النهوض من القاع: شاب يروي قصة نجاته من المخدرات
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
أثير – ريما الشيخ
دروس الحياة تعطي عبرة وتنهض بالإنسان من الهاوية للنجاة، واليأس مرض يصيبنا لكن الأمل يخلق مساحات خضراء تزهو لتغير الظلمة إلى النور في نفوسنا، فمع الإيمان الذي يضيء دروبنا بعد أن اعتلاها البعد والهوان، تصحو ضمائرنا لتعلو بالصفاء والنقاء. هلا ابرار شلونك طيب
وفي سطورنا القادمة، سنسرد قصة شاب أصابه القنوط والخيبة، لكنه أدرك حبل النجاة، فنهض بنفسه ليعيش حياة كريمة.
يروي ح.م قصته لـ ”أثير“ فيقول: بدأت رحلتي مع المخدرات في عام 1999، كانت البداية بالحبوب، ثم انتقلت تدريجيًا إلى الكحول، الحشيش، وأخيرًا الهيروين، كانت التجربة ممتعة في بدايتها، ولم أكن أتصور أنني سأصل إلى هذا الحال، كنت أُسلي نفسي بأنني أستطيع التحكم فيها ولن أصل إلى نفس مستوى الآخرين الذين أدمنوا، لكن هذا الإنكار كان يسحبني نحو الهاوية دون أن أدرك.
مع مرور الوقت، تحولت فترات التعاطي من عطلة نهاية الأسبوع إلى يومين في الأسبوع، ثم كل يوم، وأخيرًا أصبح التعاطي حاجة ملحة في كل ساعة وكل دقيقة، يقول: في هذه المرحلة، بدأت الأمور تنكشف لأهلي، حاولوا كثيرًا مساعدتي بكل الطرق، لكن الإدمان سيطر على عقلي وجسدي وروحي، كنت أعتقد أنني أستطيع التحكم في الأمر، لكنني كنت مخطئًا، فقد وصلت إلى مرحلة لم أعد أجد عروقًا لتعاطي المخدرات، وهنا علمت أني خسرت كل شيء، نفسي، أهلي، وأصدقائي، دخلت السجون والمصحات مرات عديدة، حاولت العلاج في عيادات خاصة، وغيرت أصدقائي ومكاني، كما ذهبت لأداء العمرة، ودخلت في محاولات دينية، وأغلقت على نفسي في المنزل، حتى أنني سلمت نفسي لمكافحة المخدرات، لكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل.
قضى المواطن ح.م فترات طويلة في السجن، وفي كل مرة كان يخرج من السجن، يقول لنفسه ”لن أعود للتعاطي“، لكنه يعود مرة أخرى، وهكذا أصبحت حياته مليئة بالاكتئاب والضياع، وهذا ما أكده بقوله: أثر الإدمان على حياتي بشكل كبير، خسرت نفسي وأهلي وأصدقائي، وأصبت بمرض الكبد الوبائي بسبب التعاطي، تم طردي من المنزل، ونبذني المجتمع، وتحولت من إنسان إلى وحش، ودمرت بيدي كل مبادئي وقيمي.
مواصلًا: في يوم من الأيام وخصوصًا في آخر مرة خرجت بها من السجن، قررت أن أعطي نفسي فرصة أخرى، وعزمت الدخول إلى قسم المخدرات بمستشفى المسرة، كانت هذه الخطوة الأفضل في حياتي، وجدت من يهتم ويعالج حالتي، حيث قضيت شهرين في المستشفى، وبعدها انتقلت إلى مصحة بيوت التعافي، وجدت الدعم والعلاج المناسبين، فالبرنامج هناك ساعدني على فهم مشكلتي والتغلب عليها، وتعلمت كيف أتعامل مع جوانب الإدمان وأعدل من سلوكياتي، لقد نهضوا بي من حال البؤس إلى النور لأتخلص من حالتي التي كنت أمر بها.
”اليوم، أنا أعيش حياة جديدة، لدي وظيفة، وشقة، وسيارة، وأخطط للزواج قريبًا، استعدت علاقتي مع أهلي والمجتمع، والأهم من ذلك، مع نفسي ومع الله“، هكذا ختم المواطن ح.م حديثه مع ”أثير“، مؤكدا بأن المخدرات تدمر الحياة، ونهايتها تكون في المصحات، السجون، أو الموت، ولكن هناك دائمًا أمل، فقط اتخذ قرارك وأعطِ نفسك فرصة، فالحياة تستحق أن تُعاش بكرامة وعزة.
المصدر: صحيفة أثير
إقرأ أيضاً:
لايف كوتش: الحلاقة الإجبارية للطلاب انتهاك نفسي
أكدت نفيسة الميرغني، لايف كوتش، إن مدير المدرسة لا يملك الحق في إجبار الطالب على قص شعره أو المساس بجسده بأي شكل من الأشكال، مؤكدة أن للمدرسة ضوابط وهيئات محددة للزي والمظهر، وهذا حقها الطبيعي، لكن تجاوز الحدود الجسدية للطالب غير إنساني ويمس تقديره لذاته.
وزير الانتاج الحربي: معرض إيديكس 2025 رسالة للمواطن ليطمئن بأن قواته المسلحة قوية وجاهزة تعليق وزارة الشباب والرياضة على واقعة وفاة السباح يوسفوقالت خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي محمد جوهر، في برنامج "صباح البلد" المذاع على قناة "صدى البلد"، إن لكل منشأة حقها في وضع القواعد والالتزام بها، كمنع دخول الطالب بغير الزي أو الهيئة المطلوبة، مشددة على أن هذا لا يجب أن يتجاوز الحدود النفسية والجسدية للطفل، موضحة أن المدير ربما كان يريد فرض الانضباط، لكنه اختار الطريقة الخاطئة.
وأشادت بالنموذج الإيجابي لبعض مديري المدارس الذين يضعون قواعد واضحة لقصات الشعر ويُبلغون الطلاب عبر مجموعات أولياء الأمور، مؤكدة أن هذا الأسلوب يعزز الانضباط دون إهانة، وأن منع الطالب من الدخول وطلب حضور ولي الأمر إجراء تربوي محترم لا يمس كرامة الطالب.