* إلى جانب الرعب المستدام الذي تشكله جمهورية إيران الإسلامية والإخوان المسلمين لمحمد بن زايد، هناك رعب يمثله نشوء أي ديمقراطية في البلدان العربية، أياً كان نوع الديمقراطية المُمَثلة في اختيار الشعب لحكامه وتشكيل حكومة منتخبة، مهما كان نوع الحكومة..
* لأسباب، ليس هنا مجال ذكرها، قد لا تعجب كثيرين ما تمخضت عنه الإنتخابات التي أتت يمحمد مرسي حاكماً لمصر، ولكن حدوث الإنتخابات في حد ذاته لم يكن لَيجد ترحاباً من محمد بن زايد ولا من دوائر حكومته بحكم أن في ذلك الحدث وجهاً من أوجه الديمقراطية بمعنىً من معانيها (المخيفة) لحاكم الإمارات الفرد.

.
* كان محمد بن زايد وجماعته يقفون بكل ما لديهم من نفوذ مالي وعلاقات قوية في العالم العربي، وفي أمريكا بالذات، لمنع سقوط حسني مبارك عام ٢٠١١.. وكان سفير الإمارات في واشنطن، يوسف العتيبة، والذي سبق وذكرنا عِظَم نفوذه في واشنطن وعمق علاقاته مع الكبار في دوائرها السياسية والإدارية، كان يضغط ضغطاً متواصلاّ على البيت الأبيض كي تعلن أمريكا دعمها القوي لحسني مبارك..
* فشل العتيبة في تحقيق مراده، وسقط الحاكم الفرد، حسني مبارك، وجاءت الديمقراطية على مَحْمَل الانتخابات، وفاز محمد مرسي على مَحْمَل الإخوان المسلمين.. وهذا يعني مجيئ الديمقراطية و الإخوان المسلمين في آنٍ معاً، ويا للهول!
* أُسقِط في يد العتيبة، فانهالت رسائله البريدية على مستشاري البيت الأبيض تندد بالانتخابات وتهاجم الإخوان المسلمين هجوماً ضارياً، متهمة إياهم بالإرهاب، وبكل ما من شأنه أن يقنع الأمريكان بوضع جماعة الإخوان المسلمين على قائمة المنظمات الإرهابية..
* وعن هذه الاتهامات المنهالة قال فيل غوردن، كبير مستشاري البيت الأبيض حول الشرق الأوسط، قال:- "كان (العتيبة) يمطر الناس بالإيميلات.. ويمكنك أن تضمن أنه إذا ما كان لدى يوسف شيء يريد قوله حول موضوع ما فإن كبار المسؤولين في كل أنحاء وزارة الخارجية والبيت الأبيض سوف يسمعون عنه من خلال رسائل إيميل متشابهة، وإن لم تكن متطابقة."..
* وقال العتيبة في إحدى رسائله المسربة: "بلاد مثل الأردن والإمارات العربية المتحدة هي "آخر الصامدين" ضمن معسكر الاعتدال. لقد صاعد الربيع العربي من التطرف على حساب الاعتدال والتسامح."
* وانتشى أيما انتشاء عقب إسقاط حكومة مرسي بواسطة الجيش، تحت ضغط شعبي مهول، وقال:- "الحالة اليوم في مصر تمثل ثورة ثانية. أعداد الناس في الشوارع اليوم تفوق أعدادهم في يناير 2011،( أي أيام المظاهرات ضد مبارك) هذا ليس انقلاباً، وإنما هذه الثورة رقم 2. إن الانقلاب لا يكون آلا إذا فرض العسكر إرادتهم على الجماهير القوة. أما اليوم، فالعسكر يستجيبون لرغبات الشعب."!!
* وعكف محمد بن زايد يدعم عبدالفتاح السيسي، قائد الانقلاب على مرسي، ويعمل على تلميعه في جميع الوسائط المتاحة، ويهيئ الجيش المصري لتولي زمام الحكم في مصر..
* ونجح! وما كان له أن ينجح لو سلك محمد مرسي طريق الديمقراطية الحقيقية، لكنه سلك طريق التكويش والتمكين، على نهج نظام الكيزان في السودان..
* هذا، وعقب قيام ثورة ديسمبر المجيدة، إنتوى محمد بن زايد أن يفعل في السودان ما فعله في مصر.. وسنحت له فرصة الحصول على أدوات الفعل، في شكل سياسيين ضعاف الهمة يتكالبون على كراسي السلطة لتنفيذ مخططاته ضد الثورة.. وكان أحد هؤلاء السياسيين قد أمضى أكثر من شهر في الإمارات، يجنِّد سياسيين آخرين وبعض قادة الحركات المسلحة للحضور إلى الإمارات و(التفاهم) مع مسئوليها..
* وسوف أتطرق لهؤلاء السياسيين ولقادة الحركات المسلحة في الحلقات القادمة، عند الحديث عن لقاء تم بين المسئول الإماراتي، أنور قرقاش وبين قياديَّن في الحركة الشعبية، في يوم ١٩ أبريل ٢٠١٩، بحضور محمد دحلان، مستشار محمد بن زايد للأمن وطه عثمان الحسين، مستشار العاهل السعودي للأمن، وهو سوداني تجنس بالجنسية السعودية..
* تم تسريب ذاك اللقاء إليَّ، وفيه ما فيه من خروج عن روح الإجماع الوطني السائدة في تلك الأيام بين الثوار.. فكتبتُ مقالاً نشرته بعض الصحف الإليكرونية المميزة..
* ولا يزال محمد بن زايد يتابع مخططه، تساعده (أدواته) من بعض السياسيين وبعض قادة الحركات المسلحة، لخلق ديمقراطية إماراتية الصُنع Made in UAE، يحكمها القحاطة ويرعاها حميدتي، قائد ميليشيا الجنجويد، كبير عملائه، إن كان لا يزال يتنفس، أو يرعاها عبدالرحيم دقلو، أو أي قائد من آل دقلو، إذا لم يكن حميدتي على قيد الحياة..
* والساقية لسه مدورة!
osmanabuasad@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الإخوان المسلمین محمد بن زاید

إقرأ أيضاً:

حمدان بن زايد: بقيادة محمد بن زايد.. الإمارات ترسخ مكانتها المتقدمة في كافة المجالات

زار سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثِّل الحاكم في منطقة الظفرة، منشآت «أدنوك» الرئيسية في جبل الظنة، ومنها موقع مشروع الشركة الجديد لتخزين المواد الهيدروكربونية في «القباب الملحية» تحت سطح الأرض.

وأكَّد سموّه أنَّ دولة الإمارات بقيادة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ماضية في ترسيخ مكانتها المتقدمة في كافة المجالات الحيوية، وخصوصاً قطاع الطاقة الذي يشكِّل ركيزة أساسية لمسيرة النمو والتقدم المستدام.

تعزيز أمن الطاقة

واطَّلع سموّه، خلال الزيارة، على المبادرات الاستراتيجية التي تنفِّذها «أدنوك» للإسهام في تعزيز أمن الطاقة، وقدرات تخزين مواردها في دولة الإمارات، ويشمل ذلك إعادة تأهيل البنية التحتية، ورفع مساهمة الكوادر النسائية الإماراتية في العمليات التشغيلية، وتمكين الكفاءات الوطنية في مختلف نشاطات ضخ النفط وتخزينه وتحميله.

وتابع سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان مستجدات تطوير «القباب الملحية»، وهو مشروع رائد في المنطقة سيوفِّر للشركة بنية تحتية متطوِّرة لتخزين المواد الهيدروكربونية، ما يسهم في دعم مرونة سلسلة إمدادات الطاقة في الدولة واستدامتها.

المساهمة في ازدهار الوطن

والتقى سموّه عدداً من كوادر «أدنوك»، وأشاد بالتزامهم وجهودهم في هذا القطاع الاستراتيجي المهم، مؤكِّداً سموّه أنَّ كلَّ فرد يقوم بدور مهم، ويُعَدُّ مسؤولاً عن المساهمة في تقدُّم وازدهار الوطن.

وأشاد سموّه بالدور المحوري ل«أدنوك» في دفع عجلة النمو المستدام والابتكار التكنولوجي، والتزامها الراسخ بالإسهام في تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي في الدولة، لا سيما في منطقة الظفرة. وأثنى سموّه على كفاءة وتفاني أبناء وبنات الوطن، ومساهمتهم الفعّالة في ترسيخ مكانة دولة الإمارات كمزوِّد عالميٍّ مسؤولٍ وموثوق للطاقة.

وقال سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثِّل الحاكم في منطقة الظفرة، عبر منصة «إكس»: «سعدت بزيارة منشآت «أدنوك» الاستراتيجية في جبل الظنة والتعرف على مشروعاتها ومبادراتها للمساهمة في تعزيز أمن الطاقة وتطوير مواردها وأعمالها وضمان إمداداتها بالاعتماد على كوادر وطنية كفؤة ومؤهلة».

وأضاف سموه: «بقيادة صاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله»، الإمارات ماضية في ترسيخ مكانتها المتقدمة في كافة المجالات الحيوية».

وكان في استقبال سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، لدى وصوله إلى منشآت «أدنوك» في جبل الظنة، الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، وفريق الإدارة التنفيذية للشركة.

تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي

وقال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر: «نثمِّن عالياً زيارة سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، إلى منشآت (أدنوك) في جبل الظنة، والتي تؤكِّد حِرص القيادة على متابعة مختلف المشاريع الاستراتيجية التي تُسهم في تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام. وتسلِّط هذه الزيارة الضوء على الأهمية الاستراتيجية لمشاريع (أدنوك) في منطقة الظفرة، ومنشآت الشركة في جبل الظنة، وجهودها في تطوير بنية تحتية متكاملة تواكب المستقبل وتُسهم في تحقيق أهداف دولة الإمارات طويلة الأمد لتنمية وتنويع الاقتصاد الوطني وتطوير قطاع الطاقة».

يُذكَر أنَّ المشاريع الرائدة التي تنفِّذها «أدنوك» في مجال الطاقة تُسهم في ترسيخ ريادة الدولة عالمياً في هذا القطاع الحيوي، وتعزِّز جهود بناء اقتصاد وطني متنوِّع ومستدام مدعوم بقدرات صناعية متطورة، وحلول مبتكَرة ومتكاملة عالمية المستوى.

ورافق سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، خلال الزيارة، ناصر محمد المنصوري، وكيل ديوان ممثِّل الحاكم في منطقة الظفرة، وعدد من كبار المسؤولين.

مقالات مشابهة

  • جواسيس في كل مكان.. ما هي دلالة اعتقال 10 إسرائيليين في عام 2025؟
  • حمدان بن زايد: بقيادة محمد بن زايد.. الإمارات ترسخ مكانتها المتقدمة في كافة المجالات
  • جائزة المقال الإماراتي تحتفي بفرسان الكلمة
  • علاء مبارك يكشف: هكذا حوّل ترامب البيت الأبيض إلى ساحة لاصطياد الرؤساء والزعماء
  • إسلام مبارك تنضم إلى فيلم بنات فاتن مع يسرا
  • بالفيديو: جواسيس.. ماذا كشفت اغتيالات الجنوب؟
  • نصب كمينا لإحراجه.. علاء مبارك يعلق على اجتماع ترامب مع رئيس جنوب إفريقيا في البيت الأبيض
  • برعاية منصور بن زايد.. العين تحتضن المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي 2025 يوم 28 مايو
  • طرد بروفيسور تركي من مجلة علمية أسسها بسبب دعمه فلسطين
  • نهيان بن زايد يكرّم العدّاء الإماراتي سالم الهاشمي