بعد تحذيرات من انتشارها في الشرق الأوسط، ماذا نعرف عن حمى غرب النيل؟
تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT
#سواليف
حذرت جهات صحية في #الأردن من #مخاطر #فيروس #حمى_غرب_النيل، بعد أيام من إعلان دول كإسبانبا وإيطاليا وإسرائيل عن تسجيل حالات إصابة بالفيروس.
وأعلنت السلطات الصحية الإسرائيلية عن تسجيل 153 حالة إصابة منذ مطلع يونيو/حزيران الماضي، توفي منها 11 شخصاً.
ويعتبر فيروس غرب النيل المسؤول عمّا يعرف بحمى غرب النيل والذي يصل إلى البشر عن طريق لدغات #البعوض الحاملة للفيروس، وينتشر بشكل عام في أفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط وشمال أمريكا وغرب آسيا.
واكتسب الفيروس تسميته بغرب النيل عندما اكتُشف أول مرة في المنطقة الغربية من النيل وبالتحديد في أوغندا عام 1937.
كيف ينتقل الفيروس؟
تعد الطيور الحامل الرئيسي لفيروس غرب النيل، ثم ينتقل منها إلى البعوض حيث يستغرق عدة أيام للوصول إلى الغدد اللعابية للبعوضة، والتي بدورها تقوم بنقله إلى البشر حين لدغهم.
يقول أستاذ ومستشار علاج الأمراض المُعدية الدكتور ضرار بلعاوي لبي بي سي، إن الفيروس ينتشر في المقام الأول عن طريق لدغة البعوض المصاب، والذي ينتمي عادةً إلى جنس “البعوض الزاعج”، ويوضح الدكتور بلعاوي أن هذه البعوضات تكتسب الفيروس عن طريق التغذي على الطيور المصابة، أي التي تحمل فيروس غرب النيل.
ويضيف الدكتور بلعاوي أن البعوض الذي يحمل الفيروس، عادة ما يكون أكثر نشاطاً خلال الأشهر الدافئة من العام، أي خلال أشهر الصيف، وبالتالي فتعتبر هذه الفترة هي الفترة التي يتم فيها تسجيل حالات إصابة بالحمى بين البشر بسبب انتقالها عبر لدغات البعوض.
من جهته، أشار أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة الدكتور إسلام عنان لبي بي سي، إلى إمكانية أن ينتقل الفيروس أيضا عبر بعض أنواع الطيور الجارحة مثل النسور أو الغربان والتي تصاب بالمرض عند تناولها لطيور أخرى مصابة أو لطير ميت كان مصاباً بالفيروس.
ويضيف عنان: “في حالات قليلة يمكن للفيروس أيضا أن ينتقل أثناء التعامل معه في المختبرات، أو عمليات نقل الدم وزراعة الأعضاء من أشخاص مصابين بالفيروس، أو انتقاله من الأم إلى الطفل أثناء الحمل أو الولادة أو الرضاعة”.
ويوضح عنان: “على عكس عدة فيروسات، لا ينتقل الفيروس عبر السعال والعطس واللمس، أو التعامل مع الطيور المصابة الحية والميتة، لكن ينبغي ارتداء القفازات عند التخلص من الطيور الميتة”، ويشير أيضا إلى أن الفيروس “لا ينتقل كذلك عند تناول الطيور أو الحيوانات المصابة، لكن ينبغي طهي لحم الطيور أو الحيوانات الأخرى جيداً قبل تناوله”.
ماهي أعراض الإصابة بالفيروس؟
يقول الدكتور بلعاوي، إنه غالبًا ما تظهر على المصابين بالفيروس أعراض خفيفة أو قد لا تظهر أية أعراض على الإطلاق، لا سيما في المراحل الأولى من الإصابة.
ويضيف الدكتور بلعاوي أنه “عندما تظهر الأعراض، فإنها غالبًا ما تُحاكي أعراض الأنفلونزا الخفيفة، بحيث يعاني الأفراد من الحمى والصداع وآلام في الجسم والتعب، وفي بعض الأحيان طفح جلدي”.
ويوضح أيضاً: “في حالات نادرة، يمكن أن يخترق الفيروس الجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى مضاعفات عصبية خطيرة مثل التهاب السحايا أو التهاب الدماغ، ويمكن أن تتسبب هذه المضاعفات في تلف عصبي دائم، بل وقد تكون قاتلة”.
ويدعو الدكتور بلعاوي إلى ضرورة اتخاذ احتياطات إضافية من قبل أولئك الذين يقضون فترات طويلة في الهواء الطلق، خاصة بالقرب من مصادر المياه الراكدة التي تُعد بيئة خصبة لتكاثر البعوض.
ويقول الدكتور عنان إن نسبة الوفاة بسبب الإصابة بفيروس غرب النيل، قد تصل أحيانا إلى 10%، خاصة عندما ترافق الإصابة أعراضٌ حادة، والتي تظهر في غالب الأحيان على كبار السن ومن لديهم أمراض مزمنة أو ضعف في المناعة.
كيف يتم تشخيص الإصابة؟
يتم تشخيص الإصابة بفيروس حمى غرب النيل عن طريق إجراء فحص للدم، إذ يتم البحث عن الأجسام المضادة أو المواد الجينية المرتبطة بفيروس غرب النيل في العينات التي يتم أخذها من الأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض الأولية للفيروس خلال الأشهر التي ينتشر فيها البعوض، بالإضافة إلى عدد من الفحوصات الأخرى المتعارف عليها طبيا والتي تساعد في الكشف عن فيروس حمى غرب النيل.
هل هناك علاج عند الإصابة بحمى النيل؟
يشير الدكتور عنان إلى عدم وجود علاج محدد لفيروس غرب النيل، وغالبًا ما تتحسن الحالات الخفيفة مع الراحة والإكثار من شرب السوائل وتناول الأدوية والمسكنات التي لا تستلزم وصفة طبية للسيطرة على الأعراض مثل الحمى وآلام الجسم.
ويوضح الدكتور عنان أن العلاج الطبي عند الإصابة بالفيروس، يقتصر على التخفيف من حدة الأعراض المصاحبة وتسريع اختفاءها.
أما الحالات التي تظهر عليها أعراض شديدة، فيضيف الدكتور عنان أنها يجب أن تتلقى عناية خاصة داخل المستشفى لمعالجة المضاعفات، مشيراً إلى أن التشخيص المبكر أمرٌ ضروريٌ جداً، حيث يسمح بالعلاج المناسب ويمنح فرصة أفضل للوصول إلى نتائج إيجابية.
كيف يمكن الوقاية من الإصابة؟
يُوصي الأطباء وخبراء مكافحة الأمراض باستخدام بخاخات طرد الحشرات التي تحتوي على مواد كيماوية محددة مثل ديت أو بيكاريدين مع اتباع الإرشادات اللازمة لاستخدام هذه المواد لتجنب مضاعفاتها الجانبية.
ويقول الدكتور بلعاوي إنه يمكن ارتداء أكمام طويلة وسراويل، والبقاء داخل أماكن مغلق خلال ساعات الذروة والتي ينتشر فيها البعوض، وهي خطوات فعالة وناجعة بحسب بلعاوي.
ويضيف الدكتور بلعاوي أنه من المهم أيضاً التخلص من أماكن تكاثر البعوض حول المنازل عن طريق تفريغ مصادر المياه الراكدة مثل الدلاء وأواني الزهور والمزاريب المسدودة، بالإضافة إلى تركيب شبكات منع دخول الحشرات على الأبواب والنوافذ وإصلاح أي ثقوب موجودة فيها، واستخدام مكيفات الهواء في حال توفرها، وتفريغ وتنظيف الأدوات التي تحتوي على مياه راكدة بشكل أسبوعي أو إزالتها من المنزل لمنع البعوض من وضع البيض فيها.
قلق في الشرق الأوسط
ويوضح الدكتور بلعاوي أن اكتشاف فيروس غرب النيل مؤخراً في منطقة الشرق الأوسط، يشير إلى وجود خطر محتمل لحدوث تفشي، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة على مستوى العالم، والتي تسببت في اتساع النطاقات الجغرافية لانتشار البعوض الحامل للفيروس، مما يزيد من خطر انتقاله في المناطق التي لم تتأثر به سابقًا، وهذا يجعل من رفع مستوى الوعي داخل المجتمعات أمراً بالغ الأهمية.
ويقول بلعاوي: “على الرغم من أنها غالباً ما ترتبط بأراضٍ بعيدة، إلا أن حمى غرب النيل بدأت بالظهور كخطر يهدد منطقة الشرق الأوسط، مع تسجيل حالات إصابة مؤخراً في المنطقة، فإنه من الضروري فهم المرض لحماية الصحة العامة”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الأردن مخاطر فيروس حمى غرب النيل البعوض فیروس غرب النیل حمى غرب النیل الدکتور عنان الشرق الأوسط عن طریق
إقرأ أيضاً:
الرياض عاصمة القرار السياسي في الشرق الأوسط
علي بن سالم كفيتان
زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى العاصمة السعودية الرياض في جولة شملت الدوحة وأبوظبي كانت بمثابة رسم خارطة جديدة للتحالفات في المنطقة ونهاية للفتور في العلاقات بين الرياض وواشنطن في عهد الرئيس السابق جو بايدن؛ حيثُ طغت لغة المال على لغة السياسة، ولا شك أنَّ سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية، يعرف فك شفرة الرئيس ترامب وقدَّم المملكة برؤيتها الجديدة للعالم من باب المال والأعمال.
والحقيقة السياسية التي بدت من خلف الكواليس تقول لأمريكا إذا أرادت التطور السلام والتنمية والشراكة فبابها هو الرياض التي احتضنت قمة خليجية أمريكية، وإذا أرادت الحروب والدمار وخنق طرق التجارة العالمية، عليها أن تتبع تلابيب وحكومة نتنياهو الإرهابية المتطرفة، التي كلَّفت واشنطن مليارات الدولارات، ورسمت صورة سيئة للولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت تنصِّب نفسها حاميةً للحريات وحقوق الإنسان والتعبير عن الرأي. ونعتقد أنَّ الرئيس ترامب كرجل أعمال سينحاز للسلام والتنمية والازدهار الاقتصادي أفضل من لغة الحروب والدمار، ولا نستبعد عقد صفقة مع إيران؛ إذ إنَّ ترامب بات يؤمن أكثر من أي وقت مضى بأنَّ على إسرائيل التي لا تستمع له أن تخوض معركتها منفردة، وأن ذلك جليًا من خلال اتفاق وقف إطلاق النار مع صنعاء بعيدًا عن إسرائيل.
لعلها كانت الفرصة الكاملة لشرح تطلعات منطقة الشرق الأوسط للسلام مع رئيس أمريكي يؤمن بوقف الحروب، ويتبنى لغة الصفقات التجارية بين أمم وشعوب العالم لحل الأزمات، وما حصل عليه خلال جولته هذه كان خير شاهد على اختيار عرب الخليج الشراكة الاقتصادية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الباب الذي يُمكن الولوج منه لحل نهائي للقضية الفلسطينية؛ فالرئيس ترامب هو الزعيم الأمريكي الوحيد الذي لديه القدرة على فرض السلام على الكيان الصهيوني في الوقت الحاضر.
إنَّ إقناع الرياض الرئيس ترامب برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا منذ عقد من الزمن، يُعد اختراقًا كبيرًا للعقلية الأمريكية التي دأبت على إلصاق تهمة الإرهاب بالمشرق العربي الذي عانى من ويلات الحروب والتشريد والحصار؛ فعودة الحياة إلى دمشق مجددًا هي استعادة النبض لعاصمة مُهمة، طالما شكلت محورًا مُهمًا في عالمنا العربي. وكُل مُحب للخير يرى في ذلك إنجازًا عظيمًا حققته هذه الزيارة مهما كانت كلفتها؛ حيث إنَّ عودة سوريا إلى الحضن العربي ورجوع ملايين اللاجئين إلى بلادهم لا يُقدَّر بثمنٍ، ولا شك أن سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز راهن بكل ثقله على ذلك، فما لم تحققه القمم العربية ولا قرارات الأمم المتحدة حققه بن سلمان في صفقة واحدة، وساهم في إحياء قطر عربي رزح تحت الظلم والطغيان لعقود.
العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية مُهمة لكل شعوب العالم؛ كونها القوة العظمى الوحيدة، فقد رأينا توقيع الصين لاتفاق الرسوم الجمركية مع أمريكا والوصول لحل وسط يُرضي الطرفين، رغم قوة الصين وأهميتها الاقتصادية التي تطمح لبلوغ سقف الاقتصاد العالمي، إلّا أنها آثرت الصُلح مع المارد الأمريكي، والتجاور معه بلغة المال التي يُفضِّلها ترامب على لغة التصعيد والحرب الاقتصادية التي سوف تعصف بالعالم وتتسبب في أزمات جديدة. لهذا لا نرى عجبًا ولا استنكارًا أن يتفاهم عرب الخليج بذات اللهجة مع ترامب لحماية استقرار المنطقة ونموها وازدهارها؛ فالكثير من المُنادين بالمناكفة لا يعون العواقب.
للأسف لم تنل القضية الفلسطينية حسب الظاهر الاهتمام الذي توقعناه من هذه الزيارة؛ حيث كنَّا نأمل إعلان اعتراف أمريكي بالدولة الفلسطينية من قلب جزيرة العرب وتراجعها عن حماية الكيان الصهيوني سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا ووقف الحرب الوحشية والتطهير العرقي الممنهج في قطاع غزة وقضم الأراضي في الضفة الغربية. وبيَّنت قطر أنَّها تحمل همَّ هذا الملف وأوصلته بمهنية إلى الرئيس ترامب، وعسى أن نرى تطورًا لافتًا خلال الأيام المقبلة وخاصة بعد إطلاق الأسير الأمريكي الجنسية عيدان ألكسندر كبادرة حُسن نية من حركة المقاومة الإسلامية حماس تزامنًا مع الزيارة.
رابط مختصر