أحمد عمر هاشم .. موسوعة الحديث التي لم تسلم من الشائعات
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
تصدر الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء ورئيس الجامعة الأسبق بالأزهر الشريف، محركات التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، تزامناً مع إجرائه عملية جراحية صباح اليوم الاثنين، والتي كشف موقع صدى البلد منذ قليل تفاصيل نجاحها ومثوله للإفاقة.
من هو أحمد عمر هاشم ؟الدكتور أحمد عمر هاشم، من مواليد قرية بني عامر التابعة لمحافظة الشرقية، وهو أستاذ الحديث وعلومه في جامعة الأزهر، واشتهر بحب الخطابة، وكان أول صعوده على المنبر في سن 11 عاما، وبدأ رحلته في كلية أصول الدين جامعة الأزهر عام 1961 وبعدها بـ 6 سنوات حصل على الإجازة العالمية، صدر قرار تعيينه معيدًا بقسم الحديث في كلية أصول الدين.
واصل “هاشم” مسيرته العلمية بالحصول على الماجستير في الحديث وعلومه عام 1969، ثم حصل على الدكتوراه في نفس تخصصه، وأصبح أستاذ الحديث وعلومه عام 1983، ثم عُين عميدًا لكلية أصول الدين بالزقازيق عام 1987، حتى أصبح في 1995 رئيسا لجامعة الأزهر، ثم أصبح عوضا هيئة كبار علماء الأزهر الشريف.
حرص والده على تعليمه وتدينه خدمة لكتاب الله وسنة نبيه، يقول عن ذلك: "حرص أبي على تربيتنا وتعليمنا دينيًا، ونذرني، رحمه الله، لخدمة كتاب الله وسنة نبيه، وعند حصولي على الثانوية بمجموع كبير يمكنني من الالتحاق بأي كلية، أصر والدي على أن التحق بكلية أصول الدين".
شغل أحمد عمر هاشم عضوية مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ورئاسة لجنة البرامج الدينية بالتليفزيون المصري، وعضوية مجمع البحوث الإسلامية، والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والمجلس الأعلى للطرق الصوفية، واتحاد الكتاب، والمجلس الأعلى للصحافة، والمجلس الأعلى للثقافة، والمجلس الأعلى للجامعات، ورئاسة المركز العام لجمعيات الشبان المسلمين العالمية.
وله مشاركات نيابية رصينة وموفقة في البرلمان المصري بغرفتيه، ومشاركات في العديد من المؤتمرات والندوات المحلية والعالمية في دول كثيرة منها: (السودان - المملكة العربية السعودية - الجزائر - المغرب - ماليزيا - باكستان - الإمارات العربية المتحدة - الكويت - الأردن - العراق - المانيا - الولايات المتحدة الأمريكية - بلجيكا - إيطاليا - فرنسا .. وغيرها).
وللعلامة الجليل مكانة حديثية مرموقة في أنحاء العالم كافة، ومؤلفات متميزة في علم الحديث وغيره من فروع العلوم الإسلامية، منها: (الإسلام وبناء الشخصية - من هدي السنة النبوية - الشفاعة في ضوء الكتاب والسنة والرد على منكريها - الإسلام والشباب - قصص السنة - القرآن وليلة القدر - التضامن في مواجهة التحديات).
كما أنه له موسوعة معاصرة فى علم الحديث، تعد أول موسوعة لشرح الأحاديث الصحيحة، وترتيبها ترتيبًا موضوعيًّا، وتبويبها تبويبًا فقهيًّا.
عُرف الدكتور أحمد عمر هاشم بالخطب المنبرية الرنانة وقصائده الكثيرة في مدح النبي عليه الصلاة والسلام، فعادة ما يبكي على المنبر وهو يتحدث ويروي قصص الهجرة والغزوات، واشتهر برؤيته المنامية لسيد الخلق النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يقول في ذلك إنه رأى النبي في المنام أكثر من مرة منها "بشارة عجيبة". كما عرفه بدفاعه عن النبي ضد حملات الإساءة التي طالته.
وقد حصل العلامة المحدث د. أحمد عمر هاشم على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1992م، وتقلد وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى؛ تقديرًا لدوره الدعوي الرائد، ومكانته العلمية والثقافية العظيمة في مصر والعالم كله.
الحالة الصحية مستقرةعبدالغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وأحد المقربين من الدكتور أحمد عمر هاشم أكد أن الدكتور أحمد عمر هاشم بخير وبصحة جيدة، ومثله مثله العديد من العلماء دائم في عباداته وورده وقراءته.
وأشار هندي في تصريحات لـ صدى البلد، إلى أن الدكتور أحمد عمر هاشم أجرى عملية جراحية ناجحة صباح اليوم الإثنين، موضحاً أنه خرج من العمليات بسلام ودخل مرحلة الإفاقة التي تلت العمليات الجراحية.
وشدد على أن الدكتور أحمد عمر هاشم من المقرر أن يخرج من المستشفى في وقت قريب وذلك بعد استشارة الفريق الطبي المعالج له وفق حالته الصحية التي تسمح بذلك.
وخلال تصريحات تلفزيونية استنكر هندي الشائعات المشبوهة عن الدكتور أحمد عمر هاشم والتي تثير البلبلة حول وفاته: "هذه الشائعة تكررت أكثر من 10 مرات"، لافتا إلى أن الدكتور أحمد عمر في صحة جيدة ويجري بعض الفحوصات الطبيعية نظرا لسنه ووضعه الصحي.
وأضاف: "الدكتور أحمد عمر هاشم حالته الصحية بالنسبة لوضعه الصحي طبيعية جدا"، متابعاً: "فوجئنا بسيل من نشر الأخبار الكاذبة، وأقول للناس أنه لابد أن تتقي الله فيما تنشر وأن تتحري الصدق".
فيما كشف وليد الديب، مدير مكتب الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، حقيقة ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن وفاة الدكتور أحمد عمر هاشم.
وقال وليد الديب في تصريحات له، إن الدكتور أحمد عمر هاشم بصحة جيدة، وكان يجري بعض الفحوصات الطبية فقط، مؤكداً أن ما تم تداوله عبر السوشيال ميديا غير صحيح.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: احمد عمر هاشم الدكتور أحمد عمر هاشم هيئة كبار العلماء جامعة الأزهر الدکتور أحمد عمر هاشم
إقرأ أيضاً:
عبد الله الثقافي يكتب: الدكتور أحمد عمر هاشم تاج العلماء وصوت أهل السنة
فقدت الأمة الإسلامية اليوم واحدًا من أعلامها الكبار، ورمزًا من رموز العلم والدعوة، هو فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم، الذي كان بحق شخصية عظيمة جمعت بين العلم والخلق، وبين البيان والإيمان، وبين حب النبي ﷺ وخدمة سنته المطهّرة.
لقد كان الدكتور أحمد عمر هاشم عاشقًا صادقًا للرسول ﷺ، ملأ حبه قلبه ولسانه وشعره، فكان لا يملّ من ذكره والصلاة عليه، ولا يضيع مناسبة إلا جعلها منبرًا للحديث عن سيرته العطرة وشمائله الزكية. وفي كل ندوة أو مؤتمر، كان إذا تحدّث عن النبي ﷺ رأيت الدموع تسبق كلماته، والقلوب تذوب مع عباراته، وكأن لسانه يجري بصدق المحبة لا بتكلّف اللفظ.
وكان رحمه الله شاعرًا ارتجاليًّا فريدًا، يجيد نظم الشعر في لحظاته دون إعداد، فتجري الأبيات على لسانه كأنها وحي بيان، تحمل من المعاني والعاطفة ما لا تجده في قصائد مكتوبة. وكما كان شاعرًا بالفطرة، كان خطيبًا مصقعًا يأسر العقول ببلاغته، والقلوب بحرارته، يقف على المنابر في الجامعات والمساجد والمحافل الدولية، فيملأ المكان نورًا، ويُحدث في النفوس يقظة وغيرة على الدين.
ولم يكن البيان وحده سرّ عظمته، بل جمع إليه علمًا واسعًا راسخًا، فهو محدث كبير من كبار علماء الحديث الشريف، حفظًا وفهمًا وإسنادًا، وله جهود عظيمة في تدريس السنة وتبسيطها للأمة. وكان يرى أن خدمة الحديث واجب العمر، فدرّسه في الأزهر الشريف عقودًا طويلة، وربّى عليه أجيالًا من العلماء والباحثين.
وكان الدكتور أحمد عمر هاشم عالمًا عاملًا، لا يكتفي بالكلمة بل يسعى للتطبيق، يجمع بين التدريس والميدان، بين القلم والمنبر، وبين العلم والعمل. كان معلمًا مثاليًّا، يربي طلابه على الأدب قبل العلم، وعلى الإخلاص قبل الشهادة. وقد شهد له الجميع بتواضعه الجمّ، وصبره على الطلبة، وحرصه على نفع الناس دون تفرقة.
أما في مواقفه من الحكام وقضايا الأمة، فكان مثالًا في الحكمة والصدق؛ يوجّه ولا يهاجم، وينصح ولا يتملّق. كان يرى أن كلمة الحق تُقال بميزان العلم والرحمة، لا بالغضب والتهور، ولذلك احتفظ بمكانته وهيبته عند الجميع، فكان موضع احترام الملوك والرؤساء، وموئلًا للعلماء والدعاة.
وكان رحمه الله صوتًا قويًّا لأهل السنة في مصر، ينافح عن معتقدهم، ويدافع عن منهجهم الأصيل، ويردّ الشبهات بالحجة والدليل. وفي زمن كثرت فيه الأصوات المتطرفة والمنحرفة، كان هو الميزان المعتدل، يجمع ولا يفرّق، ويهدي ولا يضل.
وبرغم تقدّمه في السن، ظلّ نشِطًا في مدح الرسول ﷺ وخدمة الدعوة حتى آخر أيامه، لا يملّ من المحاضرات والندوات، ولا يعتذر عن لقاء علمي أو دعوي، كأن روحه لا ترتاح إلا في ذكر الله ورسوله.
لقد كان الدكتور أحمد عمر هاشم تاجًا على رؤوس العلماء، ووجهًا مضيئًا في سماء الأزهر والعالم الإسلامي. جمع بين الأصالة والتجديد، وبين العلم والزهد، وبين الورع والعمل. لم يطلب شهرة ولا جاهًا، بل عاش لله، ومات على حب الله ورسوله ﷺ.
رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وجعل علمه وسيرته نبراسًا للأجيال القادمة، وسقى قبره من أنهار الجنة كما سقى القلوب من علمه وبيانه.