التصعيد العسكري المتزايد بعد الهجمات الإسرائيلية التي شهدتها محافظة الحديدة باليمن، يزيد من حدة التوتر واحتمالات اتساع الصراع؛ ما ينذر بمخاطر كبرى على أمن واستقرار هذه المنطقة الإستراتيجية والعالم.
لقد أكدت السعودية موقفها الثابت تجاه التصعيد الحاصل بين الأطراف؛ حيث أوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع العميد تركي المالكي، أن المملكة ليس لها أي علاقة، أو مشاركة باستهداف الحديدة، وأنها لن تسمح باختراق أجوائها من أي جهة كانت، وكذا ما أعلنته وزارة الخارجية عن متابعتها بقلق بالغ لتلك التطورات، التي تضاعف من حدة التوتر في المنطقة، وتضر بالجهود المستمرة لإنهاء الحرب على غزة.
وانطلاقًا من هذا الموقف الثابت بضرورة إنهاء تلك المخاطر، جاءت دعوة وزارة الخارجية بضرورة التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، والنأي بالمنطقة وشعوبها عن مخاطر الحروب، وأن يضطلع المجتمع الدولي والأطراف المؤثرة والفاعلة بأدوارهم ومسؤولياتهم لإنهاء الصراعات في المنطقة، وما أكدت عليه الخارجية بـ” استمرار الجهود السعودية لإنهاء الحرب على غزة، ودعمها المستمر لجهود السلام في اليمن؛ لتجنيب شعبها الشقيق المزيد من المعاناة وتحقيق الأمن والسلم في المنطقة”.. وهذا النهج الحكيم هو بوصلة المملكة في جهودها المخلصة، ودعمها المتواصل لكل ما يحقق للدول وشعوبها الاستقرار والنماء والازدهار.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: كلمة البلاد
إقرأ أيضاً:
قبل محادثات إسطنبول.. زيلينسكي يطالب بخارطة طريق من موسكو وأردوغان يتحرك لإنهاء الحرب
جدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مطالبه بوضوح جدول أعمال محدد من روسيا لجلسة المحادثات المرتقبة في إسطنبول، المقرر عقدها يوم الاثنين، وسط حالة من الغموض حول موقف كييف النهائي من المشاركة في الاجتماع، من جانبه، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن أنقرة تكثف جهودها لجمع جميع الأطراف المعنية بهدف إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا وتحقيق السلام في المنطقة.
وخلال خطابه مساء الأحد، أكد زيلينسكي أن المعلومات حول ما ستقدمه روسيا في المحادثات لا تزال غير واضحة، مشيرًا إلى أن لا أوكرانيا ولا تركيا ولا الولايات المتحدة وشركاؤها يعرفون تفاصيل العرض الروسي حتى الآن، معتبراً أن الوضع الحالي لا يحمل جدية كافية، وأعرب عن أمله في أن تلعب الولايات المتحدة دورًا حاسماً في ملف العقوبات لدعم جهود السلام.
وكانت روسيا قد اقترحت عقد جولة ثانية من المحادثات في إسطنبول، حيث تعتزم تقديم مذكرة تحدد شروط إنهاء الحرب، لكنها رفضت الكشف عن تفاصيلها قبل بدء الاجتماع. وصرح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأن محتوى مسودة المذكرة الروسية لن يتم الإعلان عنه قبل بدء المفاوضات.
من ناحيته، شدد الرئيس التركي أردوغان، في اتصال هاتفي مع نظيره البلغاري رومن راديف، على استمرار الجهود الدبلوماسية لإنهاء النزاع، مؤكداً أن أنقرة تعمل على جمع الأطراف المعنية في إسطنبول لتحقيق السلام في المنطقة. كما أشار في اتصال سابق مع زيلينسكي إلى أهمية مشاركة وفود قوية في جولة المحادثات الثانية المزمع عقدها.
وفي الوقت ذاته، تواجه القوات الأوكرانية ضغوطًا متزايدة على طول خط الجبهة الممتد لأكثر من ألف كيلومتر، وسط تصعيد روسي يشمل تسريع الزحف في منطقة دونيتسك وتوسيع الهجمات في مناطق سومي وخاركوف، في محاولة من موسكو لفرض شروط أقسى على السلام خلال الصيف.
وفي هذا السياق، تصر موسكو على شروط تشمل انسحاب أوكرانيا من مناطق دونيتسك ولوجانسك وزابوريجيا وخيرسون، التي ضمتها روسيا في سبتمبر 2022، وهو مطلب ترفضه كييف وحلفاؤها، كما تشمل الشروط الروسية التزامًا من القادة الغربيين بوقف توسع حلف شمال الأطلسي شرقًا وفرض قيود على حجم الجيش الأوكراني.
في ظل هذه التطورات، يرى بعض المراقبين أن بوتين يستخدم محادثات السلام كوسيلة لتهدئة نفاد صبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي أبدى إحباطه من استمرار الصراع وتصاعده، بينما يؤكد الكرملين أن التسوية لن تتم بسرعة وأن معالجة الأسباب الجذرية للنزاع أمر ضروري.
تجدر الإشارة إلى أن جولة المحادثات الأولى التي عقدت في إسطنبول منتصف مايو الماضي لم تسفر عن اتفاق لوقف إطلاق النار، وسط تمسك موسكو بشروط مسبقة لتحقيق هذه الخطوة، ما يجعل الجولة الثانية أمام تحديات كبيرة.