عربي21:
2025-06-28@05:34:11 GMT

العودة إلى حرب لم تتوقف

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

علق البعض، وبحق، على وجود أمل ضعيف للتوصل إلى "اتفاق هدنة". وذلك بعد أن قلبت قيادة المقاومة الطاولة على رأس كل من نتنياهو وبايدن، باقتراحاتها الجديدة للتوصل إلى هدنة، تقود إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، والانسحاب الكامل لجيش العدوان. وذلك على مراحل خلال اتفاق الهدنة.

جاءت هذه الاقتراحات بعد مناورة أمريكية، استهدفت إطلاق يد نتنياهو للاستمرار في حرب الإبادة، وحرب العدوان.

وذلك بعد أن تلاعب بايدن باتفاق الهدنة، وعزز ذلك التلاعب بقرار من مجلس الأمن، وتجميع توقيعات عدة دول عليه. ثم الإعلان المزوّر بأن "إسرائيل" وافقت عليه. ومن دون أن يصدر عنها ما يؤكد ذلك.

أثبتت قيادة المقاومة، بما تستند عليه من عدالة القضية، ومن إدانة دولية للمجزرة والعدوان، وما تستند عليه من تفوّق عسكري ميداني أثبتته، التسعة أشهر الماضية، بأنها قادرة على خوض المعركة السياسية والإعلامية، ببراعة تعزّز البراعة في القتال، والأسطورية في الصمود الشعبي. والأهم، إعلان بايدن بأن حماس وحدها مسؤولة عن عدم توقف إطلاق النار، أو عدم الموافقة على اتفاق الهدنة، الصادر عن مجلس الأمن. وذلك بالرغم من ترحيب حماس وحركة الجهاد، وبقية فصائل المقاومة، المقاتلة، بما تضمنه من إيجابية، ولكن مع مطالبة، بتصحيح ما زوّرته أمريكا في بعض بنود الاتفاق.

اعتبرت أمريكا أن ذلك الاتفاق نهائيا، ورفضت أن تراجعه على ضوء ما قدّم من مطالب لتصحيحه. وبهذا تكون إدارة بايدن، قد أدخلت الوضع السياسي في مرحلة جديدة، أرادتها أن تكون في مصلحة استمرار الحرب، التي يريدها نتنياهو. ولا سيما من زاوية تحميل حماس وحدها المسؤولية الكاملة عن استمرار مجزرة الإبادة والحرب البريّة.

وأوقفت التفاوض حول اتفاق هدنة، لم تحظ على موافقة "الطرفين" الأساسيين أصلا. وانسحبت أمريكا عمليا لمعالجة مشاكلها وأزماتها، لا سيما لأن الانتخابات الرئاسية التي أصيب جو بايدن فيها بكارثة، تشير إلى خسارته. وذلك بعد مناظرته مع ترامب. وقد فشل فيها فشلا ذريعا، لا يمكن "جبره" أو تعويضه.

على أنه خلال الأيام التي تلت هذه المعادلة السياسية التي حاكتها أمريكا، راحت المقاومة تسطر معارك تكتيكية قتالية، أذهلت المراقبين العسكريين، بما أبدته فيها من براعة وشجاعة، ونتائج عسكرية ميدانية. وقد ذهب البعض إلى القول بأن المقاومة في مواجهاتها الصفرية، أو ما طوّرته من نصب أفخاخ، وقع فيها العشرات من ضباط وجنود الجيش الصهيوني، عادت إلى سيرتها الأولى التي بدأت فيها الحرب البريّة، وبأقوى من تلك المرحلة.

 وقد عكس خطاب أبو عبيدة الأخير في 8/7/2024، حول ما وصلت إليه المقاومة وأحلافها المساندين لها عسكريا، من وحدة وإنجازات، لمواجهة الحرب لأشهر قادمة، حتى تحقيق نصر المقاومة، بإذن الله.

ولكن، على الرغم من هذا التفوّق الميداني، إلا أن قيادة حماس فاجأت المعادلة السياسية، آنفة الذكر، بتقديم اقتراحات جديدة لتحقيق هدنة جديدة، توقف، على الأقل، المجزرة المستمرة في القتل الجماعي الإبادي للأطفال والنساء، والمدنيين بالعموم. 

تنياهو في موقف خانق، وهو مستمر في الحرب التي لم تتوقف طوال تسعة أشهر، ضمن معادلة سياسية وعسكرية، في غير مصلحته، مما يؤشر إلى أنه ومن معه، يخربون بيوتهم بظلمهم وجرائمهم، وسوء تقديرهم لموازين القوى. هذه المقترحات قلبت الطاولة في وجه بايدن، وأعادت نتنياهو إلى وضع المسؤول الأول، هو وبايدن، عن حرب الإبادة واستمرار العدوان، ولو بنتائج خاسرة، اعتبرت أهون من الاعتراف بالهزيمة أمام المقاومة، والصمود الشعبي، وما تشكل من مساندة عسكرية، وتأييد رأي عام عالمي. ولكن كانت الحماقة غلابة على نتنياهو، ليستمر بمحاولة الاستمرار في الحرب.

وبهذا، أثبتت قيادة المقاومة، بما تستند عليه من عدالة القضية، ومن إدانة دولية للمجزرة والعدوان، وما تستند عليه من تفوّق عسكري ميداني أثبتته، التسعة أشهر الماضية، بأنها قادرة على خوض المعركة السياسية والإعلامية، ببراعة تعزّز البراعة في القتال، والأسطورية في الصمود الشعبي.

والدليل إعادة التفاوض في قطر ومصر، لبحث اتفاق هدنة. وقد استغرق ذلك حتى الآن أكثر من أربع أيام. وقد ظهرت جديّة أكثر من أيّ مرحلة سابقة. ومع ذلك، ما زال نتنياهو غارقا في التصعيد.

وبهذا، يكون نتنياهو في موقف خانق، وهو مستمر في الحرب التي لم تتوقف طوال تسعة أشهر، ضمن معادلة سياسية وعسكرية، في غير مصلحته، مما يؤشر إلى أنه ومن معه، يخربون بيوتهم بظلمهم وجرائمهم، وسوء تقديرهم لموازين القوى.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حرب احتلال فلسطين غزة حرب مآلات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

د. علي عبدالحكيم الطحاوي يكتب: لماذا توقفت الحرب مع إيران واستمرت على غزة؟

المشهد الإقليمي الراهن، يبدو واضحًا أن إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي يدركان أن الذهاب نحو حرب شاملة يعني كارثة كبرى قد تجر المنطقة كلها إلى الانفجار ولهذا شهدنا توازنًا في الردع وحدودًا محسوبة في التصعيد بين الطرفين .

فحين ردت إيران على استهداف قنصليتها في دمشق بهجوم أبريل 2024، كان الرد محسوبًا ومدروسًا، كما أن رد دولة الاحتلال جاء دون الذهاب نحو مواجهة مفتوحة. كلا الطرفين حرص على إبقاء قواعد الاشتباك دون كسر الخطوط الحمراء، في رسالة متبادلة بأن كل منهما مستعد ومتمكن عسكريًا ، وهكذا تحقق نوع من "توازن الهيبة" أدى إلى احتواء التصعيد خلال أيام معدودة.

الاحتلال لا يسعى لفتح جبهة مباشرة مع إيران، إدراكًا منه لتكلفتها اللوجستية والجيوسياسية العالية، بينما طهران تدرك أن الصدام المباشر قد يفتح الباب أمام ضربات استراتيجية قد تنهي منشآتها الحيوية أو برنامجها النووي.

أما الصورة في غزة تختلف تمامًا فالمواجهة هناك ليست محكومة بتوازن ردع بل بصراع وجود ترى فيه دولة الاحتلال فرصة لتصفية فصيل مقاوم هو حركة حماس التي تمثل عقبة دائمة أمام مشروعها الاستيطاني والسيطرة على الجغرافيا الفلسطينية.

وأرى الحرب على غزة مستمرة لأن أهداف الاحتلال لم تتحقق بعد من وجهة نظر الاحتلال لأن الهدف المعلن هو تحجيم حماس وتدمير بنية المقاومة الفلسطينية كليًا، تحت غطاءً سياسيًا وعسكريًا من الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية.
وترى دولة الاحتلال أن أي تهدئة دون هذه الأهداف تمثل فشلًا استراتيجيًا .

كما أن المقاومة في غزة رغم صلابتها لا تملك ما تملكه إيران من أدوات الردع الاستراتيجي أو النفوذ الإقليمي وهو ما يجعل حصيلة العدوان منخفضة من منظور الاحتلال .

ومع ذلك، فإن المقاومة الفلسطينية تقاتل في معركة وجودية للدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في الحياة والكرامة وسط حصار مطبق وصمت دولي يكتفي بالتنديد ، إلا الموقف المصري الذي يسعى إلى وقف الحرب والي سلام عادل واستقرار دائم للشعب الفلسطيني .

ومن أسباب استمرار الحرب الانقسام الفلسطيني الداخلي، الذي أضعف الموقف الوطني الموحد وأثر سلبًا على قدرة الفلسطينيين على فرض شروط سياسية أو عسكرية.

ومن ضمن أسباب وقف الحرب علي إيران واستمرارها على غزة هو مدي تأثيرها علي الاقتصاد العالمي وعلى السياسة الخارجية والعلاقات الدولية .

لذلك ما يمنع الحرب الشاملة بين إيران ودولة الاحتلال هو توازن الردع، بينما ما يسمح باستمرار العدوان على غزة هو غياب هذا التوازن.
ولن يتوقف هذا النزيف إلا إذا نجحت المقاومة في إعادة بناء معادلات ردع جديدة، أو إذا تحرك المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بجدية بعيدًا عن الانتقائية والانحياز .

وإلى أن يتحقق ذلك، ستظل غزة ساحة مفتوحة للألم، بينما توقف عواصم ودول القرار الحروب فقط عندما تهدد مصالحها، وتتغاضى عنها حين يكون الضحايا خارج دوائر نفوذها.

طباعة شارك إيران الخطوط الحمراء طهران

مقالات مشابهة

  • ترامب: إدارة جو بايدن كانت غبية.. وإدارتي جعلت أمريكا عظيمة
  • الضغوط باتجاه إنجاز صفقة في غزة
  • تقريرٌ إسرائيليّ: من لبنان.. هكذا انهار محور المقاومة!
  • د. علي عبدالحكيم الطحاوي يكتب: لماذا توقفت الحرب مع إيران واستمرت على غزة؟
  • هل تجبر عمليات المقاومة نتنياهو على إبرام صفقة شاملة في غزة؟
  • محللان: إسرائيل تُستنزف والمقاومة تصعّد دون تنازلات
  • ساندرز: يجب وقف دعم حكومة نتنياهو التي تبيد وتجوع سكان غزة
  • الفلاحي: المقاومة تركز على ضرب الآليات التي يصعب تعويضها خلال الحرب
  • حماس تكشف سبب فشل التوصل لإنهاء الحرب في غزة
  • مصطفى بكري عن مقتل 7 جنود بجيش الاحتلال: الصهاينة يشعرون بالورطة التي أوقعهم بها نتنياهو