رئيس الوزراء يؤكد دعمه لمشروع إعادة تدوير مخلفات السفن العابرة لقناة السويس
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، دعمه لمشروع إعادة تدوير المخلفات الصلبة والسائلة للسفن العابرة لممر قناة السويس الملاحي والذي يقام بالتعاون القائم حاليا بين شركة "في جروب" اليونانية المتخصصة في الحلول البيئية وهيئة قناة السويس.
صرح بذلك خلال لقائه اليوم السبت مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة "في جروب" اليونانية المتخصصة في الحلول البيئية فيرون فاسيلياديس على هامش مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي المشترك.
وأكد رئيس الوزراء أن المشروع يتماشى مع سياسات الدولة المصرية لتحقيق الاستدامة بقطاع النقل.
وقال فيرون فاسيلياديس إن شركة "في جروب" هي شركة يونانية خاصة تتمتع بحضور قوي في مناطق شرق البحر المتوسط والبلقان وشمال إفريقيا.
وأشار إلى أن مجالات عمل الشركة تركز على 6 محاور رئيسية من بينها مرافق الموانيء، وخدمات الاستجابة للطوارئ، وخدمات إزالة التلوث، وإنتاج الوقود البديل من النفايات والتكنولوجيا.
وأوضح " فاسيلياديس" أن قيمة أصول شركة "في جروب" تبلغ أكثر من 130 مليون يورو ويعمل بها 330 موظفًا.
وقال إن شركة "في جروب" هي مالكة شركة "انتيبوليوشن إيجيبت" التي تتعاون مع هيئة قناة السويس في جمع النفايات الصلبة والسائلة من السفن التي تمر عبر قناة السويس، عن طريق استخدام سفن صديقة للبيئة تم تجهيزها لهذا الغرض، وهذه السفن سيتم بناؤها في أحواض بناء السفن المصرية، مشيرًا إلى أن استثمارات المشروع تبلغ أكثر من 150 مليون دولار.
وأشار إلى أن الشركة في المراحل النهائية للحصول على التراخيص الخاصة بالمشروع، وأن الشركة تعمل حاليًا على اختيار عدد من المقاولين لتنفيذ بعض الأعمال به، على أن يكون اطلاق المشروع في غضون فترة قصيرة.
وأكد " فاسيلياديس" أن الشركة الجديدة ستلعب دورا مهما في منطقة قناة السويس، لتجسد شراكة ليست على صعيد الشركات أو المؤسسات، بل شراكة بناءة بين اليونان ومصر، معربا عن تطلعه لما سيثمر عنه التعاون، من حيث خلق قيمة مضافة عبر إطلاق خدمة جمع المخلفات الصلبة والسائلة لأول مرة في قناة السويس.
وقال إن الشركة ملتزمة بتعزيز الممارسات التجارية المستدامة والحد من تأثيرها على البيئة، وتتمثل الاستراتيجية الرئيسية لتحقيق هذا الهدف في تنفيذ استراتيجية "صفر نفايات وبصمة كربونية صفرية".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الملأ بناء مدبولي قوي اليوم السبت قطاع المخلفات الصلبة مصطفي مدبولي الدكتور مصطفى مدبولى التراخيص المخلفات مارسات 150 مليون دولار الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء قناة السویس فی جروب
إقرأ أيضاً:
قناة النيل الدولية.. إعادة بعث
يتّهِمُنا كثيرون بأننا، عبر وسائل إعلامنا، نُكلِّم أنفسنا ونُصْدِر ضجيجاً لكنه داخل غُرَف مغلقة، فلا يسمعه أحد غيرنا، ولا نجيد مخاطبة الآخر أو حتى الاشتباك الفكري معه، وللأسف فتلك حقيقة لا يمكن إنكارها.
ولعل صورتنا المشوَّهة المستقرة منذ أمد بعيد في الوعي العالمي تؤكد ذلك، فنحن بفعل الدعاية الزائفة عنا أصبحنا في نظر الغرب وكما يؤكد إدوارد سعيد: " إما برميل بترول أو إرهابي محتمل".
ومن ثم فحاجتنا وبحق لوسيلة إعلامية ذات مهمة رسالية لتعيد تقديمنا إلى هذا العالم من ناحية، ولتكون بمثابة صوت المستضعفين وصدى أنين المعذبين، والمدافعة عن حقوق المظلومين، وآمال الحالمين في غد أفضل لهذه البشرية من ناحية أخرى.
ومن دون شك فتلك القناة لكي تصل لأكبر عدد من الجماهير يجب أن تكون لغتها الرسمية هي اللغة الإنجليزية الأكثر انتشاراً واستخداماً في جنبات المعمورة.
ومن ثم وقع اختيارنا على قناة النيل الدولية Nile TV International التي يبثها التليفزيون المصري من أجل اقتراح عدد من الإجراءات في سياق تطويرها.
ففي يقيني أن هذه القناة يجب أن تتصدر مشروعات التطوير التي تسعى الهيئة الوطنية للإعلام لإنفاذها على أرض الواقع، وأن تحظى برعاية ودعم مادي ومعنوي في حدوده القصوى، فهي إن حسن تطويرها، أو قل إعادة بعثها من مرقدها، يمكن أن تعيد إنتاج وعي عالمي جديد ومنصف حولنا وحول منطقتنا العربية وقضايانا المصيرية.
وذلك عبر بلورة ملامح رؤيتنا السياسية والترويج لمشروعنا الحضاري الذي نسعى لتقديمه لهذا العالم، وتأكيد دعائم هويتنا المصرية والعربية والإسلامية، وإضاءة موقفنا من القضايا المختلفة عبر نشر الرواية العربية على نطاق واسع، خاصة حول مجريات الصراع العربي الصهيوني، في مواجهة الرواية الصهيونية الكاذبة التي استقرت في بؤرة الوعي العالمي نتيجة لحملات دعائية هائلة صاحبتها منذ بداية المشروع الصهيوني في مقابل غياب صوتنا بالمطلق.
ومن ناحية أخري يمكن لهذه القناة أن تقدم دعماً لا محدوداً لاقتصادنا عبر الترويج لمعالمنا السياحية والأثرية وممكنات الاستثمار في بلداننا.
قد يرى البعض أن هذه مجرد أحلام من قبيل اليوتوبيا العصيّة على التحقق في الواقع المُتعيَّن، غير أن الحقيقة الماثلة أمام أعيننا تقول أن كل التجارب الإعلامية الناجحة قد خرجت من رحم التجربة والمحاولة والخطأ، ومن ثم فلدينا يقين ثابت بأن العملية الإعلامية ستتحسن ذاتياً عبر تراكم الممارسة إذا ما صدقت النوايا وأطلقنا جرعة مكثفة من الحرية في شرايين تلك الوسيلة الإعلامية.
ربما سيكون الأثر ضئيلاً في بداية الأمر لكنه حتماً سيتعاظم يوماً بعد يوم تماشياً مع ما تطرحه نظرية تأثير الفراشة (Butterfly effect)، ذلك التأثير الذي يُحدثه جناح الفراشة حين يتحرك، وكما تفترض النظرية، فينمو هذا التأثير يوماً بعد يوم ليشكل إعصاراً مُحدثاً تغييراً جوهرياً.
ومن ثم، فمن أجل تطوير تلك القناة، قناة النيل الدولية، أقترح الشروع في اتخاذ عدة إجراءات مركزية كبداية على أن تتلوها خطوات أخرى:
أولاً: إطلاق شبكة مراسلين في أماكن الأحداث الجارية والأكثر سخونة في شتى بقاع العالم، وإن كانت الأمور كُلفتها المادية مرتفعة يمكن البدء بالتعاقد مع مقيمين في تلك البلدان من الصحفيين والإعلاميين لتغطية الأحداث لديهم، وذلك مقابل مكافآت مالية مناسبة.
ثانياً: فصل البرامج التي يجري تقديمها باللغة الفرنسية في قناة مستقلة بعيداً عن شاشتها، لتصبح القناة بلغة إنجليزية خالصة لتأكيد ملامح هويتها، فالقنوات ذات الهوية الواحدة هي الأكثر انتشاراً وجاذبية للمشاهد حسبما يؤكد خبراء الإعلام.
ثالثا: إنتاج سلسلة جديدة من الأفلام الوثائقية وترجمة الجيد من القديم لدى أرشيف التليفزيون المصري وإعادة بثه، كذلك إعادة تصوير معالمنا السياحية والأثرية بتقنية عالية لتقديمها كفواصل داخل القناة.
رابعاً: تطوير الأجهزة التقنية وأجهزة التصوير والبث وإجراء عملية تجديد شاملة للديكور لتصبح الشاشة جاذبة للمشاهد وذات قدرة تنافسية عالية، مع توظيف كافة تقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل إحداث نقلة نوعية فيما يتعلق بجودة المحتوى وسرعة إعداده لنكتسب ميزة المبادرة والسبق في تغطية الأحداث الساخنة من ناحية، وتقليل النفقات المالية من ناحية أخرى.
خامساً: يجب أن تشمل خارطتها البرامجية، برنامج سياسي حواري يستضيف شخصيات عالمية ذات ثقل، برنامج ديني ذو نزعة إنسانية تراحمية، برنامج اقتصادي قوي يعرض الفرص الاستثمارية في مصر والمنطقة العربية، برنامج رياضي قوي، برنامج فني عالمي/ محلي.
سادساً: يمكن إعادة بث الحلقات القوية للأحداث الجارية من مجمل قنوات التليفزيون بعد ترجمتها، والتي تتناسب مادتها وسياسة القناة، وكذلك إعادة بث اللقاءات والحلقات المتميزة من أرشيف القناة ذاتها.
سابعا: إطلاق الحرية كاملة للقائمين على سياستها التحريرية في ترتيب وصياغة الأخبار وطرح الموضوعات وفقاً لما يتراءى لهم دون أدنى تدخل من أحد، فالحرية، هي وبحق، إكسير الإعلام، وبخاصة السياسي منه، فلن يتطور الإعلام إلا في فضاءات من الحرية، فهي بمثابة قُبلة الحياة التي من شأنها إحداث نقلة نوعية له من كونه بروباجندا ودعاية موجهة ومملة إلى كونه إعلام جماهيري حقيقي جاذب لفئات عريضة من المشاهدين، على أن يجري وضع ميثاق شرف إعلامي واستراتيجية إعلامية مستقلة لتعمل القناة على ضوئهما.
ثامناً: أن يجري ترتيب أولويات الأخبار والموضوعات والقضايا المطروحة حسب الاهتمام العالمي، وليس حسب الشأن الداخلي المصري كما هو مُتَّبع الآن، على أن تُعطى الأولوية وكثافة التغطية لأحداث منطقة الشرق الأوسط الملتهبة دوماً، وهو أمر من شأنه أن يجعلنا كمصدر إخباري موثوق للشبكات العالمية في نقل وتغطية تلك الأحداث باعتبارنا الأكثر انغماساً فيها ودراية بها.
تاسعاً: إطلاق حملات ترويجية مصاحبة على مواقع التواصل الاجتماعي ونشر أجزاء من المحتوى المقدم، والتعاقد مع شركات رعاية قوية، مع إطلاق موقع خاص بالقناة على شبكة المعلومات الدولية.
عاشراً: إعادة تدريب العاملين داخل القناة، نعم القناة تضم كفاءات بشرية ذات خبرات كبيرة، لكنهم بحاجة لإعادة تدريب بما يتفق والرؤية الجديدة من ناحية والأنماط الإعلامية المستحدثة من ناحية أخرى.
وتلك هي بعض من الإجراءات التي يتحتّم البدء بها فوراً من أجل تطوير قناة النيل الدولية، وأعتقد أن (مركز ماسبيرو للدراسات) الذي دعوت لتأسيسه في مقال سابق يمكن له المساهمة، إذا ما تأسَّس بالفعل، في اقتراح الكثير من آليات التطوير وطرائق إنزالها على الواقع، ودراسة الشبكات العالمية الناجحة وعوامل تألقها وسبل الاستفادة من تجاربها وخبراتها الطويلة.
وفي التحليل الأخير، فالحاجة أضحت ماسّة لأن لا نقبع في المنطقة المُعتِمة من هذا العالم، فلا يشعر بنا أحد، في ظل نظام عالمي يتداعى وآخر يتشكَّل، وهي لحظة فارقة قد تشهد توترات وصراعات عسكرية غير مسبوقة، فكل فريق سيحاول إثبات جدارته في قيادة النظام العالمي الجديد ولو بالقوة المُفرطة، إن لم نتحرك سريعاً على مختلف الأصعدة، وليس إعلاميا فقط، وظللنا نؤدي دور المفعول به سيجري استخدامنا كوقود لحروب ليست حروبنا، ومن ثمَّ ستبتلعنا حتماً فواجع نهاية النظام العالم القائم وميلاد آخر جديد ربما يكون أكثر عنفاً من سابقه.
وفي النهاية، دعنا نتفق مع خبراء السياسة وعلوم الاتصال بأن الإعلام في أيامنا هذه أضحى العضو الأكثر نفوذاً داخل مجلس الأمن الدولي، إذ يجري اتخاذ العديد من القرارات الدولية بناء على التأثرات التي أحدثتها والأحداث والصور الذهنية التي صنعتها شبكات ووسائل الإعلام والتي قد تكون زائفة وغير متطابقة مع الواقع الحقيقي، فالواقع الحقيقي، وكما يذهب المفكر الفرنسي جان بودريار، قد مات ولم يتبقى لدينا إلا الواقع الزائف الذي خلقته لنا وسائل الإعلام.
اقرأ أيضاًخبير إعلامي لـ«حقائق وأسرار»: مصر تتعرض لحملة شائعات منظمة تكلفت ملايين الدولارات.. فيديو
كيف يتحكم الأهلي والزمالك في حلم بيراميذر بدوري الأبطال؟.. خبير لوائح: «الطلب مستحيل وزيزو كلمة السر»
«خبير سياسي»: مصر بقيادة الرئيس السيسي تواجه مخططات تغيير خريطة الشرق الأوسط «فيديو»