مناشدات لحماية المدنيين في حرب السودان بعد دعوة «هيومن رايتس ووتش» لنشر قوات أممية
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
تباينت آراء عدد من الخبراء القانونيين والعسكريين، تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بشأن الدعوة التي أطلقتها منظمة «هيومن رايتس ووتش»، وطالبت فيها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بالعمل معاً للتدخل ونشر بعثة لحماية المدنيين من الحرب الدائرة في السودان.
ووفق أحدث تقرير لها، قُتل عشرات الآلاف في مختلف أنحاء البلاد في الهجمات المستمرة لأكثر من عام بين الطرفين المتحاربين، الجيش و «قوات الدعم السريع»، كما أجبر النزاع الملايين على الفرار داخلياً وخارجياً.
إرسال بعثة أممية
وقال الخبير القانوني، معز حضرة، إن إرسال بعثة أممية لحماية المدنيين في السودان أمر إيجابي ومطلوب، لأن المتحاربين ومن يساندونهم ليس لديهم أدنى اهتمام بحماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية إليهم. وأوضح حضرة أن الشعب السوداني المتضرر الفعلي من «حرب الجنرالات» التي دخلت عامها الثاني، والإصرار على حسمها عسكرياً نتيجته توسع القتال في مناطق جديدة. وأضاف حضرة أن مجلس الأمن الدولي لديه الصلاحيات في التدخل لإيقاف الحرب باعتبارها مهدداً للأمن والسلم في المنطقة.
ورأى الخبير العسكري أمين إسماعيل أن نشر قوات لحماية المدنيين تدخلٌ أمميٌّ، بدأت خطواته بفرض عقوبات على مسؤولين في الجيش و«الدعم السريع»، وتلى ذلك قرار الاتحاد الأفريقي تشكيل لجنة يقودها الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني للوساطة بين طرفي الصراع.
وقال إن المقترح يمكن أن يأتي في حال فشلت الوساطة الأفريقية في الجمع بين الأطراف السودانية، بعدها سيتجه مجلس الأمن والسلم الأفريقي إلى مجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرار بالتدخل لأسباب إنسانية من أجل إنقاذ المدنيين. وأضاف أن المجتمع الدولي يتحدث فقط عن إقليم دارفور، ولا يذكر بقية المناطق في البلاد التي توسعت فيها الحرب، وهذا يعني أن التدخل الأممي يمكن أن يقتصر على دارفور، ويمهد عملياً لفصله.
حكم بالفشل
ورأى الخبير العسكري الذي كان قائداً للحامية العسكرية للجيش السوداني في الفاشر، أمين إسماعيل، أن البعثة المختلطة التي نشرت في دارفور عقب الحرب بين الجيش والحركات المسلحة قبل نحو 20 عاماً، لم تنجح في تحقيق أهدافها بحماية المدنيين. وقال إن أي تدخل لقوات أفريقية أو من أي دولة أخرى في دارفور سيكون مصيرها الفشل.
بدوره، قال رئيس مجلس أمناء هيئة «محامي دارفور» الصادق على حسن لـ«الشرق الأوسط»، إن إرسال بعثة أممية إلى السودان لحماية المدنيين يتطلب قراراً من مجلس الأمن الدولي بموجب البند السابع، لكن تقاطعات المصالح الدولية قد تقف حجر عثرة أمام إصداره. وأضاف أن مثل هذه البعثات تُكلف أموالاً طائلةً يقع العبء الأكبر لتوفيرها على الدول الأعضاء التي تساهم بالنسبة الأكبر في تمويل الأمم المتحدة.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة وعدداً من الدول الغربية لا يرغبون في طرح التدخل في الوقت الحالي، لكن قد يضطر المجتمع الدولي إلى اللجوء لذلك الخيار مع ازدياد وتيرة الحرب وقرب تحولها إلى حرب أهلية شاملة.
الشرق الأوسط
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: لحمایة المدنیین مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
الإغاثة الطبية بغزة: قصف المدنيين خلال وجودهم في مراكز توزيع المساعدات إجرام وهمجية
أكد مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة محمد أبو عفش، اليوم الأحد، أن قوات الاحتلال تضع آليات ونظما غير قابلة للتطبيق مثل فرض نقاط لتوزيع المساعدات على المناطق الحدودية الخطرة وهو أمر غير مقبول، لافتا إلى أن قصف المدنيين في أثناء حصولهم على المساعدات إجرام وهمجية.
وقال أبو عفش، في مداخلة لقناة «القاهرة الإخبارية»: «نحن كمؤسسات صحية وإغاثية نؤكد أهمية وجود نقاط توزيع المساعدات داخل قطاع غزة وبين المواطنين، لتعمل المؤسسات الإغاثية بناء على أسس واضحة».
وأضاف أن قوات الاحتلال قصفت منطقة نتساريم بشكل مباشر ما أسفر عن سقوط عشرات المصابين والمحاصرين، مشيرا إلى أن عمل الشركة الأمريكية بالتنسيق مع قوات الاحتلال لتوزيع المساعدات يسفر عن قتل المدنيين الذين تم تجويعهم علي مدار 3 أشهر بهذا الشكل المروع.
ولفت إلى وجود آليات محترمة واضحة قبل الحرب الإسرائيلية كان يشهد لها العالم، تتبع الأمم المتحدة والمؤسسات العاملة داخل قطاع غزة مثل الأونروا والفاو، تقوم بتوزيع المساعدات في الأماكن التابعة لها والتي بلغ عددها 400 مركز، في وقت محدد وبشكل آدمي يحفظ كرامة كل إنسان.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد أطلقت النار، صباح اليوم، على عشرات الفلسطينيين بالقرب من مركز توزيع مساعدات تابع لـ"الشركة الأمريكية" في محور نتساريم وسط قطاع غزة.
اقرأ أيضاًالإغاثة الطبية بغزة: القطاع الصحي ينهار مع نقص الكوادر والمستلزمات
الإغاثة الطبية بغزة: الوضع الصحي في القطاع خطير للغاية وينذر بكارثة إنسانية
«الإغاثة الطبية بغزة»: استهداف وتدمير القطاع الصحي أحد مراحل الاجتياح البري