غزة.. الحجّـة القائمة على الشعوب
تاريخ النشر: 20th, November 2025 GMT
يمانيون| بقلم: إيراهيم الهمداني
أصبحت الكتابة عن غزة عبئًا ثقيلًا، استنزف كُـلّ ممكنات القول، وأرهق جميع بلاغات التعبير، وأفلست في الطريق إليها كُـلّ اللغات، وأمام رعب الصورة وهول المشهد، جفت محيطات العبارة، وثكلت الكلمات معانيها، وتساقطت أجنة الحروف شيخوخة موحشة.
فلم يعد في غزة شيء يشبه ما يقال عنها، ولا في مدلولات النكبة والمأساة، ما يمكن أن يشير إلى حقيقة مأساتها، البالغة من العمر أكثر من 700 يوم، وإن يومًا غزاويًّا، كألف قرن من تجرع مرارة الخذلان والخيانة والتآمر، من قبل الأنظمة الحاكمة، التي طالما تغنت بعروبة فارغة، وتشدقت بإسلام زائف، وزعمت حماية الدين والمقدسات، وجعلت قَسَمَ الأُخوَّة والدين والوطن شعارها الرسمي، وأيقونة خطابها السياسي والديني، وما بين ليلة طوفان الأقصى وضحى الحرب على غزة، تحولت المواقف وسقطت الأقنعة، ومن كانت تدعى بالأمس منظمة التعاون الإسلامي، أصبحت اليوم منظمة التحالف الإجرامي، وأصبحت جامعة الدول العربية، عبرية الهوى والهوية، وفقد الأزهر شرفه، حين خضع لإملاءات الصهيونية، حين سارع إلى سحب بيان، أدان فيه العدوّ الإسرائيلي على استحياء.
إن سقوط الأنظمة والأحزاب والكيانات السياسية، والمؤسّسات الدينية، والنخب الثقافية والاجتماعية، ضمن دائرة التواطؤ والصمت والخِذلان، ثم التطبيع والتآمر على غزة والقدس والمقدسات، والتخندق في الصفوف الأمامية؛ دفاعًا عن عدو الله وعدو الأُمَّــة، بذلك الشكل الفاضح المهين، الذي يكشف حقيقة عمق التغلغل الصهيوني، في عمق تكوين المؤسّسات الدينية والسياسية، وحجم الاختراق الكبير، الذي أفرز هذا الكم الهائل، من العملاء والخونة والمنافقين، على مستوى الأشخاص ثم الكيانات ثم الأنظمة، وكأن ذلك التوجّـه الجمعي، نحو الخيانة والتطبيع، هو الحالة الطبيعية والحل الأمثل، بينما مواجهة العدوّ “الإسرائيلي”/الغربي الإجرامي، عمل مدان وغير مبرّر، وإسناد غزة وأهلها ومجاهديها، لا يعدو كونه عملًا عبثيًّا طائشًا.
إن هذا الانحراف الرهيب، الذي جعل الطهارة والشرف والحرية جرمًا عظيمًا، وأنكر على أهل غزة، تمردهم على نسق الرذيلة السائدة، ورفضهم لقبح العبودية والارتهان للعدو، هو ما يجب أن ترفضه وتحاربه وتنكره الشعوب، التي ما زالت تحمل الفطرة السليمة، وتسير على النهج القويم، لأن تخاذل وخيانة الأنظمة والمؤسّسات الدينية، لا يعفي الشعوب العربية في المقام الأول، والإسلامية في المقام الثاني، وشعوب العالم الحر جميعها؛ ذلك لأن الحرب على غزة، لم تعد صراعًا عربيًّا أَو إسلاميًّا مُجَـرّدًا، قائمًا على الانحياز العنصري والانتماء الديني، بل هي حرب منظومة الإجرام الشيطانية، ضد منظومة القيم الإنسانية والبشرية جمعاء، وليست غزة سوى نقطة البداية، وما يجري فيها، هو نموذج لما أعده الإجرام “الإسرائيلي” الصهيوني الاستعماري، لكافة البلدان والشعوب، من الأغيار دون استثناء.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
ليفاندوفسكي: كل دقيقة في الملعب أصبحت لها قيمة كبيرة بالنسبة لي
يواصل النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي ، كتابة فصل جديد في مسيرته الكروية مع برشلونة، بعدما قدّم خلال الأسابيع الأخيرة عروضًا قوية أعادت إليه وهجه التهديفي، وأكدت أنه لا يزال قادرًا على المنافسة في أعلى مستويات كرة القدم رغم تقدمه في العمر والتوقفات التي فرضتها عليه الإصابة في بداية الموسم.
أعرب ليفاندوفسكي عن شعوره بالرضا التام عن مستواه الحالي، مؤكدًا أنه يعيش واحدة من أفضل فتراته خلال السنوات الأخيرة، وذلك بعد ظهوره اللافت في مباراة منتخب بولندا أمام مالطا.
وقال في تصريحات لقناة "TVP Sport" إن عودته للتألق جعلته يستمتع بكل لحظة داخل الملعب، مضيفًا: "لقد مر وقت طويل منذ أن لعبت بهذا المستوى.. أشعر الآن بأنني أقل توترًا، وهذا شيء يأتي مع الخبرة والعمر. كل دقيقة في الملعب أصبحت لها قيمة كبيرة بالنسبة لي".
ويأمل المهاجم المخضرم أن يواصل المنتخب البولندي طريقه نحو التأهل إلى كأس العالم، مؤكدًا ثقته في قدرة الفريق على اجتياز ملحق التصفيات، رغم الظروف الصعبة التي مر بها خلال العام الجاري سواء داخل الملعب أو خارجه.
جاهزية بدنية وفترات توقف محسوبةرغم تعرّضه لمشكلتين عضليتين منذ انطلاق الموسم، إلا أن الجهاز الطبي لبرشلونة يشير إلى أن ليفاندوفسكي يدير مجهوده البدني بحكمة كبيرة، ويعرف بدقة ما يتحمله جسده.
ورغم الانطلاقة البطيئة، إلا أن أرقامه الهجومية بدأت تعود لمعدلاتها المعهودة، ليظهر كمهاجم مرعب أمام المرمى، وأكثر استعدادًا للوصول إلى ذروة أدائه في المرحلة الحاسمة من الموسم.
ويرى داخل برشلونة أن هذه التوقفات المحدودة قد تكون عاملاً إيجابيًا في الحفاظ على نشاطه حتى نهاية الموسم، خاصة في ظل الحاجة الملحة إلى خبرته وفعاليته داخل منطقة الجزاء.
مستقبل مفتوح واستعداد للتضحية من أجل برشلونةعلى صعيد مستقبله، أكد ليفاندوفسكي أنه مستعد تمامًا لتجديد عقده لعام إضافي، وقد أبلغ إدارة النادي برغبته دون أي ضغوط، موضحًا أنه ينتظر القرار النهائي بنهاية الموسم.
كما أشار إلى استعداده لتخفيض راتبه أو قبول دور المهاجم البديل إذا تطلب الأمر ذلك، في رسالة واضحة تؤكد مدى ارتباطه بالنادي وبمدينة برشلونة.
وأكد المهاجم البولندي أن سعادته الكبيرة داخل النادي هي الدافع الأكبر وراء رغبته في الاستمرار، مشيرًا إلى أنه يشعر بالراحة داخل الفريق ويؤمن بقدرته على تقديم المزيد.
عودة الهدافتؤكد الأرقام الحالية لليفاندوفسكي أنه لا يزال أحد أبرز مهاجمي أوروبا، وأن تأثيره يتجاوز التسجيل إلى صناعة الفارق بذكائه وتمركزه وخبرته التي تمنح برشلونة حلولًا هجومية لا غنى عنها. ومع هذا المستوى المتجدد، يجد منافسو برشلونة صعوبة كبيرة في الحد من خطورته، سواء في الليجا أو دوري الأبطال.