توفي 5 حجاج من محافظة أسوان أثناء أداء مناسج الحج لهذا العام وتم دفنهم بالمملكة العربية السعودية، فيما تحولت صفحات التواصل الاجتماعي إلى دفتر عزاء معتبرين وفاتهم خلال المناسك بحسن الخاتمة.

وكان قد توفى الحاج محمد حسن عيد، اثناء أداء مناسك الحج ووقوفه على جبل عرفات، بعد مشاركته لفيديو وهو يردد التلبية، وهذا ما أثار حالة الحزن والدعاء له.

أما الحاج سيد جمال، مدير شئون العاملين بالمنطقة الأزهرية، والذى توفي يوم عرفة، وكان آخر ظهور له في بث مباشر لذويه وأصدقاؤه وهو يلبى النداء بفرحة الملبين على صعيد عرفات، وتوفي الحاج عبد الرحيم المغنى، ابن قرية سلوا بحري، في ثاني أيام عيد الأضحى في مشعر منى وهو يؤدى مناسك الحج.

كما توفيت الحاجة رجاء عبد الرحمن بشير، بنت مدينة إدفو، وهى جالسة على صعيد جبل عرفات، و بعد أيام من البحث عنها تم العثور على الحاجة نادية حامد عابدين، إحدي المستشفيات في حالة إعياء وتعب ورحلت هى الأخري أثناء أداء مناسك الحج،

وتقدم أهالي أسوان عبر صفحات موقع" الفيس بوك" بخالص التعازي لعائلاتهم وذويهم، داعين الله أن يغفر لهم ويرحمهم وأن يلهمهم الصبر والسلوان.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أخبار أسوان حسن الخاتمة مناسك الحج جبل عرفات مناسک الحج

إقرأ أيضاً:

في أيام العتق.. من يعتق غزة؟!

 

 

د. ابراهيم بن سالم السيابي

 

بعد أيام، سيتجه ملايين المسلمين إلى عرفات، في المشهد السنوي الذي يُراد له أن يكون ذروة التعبير عن وحدة الأمة: هناك، على الجبل الذي صار رمزًا للوقوف بين يدي الله، سترتفع الأيدي، وتغمر الدموع الوجوه، وتُردّد الأدعية بمختلف اللهجات، لحظة نادرة تختلط فيها الأرواح، وتبدو وكأنها خارج الزمن.

لكن خلف هذا المشهد، ثمَّة مرارة يصعب تجاوزها، وسؤال معلّق في الهواء: ما معنى هذا الوقوف إن لم يعد فينا من يقف لشيء؟ ففي هذا العام، يقف الحجيج والدم جارٍ، لا من جرحٍ بعيد، بل من غزة.

عشرون شهرًا من العدوان والقتل والقصف المتواصل، والغبار لم ينقشع، والأنقاض لم تبرد. أكثر من خمسين ألف قتيل، معظمهم من النساء والأطفال، وأكثر من مليون نازح يطاردهم الموت من زاوية لأخرى، في مدينة أُخرجت من الجغرافيا، ومن ضمير العالم في آن.

فلا شيء يشبه خذلان هذا العام فغزة لا تُقتل فقط، بل تُحاصر، تُعطّش، تُجوّع، ثم يُحمّل أهلها وزر بقائهم أحياء.

الخسارة هذه المرة أخلاقية قبل أن تكون سياسية أو عسكرية، لأنَّ الهزيمة الحقيقية ليست في الموت، بل في أن ترى شعبًا يُباد أمامك، وتملك كل أدوات الغضب، ثم تختار الصمت.

ففي أيام العتق، لا أحد يعتق غزة، نقف على عرفات نرجو أن نُعتق من النار، ونُعتق من الذنوب، لكننا لا نمدّ يدًا واحدة تعتق إخوتنا من حصارهم، نتلو أدعية العتق بصوتٍ متهدّج، بينما نعجز عن تحرير جائع من جوعه، أو مُحاصر من خوفه، أي انفصام هذا بين الروح والعمل؟ بين التعبّد والضمير؟

ماذا نقول في أيام الحج، حين تُذبح أمة كاملة ولا تهتز القلوب؟ أي رحمة نرجوها من الله، ونحن لا نُبدي أدنى رحمة في مواقفنا؟

هل نذهب إلى عرفات لنغسل ذنوبنا، بينما لم نحرك ساكنًا من أجل أناس يُقتلون ويُروعون ويتضورون جوعًا تحت رايتنا، وباسمنا؟

هل نمارس المناسك كأن شيئًا لم يكن، وكأنَّ غزة بلد على كوكب آخر، لا علاقة له بهذه الأمة، ولا بهذه الكعبة التي نطوف حولها؟

الأسئلة لا تُطرح على الشعوب وحدها، بل على القيادات، وعلى الشيوخ والمنظمات التي وضعت غزة في أسفل أولوياتها، بينما تملأ خطبها بالحديث عن "الوسطية" و"تجديد الخطاب الديني".

لقد صار من الصعب التوفيق بين خطاب الرحمة ومشهد البرودة، بين منابر تبكي من مشهد مصوّر، وواقع يُذبح فيه النَّاس ولا يرفّ لأحد جفن.

ما الذي حدث حتى تحولت قضايانا الكبرى إلى "محتوى"؟ ما الذي أصابنا حتى نحج دون أن نشعر، ونتعبد دون أن نتوجع؟ هل أصبح الدين عادة موسمية؟ مناسك تُؤدى، ودماء تمر بجانبها كأنها مشهد عابر؟ كيف نحتفي بوحدة الشكل ونتغافل عن عمق التمزق؟ كيف نؤمن بالقول بأننا "خير أمة أُخرجت للناس" ونحن في أدنى درجات الهوان؟ أمة باتت لا تُخشى، ولا يُحسب لصمتها أو غضبها حساب. نملك الأعداد، ولا نملك الإرادة، نُتقن البكاء، ونفشل في اتخاذ المواقف.

ما أقسى أن نرى تاريخًا بهذا الاتساع، يُختصر اليوم في شعور بالعجز، وقلة الحيلة، وانطفاء الكلمة. نشتعل في وسائل التواصل، ثم ننطفئ عند أول جدار حقيقي. حتى الصمت لم يعد نابعًا من الحكمة، بل من التبلد، أو التواطؤ، أو الخوف من خسارة شيء ما. لكن ماذا تبقى لنا

ليس المطلوب أن يحمل الجميع سلاحًا، لكن أقل الإيمان أن تبقى الكلمات حيّة، وألا نموت من الداخل، فمن العار ان تخرج الشعوب في أوروبا ويرفض قادتها هذا الوضع الذي تجاوز الوصف في غزة، وهم من كانوا الحليف والصديق لهذه الكيان المجرم الغاصب ونحن نقف صامتين؛ فالأمم لا تسقط فجأة، بل حين تصبح المأساة عادية، والخذلان حكمة، والصمت نجاة.

وحدهم المظلومون سيحفظون أسماء من خذلوهم، كما يحفظون من ناصروهم.

ووحده الله يعلم من يقف على جبل عرفات وقلبه مغسول من الشعور، ومن يقف هناك وعيونه تذهب إلى غزة: إلى الشهداء، والمشرّدين، والماء الذي لم يُسق، والخبز الذي لم يُؤكل، والدعاء الذي لم يُرفَع أصلاً.

اللهم في هذه الأيام المُباركة، التي سوف تعلو فيها الأصوات على صعيد عرفات، لا تجعلنا من الذين غفلوا عن إخوانهم، وتخلّفوا عن نصرتهم، وتهاونوا في قول الحق.

اللهم أحيِ في قلوبنا الغضب الشريف، ولا تجعلنا من القانعين بالضعف، الراضين بالهوان. اللهم فرّج عن أهلنا في غزة، وانصرهم على من ظلمهم، وكن لهم سترًا وحصنًا وأملاً لا يخيب، اللهم اسقِ جائعهم، وآوِ مشردهم، وارحم شهيدهم، واشفِ جريحهم، وطمئن أمّهاتهم، وخفف عن أطفالهم، وكن لهم كما لا يكون أحد لأحد. وآخر دعوانا أن تجعل اللهم من عرفات هذا العام بدايةً لصحوةٍ لا تعود بعدها هذه الأمة كما كانت. اللهم آمين..

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • أستاذ بالقومي للبحوث: تناول الماء بانتظام أثناء المناسك يحمي الحاج من الإجهاد
  • الإجهاد العضلي أثناء أداء مناسك الحج.. 7 نصائح للتعامل معه
  • مدينة الملك عبدالله الطبية تتابع مرضاها الحجاج أثناء أداء مناسكهم عبر “الساعات الذكية”
  • حكم قصر الصلاة أثناء مناسك الحج.. الإفتاء تجيب
  • “أداء” يقيس رحلة مناسك موسم الحج
  • في أيام العتق.. من يعتق غزة؟!
  • أخطاء يقع فيها الحاج أثناء أداء المناسك وكيفية تداركها.. الأزهر يوضح
  • ساعة ذكية لمتابعة الحالة الصحية للحجاج المرضى أثناء أداء مناسك الحج
  • قبل أداء مناسك الحج .. نصائح الصحة لضيوف الرحمن
  • مختص: التهيئة البدنية والتمارين الرياضية مهمة قبل أداء مناسك الحج