هل يدفع توقف إمدادات الغاز الطبيعي مصانع الأسمدة لزيادة أسعارها؟
تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT
تباينت اراء عدد من الخبراء بقطاع الأسمدة حول مستقبل أسعار بيع الأسمدة في السوق المحلي بعد عودة المصانع للعمل بكامل طاقتها، في الوقت الذي يعاني فيه السوق من زيادات سعرية وصلت إلى أكثر من 50% لسعر السماد الحر بعد تراجع حجم المعروض منها بالأسواق.
طن السماد يقفز إلى 20 ألف جنيه:عانت مصانع الأسمدة بداية من شهر يونيو من تراجع إمدادات الغاز الطبيعي مع لجوء الحكومة لتوفير كامل إمدادات الغاز الطبيعي لتشغيل محطات الكهرباء، واضطرت عدد منها لتوقف جزائيا أو كليا عن الإنتاج منها ابو قير وموبكو ما دفع لصعود الأسعار في السوق المحلي.
وقال حسين عبد الرحمن، نقيب الفلاحين إن أسعار الأسمدة منذ بدأ تراجع الإنتاج في المصانع بداية يونيو شهدت ارتفاعات قوية بالأسواق، حيث صعد طن اليوريا إلى 20 ألف جنيه بدلا من 13 أو 14 ألف جنيه.
وتابع “ عبد الرحمن”، أن أسعار بيع الأسمدة في السوق المحلي فاقت سعرها التصديري، مشيرا إلى أن هناك استغلال في أزمة نقص امدادات الغاز الطبيعي لرفع الأسعار على الفلاحين.
انخفاض السعر مع زيادة المعروض:وأوضح “عبد الرحمن”، أن زيادات أسعار الأسمدة لن تؤثر على ارتفاعات أسعار الخضروات خلال الموسم الزراعي الحالي بعد أن تم الانتهاء من عملية تسمدي الاراضي وفي انتظار انطلاق موسم الحصاد لمعظم المنتاجات الزراعية، ولكن ينذر بارتفاعات مع بداية الموسم الزراعي القادم الذي تستعد له الفلاحين حاليًا.
وبموجب اتفاق مع وزارة الزراعة توجه مصانع الأسمدة 55% للجمعيات الزراعية لبيعه بالسعر المدعم، وباقي الإنتاج يتجه إلى التصدير.
وتوقع “ عبد الرحمن”، أن عودة مصانع الأسمدة للعمل بكامل طاقتها قد يؤدي إلى انخفاض أسعار الأسمدة الحرة بالأسواق، ولكن قد يشهد معه ارتفاعات في سعر السماد المدعم لاستراد على الأقل تكلفة إنتاجه التي ارتفعت.
وقال “ عبد الرحمن”، إن هنا تفاوت كبير بين سعر الأسمدة الحرة والمدعم في السوق المحلي ما يؤدي إلى ظهور سوق سوداء لبيع الأسمدة، إذ يبلغ سعر السماد الحر نحو حاليا نحو 700 جنيها للشكارة الواحدة من النترات واليوريا مقابل 250 جنيها للسعر المدعم.
زيادة سعرية مرتقبة مع تعديل أسعار الغاز الطبيعي:عدلت الحكومة بداية من سبتمبر 2022، أسعار الغاز الطبيعي المورد لمصانع الأسمدة بعد فورة في كميات التى كانت تصدرها للخارج على اثر العقوبات التى فرضت على الأسمدة الروسية ما زاد الاقبال على الأسمدة المصرية؛ ليصبح يرتبط السعر بالكميات التى يتم تصديرها بحيث لا يقل عن 4.5 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
بينما تحصل مصانع الأسمدة الموقعة على اتفاقيات خاصة مع الحكومة على الغاز الطبيعي وفقا للقيمة الواردة بالعقود 5.75 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
وقال عمرو الدجوى امين عام جمعية منتجي وموردي الأسمدة، إنه يتوقع بعد عودة مصانع الأسمدة للعمل بكامل طاقتها سوف ترفع أسعار بيع الأسمدة الحرة لأن أسعار توريد الغاز الطبيعي لن تستمر عند مستويتها الحالية؛ ليصل إلى نحو 16 ألف جنيه لطن اليوريا تسلم ارض المصنع مقابل 15 ألف جنيه حاليا.
وتابع “الدجوى”، أن سوق الأسمدة يتعرض لنقص شديد في المعروض بعد تراجع الطاقات الإنتاجية للمصانع ما ادي إلى صعود سعر سماد اليوريا والنترات بالأسواق إلى قرابة 23 ألف جنيه بالأسواق في بعض محافظات الصعيد.
استغلال توقف الإنتاج لضغط لتحريك الأسعار:وقال طارق زغلول، نائب رئيس مجلس التصديرى للمواد الكيماوية، إنه ليس هناك أي مبرر لتحريك أسعار الأسمدة في السوق المحلي بالرغم من توقف الإنتاج في معظم مصانع الأسمدة، متوقعا أن تستغل المصانع الازمة الحالية لزيادة الأسعار السماد الحر.
وتابع، “ يوجد استغلال في أزمة نقص توريد الغاز الطبيعي؛ لزيادة سعر الأسمدة على الفلاحين من قبل المصانع، حيث كان من الطبيعي أن يحدث في كل عام في هذا التوقيت صيانه لخطوط الإنتاج، بجانب أن هناك مخزونات قوية تمتلكها للشركات وترجع في حجم الطلب لعدم بدأ التسميد في الكثير من الزراعات.”
توقع “ زغلول”، أن نقص الأسمدة بالسوق المحلي لن يستمر طويلا، فمن المنتظر أن تعود للعمل بكامل طاقتها في منتصف يوليو القادم مع بدأ توريد شحنات الغاز التى تعاقد مصر عليها من الخارج.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مصانع الأسمدة زيادة اسعار الاسمدة فی السوق المحلی مصانع الأسمدة الغاز الطبیعی أسعار الأسمدة عبد الرحمن ألف جنیه
إقرأ أيضاً:
تحرك رئاسي مكثف لمتابعة الأزمات وتأمين الاستقرار المحلي من الوقود والغاز
تشهد العاصمة عدن، تحركًا رئاسيًا مكثفًا يهدف إلى متابعة الأزمات وحلحلتها لضمان استقرار السوق المحلي وتحسين الخدمات للمواطنين في مختلف القطاعات الحيوية، وفي مقدمتها الطاقة والمشتقات النفطية. يأتي هذا التحرك في وقت تواجه فيه البلد تحديات كبيرة نتيجة الأزمات المفتعلة واستمرار استهداف منشآت النفط من قبل مليشيات الحوثي، ما أثر بشكل مباشر على عمليات التصدير واستقرار السوق المحلية.
والتقى عضو مجلس القيادة الرئاسي، عبدالرحمن المحرّمي، وزير النفط والمعادن، الدكتور سعيد الشماسي، في قصر معاشيق بالعاصمة عدن، للاطلاع على سير عمل الوزارة والجهود المبذولة لتأمين احتياجات السوق وتحسين الخدمات في قطاع الطاقة.
واستمع المحرّمي من الوزير الشماسي إلى إحاطة مفصلة حول سير العمل في الوزارة والقطاعات النفطية المختلفة، بما في ذلك أبرز الصعوبات والتحديات التي تواجهها الوزارة في ظل الظروف الراهنة، لا سيما توقف عمليات التصدير جراء الاستهداف المتكرر للمنشآت النفطية.
كما تناول اللقاء جهود الوزارة ومكاتبها في المحافظات المحررة لضمان استقرار السوق المحلي وتغطية احتياجاته من المشتقات النفطية، فضلاً عن الترتيبات الجارية لتأمين كميات من النفط الخام لتعزيز منظومة الكهرباء وتوفير مادة الغاز المنزلي للمواطنين.
وشدّد المحرّمي على أهمية بذل جهود مكثفة للحفاظ على استقرار السوق من خلال تأمين الإمدادات اللازمة في المحافظات المحررة، إلى جانب حماية المنشآت النفطية في شبوة وحضرموت، مع توسيع نطاق التوزيع وضمان استمرارية العمليات لتلبية احتياجات المواطنين والقطاعات الحيوية كافة.
وأعرب الوزير الشماسي عن تقديره للجهود الكبيرة التي يبذلها المحرّمي، مؤكدًا حرصه على تذليل الصعوبات أمام الوزارة لضمان قيامها بدورها الخدمي والتمويني على أكمل وجه.
هذا التحرك يأتي ضمن سلسلة لقاءات ومتابعات رئاسية تهدف إلى تعزيز الاستقرار، وحل الأزمات التي تؤثر على حياة المواطنين، وترسيخ منظومة خدمات عامة فعّالة في مختلف المحافظات المحررة، بما يسهم في تطبيع الأوضاع وتهيئة بيئة مناسبة للنمو والتنمية.