سناء موسى.. دكتورة الأغنية الفلسطينية في مهرجان جرش
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
تضع الفنانة الفلسطينية الدكتورة سناء موسى، بصمة صوتها وإحساسها الفياض على جرح الألم الغائر، في كل مدينة فلسطينية، وهي قادمة لتحيي سهرة الأثنين 29 تموز الحالي على خشبة المسرح الشمالي، ضمن فعاليات “مهرجان جرش للثقافة والفنون”، في الدورة التي تتضامن مع أهلنا في فلسطين عموماً وقطاع غزة خصوصاً
الفنانة التي تحمل درجة الدكتوراة في علم الأعصاب، تجد في حرفة الغناء التي تمارسها، ضرورة لابقاء الكلمة الفلسطينية واللحن التراثي في ذاكرة الناس، فهي حريصة على توثيق الموروث الغنائي الفلسطيني وحفظه من الاندثار والسرقة، ونقله من جيل إلى آخر، فهي الباحثة عن الطبقات والمحاور الفلسطينية التي تجذب الانتباه، دون أن يكون قد تم التطرق لها مسبقاً، وهو الأمر الذي جعل من مشروعها الفني، رسالة فلسطينية مثقفة، طافت بها العالم بمئات العروض الموسيقية ذات التراث الفلسطيني، فكانت الصوت الملهم للكثير من المواهب الفنية حول العالم
ترى سناء، في الاغاني التراثية مضامين ثقافية وكتباً معرفية تقص حكايات الشعوب، وتحكي قصة الانسان في زمان ومكان محددين، كتفاصيل حياة الشعب الفلسطيني على أرض كنعان، إذ تسرد الاغاني طقوس الزرع والحصاد وصلاة الاستسقاء وغيرها من الطقوس، وتوثق المراحل السياسية المختلفة من حياتنا كفترة السفر برلك الى فترة الاحتلال البريطاني وغيرها من الاغاني المرتبطة بثقافة الجماعة
تقوم سناء منذ عام 2005، بأبحاث ميدانية بمنهجية علمية انثروبولوجية لجمع مواد تشكل نقطة الانطلاق أو الركيزة التي تعتمد عليها مشاريعها الموسيقية، وما زالت تعمل على توثيق هذا المروروث في المخيمات الفلسطينية في الوطن والشتات.
أما أحدث مشاريعها التوثيقية، فيحمل عنوان: “ذاكرة البلاد”، التي تؤرخ فيها سناء أغنيات الساحل الفلسطيني، مستعيدة أغاني الصيادين الذين كانوا يغامرون بحياتهم بحثاً عن رزقهم، عبر قوارب تأخذهم على امتداد الساحل الفلسطيني من رأس النقب إلى أم الرشراش
وكانت سناء، قد قدمت برنامجاً تلفزيونياً بعنوان: “ترويدة”، يعتبر أول مشروع بحثي في قوالب الغناء الفلسطيني، بحيث يتم تصنيف القوالب الغنائية، من خلال النبش في ذاكرة الناس، واستضافة الباحثين الشعبيين في التراث، فقصة الأغنية لا تقل أهمية عنها، ففي كل قصة أرشفة لأغنية تسمح لنا بالوصول إلى التاريخ والجذور الضاربة في الارض، والنساء هن حارسات التراث، والمساهمات في نقل القوالب الموسيقية إلى الأجيال اللاحقة، وقد سعى برنامج “ترويدة” عبر 16 حلقة تلفزيونية، إلى تجميع التراث الموسيقي الفلسطيني وفصله عن التراث العربي المحيط به، وقولبته بحلة جديدة تحافظ على خصوصيته
جمهور مهرجان جرش.. على موعد مع أمسية مختلفة وغير تقليدية مع نجمة الأغنية الفلسطينية الدكتورة سناء موسى، في التاسعة من مساء يوم الأثنين 29 تموز الحالي، على خشبة المسرح الشمالي
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
مسيرة زعيم خالد في ذاكرة الوطن.. ذكرى تنصيب جمال عبد الناصر رئيسا لولاية ثانية
في مثل هذا اليوم، 25 يونيو من عام 1965، حظي الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر بولاية ثانية لرئاسة الجمهورية، بعدما تولى الحكم لأول مرة في عام 1956. ولم يكن هذا التجديد مجرد قرار سياسي، بل كان تأكيدًا على الشعبية الكبيرة التي تمتع بها الزعيم الراحل، وعلى الثقة التي منحها له الشعب المصري لمواصلة مشاريعه القومية وأهدافه الوطنية.
وُلد جمال عبد الناصر في 15 يناير 1918، في 18 شارع قنوات بحي باكوس الشعبي بمحافظة الإسكندرية، وسط أسرة مصرية بسيطة تنتمي لأصول ريفية من صعيد مصر، كان والده عبد الناصر حسين يعمل موظفًا في مصلحة البريد، وقد وُلد في قرية بني مر عام 1888، وعلى الرغم من ضيق الحال، فقد حرص الأب على تعليم أبنائه، وتهيئة ظروف كريمة لهم في حدود الإمكانات المتاحة.
بدأت رحلة جمال عبد الناصر نحو الحياة العسكرية مبكرًا. في سن التاسعة عشرة، حاول الالتحاق بالكلية الحربية لكنه لم يُوفّق، فالتحق مؤقتًا بكلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا). وبعد إعلان الكلية الحربية قبول دفعة استثنائية، تقدّم مجددًا ونجح في الانضمام إليها، ليتخرج في يوليو 1938 برتبة ملازم ثانٍ.
من حرب فلسطين إلى تأسيس الضباط الأحرارشارك عبد الناصر في حرب فلسطين عام 1948، وهي التجربة التي شكلت وعيه الوطني والسياسي، وعقب عودته عُيّن مدرسًا في كلية أركان الحرب بعد اجتياز اختباراتها، وفي يوليو 1949، تأسست في منزله بمنطقة كوبري القبة أول نواة لتنظيم الضباط الأحرار، الذي كان له الدور الفاصل في تاريخ مصر الحديث.
ثورة يوليو وبداية الجمهوريةفي 23 يوليو 1952، قاد تنظيم الضباط الأحرار ثورة عسكرية أنهت حكم الملك فاروق، وأعلنت الجمهورية المصرية رسميًا في العام التالي 1953، وفي عام 1954، تولى عبد الناصر رئاسة مجلس الوزراء، بينما ظل محمد نجيب رئيسًا للجمهورية بشكلٍ رمزي، حتى أُقصي تمامًا عن السلطة.
توقيع اتفاقية الجلاءوفي 19 أكتوبر 1954، تمكّن الوفد المصري برئاسة عبد الناصر من توقيع اتفاقية الجلاء مع بريطانيا، التي مثّلت نصرًا سياسيًا كبيرًا. وأثناء الاحتفال بهذه المناسبة في ميدان المنشية بالإسكندرية، تعرّض لمحاولة اغتيال فاشلة في 26 أكتوبر من نفس العام.
رئاسة الجمهورية والمشروعات القوميةأصبح عبد الناصر رسميًا رئيسًا للجمهورية في 24 يونيو 1956، بعد إقرار دستور جديد واستفتاء شعبي واسع، ومنذ ذلك الحين، شرع في تنفيذ عدد من المشروعات القومية الكبرى التي لم يكن أثرها مقتصرًا على جيله، بل امتد إلى الأجيال التالية، مثل السد العالي، ومشروع التصنيع الثقيل، وتوسيع التعليم المجاني.
وفي 25 يونيو 1965، حصل عبد الناصر على ولاية رئاسية ثانية، في ظل دعم شعبي واسع وثقة متجددة في رؤيته السياسية والاقتصادية.
النكسة والتنحي والمطالب الشعبية بالعودةفي 9 يونيو 1967، وبعد نكسة يونيو، أعلن جمال عبد الناصر تنحيه عن الحكم، في مشهد مؤلم ترك أثره في وجدان الأمة، إلا أن الجماهير خرجت في مظاهرات ضخمة تطالب بعدم التنحي، ما دفعه إلى العدول عن قراره والاستمرار في قيادة البلاد خلال مرحلة صعبة ومليئة بالتحديات.
مؤلفاتهلم يكن عبد الناصر مجرد قائد سياسي، بل ترك أيضًا إرثًا فكريًا من خلال مؤلفاته التي عبّرت عن رؤيته في قضايا الثورة والوطن. من أبرز كتبه:
فلسفة الثورةيوميات الرئيس جمال عبد الناصر عن حرب فلسطين 1948في سبيل الحريةالرحيل وأثره في الوطن العربيتوفي الزعيم جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970، بعد حياة حافلة بالنضال والعمل من أجل استقلال الوطن العربي وكرامة شعوبه، ويُعد حتى اليوم أحد أبرز الشخصيات في التاريخ المصري والعربي، لما مثّله من رمز للكفاح الوطني، ولما تركه من أثر دائم في ضمير الشعوب العربية.