السياحة تبدأ رحلة التعافي.. توقعات بانتعاشة غير مسبوقة في الموسم الشتوي المقبل.. و"العلمين الجديدة والساحل الشمالي" يجذبان العرب
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
من المتوقع أن يشهد قطاع السياحة طفرة وانتعاشة غير مسبوقة في الموسم الشتوي المقبل، وذلك بحسب الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية لتنشيط السياحة، عمرو القاضي، الذي أشار إلى أن مصر تمتلك كافة المقومات لجذب السياحة بداية من الطقس والشواطئ الرائعة والبنية الأساسية والفنادق.
توقعات بتواجد عربي مكثفوأوضح القاضي في تصريحات تليفزيونية مؤخرًا، أنه من المتوقع أيضًا أن نشهد تواجد عربي كثير جدا فى مصر فى العلمين الجديدة والساحل الشمالى وباقامة اطول وبمعدل انفاق أكثر، منوهًا إلى أن الدولة تقدم للسائح العربي وعلى رأسهم السائح السعودى العديد من البرامج الرائعة، لافتًا إلى أن الوزارة تعمل مع شركات السياحة على تطوير المعروضات للسياح وتقديم خدمة مرتفعة للسائح.
وتعتبر السياحة واحدة من أهم أعمدة الاقتصاد المصري، وهي واحدة من الصناعات المتشعبة والتي يتسبب ازدهارها أو انهيارها انعكاسا ملحوظا علي قطاع عريض من المهن والمشروعات المرتبطة بها بشكل مباشر أو غير مباشر، كما تمثل مصدرا هاما للنقد الأجنبي، وتأثرت السياحة قوي أعقاب أحداث 2011، وبدأت في التعافي بدا من 2014، وبالطبع تأثرت بالعديد من الأحداث التي اندلعت في الآونة الأخيرة، منها الإغلاق الكامل بسبب جائحة كورونا وبعدها الحرب الروسية الأكرانية، مما جعل الاقتصاد المصري بصفة عامة والسياحة علي الأخص تواجه صدمات متتالية، إلا أنها تتعافي بشكل جيد.
أوضاع السياحة قبل وبعد عام 2011بدأت مصر حقبة الثمانينيات بشكل متواضع سياحيا حيث كان يزورها مليون سائح فقط، إلى أن بدأت الدولة في إصلاح البنية التحتية، من طرق وإنشاء مطارات، أيضا توسيع النشاط السياحي ليشمل سياحة الشواطئ والسياحة العلاجية، لتقفز الأرقام في السياح الوافدين والمستهدفين منذ 2003، والتي تمثل طبقا لآخر إحصائيات ما يقترب من 80 % من السياحة الأن.
كان عام 2010 هو ذروة الأعوام السياحية في مصر، اذ بلغ عدد السياح14.7مليون سائح، وبلغت الليالي السياحية 147 مليون ليلة سياحية محققة إيرادات12.53 مليار دولار.
وفي السنوات 2003/2004ساهمت السياح بنسبة تصل الي 50% من المتحصلات الخدمية، وساهمت في تغطية العجز التجاري بنسبة تتراوح بين 42% و50% حتى عامي 2009/2010
وكانت في تلك الفترة تعتبر هي الوجهة الأقرب الي أوروبا فيما يخص السياحة الشاطئية بعد وجود 22مطار منه 9مطارات دولية مطار القاهرة الغردقة ومرسي علم والعلمين وبرج العرب وشم الشيخ والاقصر واسوان وسوهاج، و6 مطارات محلية تستخدم دوليا (أسيوط والعريش وسانت كاترين وبورسعيد وشرق العوينات وطابا)، كما أن بمصر حوالي 60 ميناء بحريا: 15 ميناء تجاري، 11 ميناء سياحي، 14 ميناء بترولي، 9 موانئ تعدينية، 11 موانئ صيد وسقالات. أما الموانئ السياحية ال 11 فهي: الغردقة، مارينا مرتفعات طابا، بورت غالب الدولي، وادي الدوم، مارينا القونة، بورت مارينا العلمين، سان ستيفانو، بورسعيد السياحي، مرسى علم، أبو سومة، سهل حشيش. وكان يوجد هدف سامي سابقا لوزارة السياحة وهو أن يصل عدد السائحين الوافدين بنهاية عام 2011 إلى 15 مليون سائح وتحقيق 150 مليون ليلة سياحية؛ بالإضافة إلى الوصول بالطاقة الإيوائية إلى 245 ألف غرفة وتحقيق 15 مليار دولار كإيرادات سياحية.
لتأتي احداث ثورة يناير 2011، وتنخفض الاعداد الي 9.8مليون سائح بعائدات 8.8مليار دولار، وتصاب السياحة بالمرض ويطلق علي الفترة الانتقالية الثلاثية السوداء، لما تكبده القطاع السياحي من خسائر مالية باهظة، وتسريح أغلب العاملين في القطاع مما تسبب في زيادة أعداد البطالة من جهة وانخفاض تحصيل النقد الأجنبي من جهة أخرى.
سقوط الطائرة الروسية كبوة جديدة للسياحةفي 31أكتوبر عام 2015، سقطت طائرة الركاب الروسية المتجهة الي شرم الشيخ فوق شبه جزيرة سيناء ويقتل كل من عليها والبالغ عددهم 224ركاب، لتواجه السياحة كبوة جديدة بعدما بدأت الاعداد تتزايد، لتنهار مرة بعد الحادث، خاصة وان جنوب سيناء يعد مقصد للسياح من أوروبا وروسيا وكروانيا، نظرا لبرودة الأجواء هناك شتاء.
وتتراجع الاعداد وتخسر مصر ما يقارب من 280مليون دولار شهريا، نظرا لتعليق رحلات الطيران من أوروبا وروسيا، الي جانب عمليات حظر السفر على مصر لأهداف سياسية، تلاها حادث السائحين المكسيكيين.
بدأت التحركات الدبلوماسية المصرية لاستعادة الدور المصري الخارجي، والذي انعكس علي الدبلوماسية الاقتصادية.
الحرب الروسية الأكرانية وتأثيرها علي السياحة المصريةفي 2020 توقف الكوكب الأزرق بشكل كامل عن العمل، بعد تعرض العالم لجائحة كورونا، وما أعقبها من اثار ناتجة عن الحظر الكامل وتوقف حركة الطيران واغلاق المطارات، وتوقف الحركة الاقتصادية بالكامل ومنها السياحة، لتبدا في 2021 محاولات التعافي من جديد، الا ان الحرب الروسية الأوكرانية اطلت برأسها، في الرابع والعشرون من فبراير 2022، وتبدا مرحلة جديدة من التاثيرات الاقتصادية علي العالم والسياحة بشكل خاص لانها صناعة شديدة الحساسية، تجاه الازمات السياسية.
وكانت منظمة السياحة العالمية، تتوقع ان يحدث نمو في السياحة الدولية بنسبه تتراوح من 30% الي 78% مقارنة بعام 2021، الذي شهد 421 مليون سائح علي الساحة الدولية، لتأتي الحرب الغير متوقعة وتتسبب في إلغاء حجوزات من الدول المصدرة للسياحة، علي راسهم أوكرانيا وروسيا ودول البلقان، خاصة ان مصر واحدة من أكبر الوجهات السياحية لتلك الدول، خاصة الروس والاوكرانيين، وزار مصر عام 2021 مايقرب من 1.1مليون سائح روسي وأوكراني بنسبة تمثل 14.2% من اجمالي السياحة الوافدة لمصر، كان من المتوقع ان يزور مصر نحو 400الف سائح روسي شهريا بعد عودة السياحة الروسية الي مصر عام.2021
واتخذت الدولة المصرية مجموعة من القرارات والمبادرات لدعم القطاع السياحي، لمواجهة تداعيات الجائحة والحرب، منها تقديم قروض تمويلية لدفع رواتي العاملين في القطاع السياحي بفوائد مخفضة، وتخفيض النسبة التي تقوم بسدادها المنشآت الفندقية والسياحية مقابل استهلاك الكهرباء والمياه والغاز، وإرجاء سداد المديونيات وجدولتها، والإعفاء من الضريبة على العقارات المستخدمة بشكل فعلي في الأنشطة السياحية والفندقية، وإنتاج مجموعة من الأفلام الترويجية والتوثيقية عن السياحة المصرية، أيضا البحث عن أسواق بديلة ومنها الصين والهند والبرازيل باعتبارهم من أهم الأسواق الناشئة التي يمكن استهدافها، حيث تعد الدول الثلاث ضمن أعلى دول العالم من حيث الناتج المحلي، كما يمكن استهداف السياح من ألمانيا وإنجلترا، وإمكانية استقطاب أفواج جديدة من أسواق دول أمريكا اللاتينية، خاصة مع وجود مؤشرات توضح اهتمام مواطني هذه الدول بالسياحة الثقافية، الممثلة في معالم الأقصر وأسوان.
كما ساهم استضافة مصر لمؤتمر الأطراف السابع والعشرون المناخي، الذي عقد في نهاية العام الماضي بمدينة شرم الشيخ، في خلق فرصة عظيمة للتسويق للسياحة المصرية وتسليط الأضواء عليها عالميا.
الأرقام والمؤشرات الفندقية والسياحة في 2023علي الرغم من اننا في منتصف عام 2023، الا الأرقام والمؤشرات تشير الي ارتفاع السياحة علي المستوي الدولي والمستوي الداخلي والتالي تقدر حتي الان بنحو سبعة ملايين سائح، وتستهدف وزارة السياحة 15 مليون بنهاية العام، وبالرغم من الحالة الاقتصادية الصعبة، الأ ان هناك حالة نشاط بعد ركود وخوف طيلة عامين سواء من تداعيات كورونا والخوف من العدوي والاغلاق الذي حدث في 2020 وأيضا حظر التجوال، جعل السفر وتغيير الأجواء هو الهدف الأول للأغلبية العظمي، ترفع المنشاة السياحية لافته كامل العدد في المناسبات المختلفة منها راس السنة الميلادية 2023 وعيد الفطر المبارك وعيد الأضحي الذي تزامن مع موجة حارة جعلت الشواطئ هي المقصد الأول.
وتستهدف الحكومة المصرية تسجيل اكبر عدد من السياح هذا العام، متوقعة ان تتفوق علي العدد الأكبر المسجل في تاريخ السياحة المصرية عام 2010، وهو 14 مليون سائح ويليه 2019 ب13.1 مليون سائح، وخلال معرض بورصة برلين للتنظيم رحلات السياحية للمقاصد المصرية، تم اختيار مصر من قبل العديد من المواقع الاقتصادية والمتخصصة كأفضل الوجهات السياحية في العالم لعام.2023
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: السياحة السياحة العلاجية قطاع السياحة العلمين الجديدة الساحل الشمالي ملیون سائح إلى أن
إقرأ أيضاً:
عاطف عبد اللطيف : يضع تصورًا للاستثمار الأمثل للطيران في دعم السياحة المصرية
أكد الدكتور عاطف عبد اللطيف، نائب رئيس جمعية مستثمري السياحة بمرسى علم وعضو جمعية مستثمري جنوب سيناء، أن السياحة المصرية تنتظرها طفرة غير مسبوقة مع افتتاح المتحف المصري الكبير، وتطوير منطقة الأهرامات وطريق الكباش بالأقصر، وتفعيل الترويج لمدينة العلمين الجديدة، إلى جانب الاهتمام بالسياحة الشاطئية في مدن جنوب سيناء والبحر الأحمر. وأشار إلى أن وصول عدد السائحين إلى نحو 18 مليون سائح خلال عام 2025 يعكس بداية مرحلة توسع كبيرة، تتطلب جاهزية كاملة لقطاع الطيران حتى يكون قادرًا على مواكبة هذا النمو وتحقيق مستهدف الدولة بالوصول إلى أكثر من 30 مليون سائح بحلول عام 2030.
وأوضح عبد اللطيف أن أسطول مصر للطيران يعد الدعامة الأساسية لحركة السياحة الوافدة، وأن تحديثه خلال السنوات الأخيرة – بإضافة طرازات حديثة من عائلة Airbus وBoeing مثل A320neo وA220 وB787 – أسهم بشكل واضح في دعم المقصد السياحي المصري وربط البلاد بالأسواق العالمية، إلا أن حجم الأسطول مازال بحاجة إلى التوسع المستمر لمواجهة المنافسة الإقليمية الشرسة وزيادة الطاقة التشغيلية بما يتوافق مع حجم الطلب السياحي المتوقع.
وأشار إلى أن الطيران يمثل نصف قوة صناعة السياحة، وأن عدم توافر رحلات طيران كافية أو مباشرة للوجهات المستهدفة يعني ببساطة توقف استجلاب السائحين. وشدد على أن سمعة الطيران المصري اكتسبت احترامًا دوليًا واسعًا بعد الأداء الاحترافي لفرق الصيانة والهندسة في أزمة طائرات Airbus A320، حيث قام مدير الدعم الفني بشركة إيرباص، سيمون كونغ، بتغيير صورة غلاف صفحته على “لينكد إن” إلى صورة لطائرة مصر للطيران تقديرًا لما وصفه بـ“إنجاز تاريخي”، بعد نجاح الشركة في فحص وتحديث البرمجيات خلال 8 ساعات فقط دون الإخلال بانتظام التشغيل، إضافة إلى تحديث 15 طائرة بمعدل 3 ساعات للطائرة، في وقت كانت فيه شركات عالمية تعاني من توقف وتأخير واسع بسبب الخلل المرتبط بنظام ELAC الذي تسبب في استدعاء 6000 طائرة حول العالم.
وقال عبد اللطيف إن هذا النجاح يعزز مكانة مصر للطيران لكنه في الوقت ذاته يكشف حجم التحدي؛ فشركات كبرى مثل طيران الإمارات تمتلك أكثر من 260 طائرة حديثة، والخطوط التركية تغطي أكثر من 300 وجهة، والقطرية تمتلك ما يتجاوز 230 طائرة، والسعودية ما يزيد عن 150 طائرة، بالإضافة إلى شركات الطيران الاقتصادي مثل فلاي دبي بأسطول يزيد على 90 طائرة، وفلاي ناس التي تعتمد على أحدث طرازات A320neo، وكلها شركات تستغل أساطيلها الكبيرة وأسعارها التنافسية لجذب السائحين من أوروبا وآسيا وأفريقيا.
وأضاف أن الطيران الشارتر يمثل عنصرًا مهمًا في دعم السياحة الشاطئية إلى مدن الغردقة وشرم الشيخ ومرسى علم، خاصة من أوروبا الشرقية ووسط أوروبا، حيث يعتمد السائح هناك على الباقات الشاملة. وأكد أن تعزيز هذا النوع من الطيران وفتح خطوط جديدة سيكون له تأثير مباشر على عدد السائحين الوافدين لمصر.
كما شدد على أهمية الأسواق الآسيوية مثل الصين والهند وكوريا وماليزيا وإندونيسيا؛ وهي أسواق ضخمة ذات قدرة شرائية متنامية، ويمكن لمصر استقطابها من خلال فتح خطوط مباشرة أو عقد تحالفات تشغيل مشتركة، خاصة أن هذه الأسواق أصبحت هدفًا رئيسيًا لمعظم شركات الطيران العالمية.
وأشار عبد اللطيف إلى أن مستقبل الطيران العالمي يتجه نحو التكنولوجيا الحديثة مثل الطائرات الكهربائية و”التاكسي الطائر”، وهي تقنيات بدأت بالفعل في عدة دول، ورأى أن إدخال نماذج مماثلة في المدن السياحية المصرية سيمنح السائح تجربة أكثر تطورًا وسرعة في التنقل، ويعزز من قدرة مصر على المنافسة طويل المدى.
وأكد أن مصر تمتلك ميزة استراتيجية تتمثل في مشروعات الدولة الضخمة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث شهدت البلاد إنشاء وتطوير مطارات جديدة مثل سفنكس والعلمين وبرنيس والعاصمة الإدارية وسانت كاترين، بالإضافة إلى تطوير مطارات شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان. كما لعبت شبكة الطرق القومية الحديثة دورًا مهمًا في تحسين حركة السياحة الداخلية وربط المدن الساحلية بالصعيد، إلى جانب تطوير البنية الرقمية والإجراءات والتسهيلات داخل المطارات، ورفع مستوى الأمن والسلامة الجوية، وهي إنجازات وضعت مصر في موقع تنافسي متقدم عالميًا.
وأشار كذلك إلى ضرورة زيادة الربط الجوي الداخلي بين المدن السياحية، موضحًا أن رحلة شرم الشيخ – الأقصر التي لا تستغرق أكثر من 30 دقيقة بالطيران المباشر قد تتحول إلى رحلة تصل إلى 8 ساعات عبر الترانزيت في القاهرة، وهو ما ينعكس سلبًا على تجربة السائح ويقلل من رغبته في زيارة أكثر من مقصد داخل مصر.
واختتم عبد اللطيف بأن تطوير أسطول مصر للطيران، وتوسيع شبكة الرحلات الخارجية، ودعم الطيران الشارتر، وفتح الأسواق الآسيوية، ومواكبة التكنولوجيا الحديثة، إلى جانب جهود الدولة الكبيرة في تطوير البنية التحتية والمطارات، كلها عوامل تجعل مصر مركزًا واعدًا للطيران والسياحة، وتمهد الطريق لتحقيق مستهدف 30 مليون سائح في السنوات المقبلة.