نافذة إنسانية على غزة.. إستراتيجية الاحتلال لإبادة عائلات بأكملها
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
سلّطت فقرة "نافذة إنسانية خاصة على غزة" التي بثتها قناة الجزيرة الضوء على إستراتيجية الاحتلال الإسرائيلي لشطب عائلات فلسطينية بأكملها من السجلات المدنية في قطاع غزة.
فقد أبادت إسرائيل في حربها على قطاع غزة آلاف العائلات الفلسطينية، التي لم يبق لها أثر في السجلات المدنية، وهو ما حصل في وقت سابق بمخيم النصيرات وسط القطاع، إذ سويت عمارة المهندسين بالأرض، ودفن سكانها تحت الركام، والنتيجة أن أكثر من 20 عائلة شطبت بأكملها من السجلات المدنية.
وتستهدف غارات الاحتلال بشكل ممنهج منازل الفلسطينيين في مختلف مناطق غزة، مما أسفر عن استشهاد عائلات بأكملها، وهو ما تحدث عنه غزيون من مخيم النصيرات لمراسل الجزيرة هشام زقوت، وعدّد أحدهم أسماء عائلات معروفة استشهد جميع أفرادها نتيجة غارات جيش الاحتلال.
ويقول مراسل الجزيرة إن كل المؤشرات والتحقيقات تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس إبادة جماعية بحق سكان غزة، وهو ما سيخلف آثارا اجتماعية وثقافية وقانونية.
وبحسب تقرير زقوت الذي عرضته قناة الجزيرة، فقد ارتكبت قوات الاحتلال أكثر من 3 آلاف مجزرة في غزة، وفي كل مجزرة سقط عشرات من الشهداء، غالبا ما يكونون من العائلة نفسها، منهم مَن انتشل جثمانه، وكثيرون لا يزالون تحت الأنقاض.
وفي تعليقه على سياسة القتل الممنهج التي يمارسها الاحتلال، يؤكد تريستينو مارينيلو، أستاذ القانون الدولي في جامعة ليفربول وعضو الفريق القانوني لضحايا الحرب في غزة أمام المحكمة الجنائية الدولية، أن ما يحدث في غزة لا مثيل له، وقال إن عائلات كاملة تزال من الوجود تقريبا بشكل يومي، ومعظم أفرادها من المدنيين.
وأكد مارينيلو -في اتصال مع قناة الجزيرة- أن قتل المدنيين يدخل ضمن جرائم الحرب وفق القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وهو أيضا جزء من سياسة الإبادة التي يتم بحثها كجريمة ضد الإنسانية، مشيرا إلى أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية تحدث عن ذلك، وكذلك محكمة العدل الدولية التي تقول إن ما يجري في غزة يرقى لمستوى حرب إبادة وجرائم ضد الإنسانية.
وأضاف أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لا تستهدف في حروبها الحالية والسابقة على الفلسطينيين الأهداف العسكرية بل المدارس ومعسكرات اللاجئين والمراكز الدينية، ولا تقدم أي أدلة مقنعة على أن تلك الأهداف عسكرية وليست مدنية.
وبالتالي -كما يقول مارينيلو- فإن "هذه الجرائم تعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ولا مبرر لها على الإطلاق"، مؤكدا أن القانون الدولي يمنع استهداف المدنيين حتى في ظل احتمال وجود هدف عسكري بينهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات السجلات المدنیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
مدير مركز بروكسل الدولي للبحوث: المواقف الأوروبية تجاه إسرائيل تشهد تغيرا نوعيا
قال الدكتور رمضان أبو جزر مدير مركز بروكسل الدولي للبحوث، إنّ المواقف الأوروبية تجاه إسرائيل تشهد تغيرًا نوعيًا، إذ انتقلت بعض العواصم الأوروبية من التصريحات والتحذيرات إلى اتخاذ خطوات عملية على الأرض، لا سيما في الجوانب الاقتصادية.
وأضاف أبو جزر، في تصريحات مع الإعلامية مارينا المصري مقدم برنامج "مطروح للنقاش" عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن هذا التحول تأخر كثيرًا، لكنه جاء نتيجة ضغط كبير مارسه المجتمع المدني الأوروبي ومراكز الأبحاث، مطالبين الحكومات باتخاذ إجراءات ملموسة تجاه ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
وأوضح أبو جزر أن مراجعة اتفاقية الشراكة الأوروبية الإسرائيلية، التي تعتبر ركيزة أساسية في العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، تمثّل ضربة مؤلمة لإسرائيل، خاصة أن الاتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري الأول لها، ويعتمد عليه الاقتصاد الإسرائيلي بدرجة كبيرة، متابعًا، أن دولًا مثل إسبانيا وإيرلندا بدأت بالفعل في الحديث عن مرحلة جديدة قد تشمل فرض عقوبات مباشرة على إسرائيل، وهي تطورات غير مسبوقة في مواقف أوروبا تجاه الاحتلال.
وأشار أبو جزر إلى أن تصريحات وزير الخارجية البريطاني الأخيرة حملت لهجة قوية وإجراءات عملية، تجاوزت حدود الضغط الدبلوماسي إلى خطوات اقتصادية فعلية، الأمر الذي يعكس تحولًا حقيقيًا في المزاج السياسي الأوروبي تجاه الحرب على غزة، موضحًا، أنّ هذا التحول إلى عدة أسباب، من بينها حجم الجرائم المرتكبة في القطاع، لا سيما المجازر ضد الأطفال، وتصاعد حدة المظاهرات الأوروبية الرافضة للحرب، إضافة إلى تجاوز رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحل الدولتين، الذي يُعد المسار الوحيد الذي تموله وتدعمه أوروبا.
ولفت، إلى أن أوروبا تسعى حاليًا أيضًا إلى إعادة تموضعها الجيوسياسي، وموازنة علاقاتها مع الولايات المتحدة، التي وفّرت لنتنياهو الغطاء السياسي والدبلوماسي لسنوات، متابعًا، أن الفتور الأخير في العلاقة بين ترامب ونتنياهو، قد يمنح الأوروبيين فرصة للضغط باتجاه إزاحة الأخير، أو على الأقل تقويض نفوذه.
وذكر، أن تطور العلاقات العربية الأوروبية، بقيادة مصر، لعب دورًا حاسمًا في بناء جسور الثقة، وتشكيل موقف عربي-أوروبي موحد تجاه الأزمة.
وواصل، أن تزامن الإجراءات الأوروبية مع خطوات مشابهة من بريطانيا وكندا، وإن لم تكونا ضمن الاتحاد الأوروبي، يُمثل تنسيقًا دوليًا متصاعدًا للضغط على إسرائيل، مؤكدًا، أنه في حال توجّه المجموعة العربية والأوروبية إلى مجلس الأمن بمشروع قرار لوقف الحرب، وتم تمريره دون أن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو)، فإن ذلك قد يُفضي إلى سقوط حكومة نتنياهو سياسيًا، ويضع حدًا للعدوان المستمر على قطاع غزة.