عين الصقر الإماراتي كتيبة جواسيس أسسها محمد بن زايد 18
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
* إلى جانب الرعب المستدام الذي تشكله جمهورية إيران الإسلامية والإخوان المسلمين لمحمد بن زايد، هناك رعب يمثله نشوء أي ديمقراطية في البلدان العربية، أياً كان نوع الديمقراطية المُمَثلة في اختيار الشعب لحكامه وتشكيل حكومة منتخبة، مهما كان نوع الحكومة..
* لأسباب، ليس هنا مجال ذكرها، قد لا تعجب كثيرين ما تمخضت عنه الإنتخابات التي أتت يمحمد مرسي حاكماً لمصر، ولكن حدوث الإنتخابات في حد ذاته لم يكن لَيجد ترحاباً من محمد بن زايد ولا من دوائر حكومته بحكم أن في ذلك الحدث وجهاً من أوجه الديمقراطية بمعنىً من معانيها (المخيفة) لحاكم الإمارات الفرد.
* كان محمد بن زايد وجماعته يقفون بكل ما لديهم من نفوذ مالي وعلاقات قوية في العالم العربي، وفي أمريكا بالذات، لمنع سقوط حسني مبارك عام ٢٠١١.. وكان سفير الإمارات في واشنطن، يوسف العتيبة، والذي سبق وذكرنا عِظَم نفوذه في واشنطن وعمق علاقاته مع الكبار في دوائرها السياسية والإدارية، كان يضغط ضغطاً متواصلاّ على البيت الأبيض كي تعلن أمريكا دعمها القوي لحسني مبارك..
* فشل العتيبة في تحقيق مراده، وسقط الحاكم الفرد، حسني مبارك، وجاءت الديمقراطية على مَحْمَل الانتخابات، وفاز محمد مرسي على مَحْمَل الإخوان المسلمين.. وهذا يعني مجيئ الديمقراطية و الإخوان المسلمين في آنٍ معاً، ويا للهول!
* أُسقِط في يد العتيبة، فانهالت رسائله البريدية على مستشاري البيت الأبيض تندد بالانتخابات وتهاجم الإخوان المسلمين هجوماً ضارياً، متهمة إياهم بالإرهاب، وبكل ما من شأنه أن يقنع الأمريكان بوضع جماعة الإخوان المسلمين على قائمة المنظمات الإرهابية..
* وعن هذه الاتهامات المنهالة قال فيل غوردن، كبير مستشاري البيت الأبيض حول الشرق الأوسط، قال:- "كان (العتيبة) يمطر الناس بالإيميلات.. ويمكنك أن تضمن أنه إذا ما كان لدى يوسف شيء يريد قوله حول موضوع ما فإن كبار المسؤولين في كل أنحاء وزارة الخارجية والبيت الأبيض سوف يسمعون عنه من خلال رسائل إيميل متشابهة، وإن لم تكن متطابقة."..
* وقال العتيبة في إحدى رسائله المسربة: "بلاد مثل الأردن والإمارات العربية المتحدة هي "آخر الصامدين" ضمن معسكر الاعتدال. لقد صاعد الربيع العربي من التطرف على حساب الاعتدال والتسامح."
* وانتشى أيما انتشاء عقب إسقاط حكومة مرسي بواسطة الجيش، تحت ضغط شعبي مهول، وقال:- "الحالة اليوم في مصر تمثل ثورة ثانية. أعداد الناس في الشوارع اليوم تفوق أعدادهم في يناير 2011،( أي أيام المظاهرات ضد مبارك) هذا ليس انقلاباً، وإنما هذه الثورة رقم 2. إن الانقلاب لا يكون آلا إذا فرض العسكر إرادتهم على الجماهير القوة. أما اليوم، فالعسكر يستجيبون لرغبات الشعب."!!
* وعكف محمد بن زايد يدعم عبدالفتاح السيسي، قائد الانقلاب على مرسي، ويعمل على تلميعه في جميع الوسائط المتاحة، ويهيئ الجيش المصري لتولي زمام الحكم في مصر..
* ونجح! وما كان له أن ينجح لو سلك محمد مرسي طريق الديمقراطية الحقيقية، لكنه سلك طريق التكويش والتمكين، على نهج نظام الكيزان في السودان..
* هذا، وعقب قيام ثورة ديسمبر المجيدة، إنتوى محمد بن زايد أن يفعل في السودان ما فعله في مصر.. وسنحت له فرصة الحصول على أدوات الفعل، في شكل سياسيين ضعاف الهمة يتكالبون على كراسي السلطة لتنفيذ مخططاته ضد الثورة.. وكان أحد هؤلاء السياسيين قد أمضى أكثر من شهر في الإمارات، يجنِّد سياسيين آخرين وبعض قادة الحركات المسلحة للحضور إلى الإمارات و(التفاهم) مع مسئوليها..
* وسوف أتطرق لهؤلاء السياسيين ولقادة الحركات المسلحة في الحلقات القادمة، عند الحديث عن لقاء تم بين المسئول الإماراتي، أنور قرقاش وبين قياديَّن في الحركة الشعبية، في يوم ١٩ أبريل ٢٠١٩، بحضور محمد دحلان، مستشار محمد بن زايد للأمن وطه عثمان الحسين، مستشار العاهل السعودي للأمن، وهو سوداني تجنس بالجنسية السعودية..
* تم تسريب ذاك اللقاء إليَّ، وفيه ما فيه من خروج عن روح الإجماع الوطني السائدة في تلك الأيام بين الثوار.. فكتبتُ مقالاً نشرته بعض الصحف الإليكرونية المميزة..
* ولا يزال محمد بن زايد يتابع مخططه، تساعده (أدواته) من بعض السياسيين وبعض قادة الحركات المسلحة، لخلق ديمقراطية إماراتية الصُنع Made in UAE، يحكمها القحاطة ويرعاها حميدتي، قائد ميليشيا الجنجويد، كبير عملائه، إن كان لا يزال يتنفس، أو يرعاها عبدالرحيم دقلو، أو أي قائد من آل دقلو، إذا لم يكن حميدتي على قيد الحياة..
* والساقية لسه مدورة!
[email protected]
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الإخوان المسلمین محمد بن زاید
إقرأ أيضاً:
محمد خليفة المبارك: متحف زايد الوطني منارة ومرآة لسردية الإمارات
أكد معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، أن متحف زايد الوطني يعد منارة ومرآة لسردية دولة الإمارات؛ فهو ليس معنيا بالماضي وحده، بل هو أيضا رمز للاستمرارية والتواصل، وفضاء للتعلم والحوار وتبادل الأفكار، ونقطة التقاء للباحثين والأسر والطلاب والزوار من جميع أنحاء العالم.
وقال معاليه، في تصريحات صحفية، إن "المتحف يشكل محطة محورية في مسيرتنا، وسيستضيف معارض تربط دولة الإمارات بالإنسان أينما كان، مستكشفا موضوعات تمتد من علم الآثار إلى الاستدامة، ومن العلوم إلى الفنون، كل ذلك من خلال منظور يحمل قيم دولتنا ورؤيتها".
وأضاف أن المتحف، من قلب المنطقة الثقافية في السعديات في أبوظبي، يروي قصة الوطن وقيم الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، وهي قيم الوحدة والرؤية والحفاظ على التراث والإنسانية والطموح والاحترام والعطاء التي تعكس مكانة هذه الأرض وأصالة تاريخها العريق.
وأكد معاليه أن "رؤية أبوظبي الثقافية تستمد جوهرها من إيمان قيادتنا الرشيدة بأن الثقافة جسر حيوي يربط بين المجتمعات، وأن الأمم تزدهر عندما تصون وتحافظ على تراثها وتواكب المستقبل في آن واحد".
وأشار إلى أن متحف زايد الوطني، الذي يقع في المنطقة الثقافية إلى جانب متحف اللوفر أبوظبي، ومتحف التاريخ الطبيعي أبوظبي، وتيم لاب فينومينا أبوظبي، ومتحف جوجنهايم أبوظبي الذي سيفتتح لاحقا، وغيرها من المؤسسات العالمية العريقة في المنطقة الثقافية في السعديات، سيظل ذا دور متفرد، مستمدا خصوصيته من تاريخ دولة الإمارات وقيم شعبها الراسخة.
وأوضح أنه "داخل قاعات المتحف، سيجد الزوار سردا قصصيا يجمع بين قصص ذات طابع شخصي عميق وصدى عالمي واسع، تبدأ من الأرض وأهلها، متتبعة الجذور العميقة لتراثنا الثقافي، وتاريخ هذه الأرض الذي يعود إلى نحو 300 ألف عام، وصولا إلى الإنجازات الجريئة في عصرنا الحديث".
ولفت إلى أنه "من بين أبرز كنوز المتحف تبرز لؤلؤة أبوظبي، إحدى أقدم اللآلئ الطبيعية المكتشفة في العالم، إلى جانب قارب ماجان المعاد بناؤه، الرمز الخالد للتبادل التجاري والحوار الثقافي عبر العصور، حيث تعرض هذه الكنوز جميعا إلى جانب وسائط متعددة مبتكرة، ومقتنيات أرشيفية نادرة، وعروض تفاعلية غامرة تسهم في حفظ تاريخنا وصون موروثنا الثقافي، بما يضمن انتقاله حيا ونابضا إلى الأجيال القادمة".
وأضاف أنه في إطار هذه السردية الوطنية، يستعرض المتحف سيرة وقيم المغفور له الشيخ زايد، مجسدا إيمانه بالوحدة، وشغفه بالبيئة، والتزامه بالتعليم، وانفتاحه على العالم.
وأكد أن "الهندسة المعمارية للمتحف، التي صممتها شركة "فوستر أند بارتنرز ليمتيد" الحائزة على جائزة بريتزكر للهندسة المعمارية، تعكس هذه القيم بوضوح؛ فالأبراج الفولاذية الخمسة الشاهقة، المستوحاة من أجنحة الصقر لحظة التحليق، تجسد أصالة تراثنا، كما تمثل إنجازا لافتا في الهندسة المعاصرة، ويرسخ تصميم المتحف مفهوم الاستدامة في جوهره، مستفيدا من التبريد الطبيعي ومبادئ أبراج الرياح، أو كما نسميها في الإمارات "البراجيل"، ليكرم بذلك إبداع عمارتنا الإماراتية التقليدية، محتفيا بروح الابتكار، ومجسدا إرث المغفور له الشيخ زايد في الحفاظ على البيئة، وقد صممت مساحات المتحف للتشجيع على التأمل والحوار على حد سواء".
وأضاف معاليه "يحمل افتتاح المتحف، بالتزامن مع احتفالات عيد الاتحاد، دلالات رمزية عميقة؛ فعيد الاتحاد مناسبة مهمة نسترجع فيها الأسس والركائز التي قادت إلى قيام دولتنا، والإنجازات التي حققناها معا، والرؤية المشتركة التي تقود خطواتنا نحو المستقبل، وقد أضاف افتتاح متحف زايد الوطني فصلا جديدا إلى هذه الاحتفالية السنوية، بوصفه فضاء دائما تصان فيه تلك القيم على مدار العام".
وقال معاليه إن "المتحف يعد ركيزة أساسية في مهمتنا ومساعينا الأوسع نطاقا لترسيخ مكانة أبوظبي كمركز ثقافي رائد على الساحة العالمية؛ فالمنطقة الثقافية في السعديات باتت تستقطب بالفعل اهتمام الباحثين والفنانين والزوار من جميع أنحاء العالم. وبوجود متحف زايد الوطني في قلبها، ستتوافر وجهة ثقافية عالمية ترتكز على سرد وطني رؤيوي راسخ وأصيل في ترحيبه بالآخرين".
وأكد معاليه أن "المتحف يسهم في تعزيز روابطنا مع العالم أجمع، بما يشكله من مرجع يمكن الأجيال الشابة من رؤية أنفسهم متجسدين في إنجازات وحياة ومبادئ أسلافهم التي يستلهمون منها قيمهم. أما بالنسبة للزوار، فيعد المتحف بمثابة دعوة لاكتشاف وفهم جوهر دولة الإمارات من الداخل، وتجربة ثقافتنا".
وقال معاليه "استرشدنا بأعلى معايير البحث العلمي والتصميم في متحف زايد الوطني، وتمت الاستعانة بخبرات أمناء المتاحف والمؤرخين والمهندسين المعماريين والحرفيين من جميع أنحاء دولة الإمارات والعالم، وقد تم اختيار كل قطعة، وكل عرض، وكل تفسير بعناية دقيقة لضمان الدقة والأصالة".
ودعا معالي محمد خليفة المبارك جميع أفراد المجتمع المحلي والعالم أجمع لزيارة المتحف والتجول في قاعاته، والمساهمة في بناء مستقبل مشترك قائم على التقدم والتعاون والحفاظ على الهوية الإماراتية الأصيلة.
واختتم قائلاً "نلتزم بمواصلة جهودنا لسرد قصة دولة الإمارات بما يعكس مسيرة حافلة من التطور والإنجازات، وسيكون متحف زايد الوطني من أبرز المعالم التي تروى فيها هذه القصة الغنية، حيث سيعمل على حفظ التراث الوطني وتوثيق الهوية الثقافية، ليكون منارة تضيء الطريق للأجيال القادمة".