تمثل الطائف وجبالها الشاهقة الوادعة في أعماق جبال السروات الشامخة؛ همزة وصلٍ في لغة السياحة والترفيه؛ وبوابة فاصلة بين تهامة والسراة في موسم الصيف، ومعادلة غير معقدة تفرض ذاتها في أرقام وبيانات الأرصاد الجوية والحالة المطرية، لتتميز دومًا بفضاء عذب طارد للحرارة ومستقبل لزخات المطر ، ليجد فيها السائح مناخًا باردًا مثاليًا مشجعًا سياحيًا للترويح عن النفس.

كما تدعم فيها طرق جبال الهدا والشفا المعبدة في أعماقها كعقبة الكر وعقبة المحمدية؛ سهولة ملاقاة التنوع البيولوجي والتضاريس الأخاذة والإطلالات البانورامية على القرى القديمة التي تقف مبانيها الحجرية على حافة الجبل؛ لتجمع هذه العقاب وطرقها الأفعوانية في فصل الصيف بين العديد من المظاهر الطبيعية الخلابة، وشقها لمجموعة من السلاسل الجبلية الرائعة، بالإضافة إلى الوديان الطبيعية التي تنحدر مياهها الرقيقة نحو تهامة مكة وشعابها، فتمكن العابر على الطريق من مشاهدة المناظر الحية، والتمتع بالمياه التي تنساب بين صخور جبالها الجرانيتية، وما يشكله هذا التنوع من لقطات جذابة، تضفي بتجلياتها لمسات إبداعية على وجه الطبيعة الساحرة ووجنتيه؛ لتكون محل إعجاب لمحبي الرحلات السياحية ، والمصورين، والمدونين.

ويلحظ الزائر عن قرب أن عقبة المحمدية وكرا الهدا الواقعتين في جبال السروات، تستضيف منذ الأزل التشكيلات المختلفة التي تمثل قطعاً فنية مبهرة، ومقصدًا سياحيًا متنوعًا، من خلال إطلالاتها على القرى القديمة التي تفوح منها نسائم الماضي في وجدان التاريخ، حيث تحولت هاتان العقبتين في نظر العديد من الزوار بوابة يعبر منها المناخ العليل نحو الطائف وصيفها الاستثنائي؛ لتتقاطر على أثر جمالها قوافل السائحين للتمتع بالمتنزهات والحدائق، التي تمتد من طريق عقبة المحمدية إلى مركزي الشفا والهدا وجبل دكا وقرنيت، إذ يصحب طريق العقبتين مغامرات شيقة بالأنشطة كتسلق الجبال والهايكنق والتخييم والاستكشاف الأحيائي للنباتات العطرية الزاكية والحياة الفطرية الولادة من جوف أرضها ، مما يحفز الشباب والعائلات للتوافد من الصباح الباكر إلى قبيل غروب قرص الشمس، والمكوث تحت أشجار العرعر وافرة الظلال، وأمام جداول المياه الباردة والعذبة، لتعيد للذهن المتأمل في حسن التنوع الطبيعي البكر المتفردة بها الطائف، فضلا عن التداخل المتناسق بين الخضرة والتكوينات الصخرية التي تسهم في تلطيف وإبراز سمات الأودية التهامية، حيث يجاور العقبتين العديد من المواقع السياحية والمساكن والفنادق والمنتجعات المصممة من أرضها الخصبة التي تحمّل ثقافة أهلها التي تمثل رسالة واضحة تحكي أصالة الهوية والموروث من الطائف إلى الأفق الأرحب والعالم أجمع، ومنها فندق جولدن وايت، ومنتجعات إكليل الجبل، وبيت الورد وريف جبل دكا وبساتين الورد الطائفي وغيرها الكثير والكثير.

وتتميز مرتفعات هدا وشفا الطائف بأجواء معتدلة صيفًا وباردة شتاءً، ويعود ذلك لموقعها الإستراتيجي على جبل غزوان المزاحم لسلسلة جبال السروات أو ما اصطلح عليه محليًا باسم "السراة" والتي يبلغ ارتفاعها قرابة 2560م عن سطح البحر؛ وتتراوح متوسط درجة الحرارة ما بين 15 إلى 20 درجة مئوية.

ويعد تفرد عقبتي محمدية الشفا والهدا وجهات سياحية تربط مركزين مختلفين بعناوين ومفردات السياحية والطبيعة والترفيه؛ لتكون من خلالهما الطائف مساهمة في تحقيق الكثير من فرص التنمية في المجالات كافة وتسهيل حركة المواطنين والمقيمين في حلهم وترحالهم وتنقلهم للتجارة والسفر والسياحة، حيث تعتبر شريان التنمية التي قربت المسافات وربطت بين السراة وتهامة بعد أن اخترقت الجبال فانعكس ذلك على وتيرة التنمية بمختلف جوانبها الاقتصادية والزراعية والعمرانية.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: الطائف أخبار السعودية هدا الطائف آخر أخبار السعودية محمدية الشفا

إقرأ أيضاً:

توصيات بإطلاق منظومة مراقبة دولية شاملة لرصد التنوع البيولوجي وتغيرات البيئة البحرية

شهد مؤتمر الأمم المتحدة للمحيط، الذي عُقد مؤخرًا في فرنسا، مشاركة بارزة للدكتور عمرو زكريا حمودة، نائب رئيس اللجنة الحكومية لعلوم المحيطات بمنظمة اليونسكو، ضمن فعاليات إحدى الجلسات العلمية المتخصصة التي جمعت عددًا من كبار الخبراء الدوليين في مجال علوم البحار والمحيطات.

وضمت الجلسة شخصيات علمية بارزة، من بينها رئيس هيئة ميركاتور الدولية للمحيط، ورئيس اللجنة التوجيهية للحفاظ على الكائنات البحرية، ورئيس اللجنة الدولية لرصد المحيطات بمنظمة اليونسكو، إلى جانب رئيس المجموعة الهولندية لحماية الشواطئ، ورئيس البرنامج الدولي لرصد الكائنات البحرية في إنجلترا.

 وجاءت هذه المشاركة في إطار تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات العلمية لمواجهة التحديات البيئية المتزايدة التي تهدد النظم البحرية حول العالم.

ناقش المشاركون في الجلسة أفضل الآليات والمنهجيات العلمية المتاحة لرصد وقياس المتغيرات البيئية في المحيطات والبحار، وربط تلك المتغيرات بالتحولات المناخية العالمية، مؤكدين على أهمية إنشاء منظومة رصد دولية موحدة تتميز بالحداثة والدقة في جمع وتحليل البيانات البيئية. 

وركزت المناقشات على ضرورة تطوير نماذج محاكاة متقدمة قادرة على توقع السيناريوهات المستقبلية للتغيرات المناخية وأثرها على البيئات البحرية، ما يسهم في تعزيز خطط إدارة المخاطر البحرية وحماية السواحل من الظواهر الطبيعية المتطرفة.

كما شدد الخبراء على أهمية تحديد مواقع المحميات البحرية في مختلف دول العالم بصورة دقيقة، مع ضرورة إنشاء شبكات مراقبة دولية متصلة تتيح تبادل البيانات والمعلومات بشكل فوري ومنسق بين الجهات البحثية والهيئات المعنية.

 وتهدف هذه الشبكات إلى توفير قواعد بيانات مرجعية يمكن الاعتماد عليها في إعداد الدراسات المستقبلية الخاصة بالتنوع البيولوجي البحري وخصائص البيئات الساحلية والمرجانية.

وفي ختام الجلسة، أوصى المشاركون بأهمية تكثيف التعاون الدولي في مجال أبحاث المحيطات، ودعم برامج بناء القدرات البحثية لدى الدول النامية، بما يضمن تكوين رؤية علمية شاملة تسهم في صون واستدامة النظم البيئية البحرية، خاصة في ظل تصاعد تحديات التغيرات المناخية التي باتت تؤثر بشكل متسارع على صحة واستقرار المحيطات.

مقالات مشابهة

  • وزيرة البيئة تلتقي الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي
  • وزير السياحة والآثار يتابع أعمال غرفة عمليات انتظام الحركة السياحية في مصر
  • التراث والسياحة .. رؤية وطنية لتفعيل التنوع الجيولوجي سياحيا
  • وزيرة البيئة تبحث مع مدير أمانة تحالف الطموح الرفيع من أجل الطبيعة والشعوب
  • وزيرة البيئة تلتقي مع الأمينة التنفيذية لإتفاقية الامم المتحدة للتنوع البيولوجي
  • يارب الشفا من عندك.. أنغام تدعو لـ ملك زاهر بعد تعرضها لوعكة صحية
  • أخضر السيدات يختتم معسكر الطائف استعدادًا للآسيوية
  • وفد وزارة التعليم العالي يشارك في اجتماع G20 البحثي بجنوب أفريقيا
  • توصيات بإطلاق منظومة مراقبة دولية شاملة لرصد التنوع البيولوجي وتغيرات البيئة البحرية
  • لجنة السياحة الترفيهية تتصدر جهود التيسير على المطاعم السياحية