وما زال الأخ سيف حسن فى محرابه ، ينحت من الصخر لوحات نابضة بالتميز.. حيا الله الابداع والمبدعين امثال الأخ الكريم Seaf Hassan
سيف الدين: (الأخذ بالألباب)
د. إبراهيم الصديق على
(1)
طلب مني أحد المدراء ذات مرة إبداء رأي حول فيلم وثائقي ، وبعد مشاهدة قصيرة ولإن السينارست والمخرج حضور بيننا قلت له: هل لديكم فيلم آخر للمشاركة في المسابقة؟.
كانت تلك ملاحظة كافية لإلحاقي بقائمة (تكسير المجاديف) و (إحباط الروح المعنوية) ونحو ذلك من مفردات وتوصيفات، مع ان المطلوب مني حينها إسداء نصح وقد فعلت وفق تقديراتي، ومن حينها توقفت عن إبداء الرأي الصريح ، وكما نصحني الأخ الفاضل الضو الماحي (تقليل الملاحيظ).. المهم لم يفز الفيلم بل لم يدرج في قائمة المنافسة، ومع ذلك لم تتغير نظرة القائمين عليه..
وفي مسابقة أخرى، وقد توقفت لدقائق في غرفة المونتاج وشاهدت جزء من مقدمة فيلم عن جزيرة سنجنيب، قلت للأخ المخرج سيف الدين ، هذا الفيلم مميز وسيفوز بإذن الله، مع إضافات صغيرة، ثم تذكرت مآلات ملاحظتي تلك، فتوقفت، وخرجت لحقني الأخ سيف راجياً الإفصاح عن رأي بلا حرج، واتذكر أنني قلت له (لقد أبهرني التصوير وزوايا الكاميرا وتوظيف الإمكانيات، ولكن المؤثرات والموسيقى لا تتناسب مع الفيلم، الأفضل موسيقى من بيئة المنطقة أو على الأقل سودانية)، وذهبت.. وحين شاهدت الفيلم مكتملاً بعد فوزه في المسابقة دهشت من روعة المؤثرات الصوتية..وقد لا يتذكر الأخ سيف ذلك، وربما كانت موسيقاه معدة سلفاً، ولكنه أستمع لي بكل حواسه وأشعرني بأهمية ملاحظتي تلك.. هكذا هو الأخ سيف الدين حسن، لم يكن مجرد مخرج أو مجرد منتج أو مجرد مدير شركة، وإنما مشروع عملية (إبداعية) يبحث عن المبدعين والمتميزين ويلتقط الأفكار ويشحذ الهمم ويوظف التقنية.. ولا يتوقف.. وهذا نهج التميز، لإن الإبداع مثل (المونتاج) مزج بين العناصر وتوليف بين المتنافر وإكمال النواقص بمنكهات فائقة المذاق.. ولذلك نجح بحمدالله ، ولأنه فيه (بركة) من الصادقين..
(2)
أستفسرني الأستاذ عوض جادين مدير التلفزيون الأسبق عن سبب (إسقاط) احد البرامج عن الخارطة الجديدة، والأستاذ عوض دقيق الملاحظة ومن الصعب رده عن رأيه، قلت له ببساطة (التفاصيل )، هذا النوع من البرامج كان مثيراً للدهشة في أزمان سابقة، أما اليوم فإن تطور الإنتاج تعمق في التفاصيل والمراحل الدقيقة، فإما أن ننافس بذات القدرة أو نصرف النظر.. وقد وافقني الرأي..
والتفاصيل الدقيقة و المعايير العالية هي عنصر أساسي في نجاح العمل التلفزيوني، فأنت مطالب بأن تسحر (العين) وترغم السمع على (الإصغاء) وتحرك المشاعر وتشغل الفكرة وتضيف معلومة، وكل ذلك في قالب من المتعة.. تلك لوحة الإنتاج الوثائقي (الأخذ بالألباب).. وتلك سمة مثابرة الأخ سيف.. وفريقه..
(3)
ولهذا هناك عزوف عن الإنتاج الوثائقي على أهميته، فهو إستنزاف طاقة وموارد ووقت.. وسعي دائم لإمتلاك الأجهزة الحديثة وإستمرار التدريب، وإقتراح الأفكار وابتدار المشروعات والصبر عليها.. وقد هيأت الأيام والتجارب الأخ سيف علي مغالبة الصعاب، ولكم ان تتصوروا حجم المعاناة حتى يتحقق النجاح أو الفوز، إن وراء كل فيلم أو سلسلة، أيام طويلة من السهر والسفر والغبار والتعب والإحباط.. ولكن النفس الكبيرة لا يقيدها اليأس ولا تحدها المحاذير..
(4)
توقفت طويلاً عند تعليق خبيرة في مجال الوثائقيات، قالت لنا : لديكم موضوعات وقضايا مدهشة ولديكم كفاءات متقدمة، فقط ينقصكم القدرة على التسويق وإدارة العملية الإنتاجية)، وأقترحت ان ننتج (سلسلة أعمال) مما يوفر مادة خام وإنتاج عريض وموازنة معقولة..
وهذه المعادلة اخذ بها الأخ سيف الدين، حين بدأ إنتاج سلسلة (أرض السمر)، ووفق في توفير رعاية وتمويل، وهذا الجند الأقل حظوة في بلادنا..
إن الفيلم الوثائقي هو مادة تاريخية ومعلومة ثقافية وترويج سياحي وصورة ذهنية وتعريف بالناس والحياة والعادات والتقاليد وإمتاع بالمؤانسة.. وكل ذلك على رأس الأخ سيف ورفاقه.. ولئن الدولة مشغولة بالشواهد العجلي واللحظية والمظهرية، وراس المال لا يجد أرقام وحسابات ربحية، فإن الإنتاج الوثائقي يتطلب اهل العزائم والإرادة والإيمان بالقضية.. سيف الدين لها..
مبارك لك اخ سيف الدين حسن كل نجاح وكل فوز أو تجربة جديدة وبارك الله فيك وفي فريق عملك.. والسلام
د. إبراهيم الصديق على
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: سیف الدین
إقرأ أيضاً:
التايمز: عز الدين الحداد هو رجل حماس على الأرض وصاحب الكلمة الفصل
تتصاعد التكهنات بعد استشهاد رئيس حركة حماس يحيى السنوار، حول من سيقود حركة حماس خلفا له، وسط ترقب محلي ودولي لشخصية جديدة تتولى المسؤولية في هذا التوقيت الحرج.
ونشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمراسلتها في "إسرائيل" غابرييل وينغر قالت فيه إن الزعيم الجديد لحماس في غزة هو عز الدين الحداد، وقالت إنه ترقى في قيادة الحركة بعد نجاته من ست محاولات اغتيال، وهو مسؤول عن إعادة بناء بنيتها العسكرية والمدنية أثناء فترة وقف إطلاق النار القصيرة بين إسرائيل وحماس، ومن بين الواجبات الأخرى في ذلك الوقت هو التأكد من تسليم الأسرى لدى حماس بسلاسة وبدون مشاكل.
وأضاف التقرير أن صعود الحداد لم يتوقف عند هذا النقطة، حيث تولي القيادي العسكري البالغ من العمر 55 عاما تولى قيادة الجناح العسكري من محمد السنوار الذي زعمت "إسرائيل" اغتياله.
وتقول مصادر للصحفية إن الحداد مسؤول عن الاستخبارات التابعة للحركة في غزة، ويعرف بكنية أبو صهيب وهو من يتحكم بالأسرى الإسرائيليين.
وزعمت الصحيفة أن لدى الحداد صلاحية الـ"فيتو" بخصوص الخطة الأمريكية لوقف إطلاق النار والتي قدمها مبعوث الرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
وتقول حماس إنها قبلت المقترح من الناحية المبدئية، لكنها تقدمت ببعض التعديلات على الخطة واقترحت إطارا لعملية التبادل خلال الستين يوما التي اقترحتها الخطة الأمريكية، وهي مقترحات اعتبرها ويتكوف "غير مقبولة" و "تعيدنا للوراء".
وزعم التقرير إلى أن المفاوضين الدوليين لوقف إطلاق النار قالوا إن الحداد هو آخر حلقة أمام وقف إطلاق النار، كما أنه المطلوب الأول لإسرائيل حيث نجا من 6 محاولات اغتيال، ومنذ عام 2008.
وبحسب التقرير حاولت إسرائيل اغتياله منذ بداية الحرب في تشرين الأول/أكتوبر 2023 ثلاث مرات، بما في ذلك إرسال قوات عسكرية إلى بيت قيل إنه كان فيه ولم يعثروا على أحد هناك، وقد طلب من الحداد التنسيق الأولي لعملية الاختراق وعبأ المقاتلين الذين تحت إمرته في تنفيذ طوفان الأقصى، وذلك حسب وثيقة تزعم "إسرائيل" إنه تم العثور عليها.
وتنقل الصحيفة عمن وصفته مصدرا في المنطقة قوله: " هو آخر القادة الباقين في الميدان بغزة، مما يعني أن الضغط عليه كبير".
وتزعم الصحيفة أن الحداد يملك القول النهائي في وقف إطلاق النار في غزة.