البرهان يدفع 70 مليون دولار لشركة كونيلا لاستقدام مرتزقة، وبخصص ثلث المبلغ للسماسرة واللصوص!
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
بدلا من التفاوض لإطفاء حريق الاسلاميين وإنهاء الحرب لانقاذ 12 مليون لاجئ بالخارج من الاذلال، و25 مليون بالداخل من الحرب الجوع والموت:
البرهان يدفع 70 مليون دولار لشركة كونيلا لاستقدام مرتزقة، وبخصص ثلث المبلغ للسماسرة واللصوص!
????عبدالرحمن الامين
aamin@journalist.com
واشنطن / الثلاثاء 16 يوليو 2024
(يبدو ان البرهان استعد نفسياً لحرق ماتبقي من السودان .
بهذه الخلاصات الفاجعة استهل مصدرنا حديثه وهو يكشف تفاصيل العقد الذي ابرمته الحكومة بمبلغ 70 مليون دولار مع شركة كونيلا Conella للخدمات الامنية ذات المسؤولية المحدودة غير ان شركة المرتزقة ستحصل علي 47 مليون دولار فقط ! وأكد المصدر ان البرهان تدخل شخصياً " ووجه" السماسرة الاسلاميين بتقاسم 23 مليون دولار بينهم وهو ما تعادل نسبته 32,8% ، أي اكثر قليلا من ثلث قيمة العقد !) .
???? ماهي اهم بيانات الوثيقة المرفقة؟
اذا فحصت الوثيقة المرفقة بتأنٍ فسوف تكتشف ان خلف هذه الرموز المصرفية والارقام تتستر بيانات ذات موثوقية ودلالات ، نوجز اهمها :
1-الوثيقة تحتوي علي تفاصيل اكمال تحويل مصرفي بنظام سويفت SWIFT وهي كلمة مصرفية تختزل الاحرف الاولي منها تعبير Society for Worldwide Interbank Financial Telecommunications
أي ، جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك. وقد يشار إليه أيضًا باسم رمز BIC (Bank Identification Code أي الرمز مُعرِّف البنك).
2- مُرسل هذا التحويل هو بنك السودان المركزي ويشار له بالكود الخاص به BSDNSDKH
3- المُرسل اليه هو بنك السلام بالبحرين وعنوانه بجزيرة سنابس أما رمزه الكودي فهو ALSABHBM
4- الغرض من التحويل يقول تمويل ائتمان Credit وان قيمة المبلغ المحول هو 9 مليون دولار . أما العميل المُرسل للمبلغ فهو وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي
5- البنك الذي سيتم ايداع المبلغ فيه هو بنك زينث Zenith بمدينة لاغوس بدولة نيجيريا الاتحادية .
6- عندما تبلغ البند 59 علي الهامش يسار الوثيقة ، تكون قد بلغت الكنز المفقود - أو قل الذبدة المخفية : الشركة المستفيدة من هذا التحويل الائتماني ( مما يعني انه دفعة من الحساب ) . هذه الشركة هي كونيلا لاستقدام المرتزقة Cornella Services Ltd . اما الخدمات التي تم تنفيذها بواسطة كونيلا والتي بموجبها يتم سداد الفاتورة المقدمة منها فهي موصوفة بحذر وغموض مقصود ، فكونبلا استحقت 9 مليون دولار لتقديمها دعماً ومساندة لمجلس السيادة الانتقالي ، قال عنها الغموض البناء ما نصه ( Support & services for the transitional Sovereign Council )
قبل مغادرة الوثيقة لفت نظرنا ان اليوم المقرر لاستلام هذا التحويل Due date هو يوم 27 يونيو لكنه تأخر ولم يتم تنفيذه الا يوم 30 يونيو ، فلماذا تأخر ؟
يتضح جلياً ان حكومة بورتسودان حرصت علي تمرير هذه المعاملة
" ذات الاهمية القصوي " في اول يوم دوام لبنك السودان بعد عطلة نهاية الاسبوع . فاستحقاق التحويل ( يوم 27 يونيو ) صادف يوم خميس ، موعد الاجازة الاسبوعية للمصارف في السودان ، وعليه انتظروا حتي يوم الاحد فأرسلوا المبلغ .
الشئ الاخر الذي لابد وان يستبد بكل من يطالع هذا التقرير ، ومنذ الوهلة الاولي ، فهو الظرف الانساني الذي يتم فيه تخصيص هذا المبلغ الضخم وحال البلد المكشوف يغني عن كل بيان، أما أم الاثافي فشهدناها في احتجاج ولاة بورتكيزان لمسؤول اليونسيف البارحة ، وبقوة عين لا تعرف الحياء ، يشكون تقاعس المجتمع الدولي وانصرافه عن اغاثة جوعي السودان وهم يستقدمون مَنْ ينفخ لهم لهيبها لتحرق اكثر !
وتظل فضيحة إستجلاب أُجَراء لمواصلة الحرب بعد ان هدأت حلاقيم البلابسة وانصرف الناس عن لايفاتية الضلال ، لاسباب شتي ، فان في هذا لعمري ماينهض كجريمة ضد آدمية الانسان السوداني نحتاج لتثبيتها في دفتر بضعة أجيال .
????من هي شركة كونيلا ولماذا حصلت علي هذا العقد ؟
هذه الشركة ، في الاصل ، من جنوب افريقيا وهي متخصصة في إستقدام المرتزقة . تعاقدت معها حكومة بورتسودان في بحثها المحموم لاستمرار الحرب ونضوب مواردها العسكرية المحلية . فقد ذاع صيت كونيلا بعد ان تعاقدت الحكومة النيجيرية معها سراً قبل 10 سنوات لهزيمة جماعة " بوكو حرام " الاسلامية المتطرفة التي بدأت نشاطاتها الارهابية في غضون عام 2009 في ولاية بورنو Borno State. بنيجيريا . في 2011 غيرت بوكو حرام إستراتيجتها فأصبحت تهاجم مراكز الشرطة ودور القوات النظامية وتستحوذ علي الاسلحة. اكبر هجوم لفت الانظار كان باختطاف 276 طالبة من مدرسة ثانوية حكومية في بلدة تشيبوك في 2014 فسلط العالم عيونه علي إرهاب هذه الجماعة .مثّل إختطاف فتيات تلك المدرسة ، وبذلك العدد الكبير ، كارثة قومية للرئيس الديموقراطي الذي كان يتهيأ لفوز غدا عند القوس الادني.
مهندس العقد مع مرتزقة جنوب افريقيا لم يكن سوي الرئيس النيجيري السابق ( Goodluck Jonathan- قوودلك جوناثان ) نفسه . وّسع الرئيس العقد ليشمل ثلاثة من كبريات شركات استقدام المرتزقة الاجانب من جنود النخبة الذين خدموا في القوات المسلحة لبلادهم ، او شاركوا في بعثات الامم المتحدة لحفظ السلام .
الشركات الثلاثة التي وقع عليها الاختيار هن Cornella Services Ltd ، كونيلا للخدمات ذات المسؤولية المحدودة ، شركة حجاج افريقيا Pilgrims Africa والشركة العالمية للمهمات المتخصصة ، التدريب والمعدات والحماية ومختصرها STTEP ، اي الخطوة
Specialised Tasks, Training, Equipment and Protection International (STTEP) .
هذه الشركة الثالثة صاحبها هو ايلين بارلو احد قادة جيش ج افريقيا المعاشيين وكان عضوا مؤسساً في ايكزيقتف اوت كوم Executive Outcome التي أسسها ذات الرجل Eeben Barlow.
عندما تسربت انباء هذا التعاقد السري للصحافة النيجيرية ، شب حريق سياسي قلب موازين الانتخابات النيجيرية آنذاك . بدأت القوات في الوصول مابين ديسمبر2014 وابريل 2015. وفي 14 فبراير 2015 اعلن الجيش النيجيري عن هجوم كبير ضد بوكو حرام . تمسك الرئيس الديموقراطي جوناثان قودلك بسردية تكذيب استقدامه لهذه الشركات لمحاربة بوكو حرام نيابة عن قوات الامن والجيش النيجيري . أصر الرئيس انها كانت مجرد شركات فنية تقوم بتدريب قوات نيجيرية خاصة . بيد ان الفضيحة كان اكبر من التكذيب فقضت علي اماله الرئاسية فخسر الانتخابات النيجيرية لمنافسه محمدو البحاري الذي تم تنصيبه في مايو 2015 . ومع إفتضاح امر هذه الشركات كان لابد لهن مغادرة نيجيريا بعد سقوط الكفيل وفقدانه كرسي الرئاسة . ولاحظ المراقبون ان شوكة بوكو حرام لم تنكسر وان تقلص نفوذها في شمال شرقي نيجيريا بعد مغادرة المرتزقة .
عند استجلابها في عام 2014 ، تم تسجيل شركة كونيلا في نيجيريا تحت الرقم 1231667 وكان المسؤول عن حساب عمليات نيجيريا هو المتعهد الاستشاري دي وال فان جارسفيلد De Waal Van (Jaarsveld
???? من هم مُلاّك شركات الارتزاق؟
اجمالي أسهم شركة حجاج افريقيا Africa Pilgrims هو 10 مليون سهم يسيطر علي ثلاثة ارباعها السيد كوبس كلاسينز
Cobus Claassens, إذ يستحوذ علي 7.5 مليون سهم . كان هذا الرجل شريكاً في مجموعة مشهورة للمرتزقة في ج افريقيا اسمها ايكزيقتف اوت كوم Executive Outcome التي أسسها إيلين بارلو Eeben Barlow.
الشريك الثاني في شركة حجاج افريقيا أما الشريك الثاني فهو السيد جاكوبس مارثينس كلاسينز وله عدد 2.5 مليون سهم .
????المرتزقة كم عددهم وماذا فعلوا؟
بعد تعاقدها مع شركات المرتزقة من جنوب افريقيا خلال الفترة ما بين ديسمبر 2014 وابريل 2015
توافد ما لا يقل عن 147 مرتزقًا من جنوب إفريقيا لتدريب 163 من جنود المشاة والصاعقة النيجيرية لخلق قوات نخبة مهمتها قتال متمردي بوكو حرام. وبالفعل تم تأسيس قوة قوامها 310 جندياً من جنود النخبة وسُميت هذه المجموعة (مجموعة 72 الجوالة
72Mobile Strike Group).
عن التدريب يقول احد قادة المرتزقة ( القوات التي كنا ندربها نهتم بأن تكون قوة ضاربة ومتحركة دوماً لها سندها الجوي العضوي الخاص بها Organic Air Support، استخباراتها ، إتصالها ، لوجستياتها وغيرها من معينات الاشتباك . بهذا التكوين لم يكن الهدف من القوة الضاربة أبدًا هو الحفاظ على الأرض. أو احتلال مواقع والبقاء فيها بل اعتماد مبدأ العمل الهجومي الذي لا يتوقف والاشتباك والتقدم دوما )
حصل المرتزقة علي مرتب يساوي الضعف تماما مما تقاضوه كجنود نظاميين في جيش بلادهم او في قوات حفظ السلام الاممية . كان مرتب الفرد منهم يبلغ الالف دولار فأصبح الفين دولار ! تتدفع نقداً وعندما تتاخر المرتبات يتذمر المرتزقة ويرفضون الذهاب لمقاتلة بوكو حرام رغم محاولات اغرائهم بالطعام الجيد الذي يشمل وجبة يومية واحدة غنية بالبروتين وشرائح الدجاج كل يومين .
⬜️انتهي ⬜️
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: ملیون دولار بوکو حرام
إقرأ أيضاً:
فجوات تمويلية حرجة وأكثر من 30 مليون سوداني بحاجة للمساعدات
منتدى الإعلام السوداني
الخرطوم، 29 يونيو 2025، سودانايل– يُظهر تحليل حديث صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، الأربعاء، أن غالبية قطاعات الاستجابة الإنسانية في السودان تعاني من فجوات تمويلية مقلقة، حيث لم يتلقَّ قطاع التعليم سوى 1 بالمئة من احتياجاته، بينما لم يتجاوز تمويل قطاع التغذية 3 بالمئة، والصحة 10 بالمئة، والحماية العامة 16 بالمئة.
في المقابل، تواجه قطاعات حيوية مثل المياه والإصحاح والنظافة، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، والمساعدات غير الغذائية نقصًا تمويليًا يتجاوز 90 بالمئة، ما يهدد بإعاقة قدرة المنظمات على الوصول إلى ملايين المحتاجين.
وتأتي هذه الأرقام في ظل أزمة إنسانية متفاقمة يعيشها السودان، حيث أشارت (OCHA) إلى أن ما مجموعه 1.9 مليون شخص في السودان تلقوا مساعدات نقدية متعددة الأغراض (MPCA) منذ بداية عام 2025 وحتى نهاية مايو، وذلك عبر تدخلات إنسانية امتدت إلى 8 ولايات و9 محليات.
وارتفع عدد المحتاجين للمساعدات إلى مستوى غير مسبوق بلغ 30.4 مليون شخص. وفي ظل تزايد حدة الأزمة، يسعى الشركاء في العمل الإنساني إلى جمع 4.2 مليار دولار خلال عام 2025 لتقديم الدعم المنقذ للحياة لـ 21 مليون شخص في مختلف أنحاء البلاد.
غير أن التمويل المتاح لا يزال بعيدًا عن تلبية هذه الاحتياجات. فحتى 31 مايو، لم يُجمَع سوى 13.5% من إجمالي المبلغ المطلوب، أي ما يعادل 563 مليون دولار فقط. ما اضطر الشركاء إلى خفض نطاق الاستجابة ليشمل 18 مليون شخص فقط، مع الحاجة الملحة إلى 3 مليارات دولار لضمان توفير الحد الأدنى من الخدمات والمساعدات.
ورغم التحديات، تمكّن العاملون في المجال الإنساني بين شهري يناير ومايو 2025 من الوصول إلى 12.4 مليون شخص بمساعدات مختلفة، من أصل 20.9 مليون شخص كانوا مستهدفين خلال هذه الفترة. وشملت الاستجابة 8.7 مليون شخص تلقوا مساعدات غذائية ودعماً لسبل كسب العيش، إلى جانب 4.5 مليون شخص حصلوا على مياه شرب آمنة. كما تم تقديم خدمات صحية لـ 2.6 مليون شخص، بينما استفاد أكثر من 510,600 شخص من مساعدات متعددة الأغراض.
ووفقًا للوحة المعلومات الخاصة بشهر مايو، فقد تم توزيع 37.4 ألف تحويل نقدي في هذا الشهر وحده، ما يعكس تصاعد الاستجابة النقدية مع اتساع رقعة الاحتياج في البلاد.
وأشار التقرير الذي حصلت (سودانايل) على نسخة منه، إلى أن تنفيذ هذه البرامج تم عبر 12 منظمة، منها 8 منظمات دولية غير حكومية (INGOs)، ومنظمتان وطنيتان (NNGOs)، ووكالة أممية واحدة.
وتصدرت ولايات شمال دارفور، والنيل الأبيض، وجنوب دارفور قائمة المناطق التي شهدت أعلى معدلات تغطية نقدية، في حين جاءت منظمات مثل CRS، وIRW، وCAFOD ضمن الجهات التي وزعت أكبر نسب من المساعدات النقدية.
وشملت المساعدات النقدية عدة أهداف من بينها دعم الأسر النازحة والمجتمعات المستضيفة لمواجهة احتياجاتهم الأساسية، خصوصًا مع تدهور سبل العيش وارتفاع أسعار المواد الغذائية والخدمات الصحية.
وبيّنت اللوحة أن شهر أبريل سجّل أعلى عدد من المستفيدين من التحويلات النقدية مقارنة بالشهور الأخرى، في حين بدأ الصرف النقدي في يناير بوتيرة منخفضة وتزايد تدريجياً حتى مايو.
وأوضحت الأمم المتحدة أن المساعدات تلعب دورًا حاسمًا في تمكين الأسر السودانية من اتخاذ قرارات تلائم احتياجاتها وتخفيف وطأة الأزمة، لكنها تبقى غير كافية في ظل تزايد معدلات النزوح والفقر والبطالة.
وعلى مستوى التمويل، تصدرت الولايات المتحدة قائمة المانحين بمساهمة بلغت 85 مليون دولار، تلتها الأمم المتحدة عبر صندوق الاستجابة الطارئة (CERF) بـ47.3 مليون دولار، ثم المفوضية الأوروبية (32.5 مليون دولار)، وكندا، وألمانيا، والمملكة المتحدة، والدنمارك، وإيطاليا.
ودعا التقرير إلى استجابة دولية ووطنية عاجلة ومستدامة، نظراً لضخامة الاحتياجات وتفاقم الأزمة الإنسانية في مختلف أنحاء البلاد. وشدد على أن استمرار الفجوات التمويلية يهدد بإضعاف قدرة المنظمات الإنسانية على الاستجابة ويعرّض ملايين السودانيين لخطر المجاعة والمرض وانعدام الحماية.
ينشر منتدى الإعلام السوداني والمؤسسات الأعضاء فيه هذه المادة من إعداد صحيفة (سودانايل) في إطار تتبع وعكس الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي يعيشها الناس في السودان. وتشير المادة إلى مستويات محرجة في نقص التمويل اللازم لمواجهة مصاعب الغذاء والتعليم والحماية العامة.
الوسومالسودان دارفور مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية