العشائر بغزة تواجه فوضى الاحتلال وتؤمّن المساعدات لأصحابها
تاريخ النشر: 27th, June 2025 GMT
غزة- تحرص إسرائيل وجيشها على استمرار مشاهد الفوضى وتكدس الجوعى أمام شاحنات المساعدات الواردة إلى قطاع غزة، وتُفشل كل محاولات مرورها بسلاسة إلى مخازن التوزيع عبر استهداف العناصر المكلّفة بتأمينها.
وحالت الفوضى دون وصول المساعدات إلى مستحقيها منذ أن أعادت الحكومة الإسرائيلية السماح بدخولها للقطاع نهاية مايو/أيار الماضي، ما دفع العشائر الفلسطينية في غزة للمبادرة في حماية الشاحنات وتسهيل عبورها للمؤسسات الدولية.
ونجحت الجهود المجتمعية، الأربعاء الماضي، بتأمين دخول المواد الغذائية للمخازن في مدينة غزة بعيدا عن الفوضى، وهو ما لم يرق للاحتلال الذي قرر منعها مرة أخرى بحجة سيطرة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) عليها.
وترفض الأمم المتحدة الخطة الإسرائيلية وترى أنها تفرض مزيدا من النزوح، وتعرّض آلاف الأشخاص للأذى، وتَقْصر المساعدات على جزء واحد فقط من غزة ولا تلبي الاحتياجات الماسة الأخرى، وتجعل المساعدات مقترنة بأهداف سياسية وعسكرية، كما تجعل التجويع ورقة مساومة.
دور وطنيوأدخل جيش الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة في موجة جوع جديدة بعدما قرر إغلاق المعابر ومنع دخول المواد الغذائية منذ مطلع مارس/آذار الماضي، وذلك ضمن سياسة تشديد الخناق على أكثر من مليوني فلسطيني.
وتعمَّد استهداف عناصر تأمين المساعدات، في الوقت الذي دخل قرار الكنيست بحظر عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، مما تسبب بمزيد من الفوضى وسرقة المساعدات.
وحول ذلك، يقول عضو الهيئة الإدارية للتجمع الوطني للعشائر والقبائل الفلسطينية، علاء الدين العكلوك، إن الحالة الراهنة في قطاع غزة تتطلب تضافر جميع الجهود المجتمعية لتجاوز المجاعة التي يعاني منها الفلسطينيون هناك، بما يضمن وصول المساعدات للجميع.
وأوضح العكلوك للجزيرة نت أن العشائر كانت على تواصل مستمر مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وأبدت استعدادها لتأمين دخول شاحنات المساعدات في شمال غزة، والتي بدورها تتواصل مع الجانب الإسرائيلي.
إعلانوأكد أن العشائر تتواصل مع الجميع لتحقيق مصلحة مشتركة بتأمين المساعدات ووصولها للسكان بطريقة سلسة دون مشاهد الفوضى، وبعيدا عن عمليات السطو والسرقة.
وأجرى المخاتير ومسؤولو العشائر اجتماعات مكوكية لحث أبناء العائلات على تأمين وحماية المساعدات، ومنع انخراطهم في أعمال الفوضى، ونجحوا في مهمتهم بجهود المجموع الوطني، يقول العكلوك الذي شدد على دور العشائر بالوقوف لجانب المواطنين بهذه المرحلة الحرجة التي يحتاجون فيها للمساعدات.
وهذا الدور -يشير العكلوك- يأتي ضمن سلسلة عمل وطني متكامل للحفاظ على النسيج المجتمعي وكرامة الإنسان الفلسطيني، بعيدا عن ظواهر السرقة والفوضى التي يريدها الاحتلال.
تحريض مستمرمن جهته، أشاد رئيس جمعية النقل الخاص، ناهض شحيبر، بمبادرة الوجهاء لتأمين المساعدات وإنهاء حالة الفوضى التي تعيق وصول المواد الأساسية للجميع.
وقال شحيبر للجزيرة نت إن مكتب "أوتشا" كرر مرارا مطالبته للجميع بمنع اعتراض المواطنين لشاحنات المساعدات، وبادرت العشائر في محافظتي غزة والشمال للمساهمة في عملية تأمينها، مضيفا أن نجاح وصول المساعدات لمخازن التوزيع، سيزيد تدفق المواد الغذائية وتعميم التجربة في وسط وجنوب القطاع.
ورصدت الجزيرة نت أجواء الفرحة التي عمت الفلسطينيين بغزة، بعدما نجحت جهود العشائر في منع حالة الفوضى، التي راهن الاحتلال الإسرائيلي على استمرارها ولم يتوقع نجاح جهود العشائر لمنع السرقات، حيث قال الصحفي الإسرائيلي ينون يغال، إنه في أعقاب انتشار مشاهد دخول المساعدات لشمالي القطاع، وزعمه أنها وصلت مخازن حماس، أبلغ وزير المالية الاسرائيلي بتسلئيل سموتريتش رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو (المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية) أنه وفي حال عدم وقف إدخال المساعدات فورا فسيقدم كتاب استقالته على البث المباشر.
وفي استجابة سريعة أصدر نتنياهو ووزير جيشه يسرائيل كاتس بيانا مشتركا قالا فيه "في أعقاب معلومات عن سيطرة حماس على المساعدات شمال القطاع، تقرر الإيعاز للجيش بعرض خطة عمل خلال 48 ساعة لمنع ذلك".
رفضا للفوضىوفنَّد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة ادعاءات نتنياهو حول مزاعم سيطرة الحكومة وحماس على المساعدات شمال القطاع، وقال إن هدفها شرعنة استمرار الحصار والتجويع ومنع دخول الإغاثة الإنسانية لليوم الـ118 على التوالي.
وشدد المكتب الحكومي، في بيان له، على أن العائلات والعشائر الفلسطينية هي التي أمَّنت قوافل المساعدات دون أي تدخل من الحكومة أو الفصائل، في موقف شعبي منهم، لتوفير فتات الغذاء لمئات آلاف المجوّعين من المدنيين.
ولفت إلى أن الاحتلال يواصل "هندسة الفوضى" ونشر الافتراءات لخلق مبررات واهية للاستمرار في إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات، في جريمة مكتملة الأركان ضد أكثر من 2.2 مليون إنسان فلسطيني مجوّع في قطاع غزة.
وتعتقد الهيئة العليا لشؤون العشائر أن نجاح المبادرة الأهلية في تأمين الشاحنات، يؤكد صواب خطوتها، مشيرة إلى أنها ستواصل ذلك بعيدة عن أي صيغة تنظيمية، حتى وإن أوقف الاحتلال إدخال الشاحنات، ورفضت حالة الفوضى التي يريد الاحتلال فرضها على قطاع غزة.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات حالة الفوضى قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
المنظمات الأهلية في غزة: الاحتلال يكرس الفوضى عبر آلية تجويع لا إنسانية
حذر رئيس "شبكة المنظمات الأهلية" في قطاع غزة، أمجد الشوا، من أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لفرض واقع من الفوضى والعنف عبر التحكم في توزيع مساعدات إنسانية شحيحة، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية التي تشنها على القطاع.
وقال الشوا، في تصريحات لوكالة "الأناضول"، الخميس، إن "إسرائيل لا تريد لأي منظومة إنسانية أن تعمل وفق المعايير الدولية عبر مراكز توزيع وقواعد بيانات واضحة، بل تهدف إلى ترسيخ حالة اللانظام وخلق صدام داخلي بين السكان الفلسطينيين من خلال إضعاف دور المنظمات الدولية، ومنع دخول المساعدات تحت إشراف الأمم المتحدة".
وأشار إلى أن تل أبيب تعمل على إحلال شركة أمنية أمريكية محل المؤسسات الإنسانية، بهدف "إعادة هيكلة" آلية المساعدات بما يخدم أجندتها السياسية والأمنية، وليس الحاجات الفعلية للمدنيين المحاصرين.
عشائر فلسطينية تؤمّن الشاحنات
وكانت عشائر فلسطينية قد تدخلت، أمس الأربعاء، لتأمين دخول شاحنات مساعدات إنسانية إلى مخازن برنامج الأغذية العالمي في مدينة غزة، بعد ورود تقارير عن محاولات نهب من قبل مجموعات تتهمها الجهات الحكومية بالعمل "تحت غطاء الجيش الإسرائيلي".
وعلق الشوا على الحدث بالقول: "ما شهدناه هو تدخل وطني من قبل بعض العائلات والعشائر لتأمين وصول المساعدات، وهو ما مكن المؤسسات من استئناف عملية التوزيع وفق القوائم المعتمدة".
وبالتزامن، أصدر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعليمات لوزير الحرب والجيش بوضع خطة خلال 48 ساعة لـ"وقف سيطرة حماس" على المساعدات، على حد تعبيره.
ورد الشوا بأن ما يسعى إليه الاحتلال الإسرائيلي هو تعزيز نفوذ الشركة الأمنية الأمريكية ومؤسسة تُعرف باسم "مؤسسة غزة الإنسانية"، والتي وصفها بأنها "جهة أمنية مقنّعة، تشرف على مواقع توزيع تفتقر لأبسط المعايير الإنسانية، وتُدار من قبل عسكريين وبالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي".
وأضاف أن هذه المواقع تحولت إلى "مصائد موت"، حيث يُقتل يومياً مدنيون يبحثون عن المساعدة، بفعل إطلاق النار المتكرر من الجيش الإسرائيلي.
549 شهيداً بشهر بسبب "آلية المساعدات"
وكشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس الأربعاء، أن "آلية المساعدات" التي يديرها الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة بعيداً عن إشراف الأمم المتحدة، تسببت خلال شهر واحد في استشهاد 549 فلسطينياً وإصابة 4,066 آخرين، بنيران الجيش الإسرائيلي.
وبدأت هذه الخطة في 27 أيار/مايو الماضي، وتهدف إلى توزيع مساعدات محدودة في "مناطق عازلة" جنوب غزة، وسط انتشار جنود الاحتلال. غير أن الخطة فشلت مراراً بسبب التجمهر الكبير للمحتاجين وإطلاق النار عليهم، ما تسبب في حالة من الفوضى والذعر.
وأكد الشوا أن قطاع غزة يمر بـ"مرحلة حرجة من الكارثة الإنسانية"، نتيجة القصف المتواصل، والدمار الواسع، وسياسة التجويع الممنهجة التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي.
وناشد المجتمع الدولي "التحرك الفوري والفعلي للضغط على إسرائيل من أجل فتح المعابر وإدخال المساعدات بكافة أشكالها، بما في ذلك البضائع الخاصة بالقطاع الخاص".
وشدد على ضرورة "تعزيز دور الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، وفي مقدمتها الأونروا، إضافة إلى المنظمات الأهلية والدولية التي عملت في غزة لعقود طويلة، وتمتلك الخبرة والشفافية في إدارة الأزمات".
وأضاف: "للأسف الشديد، هناك تقاعس دولي واضح، والمواقف حتى الآن لا تتعدى الخطابات والبيانات، بينما يدفع سكان غزة ثمناً باهظاً من حياتهم وصحتهم، وخصوصاً الأطفال والنساء وكبار السن".
الهيئة العليا للعشائر: الاحتلال يخلق "مصائد موت"
وفي السياق ذاته، نفت الهيئة العليا لشؤون العشائر بغزة، في بيان الخميس، مزاعم الاحتلال الإسرائيلي بشأن "سيطرة حماس على المساعدات"، مؤكدة أن "جميع المساعدات تخضع لإشراف مباشر من العشائر، وتُوزع حصرياً عبر الهيئات الدولية المختصة".
ودعت الهيئة مجلس الأمن الدولي إلى "إرسال وفد لمعاينة عملية توزيع المساعدات على الأرض، والتأكد من شفافيتها وسلامتها"، مشددة على أن ما دخل من مساعدات حتى الآن "لا يمثل سوى قطرة في بحر احتياجات المنكوبين من الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى".
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرباً وصفت بأنها "إبادة جماعية" ضد قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير المنهجي وعمليات تهجير قسري، متجاهلة كافة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.
وبحسب بيانات رسمية فلسطينية، خلف العدوان أكثر من 188 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين الذين فقدوا منازلهم بفعل القصف.
وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون يعيشون في القطاع بلا مأوى، في ظل شح المساعدات واستمرار الحصار الإسرائيلي المفروض منذ 18 عاماً، ما ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة في العصر الحديث.