حلت هزيمة منكرة بالجيش الإسرائيلى مؤخرًا بعد أن أعلن الجيش فجر السادس عشر من يونيو الجارى مقتل ضابطين من اللواء الثامن فى معارك شمال قطاع غزة. وكان قبل ذلك بيومين قد أعلن عن مقتل ثمانية من جنوده جنوبى القطاع عندما كانوا فى طريق العودة من عملية ليلية فى تل السلطان في رفح حوالي الساعة الخامسة، والربع بالتوقيت المحلي عندما انفجرت مركبتهم المدرعة.
ويعد مقتل الجنود الثمانية للكيان الصهيونى، أعنف حادث تتعرض له القوات العسكرية الإسرائيلية فى قطاع غزة منذ شهر يناير من العام الجارى. ويجرى ذلك فيما تواصل القوات البرية الإسرائيلية عملياتها فى مدينة رفح بهدف القضاء على ما تصفه بـ"معقل حماس الرئيسى الأخير"، ووفقًا لوزارة الصحة فى قطاع غزة قتل ثلاثون فلسطينيًّا فى الرابع عشر من الشهر الجاري، وحذرت وكالات الإغاثة من الوضع الإنساني المتردي فى رفح حيث تقول الأمم المتحدة إن نحو مليون فلسطينى يلجأون إليها. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إن نسبة كبيرة من سكان قطاع غزة يواجهون جوعًا كارثيًّا وظروفًا شبيهة بالمجاعة.
لقد سبق للرئيس الأمريكى "جو بايدن" والعديد من زعماء العالم أن حثوا إسرائيل على عدم شن هجوم واسع النطاق على رفح. وتقول وزارة الصحة فى غزة إن أكثر من 37 ألف فلسطينى قد قتلوا منذ بدء الحرب، فضلاً عن إصابة، ونزوح مئات الآلاف. وكانت قد اندلعت الحرب فى غزة بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من شهر أكتوبر الماضى، والذى أسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي، ووقوع 251 آخرين رهائن في غزة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد كشف عن موعد إكمال سيطرته على منطقة رفح جنوبي القطاع بعد إلحاقه الهزيمة بنصف قوات حماس وتدمير عشرات الأنفاق فى المنطقة. ووفقًا للجيش الإسرائيلي فمن المتوقع سيطرته على رفح بشكل كامل فى غضون أيام فى ظل المعارك الدائرة حاليًا مع حركة حماس فى أجزاء من تل السلطان، والجزء الشرقى من الشابورة. وكانت وثيقة استخباراتية أعدها الجيش الإسرائيلى فى سبتمبر الماضى قد تضمنت عرض تدريبات لقوات النخبة فى كتائب الأقصى، وتتضمن اجتياحًا واسعًا لعدة مناطق إسرائيلية، وأسر ما يتراوح بين 200- 250 إسرائيليًّا. وأظهرت الوثيقة قبل أقل من ثلاثة أسابيع من شهر أكتوبر أن قادة الاستخبارات كونوا تصورًا لخطة حماس لمداهمة الغلاف، واقتحام مواقع، واختطاف مئات الأشخاص. وقال الجيش الإسرائيلى إن الفرقة 162 قد قضت على نصف كتائب حماس فى رفح، وقتلت ما لا يقل عن خمسمائة وخمسين إرهابيًّا، ودمرت حوالى 200 فتحة نفق، وقضت على آخر مخزون كبير للصواريخ لدى حماس.
الجدير بالذكر أن الفرقة 162 قد عانت منذ بداية الحرب لا سيما بعد أن سقط لها 180 قتيلاً، و3800 جريح. وقال الجيش الإسرائيلي إن شبكة الأنفاق فى رفح وخاصة الواقعة بالقرب من ممر فيلادلفيا مع مصر تعد أكثر تعقيدًا من تلك الموجودة فى خان يونس، وجباليا، والحي العسكري فى مدينة غزة. وأشارت "جيروزاليم بوست" إلى أن الفرقة 162 سيطرت بالفعل على أكثر من ستين إلى سبعين فى المائة من كامل مساحة رفح حيث فر نحو مليون، وأربعمائة ألف مدنى إلى الساحل، ووسط غزة، وخان يونس.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تلاحق أموالحزب الله من دمشق إلى الضاحية
يتصدّر الإعلان الإسرائيلي عن استهداف الصراف هيثم بكري في جنوب لبنان، بذريعة تحويل أموال لـ«حزب الله»، قائمة الملاحقة الإسرائيلية لأموال الحزب، والتي بدأت تتكشف في عام 2020 في سوريا، وشهدت ذروتها خلال الحرب الموسعة الأخيرة على لبنان؛ إذ استهدفت الغارات الإسرائيلية مباني تحتوي على أموال يُعتقد أنها عائدة للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت.وكتبت" الشرق الاوسط": يعد الإعلان الإسرائيلي عن ملاحقة صراف، ونشر معلومات عن صرافين آخرين اتهمتهم بمساعدة الحزب على التموّل، إعلاناً إسرائيلياً نادراً، بالنظر إلى أن الإعلانات السابقة كانت تتحدث عن استهدافات عسكرية، وهو ما كان ينفيه سكان الضاحية، قبل أن تتضح صحة بعض تقديراتهم بعد الحرب؛ إذ ظهر أن بعض الأهداف كانت متصلة بأموال.
وتقول مصادر مالية لـ«الشرق الأوسط»:لجأ الحزب إلى الاقتصاد النقدي بشكل كامل، بعد إخراج جميع المشتبه بأنهم من محازبيه وأنصاره وعائلاتهم من النظام المصرفي اللبناني، بدءاً من 2011"، مشيرة إلى أن الضغوط الإسرائيلية على هذا الجانب «تتناغم مع الضغوط الدولية لتجفيف قنوات التمويل بالكامل»، بينها الإجراءات في مطار بيروت، وإغلاق ممرات التهريب مع سوريا.
وترى مصادر مطلعة على أجواء «حزب الله» أن استهداف المؤسسات الخدمية العائدة لـ«حزب الله»، في إشارة إلى «القرض الحسن» أو «تعاونية السجاد»، «لم يكن جهداً لتجفيف مصادر تمويل الحزب، بقدر ما هو مسعى إسرائيلي لتقليب الرأي العام وضرب حاضنته الشعبية، وهو جزء من الحرب الإسرائيلية»، مضيفة أن إسرائيل «اعتمدت استراتيجية تخويف الناس، وبث الدعايات والشائعات، وذلك بهدف إبعاد جميع اللبنانيين عن الحزب»، لكنها ترى أن تلك الجهود «فشلت لأن الالتفاف الشعبي على الحزب أكبر من أن تقوّضه إسرائيل بالنار والدعاية.
ويؤكد الخبير الاقتصادي البروفسور بيار خوري لـ«الشرق الأوسط» ان الاعتداءات الإسرائيلية غير قانونية بالمطلق، وتحت أي حجة؛ لأنها تمسّ بلداً ذا سيادة، لكن على الحكومة اللبنانية أن تسحب أي حجة إسرائيلية، مما يجعل الاستهدافات، في حال تكررت، صفر ذريعة».
ويشرح: «تتحدث التقارير الدولية عن أن المؤسسات المالية اللبنانية، ومن ضمنها المصارف، غير ملتزمة بالكامل للموجبات الدولية لمكافحة تبييض الأموال»، داعياً الدولة إلى أن تقوم بجهد كافٍ «لأن تؤمّن الشفافية المالية عبر أجهزة متمكنة، مما يساهم في تغيير الصورة الدولية عن لبنان بأنه أرض خصبة للمال السياسي وتبييض الأموال».
مواضيع ذات صلة هكذا تُلاحق إسرائيل "حزب الله".. تقرير مهم! Lebanon 24 هكذا تُلاحق إسرائيل "حزب الله".. تقرير مهم!