلحة الإسرائيلية ووسطائها إلى معرض "يوروساتوري" للدفاع، في "فيلبينت" شمال العاصمة الفرنسية.
وفي اليوم نفسه وقبل بدء جلسة الاستماع في محكمة الاستئناف، أمرت المحكمة التجارية شركة "كوجيس إيفينتس" المنظمة للمعرض بتعليق الحظر المفروض على الصناعيين الإسرائيليين.
ويبقى قرار منع إقامة جناح خاص للشركات التابعة للاحتلال الإسرائيلي داخل المعرض قائما، لأن هذا التحرك القضائي العاجل يخص فقط مسألة السماح لممثلي هذه الشركات بزيارة معرض الأسلحة.
وبدأت فعاليات أكبر معرض دفاعي في العالم من 17 يونيو/حزيران الجاري وتستمر إلى 21 من الشهر ذاته، وهو ما فسر الإجراءات العاجلة التي تم اتخاذها في هذه القضية، وفق ما أوضح محامي غرفة التجارة الفرنسية الإسرائيلية باتريك كلوغمان لوسائل إعلام محلية.
وفي تغريدة على منصة "إكس" أشاد كلوغمان بقرار رئيس المحكمة التجارية في باريس الذي وصف إجراء استبعاد الشركات الإسرائيلية الـ74 من "يوروساتوري" بأنه تمييزي "يجب أن يتوقف لأنه يخلق اضطرابا غير قانوني".
وتعليقا على ذلك، قال الناشط بمنظمة "قاطعوا تسليح إسرائيل" لويك فورنيل إنه "بعد انتصاراتنا السياسية ثم القانونية، شن بائعو الأسلحة ومحاموهم هجوما مضادا شرسا".
وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف فورنيل أنه تم رفع إجراءات متعددة بالتوازي أمام محاكم مختلفة، من المحكمة الإدارية إلى مجلس الدولة مرورا بالمحكمة التجارية، لإلغاء الأمر من قبل الجميع، أي القرارات التي اتخذتها الحكومة الفرنسية ثم محكمة "بوبيني" القضائية.
فشل القضاءوعند انطلاق المعرض يوم الاثنين الماضي، تم تنفيذ قرار منع الموظفين والوسطاء الذين يعملون لصالح إسرائيل من الحضور، لكن الشركات الإسرائيلية قدمت شكوى ضد إدارة المعرض والجمعيات المناصرة لفلسطين في فرنسا.
وفي السياق، أشار الناشط فورنيل إلى أن محاميي شركات الاحتلال الإسرائيلي ركزوا على مسألة ضمان حرية التجارة والقيام بالأعمال التجارية خلال المعرض، لذا "ادعوا أن قرار الحظر تمييزي ضد اليهود حصرا".
وأكد -في تصريحات للجزيرة نت- أنهم أوضحوا في عدة مناسبات أن هذا القرار ضد أي شخص يعمل لصالح شركة إسرائيلية وأن ما يهمهم ليس الدين أو أصل الشخص، وإنما الموظفون الذين يعملون في هذه الشركات "المتواطئة في الإبادة الجماعية".
من جانبه، أثنى المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا (كريف) على قرار الاستئناف وعدّه "انتصارا ضد استبعاد إسرائيل من المعرض" بعد تنديده بالإجراء الذي فرضته شركة "كوج" على الزوار من خلال التوقيع على استمارة يؤكدون فيها عدم تعاونهم مع أي جهة إسرائيلية.
ويعتبر هذا المعرض مهما جدا لإسرائيل وحاجة اقتصادية ودبلوماسية هائلة حتى تتمكن من عرض أسلحتها الجديدة، في الوقت الذي لا يزال فيه جيشها يرتكب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
مواجهة مستمرةوفي مواجهة إلغاء الحظر، دعت منظمة "قاطعوا تسليح إسرائيل" وجمعيات أخرى داعمة للقضية للفلسطينية إلى تنظيم تجمع جديد أمام أبواب المعرض في يومه الأخير (الجمعة) أمام مركز معارض "فيلبينت" فضلا عن حضور اجتماعات أخرى بالتزامن مع أسبوع نزع السلاح.
وأكد فورنيل أن أعضاء المنظمة سيبقون متأهبين للمواجهة والضغط بشتى الطرق، معتبرا أن قرارات الحكومات والقضاء "مجرد كلام" ما دامت الشعوب لم تفرض تنفيذها.
وكانت شركة "كوجيس إيفنتس" المنظمة لمعرض "يوروساتوري" قد أوضحت أن إعلانها -الصادر في 31 مايو/أيار الماضي- جاء استنادا إلى قرار السلطات الحكومية في سياق العمليات العسكرية الإسرائيلية الدامية في غزة. لكن المحكمة التجارية سعت إلى إثبات عدم وجود أي قرار إداري صادر عن السلطات الفرنسية بهذا الشأن.
وتشارك أكثر من 1700 شركة من 62 دولة في معرض صناعات الدفاع الشهير، وذلك لتبادل الخبرات والكشف عن آخر الابتكارات والتكنولوجيا في مجال الأمن والدفاع في العالم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المحکمة التجاریة
إقرأ أيضاً:
افتتاح معرض «الإسكندر الأكبر: العودة إلى مصر» بمكتبة الإسكندرية
شهد الفريق أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، اليوم السبت، افتتاح معرض «الإسكندر الأكبر: العودة إلى مصر»، والذي تستضيفه مكتبة الإسكندرية، ويضم مجموعة من الأعمال الفنية للفنان والمهندس المعماري اليوناني ماكيس ڤارلاميس، المستلهمة من سيرة الإسكندر الأكبر وتأثيره الحضاري و ذلك في إطار دعم محافظة الإسكندرية للأنشطة الثقافية والفنية التي تبرز الهوية التاريخية للمدينة كملتقى للحضارات
جاء الافتتاح بحضور الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، و الدكتور عبد العزيز قنصوه رئيس جامعة الإسكندرية، والسفير نيكولاوس بابا جورجيو سفير الجمهورية اليونانية بالقاهرة، ويوانيس بيرجاكيس قنصل عام اليونان بالإسكندرية، إلى جانب لفيف من كبار الشخصيات الدبلوماسية والقنصلية والأكاديمية، وقيادات الجاليات، وأساتذة الجامعات وعلماء الآثار والثقافة والفنون.
وفي كلمته، رحّب محافظ الإسكندرية بالحضور على أرض المدينة التي وصفها بعاصمة الفكر والتنوير، مؤكدًا أن الإسكندرية ليست مجرد مدينة، بل ميراث حضاري عالمي ومحور دائم للتواصل بين الشرق والغرب. وأشار إلى أن المعرض يمثل «عودة رمزية ومهمة» للإسكندر الأكبر، الشخصية التاريخية التي تركت أثرًا بالغًا في مسار الحضارة الإنسانية، وجسّدت رسالة السلام والتفاهم والتعايش الخلّاق التي ميّزت الفترة الهلينستية.
وأضاف المحافظ أن الإسكندرية قدمت عبر تاريخها نموذجًا فريدًا للتعايش الإنساني، حيث عاشت بها الجالية اليونانية وأصبحت جزءًا أصيلًا من نسيجها الاجتماعي، معتبرًا أن المعرض يعكس عمق الروابط التاريخية والثقافية بين الشعبين المصري واليوناني.
وأشار الفريق أحمد خالد إلى أنه تنفيذًا لتوجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، شهدت العلاقات المصرية اليونانية خلال السنوات الأخيرة زخماً غير مسبوق على المستويين الثنائي والإقليمي، في مختلف المجالات، بما يتسق مع رؤية مصر 2030، مؤكدًا أن الفن والثقافة يلعبان دورًا محوريًا في فتح آفاق التعاون السياسي والاقتصادي وتعزيز التفاهم بين الشعوب.
وثمّن محافظ الإسكندرية جهود الجهات المنظمة للمعرض، وعلى رأسها السفارة اليونانية بالقاهرة والمؤسسات العلمية والثقافية المشاركة، مشيدًا بالدور الريادي لمكتبة الإسكندرية في استضافة الفعاليات الثقافية الكبرى التي تربط الأجيال الجديدة بتاريخ المدينة، ومؤكدًا دعم المحافظة الكامل لترسيخ مكانة الإسكندرية كمنارة ثقافية عالمية.
ويُقام المعرض بمكتبة الإسكندرية برعاية السفارة اليونانية بالقاهرة، ووزارات الدفاع والخارجية والداخلية اليونانية، وجامعة أرسطو في ثيسالونيكي، والأكاديمية الوطنية للعلوم، وينظم بالتعاون بين مكتبة الإسكندرية، والمختبر التجريبي في فيرجينا، واتحاد البلديات اليونانية، والمركز الهيليني لأبحاث الحضارة السكندرية، والمتحف الفني النمساوي.
ويضم المعرض 53 عملاً فنيًا تشمل لوحات ومنحوتات برونزية وخزفية، إلى جانب نموذج «بيت بندار»، كما يصاحب العرض عدد من الفعاليات الثقافية المتخصصة حول الإسكندر الأكبر والفترة الهلينستية، فضلًا عن أنشطة تعليمية موجهة للأطفال للتعريف بتاريخ تأسيس مدينة الإسكندرية.