في ذكرى 30 يونيو.. الأحزاب: توحيد الجهود ساهم في إنجاح الثورة وتوعية المواطنين ساعد على تغيير المشهد السياسي بشكل واسع
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ساهمت ثورة 30 يونيو فى تغيير المشهد السياسى بشكل واسع، بعد مشاركة جميع الأحزاب المدنية فى الثورة، ودعمها والتصدى لمحاولات حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية آنذاك الانفراد بالمشهد السياسي، ودفعت الأحزاب أعضاءها وعقدت العديد من الفعاليات المعارضة للجماعة وقراراتها.
وقال الدكتور مجدى المرشد، القائم بأعمال رئيس حزب المؤتمر، إن ثورة 30 يونيو كانت بداية النهضة الحقيقية لمصر، مشيرًا إلى أن الشعب المصرى كان يعى جيدًا مخاطر توغل الجماعة الإرهابية فى مفاصل الدولة، وهو ما نتج عنه خروج المواطنين للتظاهر والاعتراض عن السياسات التى تتم ممارستها.
وأكد المرشد لـ"البوابة نيوز"، أن الحزب كان له دور فاعل خلال ثورة ٣٠ يونيو، فقد كان ممثلا قويا فى جبهة الإنقاذ الوطنى التى وقفت فى وجه جماعة الإخوان الإرهابية، موضحًا أن الحزب شارك فى التظاهرات التى خرجت على الجماعة من أول يوم وشباب الحزب لم يتركوا الميدان وشاركوا فى جمعة الغضب وجمعة الخلاص وصولاً إلى يوم ٣٠ يونيو، وقد دعمهم الحزب للبقاء فى الميدان طوال فترة الاعتصام وحتى إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى انتصار إرادة الشعب المصرى واستعادة الهوية التى عمل الإخوان بكل طاقتهم منذ توليهم للحكم على تغيرها، ذلك بالإضافة إلى أن توحيد جهود الأحزاب والعمل على هدف واحد وهو إزاحة حكم الإخوان، ساهم فى إنجاح الثورة التى شارك فيها المجتمع المصرى بكل أطيافه.
وتابع مجدي المرشد، أن قيادات الحزب عملت على توعية الشعب المصرى بخطورة جماعة الإخوان وأفكارهم عن طريق عمل المناظرات والمواجهات من خلال البرامج التليفزيونية، ومناقشتهم فى أفكارهم ومتعقداتهم وخططهم لمشروع التنمية التى زعموا أنهم يريدون تطبيقها، الأمر الذى شارك وساهم بشكل كبير جدا فى فضحهم وكشف رغبتهم فى خطف البلد والقضاء على الهوية المصرية، مشيرًا الى أن قيادات الحزب أدركوا أن جماعة الإخوان تسيطر بشكل كبير جدًا على القرى فى محافظات الصعيد والدلتا، وتتغلغل فيها بشكل موسع جدا، فتحرك الجميع إلى هذه المناطق لمناظرة الإخوان هناك، وتوعية الأهالى وخصوصا الشباب على خطورة ما يحدث من الجماعة من قرارات غير مدروسة وغير عاقلة وسيطرة أجهزة أمنية خارجية على قيادة الدولة، وقمنا بالعديد والعديد من الجلسات النقاشية والندوات الحوارية مع أهالينا فى الريف وفى المحافظات النائية والقرى البعيدة التى لم نكن نعلم أنها مكتظة بأنصار جماعة الإخوان.
من جانبه قال الدكتور إيهاب الخراط، نائب رئيس حزب المصرى الديمقراطي، إن الحزب من أوائل الأحزاب التى وقعت على استمارات تمرد ومن ثم فتح الحزب جميع مقراته أمام الشعب للتوقيع على الاستمارات، وكان له دور أساسى فى تكوين جبهة الإنقاذ وكان للدكتور فريد زهران والدكتور محمد أبو الغار دور كبير للجبهة على الأرض ومن خلال المشاركة فى مظاهرات الاتحادية.
وأكد الخراط فى تصريح لـ«البوابة نيوز»، دخول الحزب فى اعتصام مجلس الشورى الذى كان عضوا بلجنة حقوق الإنسان فيه، هو وعدد من أعضاء المجلس المعارضين للإخوان، بسبب قيامهم بإعداد قانون تغير سن المعاش وإحالة عدد كبير من القضاة إلى المعاش فجأة.
وتابع، أنه و٥٠ عضوا من المعارضة داخل المجلس، قاموا برفع الكروت الحمراء للرئيس الراحل محمد مرسي، مشيرًا إلى أنه كان من أكثر الأصوات التى اعترضت على ترشيح صفوت حجازى لعضوية المجلس القومى لحقوق الإنسان، فقد كان متهما فى قضية تعذيب أحد المحامين خلال المظاهرات.
وأضاف الخراط، أن الحزب نظم العديد من المناظرات والمواجهات مع عدد كبير من قيادات جماعة الإخوان عن طريق الإعلام، وأيضا من خلال الندوات التثقيفية التى أعدها الحزب لهذا الشأن وذلك لفضح أكاذيبهم وأجندتهم الخارجية، وخاصة بعد إعلان الجماعة عزمهم عدم خوض الانتخابات الرئاسية ثم ترشيحهم لخيرت الشاطر ثم استبداله بمرسي، فيما سعى الحزب بجميع قياداته إلى النزول إلى المساجد والمناطق النائية التى استخدامها الإخوان لنشر فكرهم الإرهابى ومخاطبتهم بالعقل والمنطق لفضح مخطط الإخوان لسرقة الوطن وكذلك لفضح تدينهم الوهمى الذى طالما استخدموا لخداع الناس واستقطابهم.
على صعيد متصل، قال عبد الناصر قنديل، الأمين المساعد لحزب التجمع، إن ثورة ٣٠ يونيو لا تقل أهمية عن ثورة ٢٣ يوليو، فكلاهما أنقذ الوطن من مسار كاد أن يدمره، مؤكداً حزب التجمع كان أول المناضلين ضد حكم الإخوان، بل كان هو الفصيل السياسى الذى واجهه حكم الإخوان بكل قوة.
وأضاف قنديل، فى تصريح خاص لـ“البوابة نيوز”، أن الحزب لم يتغير موقفه فى رفض حكم هذه الجماعة، وحالة من الرفض أن يحكمه فصيل طائفى بهذا الشكل، لافتًا إلى أن حزب التجمع منذ اللحظة الأولى رفض أى وسيلة تقارب مع هذه الجماعة، أو الاستجابة لبعض التلميحات التى سعت لها الجماعة للحصول على بعض المكاسب والمغانم، والتى كان منها التقرب من الحزب أو تقليل حدة الانتقاض التى بدأها التجمع منذ اللحظة الأولى، حتى وصول الجماعة لمقعد رئيس الجمهورية.
وأشار إلى أن هذا ظهر بشكل واضح فبعد ٦٠ يومًا، خرجت التظاهرات من حزب التجمع، والتى كانت أول تظاهر يخرج ويهتف بسقوط حكم المرشد، وعلى الرغم من التحذيرات والتهديدات من قبل الجماعة إلا أن الحزب كان أول القوة السياسية التى كانت تناضل لإنهاء حكم الارهابين فى مصر.
وأوضح أن حزب التجمع رفض بشكل قاطع المشاركة فى أى عملية انتخابية دعت إليها هذه الجماعة وعلى رأسها انتخابات مارس ٢٠١٣، وأعلن التجمع وقتها أنه متمسك بإسقاط هذا النظام، وبرغم من ظهور أطراف ظهرت فى هذا التوقيت تؤيد حكم الجماعة، من ناحية أخرى أصدر الحزب تعميما واضحا لكل كوادره فى هذا التوقيت للعمل فى وسط الشارع لكشف زيف هذه الجماعة للمواطنين، والتأكيد على أن هذه الجماعة جماعة طائفية تسعى للهيمنة على مقاليد الحكم وتسعى لشق وحدة الصف الوطني المعروف عبر العديد من العصور.
وأضاف قنديل، أن هذا كان بداية تحرك كوادر الحزب لتحرك فى كل المحافظات، لقيادة حركة نضال واسعة ضد هذه الجماعة خصوصا فى مقعد المحافظين، مبيناً أن محافظة المنوفية نموذج قلد شباب حزب التجمع فيها عملية حصار كامل بمبنى المحافظة ومنع المحافظ الإخوانى من السيطرة على المحافظة ولن يسمحوا له بدخول مقر المحافظة وقتها، ورفض الحزب تعيين محافظ ينتمى لجماعة إرهابية شاركت فى مذبحة الأقصر.
واستطرد كان التجمع نسيجا واضحا من خروج حركة تمرد، قاد بشكل كبير جدا عملية التوكيلات وأيضا الحزب كان أحد المخازن الأمنة للحفاظ على التوكيلات، وتولى شباب التجمع تأمين المقر الرئيسى الذى كان يحافظ على جميع الأوراق ودور التجمع فى جميع المحافظات والإعلام من إشعارات الوطنية التى رفعت.
من جانبها قالت النائبة ميرال جلال الهريدى عضو مجلس النواب عن حزب حماة الوطن، إن ثورة ٣٠ يونيو نجحت فى القضاء على جماعة الإخوان، وأفشلت مشروع أخونة الدولة، وأعادت المؤسسات الوطنية إلى وضعها الطبيعي، وقضت على الإرهاب الذى حاول الانتشار تحت مظلة الجماعة وحمايتها خلال فترة حكمها للبلاد.
وأكدت الهريدى أن من بين الثمار التى حققتها هذه الثورة توحيد القوى السياسية والحزبية تحت راية واحدة، حيث اجتمعت الأحزاب والائتلافات والتحالفات لدعم مشروع تمرد فى وجه الإخوان، وتوحد العمل فى فتح أبواب المقرات لاستقبال التوقيعات والتوكيلات لعزل حكم الجماعة، فى إجراء سلمى وقانونى رافض لحكم الإخوان وممارساته القمعية التى حاولت تكبيل مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية، مما حدث فى الإعلان الدستورى والاعتداء على سلطات القضاء، وكذلك الجرائم التى ارتكبها أنصار الجماعة من اغتيالات وقتل وإرهاب وترويع للمواطنين.
وأشارت عضو مجلس النواب إلى أن توحيد جهود الأحزاب خلق حالة من الوعى لدى الشعب بضرورة التكاتف والوحدة لجميع طوائف وفئات المجتمع، فى مواجهة خطر الإخوان، لحماية أمن واستقرار البلاد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، والدفاع عن الهوية الوطنية والثقافية والحضارية والدينية، مثلما حدث من حملات ائتلاف الأحزاب وتحالف القوى السياسية فى جبهة الإنقاذ.
وتابعت: هذه الحالة من الحراك والوعي، ساهمت بشكل كبير فى إصلاح سياسى وزخم شهده الوطن أعقاب ثورة ٣٠ يونيو، حيث اختفت قوى وظهرت أخرى، وتشكلت الكتل البرلمانية والائتلافات تحت قبة البرلمان، وظهرت مصر بصورة مختلفة وانتهت فكرة استغلال الدين فى السياسة، وسقطت معظم الأحزاب ذات الخلفية الدينية وعلى رأسها حزبا الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية، وحزب البناء والتنمية، وهو ذراع الجماعة الإسلامية، وكذلك حزب الوسط وغيرها.
ولفتت عضو لجنة الدفاع والأمن القومى إلى أن من بين مكاسب الثورة، حالة الإصلاح الاقتصادى الذى شهدته البلاد، وما نتج عنه من مشروعات قومية ضخمة وعملاقة وتحسين الأوضاع فى شتى مجالات الصحة والتعليم، وحرص القيادة السياسية على إطلاق المبادرات وكل ما يدعم بناء الإنسان المصري، وكذلك العمل على ضخ دماء جديدة من خلال تمكين الشباب والمرأة وفتح أبواب الفرص أمام أصحاب القدرات الخاصة ودعم كل ما يخدم فكرة بناء الجمهورية الجديدة.
فيما قال الدكتور أحمد العطيفي، الأمين العام المساعد، وأمين تنظيم الجمهورية لحزب حماة الوطن، إن الحزب كان أول الداعمين لثورة ٣٠ يونيو بتوجيه أعضائه بالمشاركة فيها، من أجل مواجهة جماعة إرهابية كادت تودى بالبلاد للهاوية.
وأكد العطيفى أن الحزب هو داعم رئيسى لمؤسسات الدولة المصرية الوطنية منذ تدشينه، ومشاركتنا فى ثورة ٣٠ يونيو ودعمنا لها يتجدد كل عام بتجديد العهد فى القيادة السياسية إيمانا بدوره العظيم فى الحفاظ على أمن الوطن والمواطن، «فالرئيس عبد الفتاح السيسى خاطر بحياته من أجل هذا الوطن، ودعمنا له هو واجب وطنى بالمقام الأول».
وعن دور الشباب داخل الحزب قال العطيفي: إن الشباب هم عماد رئيسى فى كل تشكيلات الحزب، ونؤمن بدورهم فى البناء ودورهم فى المشاركة الفاعلة فى كل المحافل، فهم ذخيرة الوطن.
وأوضح، أن الحزب يعمل على تأهيل الشباب من أجل تمكينهم وهو ما يتم من خلال دورات تدريب وتثقيف عبر الأمانة المختصة بهذا لتخريج جيل شبابى واعٍ من داخل حماة الوطن، بالإضافة لما تقوم به أمانة شباب الحزب من دور فاعل فى الصدد ذاته وكذلك مجتمعيا بتنظيم فاعليات عدة قوامها الشباب، وذلك إيماناً منا كقيادات داخل الحزب بدور الشباب وطاقاتهم وتوجيهها لدعم الوطن.
وأكد العطيفى أن ثورة ٣٠ يونيو شهدت مشاركة شبابنا الواعى بأهمية الحفاظ على الوطن، وخروجهم للميادين آنذاك لمناهضة استمرار حكم الجماعة الإرهابية الظلامية، فى توقيت لا يمكن لنا أن ننسى انحياز القوات المسلحة المصرية الباسلة لهذه الثورة الشعبية، الرافضة لجماعة إرهابية أرادت الدخول بمصر فى نفق مظلم، والقضاء على هويته الثقافية والدينية والاجتماعية.
وأضاف، «نحن اليوم وبمرور ١١ عاما على الثورة نتوجه بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي استعاد البلاد، وبفضل توجيهاته استعادت مصر دورها إقليميا وعربيا وعالميا، وعادت رائدة فى المنطقة، كما شهدت كل قطاعات الدولة إنجازات مبهرة لبناء الدولة المصرية الحديثة فى سنوات قليلة، لولا تلك التوجيهات ما كانت».
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ثورة ٣٠ يونيو الجماعة الميدان إنجاح الثورة البرامج التليفزيونية الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم الاخوان المجتمع المصري المناظرات لمشروع التنمية جماعة الإخوان ثورة ٣٠ یونیو هذه الجماعة حکم الإخوان حزب التجمع بشکل کبیر الحزب کان أن الحزب من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
السودان وفروقات الوعي السياسي
أن الحرب تعتبر أعلى درجات الأزمة في أية مجتمع، و العقل السياسي الذي تسبب في الأزمة حتى وصلت إلي الحرب، لا يستطيع أن يحدث تغييرا في واقعها، إلا إذا استطاع تغيير طريقة تفكيره.. و التغيير لا ينتج بعقول خاملة لا تستطيع أن تنتج أفكار جديدة، فقط تعيد إنتاج ذات المقولات التي تسببت في الحرب.. المطلوب عقول جديدة، تنتج أفكار جديدة، تستطيع من خلالها أن تحدث تنشيط في الفعل السياسي يتجاوز سلبيات الماضي.. لكن محاولات إعادة ذات العقليات برفع ذات الشعارات القديمة سوف تعيد إنتاج الأزمة.. أن النخب السياسية السودانية تتخوف من نقد ممارساتها التي أوقعتها في الأخطاء التي قادت إلي الأزمة.. لذلك الكل يميل للتبرير الذي يغيب معرفة الأسباب و يعيد إنتاج الأزمة بصور مغايرة..
أن أغلبية النخب السودانية السياسية، أو المثقفة التي تدور في المحور السياسي، لا يفكرون إلا من خلال مصالحهم الخاصة، أو مصالح أحزبهم، لذلك ينظرون لواقع الأحداث من خلال عدسات ضيقة لا تساعد على النظرة الكلية للأزمة.. مثالا لذلك نشرت سودان اندبندنت خبرا يقول ( طالب نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ز جعفر الميرغني رئيس الوزراء كامل إدريس بالعمل على تهيئة المناخ للانتخابات العامة في السودان) و أضاف قائلا ( إقامة مؤسسات انتخابية تضمن انتقال السلطة عبر انتخابات حرة و نزيهة) أن جعفر الميرغني لم يجد ما يقوله إلي رئيس الوزراء غير الانتخابات الأداة الموصلة للسلطة.. رغم أن البلد ماتزال الحرب مستمرة فيها، المؤامرات الخارجية تنوع في تحدياته.. فالعقل الذي لا ينظر للأزمة بكلياتها لا يكون مفيدا في معالجة الأزمة.. و أيضا هناك أحزاب و سياسيين متمسكين بالتفاوض ليس قناعة منهم إنه طريقا ناجعا للحل، بل لأنهم يعتقدون أن أنتصار الجيش على الميليشيا سوف يحدث واقعا سياسيا جديدا يصعب عليهم شروط الالتحاق به.. و أيضا هناك قوى سياسية تريد أن تنتهي الحرب لكي تواصل فعلها الثوري.. الأمر الذي يؤكد خمول العقل السياسي في إنتاج أفكار جديدة تتجاوز بها الأزمة..
أن الحرب ليست عملية سياحة للترفيه، أو حالة من حالات الغضب و بعدها ترجع الأشياء كما كانت قبل الحرب.. الحرب تستخدم فيها كل أدوات القتل و التدمير، و يظهر السلوك السالب بكل تفاصيله، و كلها أشياء سوف يكون لها انعكاسات على حياة الناس و سلوكهم و علي طريقة تفكيرهم.. الحرب حتما سوف تظهر قوى جديدة من الشباب الذين شاركوا في القتال، هؤلاء يجب أن يكون لهم دورا في مستقبل البلاد السياسي.. الجيش بعد الانتصار أيضا لديه مهمة أخرى.. هي حفظ الأمن و جمع السلاح من كل المقاتلين و فرض السلام الاجتماعي و السياسي في البلاد.. و وضع حد لتدخل النفوذ الخارجي في الشأن السياسي السوداني.. و كلها قضايا في حاجة للتفكير العقلاني الموضوعي... و ليس التفكير القائم على المصالح الضيقة..
معلوم في الفكر السياسي أن عملية البناء و النهضة تؤسس عن طريقين.. الأول أن تكون هناك أحزاب ناضجة و فاعلة، على رأسها قيادة لها مشروع سياسي، يلتف حولها الشعب و تعمل بجد، و عمل إداري بخبرات عالية، و نزاهة و شفافية. و التزام قوى بتطبق القوانين، و استطاعت أن تنجح في ذلك حدث ذلك في البرازيل و الهند و تركيا و ماليزيا و رواندا.. و هناك دول نهضت من خلال حزب واحد أو قيادات عسكرية أيضا استطاعوا أن يلتزموا بمعايير النهضة.. المشروع السياسي و حسن الإدارة و النزاهة و الشفافية و تطبيق القوانين و حدث ذلك في الصين و سنغافورة و كوريا الجنوبية و فيتنام.. و النجاح في الثاني الرهان عليه في التحول غلي الديمقراطية مرتبط بالتطور الاقتصادي الذي يبرز طبقة أوسطى جديدة تقود إلي تحول ديمقراطي من خلال دورها السياسي و الفكري و الثقافي في المجتمع..
إذا أردنا أن نقارن العملية السياسية في السودان.. بالتطورات التي حدثت بعد ثورة ديسمبر نجد أن الشارع كان أكثر وعيا من القوى السياسية، التي فشلت في إدارة الأزمة السياسية، لأسباب عديدة.. اولا - أنها لم تكن لديها مشروعا سياسيا.. ثانيا - القيادات التي قدمتها للمواقع الدستورية " الوزارات" أغلبيتهم كانت ذات خبرات ضعيفة، و بعض منهم أول وظيفة له في حياته و حياتها كانت وزارة.. ثالثا - خسارتهم للشارع الذي جاء بهم للسلطة.. رابعا – راهنوا على الخارج أن يعيدهم للسلطة.. خامسا - تحالفهم مع الميليشيا و أصبحوا جناحها السياسي.. سادسا - فشلوا في تقييم التجربة و مايزالون يرهانوا حتى الآن لكيفية العودة للسلطة، دون أن يكون لهم تصورا مقنعا للشارع... سابعا – عندما تفشل قيادة الأحزاب في معركتها و تخسر الشارع تبدأ بتغيير قياداتها في محاولة من أجل كسب الشارع، لكن قلة الخبرة، و عدم وجود قيادات أفضل ظلت الأحزاب تصارع بذات القيادات التي باتت غير مقبولة في الشارع..
أن البلد ليس كما قال جعفر الميرغني (بإنها في حاجة إلي مؤسسات انتخابية تضمن انتقال السلطة عبر انتخابات) البلد حتى يكون فيها أحزاب قادرة على تحمل المسؤولية الوطنية، هي في حاجة لتشريعات " قانون الأحزاب" أن تجرى الأحزاب مؤتمراتها قبل كل أنتخابات على أن لا يترشح أي عضو أكثر من دورتين.. و في الفترة الانتقالية أن تجري الأحزاب انتخاباتها مرتين قبل الانتخابات.. لكي يضمن الشعب ليس هناك احتكارية للأحزاب من قبل شلة أو مجموعات بعينها، أو بيوتات، أو أفراد، و بالتالي يضمن تداول القيادة في الأحزاب، و الانتخابات تضمن تجديد للأفكار و البرامج، و النافسة هي التي تخلق الوعي، و تقدم قيادات مدركة لدورها، إلي جانب مراقبة ألأموال حتى لا يتدخل النفوذ الخارجي عبر التمويل.. أن أهم خطوة قبل الانتخابات قانون الأحزاب.ز حتى تأتي قيادة ضعيفة القدرات لأنها لم تصعد لقمة الحزب إلا بسبب علاقة الأبوة و المحسوبية و الشللية و غيرها.. نسأل الله حسن البصيرة
zainsalih@hotmail.com