دينا محمود (لندن)
مع بدء العد التنازلي لأول مناظرة تليفزيونية تجمع طرفيْ السباق المحتدم صوب البيت الأبيض، الرئيس الديمقراطي جو بايدن وسلفه وغريمه الجمهوري دونالد ترامب، حذر محللون سياسيون في واشنطن، من التقليل من شأن هذا السجال المقرر غداً الخميس، مشيرين إلى أنه قد يؤدي دوراً جوهرياً، في حسم المنافسة بين الرجلين.



فرغم أن غالبية الناخبين الأميركيين، ربما يكونون قد اختاروا بالفعل اسم المرشح الذي سيُصوِّتون لصالحه في الخامس من نوفمبر المقبل، في ظل مشهد سياسي حافل بالاستقطاب بين أنصار الحزبيْن الديمقراطي والجمهوري، ستشكل المناظرة فرصة فريدة من نوعها لكلا المتنافسيْن، للتواصل مع من يُعرفون بـ «الناخبين المتأرجحين»، الذين لم يحددوا حتى الآن توجهاتهم التصويتية.

وبحسب المحللين، تفتح المناظرة التي ستبثها شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية على مدى 90 دقيقة، المجال أمام بايدن وترامب، للتأثير بشكل مباشر، على هذه الفئة من المُصوِّتين، الذين تكتسب توجهاتهم في يوم الاقتراع، أهمية خاصة بالنظر إلى التقارب الشديد الراهن في شعبية المُرشحيْن، حتى وإن كان عدد أولئك الناخبين ليس كبيراً.

ومن شأن ذلك منح «الناخبين المتأرجحين»، القدرة على تغليب كفة هذا المرشح الرئاسي أو ذاك، ومن ثم تحديد نتيجة انتخابات 2024 الرئاسية التي باتت تُوصف على نطاق واسع في الولايات المتحدة، بأنها ربما تشكل نموذجاً انتخابياً لا سابق له، في التاريخ الحديث للبلاد.

ويشير المتابعون لتطورات المعركة الانتخابية الدائرة بين بايدن وترامب، إلى أن تلك الفئة من الناخبين تتألف غالباً هذه المرة، من مجموعة من الأميركيين الشبان، ممن هم غير مهتمين بشدة بالسياسة، وتعوزهم الحماسة الكافية للإدلاء بأصواتهم، في الاقتراع الرئاسي المقبل.

ولعل هذا ما حدا بالمحللين الأميركيين، للتأكيد على أنه يتعين على طرفيْ المناظرة، التي ستُقام بمدينة أتلانتا في ولاية جورجيا، التركيز على الملفات التي يهتم بها «الناخبون المتأرجحون» أكثر من غيرها، وفي مقدمتها قضايا الاقتصاد والتضخم والسياسة الخارجية. ولذا يوصي الخبراء بايدن وترامب، بالسعي لاغتنام فرصة المناظرة التليفزيونية المقبلة، لطمأنة المؤيدين المحتملين لكل منهما، فيما يتعلق بالمستقبل الاقتصادي للولايات المتحدة، خاصة أبناء جيل «الألفية»، ممن وُلِدوا في الفترة ما بين عاميْ 1981 و1996، وجيل «زد» التالي لذلك.

أخبار ذات صلة ترقب أميركي وعالمي لمناظرة بايدن وترامب التاريخية هل يكون دعم هايلي بوابة ترامب لنيل مزيد من التبرعات والأصوات النسائية؟

كما يهتم هؤلاء «الناخبون المتأرجحون»، بمسألة تقدم كلا المتنافسيْن في العمر، والمشكلات القانونية التي تواجه كليهما بشكل أو بآخر. فالملياردير الجمهوري، لا يزال ملاحقاً بعدد من القضايا، التي أُدين في إحداها بالفعل، وفي حين صدر حكم إدانة مطلع الشهر الجاري، بحق نجل المرشح الديمقراطي. وبجانب ذلك، يؤكد المحللون أن مناظرة أتلانتا، وهي الأولى بين سجاليْن رئاسييْن مقرريْن، من المزمع أن يُجرى ثانيهما في العاشر من سبتمبر القادم، ستكون مختلفة عن تلك المناظرات التي أُجريت بين من تنافسوا خلال العقود الماضية، على الوصول إلى المكتب البيضاوي.

فالمناظرة ستكون الأولى منذ 4 عقود تقريباً، التي لا يُعهد بتنظيمها للجنة تحمل اسم «مفوضية المناظرات الرئاسية»، يُناط بها عادة الاضطلاع بهذه المهمة، ويشمل عملها تحديد قواعد تلك الفعاليات ومواعيدها، والأماكن التي تُجرى فيها، بجانب أسماء القائمين على إدارتها. ولم تُسند لـ «المفوضية» مهمة تنظيم المناظرة المقبلة، بالنظر إلى الانتقادات التي وُجِهَت إليها خلال السنوات الأخيرة، من جانب المعسكريْن الديمقراطي والجمهوري، سواء فيما يتعلق بمناظرات عام 2016 التي شارك فيها ترامب، أو نظيراتها في 2020، التي ضمت بايدن حينذاك كذلك.

بالإضافة إلى ذلك، أعلنت شبكة «سي إن إن»، أن مناظرة أتلانتا ستُجرى من دون جمهور، وهو أمر غير مألوف بالنسبة للمناظرات الرئاسية التي تشهدها عادة الولايات المتحدة. واعتبر خبراء، تحدثوا لمنصة «كورت هاوس نيوز» الإلكترونية، أن هذا التوجه قد يصب في صالح بايدن، على ضوء ما هو معروف عن ترامب، من قدرة على التفاعل بشكل أكثر حيوية مع الجماهير، مقارنة بمنافسه الديمقراطي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: بايدن دونالد ترامب جو بايدن الولايات المتحدة الأميركية بایدن وترامب

إقرأ أيضاً:

احتجاجات المهاجرين تشعل لوس أنجلس.. وترامب يهدد بتدخل فدرالي

وكالات - الرؤية

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نشر ألفي عنصر من الحرس الوطني في لوس أنجلس، لمواجهة الاحتجاجات المتصاعدة ضد مداهمات تستهدف مهاجرين غير نظاميين، محملا قادة كاليفورنيا مسؤولية الفوضى. وتواصلت لليلة الثانية المواجهات بين متظاهرين وعناصر أمن فدراليين، تخللتها إلقاء قنابل صوتية وغاز مسيل للدموع، في حين لوح متظاهرون بأعلام مكسيكية وأحرقوا العلم الأمريكي، وفق تقارير محلية.

وأمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السبت بنشر ألفي عنصر من الحرس الوطني في مدينة لوس أنجلس، في خطوة تزامنت مع ليلة ثانية من المواجهات بين متظاهرين وعناصر أمن فدراليين على خلفية مداهمات استهدفت مهاجرين غير نظاميين.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن ترامب وقع مذكرة رئاسية تقضي بنشر القوات "للتصدي للفوضى التي سُمح لها بالتفاقم"، محملة المسؤولية لقادة كاليفورنيا الديمقراطيين الذين وصفتهم بـ"الضعفاء".

وتوعد ترامب عبر منصة "تروث سوشال" بتدخل فدرالي مباشر "إذا عجز حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم ورئيسة بلدية لوس أنجلس كارين باس عن أداء واجباتهما"، متحدثا عن "أعمال شغب ونهب يجب وضع حد لها بالطريقة المناسبة".

وأعرب حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم عن رفضه للخطوة، وكتب على منصة "إكس" أنها "تحريضية بشكل متعمد ولن تؤدي إلا إلى تصعيد التوترات"، مؤكدا أن "الولاية على تنسيق وثيق مع السلطات المحلية ولا توجد حاليا أي احتياجات لم تتم تلبيتها".

وشهدت ضاحية باراماونت في لوس أنجلس مواجهات لليلة الثانية، بعد أن احتشد متظاهرون قرب متجر كبير للتجهيزات المنزلية يستخدمه عمال لتقديم خدماتهم اليومية، في وقت اعتمدته عناصر وكالة الهجرة والجمارك كنقطة تجمع لتنفيذ مداهمات.

وأفادت قناة "فوكس 11" أن الشرطة الفدرالية أطلقت قنابل صوتية وغازا مسيلا للدموع على المتظاهرين، فيما أُغلق جزء من طريق سريع قريب. وانتشرت عناصر مكافحة الشغب وهم يرتدون أقنعة واقية للغاز، وفق ما أظهرته منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وجاءت هذه الاحتجاجات عقب تنفيذ مداهمات لأماكن عمل في أحياء متفرقة من المدينة، على يد عناصر من وكالة الهجرة والجمارك، بعضهم ملثم ومدجج بالسلاح، ما أثار غضب السكان ودفع إلى تحركات استمرت لساعات.

وفي وقت لاحق، أقرت رئيسة بلدية لوس أنجلس كارين باس بأن بعض سكان المدينة "يشعرون بالخوف" بعد هذه المداهمات، لكنها شددت على أن "العنف والتدمير غير مقبولين"، وقالت عبر منصة "إكس": "لكل شخص الحق في الاحتجاج السلمي، وسيتم محاسبة كل من يتجاوز ذلك".

وأعلن دان بونجينو، نائب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، عن تنفيذ عدة اعتقالات عقب اشتباكات الجمعة. وكتب على منصة "إكس": "أنتم تجلبون الفوضى، ونحن نجلب الأصفاد. سيسود القانون والنظام".

مقالات مشابهة

  • احتجاجات المهاجرين تشعل لوس أنجلس.. وترامب يهدد بتدخل فدرالي
  • ماسك وترامب يتبادلان التهديدات في معركة ساخنة.. من ينتصر؟
  • أضواء على الأزمة بين (ماسك وترامب)وكيف ستُكسّح ترامب !
  • ترامب يتوعد ماسك بـعواقب وخيمة إذا موّل الحزب الديمقراطي
  • ترامب على طريق بايدن
  • تقرير| إيلون ماسك: أنا الأقوى.. وترامب: مخاصماك!
  • هل يُعيد لقاء ميرتس وترامب تشكيل العلاقات الألمانية الأمريكية؟
  • ترامب يعيد التفاوض على الرقائق الإلكترونية مع جو بايدن
  • بأمر تنفيذي.. ترامب يوجّه بفتح تحقيق حول أهلية بايدن الذهنية خلال فترة ولايته
  • ترامب يأمر بالتحقيق في تصرفات بايدن خلال رئاسته بدعوة تدهور صحته العقلية