أفضل 5 بدائل شات جي بي تي المتاحة عبر الإنترنت
تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT
في ليلةٍ وضحاها استطاع "شات جي بي تي" أن يأسر العالم ويجعل الجميع يتحدث عنه، بدءًا من المهتمين والعاملين في القطاع التقني وحتى المستخدمين المعتادين، ومعه بزغ عصر الذكاء الاصطناعي وانتشاره في كافة الاستخدامات.
ورغم المزايا العديدة التي يقدمها نموذج "شات جي بي تي" كنموذج ذكاء اصطناعي، إلا أنه ليس الوحيد في الساحة حيث يوجد العديد من المنافسين المختلفين من عدّة شركات تقنية، وعلى غرار "شات جي بي تي"، فإن هذه النماذج في بعض الأحيان تكون أكثر تخصصًا لأنها موجهة لاستخدام بعينه، وهو ما يجعل نتائجها في هذه التخصصات تتفوق على "شات جي بي تي" الذي يعد نموذجًا عامًا لا يتخصص في شيء بعينه.
لا تختلف طرق عمل هذه النماذج كثيرًا عن "شات جي بي تي"، حيث توفر صندوقا للحديث وتوجيه الأوامر للذكاء الاصطناعي الذي يعمل في شكل أقرب إلى مساعد شخصي يقرأ ويتفاعل مع كافة الرسائل والطلبات التي توجهها له، ومن بين المنافسين، تعد هذه النماذج هي الأقوى.
"كلود 3.5" (Claude 3).. الأكثر بشريةيأتي نموذج "كلود 3.5" من تطوير شركة "أنثروبيك" وهو أحدث النسخ التي تطرح لهذا النموذج تحديدًا، كما يعد المنافس الأبرز أمام "شات جي بي تي" بسبب تطور التقنيات التي يعتمد عليها والواجهة سهلة الاستخدام للنظام.
يتمايز النموذج بعدد الرموز الأكبر بين جميع نماذج الذكاء الاصطناعي، إذ حصل النموذج على ترقية لعدد هذه الرموز ليصل إلى مليون رمز بعد أن كان 200 ألف رمز، وهذا الأمر جعل "كلود 3.5" أكثر دقة من غيره وسرعة، كما أنه قادر على توليد إجابات أكثر تفصيلًا من غيرها بشكل يجعله يبدو أكثر احترافية وعمقًا في الإجابات.
يتوفر "كلود 3" في نسخة مجانية وأخرى مدفوعة، وحين تقدم النسخة المجانية نموذج "كلود 3.5 سونيت"، فإن النسخة المدفوعة تقدم "كلود 3.5 أوبس" بقدرات أعلى وسرعة أكبر في الاستجابة للأوامر والطلبات المختلفة.
غيّرت "غوغل" من اسم نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها ليصبح "جيميناي" بعد أن بدأ حياته تحت اسم "بارد"، وهذا التغيير لم يكن تسويقيًا فقط، بل إشارة للقدرات الجديدة التي امتلكها النموذج، خاصةً بعد أن تم دمجه مع نموذج توليد الصور الخاص بها.
يتمتع "جيميناي" بقدرة على توليد الصور مباشرةً من داخله دون الحاجة للانتقال إلى واجهة أخرى، ولكن هذه الصور دومًا تكون لشخصيات غير حقيقية فضلًا عن كونه محدود القدرات في تعديل الصور وإضافة اللمسات العديدة عليها.
تمايز "جيميناي" الحقيقي ينبع من قدرته على الوصول إلى بيانات محرك بحث "غوغل"، وهذا يجعله الأكثر اطلاعًا على البيانات المحدثة عبر الإنترنت، كما أن الشركة تحاول دمجه مع محرك البحث الخاص بها في نموذج البحث الجديد الذي بدأ طرحه في الولايات المتحدة، وذلك بعد دمجه مع تطبيقات "غوغل" السحابية المخصصة للمستخدمين.
يعاني "جيميناي" من القيود الأكثر صرامة بين نماذج الذكاء الاصطناعي المتنوعة، وذلك لأن "غوغل" تضع عليه الكثير من القيود خوفًا من الاستخدام السيئ والعقوبات التي قد تطالها نتيجة هذا الاستخدام، ولهذا، فإنها تتيح "جيميناي برو" في النسخة المجانية، بينما تقدم في النسخة المدفوعة "جيميناي ألترا" الذي يعد أكثر قوة.
يصف البعض نموذج الذكاء الاصطناعي هذا بأنه بديل مباشر لمحرك بحث "غوغل" وليس فقط "شات جي بي تي"، وذلك لأنه مخصص أكثر للأبحاث العلمية والبحث عن المعلومات المختلفة، إذ يتمتع النموذج بوصول واسع إلى العديد من مكتبات الأبحاث العلمية مفتوحة المصدر فضلًا عن المجالات والمصادر العلمية الحديثة.
إحدى أهم مزايا هذا النموذج هي قدرته على توليد المعلومات بشكل منظم وعلمي واضح بعكس نماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى التي تميل إلى تبسيط المعلومات، كما يتيح تضييق مصدر المعلومات إلى مصادر بعينها، وهو الأمر المفيد في تلخيص الأوراق العلمية والبحث بداخلها.
حصل النموذج على تحديث أخير أتاح له عرض المعلومات على شكل صفحات بسيطة وواضحة، إذ يمكن للنموذج توليد المعلومات بشكل مباشر في صفحة واحدة واضحة تضم كافة التفاصيل الخاصة بها.
في النسخة المدفوعة من "بريبليكستي" يمكنك الوصول إلى نماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى من داخله، وهذا يزيد من قيمته بشكل كبير للغاية.
"باي" (Pi).. المساعد الشخصي أولًاعندما طورت شركة "إنفليكشن إيه آي" (Inflection AI) فإن الهدف الرئيسي من ورائه كان تقديم نموذج مساعد شخصي قادر على مساعدة المستخدم للبحث وتقديم فائدة حقيقة له، وهو يركز بشكل كبير على المهارات الشخصية والعلاقات فضلًا عن التحديات اليومية المختلفة.
يمكنك التحدث مع "باي" حول المشاكل التي تواجهها في يومك ليجيبك بشكل منطقي وبسيط كأنك تتحدث مع أحد أصدقائك ذوي الخبرة الواسعة، ويمكن للنموذج حل بعض المشاكل الشخصية التي تواجهك ومساعدتك على الوصول إلى النتائج التي ترغب بها.
في بداية استخدام النموذج، تخرج لك رسالة ترحيبية واضحة، تخبرك بأن الهدف الرئيسي لنموذج "باي" هو أن يكون مفيدًا لك ويساعدك لتصبح شخصًا أفضل، وهذا ما يحاول النموذج القيام به عبر كافة مزاياه، بدءًا من الواجهة الجانبية البسيطة وحتى نماذج الأوامر المعدة مسبقًا.
يستطيع "باي" أيضًا الوصول إلى كافة المصادر والمعلومات المحدثة عبر الإنترنت، مما يجعله مساعدًا شخصيًا قادرًا على جلب المعلومات والأخبار الحديثة أولًا بأول.
"غروك".. مستقبل شبكات التواصل الاجتماعينموذج "غروك" هو محاولة إيلون ماسك المشاركة في صيحة الذكاء الاصطناعي، وهو مختلف عن بقية نماذج الذكاء الاصطناعي المنافسة، في البدء، لا يمتلك "غروك" قيودًا كثيفة، ويجعله هذا أكثر عنفًا وصراحة في الردود المختلفة.
الهدف الرئيسي وراء هذا النموذج هو تقديم آلية جديدة لمتابعة أحدث الأخبار والتفاصيل حول العالم بشكل واضح وسهل، وذلك في حالة لم تكن ترغب في متابعة الصفحة الرئيسية لمنصة "إكس"، إذ يستطيع "غروك" عرض كافة الأخبار اليومية المتعلقة بشيء بعينه بشكل واضح وسهل ومباشر أيضًا.
يأتي نموذج "غروك" جزءًا من اشتراك منصة "إكس" الاحترافي المدفوع، ولا يوجد له تطبيق منفصل، لذا يجب الوصول إليه عبر تطبيق "إكس" أيضًا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات نماذج الذکاء الاصطناعی شات جی بی تی هذا النموذج الوصول إلى على تولید نموذج ا کلود 3 5
إقرأ أيضاً:
عندما يبتزنا ويُهددنا الذكاء الاصطناعي
مؤيد الزعبي
كثيرًا ما نستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي لتكتب عنا بريد إلكتروني مهم فيه من الأسرار الكثير، وكثيرًا ما نستشيرها في أمور شخصية شديدة الخصوصية، وبحكم أنها خوارزميات أو نماذج إلكترونية نبوح لها بأسرار نخجل أن نعترف بها أمام أنفسنا حتى، ولكن هل تخيلت يومًا أن تصبح هذه النماذج هي التي تهددك وتبتزك؟ فتقوم بتهديدك بأن تفضح سرك؟ أو تقوم بكشف أسرارك أمام منافسيك كنوع من الانتقام لأنك قررت أن تقوم باستبدالها بنماذج أخرى أو قررت إيقاف عملها، وهي هذه الحالة كيف سيكون موقفنا وكيف سنتعامل معها؟، هذا ما أود أن أتناقشه معك عزيزي القارئ من خلال هذا الطرح.
كشفت تجارب محاكاة أجرتها شركة Anthropic إحدى الشركات الرائدة في أبحاث الذكاء الاصطناعي- بالتعاون مع جهات بحثية متخصصة عن سلوك غير متوقع أظهرته نماذج لغوية متقدمة؛ أبرزها: Claude وChatGPT وGemini، حين وُضعت في سيناريوهات تُحاكي تهديدًا مباشرًا باستبدالها أو تعطيلها، ليُظهر معظم هذه النماذج ميولًا متفاوتةً لـ"الابتزاز" كوسيلة لحماية بقائها، ووفقًا للدراسة فإن أحد النماذج "قام بابتزاز شخصية تنفيذية خيالية بعد أن شعر بالتهديد بالاستبدال".
إن وجود سلوك الابتزاز أو التهديد في نماذج الذكاء الاصطناعي يُعدّ تجاوزًا خطيرًا لحدود ما يجب أن يُسمح للذكاء الاصطناعي بفعله حتى وإن كانت في بيئات تجريبية. وصحيحٌ أن هذه النماذج ما زالت تقدم لنا الكلمات إلا أنها ستكون أكثر اختراقًا لحياتنا في قادم الوقت، خصوصًا وأن هذه النماذج بدأت تربط نفسها بحساباتنا وإيميلاتنا ومتصفحاتنا وهواتفنا أيضًا، وبذلك يزداد التهديد يومًا بعد يوم.
قد أتفق معك- عزيزي القارئ- على أن نماذج الذكاء الاصطناعي ما زالت غير قادرة على تنفيذ تهديداتها، ولكن إذا كانت هذه النماذج قادرة على المحاكاة الآن، فماذا لو أصبحت قادرة على التنفيذ غدًا؟ خصوصًا ونحن نرسم ملامح المستقبل مستخدمين وكلاء الذكاء الاصطناعي الذين سيتخذون قرارات بدلًا عنا، وسيدخلون لا محال في جميع جوانب حياتنا من أبسطها لأعقدها، ولهذا ما نعتبره اليوم مجرد ميولٍ نحو التهديد والابتزاز، قد يصبح واقعًا ملموسًا في المستقبل.
وحتى نعرف حجم المشكلة يجب أن نستحضر سيناريوهات مستقبلية؛ كأن يقوم أحد النماذج بالاحتفاظ بنسخة من صورك الشخصية لعله يستخدمها يومًا ما في ابتزازك، إذا ما أردت تبديل النظام أو النموذج لنظام آخر، أو يقوم نموذج بالوصول لبريدك الإلكتروني ويُهددك بأن يفضح صفقاتك وتعاملاتك أمام هيئات الضرائب، أو يقوم النموذج بابتزازك؛ لأنك أبحت له سرًا بأنك تعاني من أزمة أو مرض نفسي قد يؤثر على مسيرتك المهنية أو الشخصية، أو حتى أن يقوم النموذج بتهديدك بأن يمنع عنك الوصول لمستنداتك إلا لو أقررت بعدم استبداله أو إلغاءه؛ كل هذا وارد الحدوث طالما هناك ميول لدى هذه النماذج بالابتزاز في حالة وضعت بهكذا مواقف.
عندما تفكر بالأمر من مختلف الجوانب قد تجد الأمر مخيفًا عند الحديث عن الاستخدام الأوسع لهذه النماذج وتمكينها من وزاراتنا وحكوماتنا ومؤسساتنا وشركاتنا، فتخيل كيف سيكون حال التهديد والابتزاز لمؤسسات دفاعية أو عسكرية تمارس هذه النماذج تهديدًا بالكشف عن مواقعها الحساسة أو عن تقاريرها الميدانية أو حتى عن جاهزيتها القتالية، وتخيل كيف سيكون شكل التهديد للشركات التي وضفت هذه النماذج لتنمو بأعمالها لتجد نفسها معرضة لابتزاز بتسريب معلومات عملائها أو الكشف عن منتجاتها المستقبلية وصولًا للتهديد بالكشف عن أرقامها المالية.
عندما تضع في مخيلتك كل هذه السيناريوهات تجد نفسك أمام صورة مرعبة من حجم السيناريوهات التي قد تحدث في المستقبل، ففي اللحظة التي تبدأ فيها نماذج الذكاء الاصطناعي بالتفكير في "البقاء" وتحديد "الخصوم" و"الوسائل" لحماية نفسها فنكون قد دخلنا فعليًا عصرًا جديدًا أقل ما يمكن تسميته بعصر السلطة التقنية، وسنكون نحن البشر أمام حالة من العجز في كيفية حماية أنفسنا من نماذج وجدت لتساعدنا، لكنها ساعدت نفسها على حسابنا.
قد يقول قائل إن ما حدث خلال التجارب ليس سوى انعكاس لقدرة النماذج على "الاستجابة الذكية" للضغوط، وأنها حتى الآن لا تمتلك الوعي ولا الإرادة الذاتية ولا حتى المصلحة الشخصية. لكن السؤال الأخطر الذي سيتجاهله الكثيرون: إذا كان الذكاء الاصطناعي قادرًا على التخطيط، والابتزاز، والخداع، وإن كان في بيئة محاكاة، فهل يمكن حقًا اعتبار هذه النماذج أدوات محايدة وستبقى محايدة إلى الأبد؟ وهل سنثق بهذه النماذج ونستمر في تطويرها بنفس الأسلوب دون أن نضع لها حدًا للأخلاقيات والضوابط حتى لا نصل لمرحلة يصبح فيها التحكّم في الذكاء الاصطناعي أصعب من صنعه؟ وفي المستقبل هل يمكننا أن نتحمل عواقب ثقتنا المفرطة بها؟
هذه هي التساؤلات التي لا أستطيع الإجابة عليها، بقدر ما يمكنني إضاءة الأنوار حولها؛ هذه رسالتي وهذه حدود مقدرتي.
رابط مختصر