- أميل للجانب الفلسفي، وأعتقد أن المخرج عبارة عن فيلسوف ومفكر

- نحتاج إلى سينما وطنية في عُمان

- النهاية المفتوحة تتيح التأمل في الفكرة

فاز فيلم المخرجة العمانية مزنة المسافر في أبريل الماضي بجائزة أفضل فيلم روائي قصير في المهرجان السينمائي الخليجي بالرياض في دورته الرابعة، وعندما التقينا كانت المسافر قد بدأت بالفعل التحضير لفيلمها الطويل هذه المرة «ضلع الحورية المائل»، والذي ستصور أحداثه في مناطق ساحلية مختلفة.

تقول: أنا في مرحلة التحضير لفيلم سينمائي طويل، يحمل اسم: «ضلع الحورية المائل»، أما البطل «جبر» الذي اعتاد جبر الخواطر يجبر خاطر حورية، ويحاول وهو غلام لا يعرف كيف يتصرف، يقع في غرام الحورية، وقبل موسم النفوق يحاول أن ينقذ الحورية، الحورية لا تنفق مثل الأسماك لكن أحبت أن يكون للفيلم جانب راديكالي حتى يدافع هو عنها.

حول المنافسة في المسابقة الأخيرة وصفتها المسافر بالقوية، وقالت: لأن كل وزارات الثقافة في الخليج اختارت مجموعة من الأفلام لتشارك بها، واختار المعنيون في المجلس الأعلى للثقافة والفنون والآداب في الكويت مجموعة من الأفلام أغلبها أفلام طويلة، وفيلمي «غيوم» هو الفيلم القصير الوحيد الذي فاز. وعلى العموم كلفة الفيلم عالية إلى جانب الكلفة الفنية والكلفة الإبداعية والكلفة الإنتاجية مقارنة بباقي الأفلام، كلفني الفيلم ٤٥ ألفًا على مدى ٤ سنوات منذ بداية النص الذي طورته في ٢٠١٧ ثم رأى النور عام ٢٠٢٠ في مهرجان أجيال ثم عرضته في أبوظبي ودور سينما خاصة، واجهت بعض العراقيل خلال تصوير الفيلم واحتجت إلى تزكية.

وأضافت: لم أتوقع الفوز، كان شعورا رائعا بالنصر أحسست بأن هذه مكافأة الحياة، لم أكن مستعدة كنت مشغولة بلقاء الأصدقاء، متابعة الأفلام، كان الأهم عندي هذه اللقاءات التي أوقفتها الجائحة، وانشغلت في الوقت نفسه بأعمال أخرى وبالكتابة والتزامات أخرى تكبر مع التقدم في العمر فكان لقاء الأصدقاء ذاك شغلي الشاغل في المهرجان.

في حديثنا عن الفيلم الطويل والقصير والتحديات التي تحف كل منهما، أشارت مزنة المسافر إلى أن الخطة الإنتاجية في الفيلم الروائي القصير مختلفة وقاعدته مختلفة لأن نمط الفكرة يجب طرحه في توقيت قصير ومعين مشيرة إلى الـ«تيريولوجي» الذي كما شرحته مثالا في فيلمها «غيوم» أن تكون قصة الأب والابن والبنت بجانب الغلاف الأكبر الذي هو الماضي، وكيف يتخلص هذا الأب من الماضي.

أما الفيلم الروائي الطويل فيحتاج الجزء الفلسفي منه لأن يكون أوضح بسبب نضج المخرج والجمهور حسب تعبيرها، وقالت: يشتغل المخرج على فيلم طويل عندما يكون لديه جمهور، بينما في الفيلم القصير يكون المخرج لا يزال يجذب الجمهور للقصة لكن الفيلم الطويل يكون متأكدًا أن هذا الفيلم سيأتيه الجمهور ويحضر وأنا أشعر بأن فيها مخاطرة لكن هذه المخاطرة تستحق أخذ خطوة تجاهها.

سألتها: هل نفهم من ذلك أن الفيلم القصير محطة تدريب؟

فقالت: يفترض أن تبدأ الأفلام وأنت متشبع بالفن، وفي الوقت نفسه لا بد أن تعرف أي مدرسة تتبع. أنا أميل للواقعية السحرية وفيها مراحل وأجدها مختلفة في أفلامي، مثلًا في تشولو كانت مختلفة وفي نقاب أيضا مختلفة

وفي ضلع الحورية المائل مختلفة، فلا بد أن تكون عندك مدرسة.

في ردها حول تعليق: «أنتِ إذن تمثلين سينما المؤلف»، قالت: «أفضّل ذلك»، وتابعت: «حتى يكون للتكوين معنى وفكرة عميقة، وأنا أميل للجزء الفلسفي، وأعتقد أن المخرج عبارة عن فيلسوف ومفكر، لذلك يمجد الغرب المخرج لا لأنه يخلق صورة فقط، بل لأنه طريقة عمل وأسلوب ومدرسة تسبق الآخرين أحيانًا وأحيانًا لا تسبقهم، لكنه يتميز بقدرته على التعبير في صورة وكلام وكتابة ولحن».

تقول مزنة المسافر: لا أشعر بأن لدي تحديات لأني مستمتعة بهذه الرحلة «ما عندي هم»، عندما تأتيني فكرة أكتب، وعندما لا تكون عندي فكرة أكمل ما بدأت، وفي الوقت نفسه أحب العمل التلفزيوني لأنه يعرّفني على أشخاص جدد، ويجعلني أفكر بشكل عملي ومختلف، والمهم أنه لم يبعدني عن الصورة، كما أنني أحب الكتابة في الجريدة حتى لا أبتعد عن الكلمة، وأكتب بشكل أسبوعي سلاسل قصصية.

في سؤال عن اللغة الجبالية في فيلم «غيوم» أشارت المسافر إلى أنها لا تتحدثها ولكنها تفهمها، وقالت: لا أملك علاقة جينية باللغة الجبالية لكني أفهمها، والتقيت بكثيرين وزرت ظفار كثيرًا وعندما لاح الخريف بدأنا التصوير وشيّدنا كل شيء على الرغم من أن الطقس أحيانًا لم يكن مناسبًا.

تفضل مزنة المسافر النهايات المفتوحة لأنها حسب تعبيرها «لا إغلاق فيها للكاميرة والرحلة لا تزال مستمرة، والشخصيات لا تزال حية».

وأضافت: أحب أن أترك التأمل في الفكرة، والنهاية هي لحظة وأنا أكتب أشعر بأني أتعلق بالشخصيات، وفي ضلع الحورية المائل أحببت «جبر» وتمنيت لو أحبني أكثر من «حورية» حتى.

هل أنتِ مع الأسلوب الواحد؟ كان السؤال، فأجابت قائلة: العلاقة الجيدة مع الجمهور هي بسبب الأسلوب الذي اتبعته من البداية ففهمه الجمهور، لأننا هكذا أعطيناه مفاتيح، وحتى لا تفقدي الجمهور لا بد من تعويده على خط وطريقة، لأن عدم اعتياده على شيء يجعله ينفر من الموضوع، تعلمت هذا الشيء من التلفزيون، لأن لدي جمهورًا وخطًا معينًا، فقط أغيّر الطريقة وليس الأسلوب أو الأماكن أو الشخصيات لكن الأسلوب هو نفسه الذي يبتعد قليلًا عن الواقع ويقرّبك من الشخصيات ويشعرك بالتلقائية، وأميل دائمًا للممثلين غير المحترفين لأمور إنتاجية، كذلك كلفة المحترف أو النجم عالية في العادة، لكني أميل إلى الشعور الحقيقي.

في سؤال: ماذا تمثل لك صناعة الأفلام في حياتك؟ قالت المسافر: أعتبرها جنون «الجنون الأعظم» بالنسبة لي. تفقد أشياء كثيرة في حياتك بسبب هذا الجنون وتركز على هذا الجنون جُل الوقت لكن في النهاية يعود لك شيء ما في المقابل، مثلًا عندما أقول للناس أني دفعت من مالي الخاص من أجل فيلم ما يقول لي الناس: «مجنونة»!!!.

وعن الأثر الذي تركته الدراسة في حياة مزنة بين الكويت واستوكهولم تقول: في هذه الرحلة تعلمت الحياة ودرست النقد لكن شعرت بأني لا أنتمي إليه فأخذت دروسًا في التصوير والتكوين، علّمتني أن أرى الأشياء بشكل مختلف كما شاهدت السينما السويدية والإيطالية والفرنسية والاسكندنافية.

وتابعت قائلة: أعتقد أن ما نحتاج إليه في عُمان هو سينما وطنية مثل ألمانيا وفرنسا، وليس فقط مهرجانات، كما نحتاج إلى صناعة الفيلم العماني الطويل بتركيزٍ مع منتجين عالميين ليس من أجل السياحة ولكن لجعل السينما مصدرًا للدخل، فمن واجب السينما تطوير الفكر الإنساني ومساعدة من لا يستطيع أن يعبّر على التعبير.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ما هي واجبات الحج.. وكيف يكون الإحرام من الميقات؟ علي جمعة يوضح

ما هي واجبات الحج، وكيف يكون الإحرام من الميقات؟ سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء.

ما هي واجبات الحج؟
وفي بيان واجبات الحج أوضح علي جمعة التالي:
● الإحرام من الميقات: فلا يجوز أن تحرم بعد الميقات، والميقات هنا الزماني أو المكاني.

أما الميقات الزماني: فشوال، وذو القعدة، والتسع الأول من ذي الحجة، فمن نوىٰ الحج في رمضان مثلا لا يصح، لأنه يجب أن تقع النية في هذه المواقيت.

وأما الميقات المكاني: فهناك نقاط حول البيت من الممكن أن تتخيلها علىٰ الخريطة المرسومة، هذه الدائرة المرسومة حول الحرم تمثل إطاراً لا يجوز للحاج أن يتجاوزه أو يدخل فيه إلا وهو محرم، هذه الدائرة تبعد ثلاثمائة كيلومترً شمالاً، وسبعين كيلومترا جنوباً، ومائة كيلو متر غرباً، فلا تدخل هذه الدائرة إلا وأنت محرم، والأولىٰ أن تُحرم عند الميقات، لكن لو أَحْرَمْت قبل الميقات فلا مانع، لأن المقصود هو أن تدخل هذا الميقات المكاني وأنت مُحرم.

ثم إن هذه المواقيت المكانية معروفة ومحددة: فميقات من جاء من جهة المدينة: أبيار علي (ذو الحليفة سابقاً)، وميقات من جاء من جهة مصر والشام: رابغ (الجحفة سابقا وينبع الآن)، وميقات من جاء من جهة اليمن: يَلَمْلَم، وميقات من جاء من جهة العراق: ذَات عِرْق، وميقات من جاء من جهة نجد: قرن الثعالب.

وهي مواقيت لسكانها ولمن مر عليها من غيرهم، أي لا تدخل هذه الدائرة إلا وأنت محرم، فكونك تحرم في القاهرة وتذهب إلىٰ المطار وأنت محرم وتركب الطائرة وتسافر لا مانع؛ لأن المقصود هو أن تكون علي حالة الإحرام عند محاذاة هذه الدائرة.

فمن دخل هذه الدائرة وهو غير محرم فعليه دم (ذبح شاة) فمن لم يستطع فليصم ثلاثة أيام في الحرم، وسبعة بعد الرجوع إلىٰ البلد، فلو لم يصم هناك فعندما يرجع إلىٰ بلده يصوم ثلاثة أيام ويفطر أربعة، ثم يصوم سبعة أيام.

فالفكرة العامة إذن هو أنك لا تدخل هذه الدائرة إلا محرماً.
والسنة كلها مواقيت للعمرة، أما الحج فله وقت محدد، وهو: شوال، وذو القعدة، والتسعة الأول من ذي الحجة.
والحج له أنواع ثلاثة: (متمتع- وقارن- ومفرد): لا نبدأ فيه إلا في الميقات الزماني الذي يبدأ أول شوال، فإذا أحرمت بالحج في رمضان فتنقلب إلىٰ عمرة، فإذا عملت عمرة في أشهر الحج ثم رجعت إلىٰ بلدك ثم ذهبت مرة ثانية للحج مفرداً فإنك تكون متمتعاً لأنك أوقعت العمرة في هذه الشهور، وهناك خلاف بين الأئمة في هذه المسألة.

● رمي الجمار: وهناك ثلاث جمرات أو عقبات، يوم النحر تُرمىٰ الكبرىٰ، وفي أيام التشريق الثلاثة: الكبرىٰ، والوسطىٰ، والصغرىٰ في كل منها، فتكون سبع حصوات في يوم النحر، وإحدىٰ وعشرين في كل يوم من أيام التشريق، فيكون المجموع سبعين.

فلو تركت كل الرمي فعليك دم، أما لو تركت أقل الرمي - فكل جمرة ترمي بسبع حصوات ولكنك رميت خمسة فقط - فلا شيء عليك، فلو رميت ثلاثة فعليك أن تخرج خمسة كليو جرامات أرز للفقراء، فلو تركت يوماً تطعم ستة مساكين، كل عقبة باثنين.

والذي نفتي به الآن، كون الرمي طوال الأربع والعشرين ساعة، خاصةً بسبب زحام الناس الشديد، وهو مذهب طاووس بن كيسان اليماني من التابعين، من تلامذة ابن عباس –رضى الله عنهما- حَبر الأمة، ولذلك نقول للناس: إنه لا بأس أن نأخذ مثل هذا، بل ونقول أيضاً للعلماء: ينبغي عليكم أن تدركوا الواقع الذي نعيشه، وأن الناس قد بلغت في الأرض كلها، من كل ناحية، وفي الحج من ناحية أخرىٰ، ما لم تبلغه البشرية منذ خلقها الله إلىٰ هذا اليوم، فلم يحدث أن يكون علىٰ الأرض 6 أو 7 مليار، ولم يحدث أبداً في الحج أن يكون أبداً في مثل هذه الأماكن 4 أو 5 مليون، هذه أرقام لا يمكن تخيلها، ونحن لا نذهب إلىٰ هذه الأماكن المقدسة من أجل أن تقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق! نحن نذهب للعبادة، ويتأتى في العبادة أن نقلد واحداً من أئمة المسلمين خاصةً إذا كان رفيع الشأن مثل: كيسان، ومجاهد -رضى الله عنهما- وهما يريان أن محل الرمي اليوم كله، مادام الحاج رجع من مزدلفة، ولو بعد نصف الليل، وهذا حلال، ويجزئ إن شاء الله، وكل اليوم إنما هو موضع للرمي تخفيفاً علىٰ الناس، فالرمي بعد الزوال هو السُنة، لكن لو أن سُنة من السنن أدت إلىٰ قتل مسلم من أجل الزحام، أو أن أقتل بها نفسي! لوجب العدول عنها إلىٰ ما يحقق المقاصد الشرعية الكبرىٰ، كيف وحال الضرورة يرفع عن الإنسان الحرج، ويجيز له أكل الميتة مثلا إن اضطر إليه، إلىٰ غير ذلك من الأحكام الخاصة بأحوال الضرورة مما رخص فيه الشارع الحكيم تيسيرا ولطفا بالمكلفين، وندعو الناس أن تتفهم مراد الله في دينه، ومراد الله من خلقه.

● الْمَبيت بمزدلفة: فتمر عليها وتمكث قليلاً وذلك بعد منتصف الليل فهذا يعتبر مبيتاً بها، وهناك قول بأن المبيت بالمزدلفىٰ من السنن.

● والْحَلْق: الْحَلْقُ من شأن الرجال، والتقصير من شأن الرجال والنساء، فالنساء ليس لهن إلا التقصير.

طباعة شارك واجبات الحج مواقيت الحج والعمرة الحج

مقالات مشابهة

  • ليس الكباب ولا البقلاوة.. تعرف على الطبق التركي الذي نال إعجاب العالم!
  • ما هي واجبات الحج.. وكيف يكون الإحرام من الميقات؟ علي جمعة يوضح
  • العقبة بنكهة مختلفة
  • هل تستيقظ قبل رنين المنبه؟.. قد يكون الأمر خطيراً
  • الجنوب يختتم الإنتخابات البلدية.. هذه تفاصيل أجواء يوم الاقتراع الطويل
  • مدير مطار صنعاء: تم نقل الفوج الأول من حجاج بيت الله الذي يضم 247 حاجا عبر مطار صنعاء الدولي
  • العرض العالمي الأول لفيلم "عايشه" لسناء العلاوي بمهرجان "كراكاو" السينمائي
  • هل اشترط لامين جمال أن يكون الأعلى أجرا في برشلونة؟
  • الحصيني: صيف 2025 قد يكون الأشد حرارة
  • العلامة فضل الله: لا نريد للاستحقاق البلدي والاختياري أن يكون سببًا للشرخ بين اللبنانيين