ليال مظلمة في مصر: الحر وانقطاع الكهرباء يتحدان طلاب الثانوية العامة
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
ليال مظلمة عصيبة يمر بها المصريون مع موجات قاسية من ارتفاع درجات الحرارة تزامنا مع قرار حكومة تسيير الأعمال بقيادة الدكتور مصطفى مدبولي بتخفيف أحمال الكهرباء لمدد تراوحت بين 3 ساعات و7 ساعات أثناء امتحانات الثانوية العامة المصرية، فما بين انقطاع الكهرباء وقسوة الحرارة لم يجد الطلاب بديلا للمذاكرة سوى ضوء الشموع أو المقاهي.
"قبل بداية الامتحانات ومع بدء الانقطاعات المتكررة للكهرباء، قمت بتجهيز منزلي بمروحة قابلة للشحن لمدة 3 ساعات وكشاف للإضاءة يعمل لمدة ساعتين، لكن مع كل هذا انتهى بي الأمر وأنا أصرخ لأن ابنتي لا تستطيع إتمام مراجعتها النهائية لمادة اللغة الفرنسية قبل ليلة من الامتحان" تقول السيدة علا حسن (38 عاما)، للجزيرة نت، إنها فوجئت بزيادة مدة تخفيف الأحمال، فبدلا من ساعتين يوميا، امتد الأمر لـ3 ساعات، مرتين يوميا، ليصل انقطاع الكهرباء لـ6 ساعات "إذا تحملنا ألا نأكل أو نشرب، كيف سيتحمل أولادنا المذاكرة في الظلام. والجو الحار؟".
السؤال الذي لم تستطع السيدة الأربعينية أن تجيب عنه وهي ترى ابنتها تنهار من البكاء لأنها لا تستطيع استكمال مراجعتها عبر الإنترنت، فلم تجد سوى الصراخ حلا بعدما استغاثت بخدمة النجدة ولم تجد من يغيثها سوى الجيران الذين قدموا لها يد العون من جهاز لابتوب كامل الشحن، وجهاز الإنترنت المحمول، ومروحة مشحونة بالبطارية والعصير المثلج وحلوى الكيك، حتى مرت الليلة بسلام واستكملت ابنتها مراجعتها بفضل الجيران.
المقاهي تغلق اليورو ولا إزعاج للطلابتخفيف أحمال الكهرباء والحرارة التي تجاوزت الـ43 درجة مئوية في ظل أيام شديدة الوطأة على الطلاب المصريين الذين يؤدون امتحاناتهم النهائية في الثانوية العامة، جعلا الحياة بلا كهرباء أشبه بالعودة إلى عصور قد مضت، كان يتفاخر فيها الأهالي بمذاكرتهم أسفل أعمدة الإنارة بالشوارع، أو على لمبة الجاز في منازل لم تكن تعرف التطور الحضاري بعد.
يتكرر المشهد مجددا هذه المرة، لكن استبدل الطلاب أعمدة الإنارة بالمقاهي والكافيتريات في شوارع القاهرة والمحافظات، تلك التي تمتلك مولدات كهربائية تساعدها على الاحتفاظ بزبائنها في الليالي المظلمة.
مشهد متكرر رواه العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عن مجموعات من الطلاب تجمعوا في المقاهي لاستكمال مذاكرتهم ليلة الامتحان، فأغلقت المقاهي الشاشات عن مباريات بطولة اليورو (بطولة أمم أوروبا)، وطالبت روادها بعدم الإزعاج الطلاب ومنحهم هدوءا يخفف حالة التوتر التي يمرون بها، وقدمت لهم المياه المثلجة والعصائر مجانا مع استخدام مفتوح لباقات الإنترنت المتاحة بالمقهى.
يقول محمد وفيق أحد أصحاب المقاهي بحي إمبابة إن حوالي 10 طلاب قد تجمعوا بمقهاه بعد انقطاع الكهرباء لمدة تجاوزت 4 ساعات "ولادنا نشيلهم في عينينا حتى تنتهي امتحاناتهم على خير" وتابع "كل المقاهي المزودة بمولدات كهرباء في إمبابة فتحت أبوابها للطلبة تنتهي، متغاضين عن إيراداتهم من مشاهدة الزبائن لتلك المباريات".
المساجد والكنائس والمكتبات العامة تخفف أعباء الطلابلم يتوقف الأمر عند حدود مساعدات الجيران والمقاهي، لكن تكاتف المصريون لمساعدة طلاب الثانوية العامة وتعاونوا مع أولياء الأمور في إيجاد بدائل وحلول لأزمة تخفيف الأحمال المستمرة حتى الأسبوع الثالث من يوليو/تموز القادم، فخرجت دعوات من الكنائس في محافظات القاهرة والإسكندرية والمنيا وأسيوط، تدعو طلبة الثانوية العامة من المسلمين والمسيحيين، للمذاكرة بقاعات الكنائس المكيفة، مع توفير الإنترنت المجاني، والمشروبات الساخنة والمثلجة للأبناء من الطلاب. ولاقت تلك المبادرات تجاوبا عظيما من المصريين.
ما بدأته الكنيسة، استكملته قرية سياحية في محافظة بورسعيد، حيث فتحت قاعاتها المكيفة للطلاب لاستكمال مراجعاتهم النهائية قبل الامتحان منذ الظهيرة وحتى منتصف الليل، مطالبة إياهم الالتزام بالهدوء والآداب العامة لاستثمار كل دقيقة متاحة لهم في التحصيل والمذاكرة.
وأكد المهندس علي جبر، رئيس مجموعة النورس السياحية، للجزيرة نت، أن قرار فتح قاعات النورس لطلاب بورسعيد، هو التزام مجتمعي من المجموعة تجاه أهل المدينة الباسلة "بورسعيد دائما أهلها في ظهر بعض في أي محنة، وهذا البلد مر بأزمات لم يقف أحد بجوارنا فيها، ونجونا منها بفضل تكاتفنا معا، وكذلك سينجو طلاب الثانوية العامة بفضل الله من أزمة تخفيف الأحمال أثناء الامتحانات وستقوم المجموعة بتوفير مولدات كهربائية بأقصى قدرة لضمان استمرار الكهرباء لقاعات المذاكرة ذات الأولوية".
انضمت المساجد والمكتبات العامة كذلك لمبادرة "تخفيف أحمال الثانوية العامة"، فقررت المساجد فتح أبوابها في غير أوقات الصلاة لتسمح للطلاب باستغلال ساحات الصلاة للمذاكرة والمراجعة، وهو القرار الذي لم تعترض عليه وزارة الأوقاف المصرية كونه مخالفا لقراراتها بغلق المساجد عقب كل صلاة.
أما مكتبة الإسكندرية ومكتبة مصر العامة، فقد أعلنتا فتح أبوابها لطلاب الثانوية العامة يوميا في أوقات محددة حسب مواعيد فتح وإغلاق كل منها، ودخول الطلاب برقم الجلوس الخاص بالامتحانات، حتى تتمكن إدارة المكتبات من التأكد من جدية الطلاب للمذاكرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات طلاب الثانویة العامة انقطاع الکهرباء
إقرأ أيضاً:
محافظ أسيوط يتفقد سير امتحانات الثانوية الأزهرية بمعهد فؤاد الأول الأزهري
أجرى اللواء دكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، جولة ميدانية لمتابعة سير امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية، وذلك بمعهد فؤاد الأول الديني الأزهري للبنين بمدينة أسيوط حيث كان في استقباله كل من الدكتور علي محمود، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة أسيوط الأزهرية، والدكتور جاد أحمد عبد الرحمن، موفد قطاع المعاهد الأزهرية.
وخلال الجولة، تفقد محافظ أسيوط لجان الامتحانات واطمأن على انتظام العمل بها ومدى الالتزام بالتعليمات المنظمة لسير العملية الامتحانية، وعلى رأسها منع دخول الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية داخل اللجان، بما يضمن الحفاظ على النزاهة والانضباط كما تأكد من تهيئة الأجواء التربوية والصحية المناسبة التي تتيح للطلاب أداء امتحاناتهم في بيئة آمنة وهادئة.
واستمع المحافظ إلى شرح من رئيس الإدارة المركزية لمنطقة أسيوط الأزهرية، أوضح فيه أن عدد الطلاب المتقدمين لامتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية هذا العام بلغ 7701 طالبًا وطالبة، موزعين على 23 لجنة امتحانية على مستوى المحافظة، من بينها 12 لجنة مشتركة بين قسمي العلمي والأدبي، و11 لجنة مخصصة للقسم العلمي. وبلغ عدد طلاب القسم العلمي 2063 طالبًا، بينما بلغ عدد طلاب القسم الأدبي 5638 طالبًا وطالبة.
وأكد عدد من الطلاب عدم وجود أي مشكلات تتعلق باللجان أو الورقة الامتحانية، معربين عن ارتياحهم لحسن التنظيم وانضباط سير الامتحانات.