إبداع الشباب يتألق في ختام برنامج استخدام السوشيال ميديا في ريادة الأعمال
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
في مشهد يعكس روح الابتكار والإبداع الشبابي، اختتم معهد إعداد القادة بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي فعاليات البرنامج التدريبي "استراتيجية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في ريادة الأعمال" تحت شعار "Entrepreneurship Leaders".
وشهد اليوم الأخير من برنامج استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في ريادة الأعمال إبداعات متميزة لطلاب الجامعات والمعاهد المصرية، حيث قدموا مقاطع فيديو قصيرة تجسد أفكارهم الريادية، مطبقين ما اكتسبوه من مهارات خلال ورش العمل.
أشاد المخرج السينمائي فيصل الشناوي، عضو نقابة المهن السينمائية والمشرف الإقليمي على منصة المناجاة الرقمية، بالمستوى الراقي لإنتاجات الطلاب، مؤكداً على قدرتهم الإبداعية في تحويل الأفكار إلى محتوى بصري مؤثر.
هدف برنامج استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في ريادة الأعماليأتي برنامج استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في ريادة الأعمال تماشياً مع توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتنفيذاً لتعليمات الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بهدف تعزيز مهارات الطلاب وتأهيلهم لسوق العمل المعاصر.
وقد أقيم برنامج استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في ريادة الأعمال تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور، الدكتور كريم همام، مستشار الوزير للأنشطة الطلابية ومدير معهد إعداد القادة، وإشراف الدكتور حسام الشريف، وكيل المعهد.
وأشاد الدكتور كريم همام بالتزام الطلاب المشاركين وإبداعاتهم قائلاً: "إن ما شاهدناه اليوم من إبداعات طلابية يؤكد أن شبابنا قادر على قيادة مستقبل الابتكار في مصر، وحث الطلاب على مواصلة هذا التميز والإبداع، وتحويل أفكارهم إلى مشاريع ريادية تسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في بلادنا.
وأوضح مستشار الوزير للأنشطة الطلابية ومدير معهد إعداد القادة، أن هذا البرنامج يعد خطوة هامة نحو تمكين الشباب المصري في مجال ريادة الأعمال الرقمية، ويفتح آفاقاً جديدة للإبداع والابتكار في عصر التحول الرقمي.
وفي ختام الفعاليات، تم توزيع شهادات التكريم على المشاركين، حيث وجه الدكتور همام الشكر للطالب عبد الملك السيد عبد الحليم من الفرقة الأولى بكلية التربية الرياضية جامعة سوهاج على إبداعه في إنتاج برومو متميز للبرنامج التدريبي.
كما أثنى على الجهود الاستثنائية لفريق التنظيم من طلاب معهد إعداد القادة، مشيداً بدورهم الفعال في إنجاح فعاليات البرنامج وهم "عمار ياسر احمد، ايهاب سعيد ابو حجازي، علي محمد علي، حبيبة غريب رمضان، مرام محمد خضر، محمد احمد عباس، محمود علي محمد، أدهم سعيد ابو حجازي، منه محمد غنيم، تقي احمد طه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ريادة الأعمال وسائل التواصل الاجتماعي معهد إعداد القادة التعليم العالى التعليم معهد إعداد القادة
إقرأ أيضاً:
مشاهير التواصل الاجتماعي
د. هلال الحارثي
لم تعد وسائل التواصل الاجتماعي مجرد أدوات للتواصل، بل أصبحت عالماً موازيًا، وربما بديلاً يغري الإنسان بالهروب إليه من واقعه، ففي هذا الفضاء الرقمي، تتداخل الحقائق بالأوهام، ويصبح التفاعل الافتراضي معيارًا لقياس القيمة الذاتية، حتى أصبح عدد الإعجابات، وعدد المشاهدات وحدهما، مؤشرين على النجاح والقبول الاجتماعي. وهذا التحول لم يكن بلا ثمن نفسي، بل جاء محمّلاً بتأثيرات عميقة تمسّ الفرد في ذاته، وتعيد تشكيل علاقاته الاجتماعية، بدءًا من تصوراته عن ذاته، وصولًا إلى ممارساته داخل أسرته.
إنّ المتلقي العادي، حين يتصفح يوميًا عشرات الصور، ومقاطع الفيديو التي تُظهر حياة الآخرين بكامل أناقتها وبهائها المصطنع، يبدأ لا شعوريًا في المقارنة، فتتسرب إلى عقله اللاوعي، صور لحياة يبدو فيها الجميع ناجحين وسعداء ومحبوبين، بينما يواجه هو واقعه المليء بالتحديات والمشاعر الرمادية، وهذه المقارنات المستمرة، تُضعف التقدير الذاتي، وتغذي شعورًا بالنقص، خاصة عند المراهقين والشباب الذين ما تزال هويتهم في طور التشكُّل. ومع الوقت، قد تظهر أعراض القلق الاجتماعي والاكتئاب، ويصبح التفاعل الرقمي بديلاً للعلاقات الواقعية التي تتطلب جهدًا وصبرًا.
أما أولئك الذين أصبحوا نجوماً في هذا العالم الرقمي، والذين يُطلق عليهم اصطلاحًا “المشاهير” أو “المؤثرين”، فهم ليسوا بأحسن حالًا، فهؤلاء وإن ظهروا في قمة التألق، إلا أن الكثير منهم يقعون تحت وطأة التقدير الذاتي المشروط، حيث ترتبط قيمتهم الذاتية، بردود فعل المتابعين، ويُصبح المزاج اليومي مرهونًا بإحصائيات التفاعل، وتتحوّل هوية الإنسان شيئًا فشيئًا إلى ما يتوقعه الجمهور منه، ثم مع مرور الوقت، يصبح الحفاظ على الصورة التي يحبها الناس، عبئًا نفسيًا، فيعيش المشهور صراعًا بين ما هو عليه فعلاً، وما يتعيّن عليه أن يبدو عليه أمام الناس.
وفي قلب هذا المشهد، تتأثر الأسرة دون أن تشعر، فتتغيّر طبيعة التواصل بين الزوجين، وتتبدّل مفاهيم الخصوصية والاحترام الأسري، وذلك عندما يقضي بعض الأزواج أو الزوجات، ساعات طويلة أمام شاشات الهواتف، بينما تتباعد المسافة العاطفية بينهم في صمت؛ مما يغذي بعض الخلافات الزوجية داخل المنزل، ثم يزداد الأمر سوءًا عندما يُقارن أحد الزوجين حياته بما يراه من مظاهر “الزواج المثالي” في مقاطع الآخرين، دون إدراك أن تلك اللحظات المعروضة هي انتقائية ومصمّمة بعناية. وشيئًا فشيئًا، تضعف مهارات الحوار الحقيقي داخل البيت، ويصبح عالم الهاتف أكثر حضورًا من العالم المشترك بين الزوجين.
أما الأبناء، فهم ضحايا صامتون لهذا التحول الرقميّ. فمن جهة، يُعرض بعضهم باستمرار في المحتوى اليومي، فيكبر الطفل وهو لا يفرّق بين العالم الخاص والعام. ومن جهة أخرى، يعيش في بيئة يسودها الانشغال الرقمي، فيفقد الكثير من فرص التعلُّم الاجتماعي، والتواصل الإنساني الطبيعي، ثم مع تراجع جودة التفاعل الأسري، تظهر مشكلات في الانتباه واللغة والانضباط، ويضعف بناء الانتماء العاطفي للأسرة، وهو أحد أهم مقومات التربية السليمة.
إن وسائل التواصل الاجتماعي، رغم ما تحمله من فرص كبيرة في التعلم والتواصل والانفتاح، أصبحت اليوم قوة سيكولوجية مؤثرة، تعيد تشكيل الإنسان من الداخل، وتغيّر أنماط حياته، ويبقى الوعي بهذه التأثيرات، هو الخطوة الأولى نحو استعادة التوازن، حيث إننا لا نحتاج إلى إلغاء هذه الوسائل، بل إلى أن نتعامل معها بوعيٍ ومسؤولية، فنستخدمها دون أن تسمح لها أن تُعيد تشكيلنا، أو تصوغ مشاعرنا وفق مقاييسها، وأن ندرك أن القيمة الحقيقية للإنسان، لا تُقاس بعدد المتابعين، بل بقدرته على أن يحيا حياةً أصيلة، متوازنة، وعميقة الجذور في ذاته وعلاقاته.
*أستاذ علم النفس بالجامعة الإسلامية.