على بيدر أحمد الزعبي: مذراة من الكلام
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
على بيدر أحمد الزعبي: مذراة من الكلام
#شبلي_العجارمة
اخط إليك بقلمٍ كسروه قبل قلمك الوطني الحرّ ، ومن محبرة حقائق الأمور التي جفت من حصار الباطل بصولجان الوطنية الزائفة، وعلى ورقةٍ حمقاء تحمل ختم عجزنا وانهزامنا وتخاذلنا أمام ضياع وطن واندثار أحلام شعب واهمة ، فنحن يا صديقي يا أبا عبدالله شعبٌ من كلام ودمى أرعبها الخوف.
وأنت في نزهةِ الظلم تطل من خلف بلورٍ لا تخترق غباره وسماكة زجاجة شمس الحرية ، ستجد ذات الوطن بمجتمعه الآخر ، قوانين أكثر صرامةً بين جدران السجن وفي أروقة العنابر والمهاجع ، ستجد قانون عرفي غير مكتوب تفرضه شلليات قاسية لا تختلف شيئأ عن شلليات ما خارج الأسوار ، رغم اختلاف الثياب بين الشلليات داخل السجن والشلليات خارج السجن ، ولو ان أناقة أصحابها خارج السجن تخفي خلفها شفرات ومشارط وسكاكين ترسم قرار نفي الوطنية عنك وعني وعن كل الغيارى حتى تتركه وشمًا في بقائه ألمًا وفي محاولة إزالته ألمًا أشد وجعا واكثر توجعًا.
وانت بيدر القمح الحوراني الذي لا زال شيخ الحقول وكبير بيوت الشبعى قبل الجوعى، لقد بذرت مبادئك الخالدة حتى صارت سنابل خضراء لن تصفر مهما شاخ الزمن ،ومهما حاولت مناجل الجهل والتجهيل وطمس القيم المشرقة التي هربت من معادلات الرياضيات والقسمة على أكثر من الحقيقة.
“السجن للزلم” هكذا قالتها لي منيفة السالم أمي رحمها الله وهكذا قالت لك ذات يوم كرمة العلي رحمها الله، فالوطن يا صديقي من داخل الزنانزن أصدق لسيرة حياتنا ، والسجن لنا هو التكريم الأكثر واقعية والوسام الأنصع على صدور وجعنا اللانهاية له .
في السجن ستجد احتراماً لا يقل عن احترامك القديم ، سجانٌ قروي ، ومحققٌ بدوي ، ومفتشٌ من الحضر ، سيقولون لك عبارات الثناء والحب على انفراد لأن ذات يوم طبطبت على أوجاعهم ، ستجد أصحاب الأسبقيات أكثر ثقة بك وبكلامك وتعاليلك ، ستجد الكرم الأردني تساعي الأبعاد بتجليات الشهمنة ، ستعرف شعبك الآخر ونصف المهمشين الأخر ، فالسجن يا صديقي زوادة الكاتب الذي نضب بعض بوحه ليقول الحقائق بألمٍ أكثر وبوجعٍ أشد.
يكفيك أنك لن تحفل بثيابٍ أنيقة وربطة عنق للقاء مسؤول منظر او استقبال ضيف طارئ وفضولي ، سوف تلبس مما أخاطته كفا سجينٍ مثلك ، سوف ترى كيف يحقق السجناء نظرية الاكتفاء الذاتي من كل الادوات البسيطة والمهملات الزائدة التي عجز عنها ساسة الشعب لأكثر من ثلاثة أرباع قرنٍ من التسويف والكلام
مقالات ذات صلةالمصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
«حين يصمت الكلام».. هانم الناجي عبد الفتاح تطلق فيلمًا قصيرًا جديدًا برؤية إنسانية جريئة
أعلنت الكاتبة والفنانة هانم الناجي عبد الفتاح عن بدء تنفيذ مشروعها السينمائي الجديد، وهو فيلم قصير بعنوان "حين يصمت الكلام"، تسعى من خلاله إلى تسليط الضوء على معاناة أشخاص يعيشون في صمت، وسط تحديات إنسانية ومجتمعية صعبة.
الفيلم ينتمي إلى نوعية الأفلام التي تمزج بين الحس الدرامي العميق والرسائل الاجتماعية المؤثرة، ويركز على تلك اللحظات التي يعجز فيها الإنسان عن التعبير، ليصبح الصمت لغةً حقيقية للوجع، ومؤشرًا على قصص لم تُروَ بعد.
وقالت هانم في تصريحات صحفية، إن «الفيلم مستوحى من تجارب واقعية، والهدف الأساسي من العمل هو دفع الجمهور للتفكير والتعاطف مع قضايا لا تجد مساحة كافية في وسائل الإعلام أو الأعمال الفنية التقليدية». وأضافت: «الصمت أحيانًا أبلغ من الكلام، وقد أردت أن أجسد ذلك بصريًا عبر هذا الفيلم»
ويجمع "حين يصمت الكلام" بين الوجوه الشابة والطاقة الجديدة في التمثيل، إلى جانب مساهمات فنية من بعض الأسماء ذات الخبرة، كما يتم التصوير في بيئات طبيعية تعكس الطابع الواقعي والحقيقي للقصة.
ويُعد هذا العمل التجربة الثانية لهانم الناجي عبد الفتاح في مجال الإنتاج السينمائي، بعد أن أثبتت جدارتها في تجربتها الأولى التي عُرضت في عدد من المهرجانات ونالت إشادة النقاد.
من المتوقع أن يُعرض الفيلم قريبًا في عدد من الفعاليات السينمائية المستقلة، في خطوة تؤكد التزام هانم بتقديم سينما تحمل رسالة وتحدث فرقًا.