محاولة اغتيال “ترامب” أحد تجليات الشروخ المجتمعية والديمقراطية الأمريكية الزائفة
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
يمانيون – متابعات
تشهدُ الولاياتُ المتحدة الأمريكية حالةً من الاستقطاب والانقسامات السياسية وتتعمق بشكلٍ غير مسبوق، ويتجلى ذلك في المنافسة الشرسة بين المرشحَين الديمقراطي “جو بايدن” والجمهوري “دونالد ترامب” في حملة الانتخابات، والتي جاءت بأدوات وأشكالٍ اعتراها الكثير من القدح والذم والشتم، دون التركيز على البرامج.
لقد عززت ظروف هذه الحملة وما قبلها مخاوفَ الأمريكيين من اتساع مساحات العنف ونشوء اضطرابات محتملة، وبات المجتمع الأمريكي مهيئًا لها، وربما تعد رصاصات “كروكس” أحد تجلياتها.
وإذ لم تكشف دوافع الشاب “كروكس” في محاولة اغتيال “ترامب”، رجَّحت التقاريرُ أن يكون “ذئباً منفرداً”، لكن الرصاصات التي أطلقها تجاه المرشح الرئاسي رغم طابعها الإجرامي، غير أنها تعبر عن حالة اللايقين في نفوس الأمريكيين خُصُوصاً الشباب، وعن شروخ باتت تتسع في المجتمع الأمريكي، وأزمات اجتماعية واقتصادية وثقافية ودينية بدأت تؤثر في هذا الجسد المترهل والمتأكل من الداخل.
ويشير مراقبون ومحللون إلى أن وجود مرشحين للرئاسة تجاوز أحدهما سن الثمانين ويقترب الآخر منها، يعبر بالضرورة عن فقدان الحلم الأمريكي لحيويته ومرونته وجاذبيته، وعن حالة التكلس والجمود التي يعيشها المشهد السياسي الأمريكي بحزبيه الرئيسيين الجمهوري والديمقراطي ومؤسّساته.
ويراقب الأمريكيون كيف يعاني المرشحان من مشاكلَ صحية ونفسية كبيرة، فالرئيس “بايدن” (81 عامًا)، تثار شكوك كثيرة حول قدراته الصحية والعقلية تستند إلى زلاته وأخطائه الكثيرة والمتكرّرة وحالات النعاس التي تعتريه، ويتوقع الكثير من الأميركيين ألا يكمل مدته الرئاسية وسط دعوات متزايدة له بالانسحاب من السباق الرئاسي.
وفي حالة المرشح الديمقراطي “دونالد ترامب” (78 عامًا)، هو أَيْـضاً يشارف على الثمانين، ويوصم بأنه “فوضوي وشعبوي”، كما أنه ملاحق قضائياً، ومثل أمام المحاكم مرات أثناء حملته الانتخابية التي يستفيد فيها من عدم توازن منافسه، كما أن شكوكاً مماثلةً تثار حول قدرته على إدارة الدولة أَيْـضاً.
ويخشى الأمريكيون من أن وضع المرشحين للرئاسة الصحي والقانوني والنفسي والصراع بين الحزبين “الديمقراطي” و”الجمهوري”، قد يؤديان إلى تآكل البنية الديمقراطية الأمريكية، كما يخشون أن تؤديَ الخلافات إلى تأثيرات سلبية على مصداقية الولايات المتحدة في الساحة الدولية بدأت تظهر بوادرها في ملفات عديدة.
ويشاهد الأمريكيون كيف تحوّلت المنافسة الديمقراطية بين الحزبين الكبيرين، المحتكرَينِ عمليًّا للسلطة السياسية إلى عداء صريح، وكيف تراجع الخطاب النقدي والهادئ، ليفسح المجال لحملات سياسية وإعلامية مشحونة بالاتّهامات الخطيرة، والتشكيك في الولاءات.
في هذا السياق، تشير مجلة “فورين أفيرز” إلى أن الدولة الأمريكية في حالة تراجع مُستمرّة، وهذا التراجع والانقسام السياسي والمجتمعي يمكن أن تفاقم حالة الارتباك والفوضى الداخلية، وتعرقل عمل المؤسّسات التنفيذية والتشريعية والرقابية؛ وهو ما يغذّي مساحة اللايقين ويرفع منسوب العنف.
ووفقاً للمحللين، كانت هناك بوادر تآكل في التجربة الديمقراطية الأمريكية العريقة وقدرتها على استيعاب وحل الخلافات بالتفاعل بين المؤسّسات العديدة، منذ رفض الرئيس “ترامب” نتائج انتخابات 2020م، التي خسرها أمام “بايدن”، وما تبعها من أحداث اقتحام مبنى الكابيتول (الكونغرس) في 6 يناير 2021م، والتي شوهت تماماً صورة الديمقراطية الأمريكية.
وفي الآونة الأخيرة؛ ارتفع منسوب العنف وتواترت الحوادث العنصرية، لعل أبرزها مقتلُ المواطن الأمريكي ذي البشرة السوداء “جورج فلويد” يوم 25 مايو 2020م، من قبل شرطة مدينة “مينيابوليس” وما تلاه من مظاهرات عارمة، تجسدت أَيْـضاً في المظاهرات التي عمت الجامعات الأمريكية رفضاً للحرب الإسرائيلية على غزة بدعم أمريكي.
ويشير محللون إلى أن الخلافات السياسية الحادة والفشل في حَـلّ المشاكل والتناقضات الاجتماعية والاقتصادية قد عمّقت الشروخ العمودية في المجتمع الأمريكي على كافة المستويات، وتهدّد حالة الاستقطاب الراهنة بخروجها عن السيطرة ويغدو احتمال حدوث صراعات مدنية محتملاً بشكلٍ متزايد؛ بما يكسر التماسك الاجتماعي ويهدّد الديمقراطية والنفوذ الخارجي.
وبالتالي، كانت رصاصات الشاب “توماس ماثيو كروكس” الموجهة إلى المرشح “دونالد ترامب” تحمل أبعادًا تبدأ بنوازع نفسية شخصية، وتنتهي بعوامل إحباط عديدة من الوضع السياسي والاقتصادي وحالة من الخوف واللايقين وزيادة في جرعات العنف، والتي تشير إلى أن التفوق الأمريكي الذي أبهر الجميع في طور التآكل من الداخل.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الدیمقراطیة الأمریکیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
شاكيرا تلغي حفلا لـ المثليين في بوسطن الأمريكية.. هل ترامب السبب؟
قبل يوم واحد من حفل الافتتاح مهرجان فخر المثليين العالمي 2025 في مدينة بوسطن الأمريكية، ألغت الفنانة العالمية شاكيرا حفلها فجأةً بسبب مشاكل في المعدات.
وتسائل الجمهور هل سياسات ترامب ضد المثليين هي السبب؟
لكن تحالف فخر العاصمة، المنظم الرئيس للمهرجان العالمي أكدوا أن هذا الإلغاء يمثل حديًا إضافيًا لهم، ولكنه على الأقل تحدٍ غير سياسي. وقد صرح المنظمون بالفعل أنهم يتوقعون أن يعاني الحضور الدولي بشكل ملحوظ نتيجة للقلق والغضب في مجتمع الميم من سياسات الرئيس دونالد ترامب.
وصرح تحالف فخر العاصمة، المنظم الرئيس للمهرجان العالمي: "نشعر بخيبة أمل عميقة إزاء الظروف غير المتوقعة التي أجبرتنا على إلغاء الحفل"، مضيفًا: "سيتم نشر التحديثات المتعلقة بنقل برنامج حفل الافتتاح فور الانتهاء منها!".
كان من المقرر أن تُحيي المغنية الحائزة على العديد من الجوائز البلاتينية حفل الافتتاح مساء السبت في ناشونالز بارك.
ويبدو أن السبب يعود إلى امتداد مشاكل في المعدات المتعلقة بحفلها ليلة الخميس في منتزه فينواي بمدينة بوسطن، والذي تم إلغاؤه أيضًا قبل ساعات من موعده المحدد.كما تم إلغاء حفل ليلة الجمعة في منتزه فينواي لنجم موسيقى الريف جيسون ألدين.
وبسبب تعقيدات في العرض السابق في بوسطن، لم يُنقل إنتاج جولة شاكيرا بالكامل إلى واشنطن العاصمة في الوقت المناسب لعرضها المقرر في ناشيونالز بارك، وفقًا لبيان تحالف كابيتال برايد، "على الرغم من كل الجهود المبذولة لإنجاحه، لا يُمكن المضي قدمًا كما هو مخطط له".
أشار التحالف إلى أن قائمة الفعاليات على مستوى المدينة لا تزال قائمة لعطلة نهاية الأسبوع الافتتاحية، وقال إنه سيتم نقل حفل الافتتاح وإعادة تنظيمه.
اقرأ أيضاًبعد إلغاء حفلها في بيرو.. سبب منع شاكيرا من الغناء مؤقتا (فيديو)
حاليا في المستشفى.. آخر تطورات الحالة الصحية لـ شاكيرا
صور غير لائقة.. شاكيرا تتعرض لموقف محرج أثناء حفلها في ميامي | ما القصة؟