صحيفة الاتحاد:
2025-08-03@23:51:00 GMT

شيخة الجابري تكتب: فضائح على الهواء مباشرة

تاريخ النشر: 4th, August 2025 GMT

لفتت انتباهي يوم أمس فتاة من دولة خليجية كانت تبث على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي، وهي تصرخ وتتوعد وتبكي بحرقة لم أرها في حياتي، بكاء ندم وربما خوف من فضيحة. لستُ أدري، لكنني سمعتها توجه الدعوات على الذين تعرضوا لها ونشروا فيديو خاصاً بها، يبدو أن أحداً ما التقطه لها وهي برفقة شخص قد يكون زوجها، ونشره على أنه حبيبها، الأمر الذي أزعجها وسبب لها مشكلات، جعلها تبكي وتتلوى وتنتحب من الحال التي وصلت إليها بعد نشر الفيديو.


وكانت الفتاة تتساءل: كيف استطاع الذي قام بهذا العمل الدنيء أن ينشره، وأن يضع عليه تعليقاً يحمل اسمها واسم عائلتها، ثم أردف فلانة مع حبيبها؟! الحقيقة أن الأمر مخيف جداً، لم تعد هناك حواجز أخلاقية وقيمية تردع بعض الناس الذين يتعدون على خصوصيات الآخرين ويتسببون لهم بمشكلات وفضائح أسرية ومجتمعية، ولأن الرادع لا يكفي والتشريعات والقوانين في بعض الدول لا تخدم مستخدمي ورواد ما يسمى بـ «وسائل التواصل»، والتي هي بعيدة جداً عن هذا المفهوم ولا تحميهم عند حدوث مثل هذه الاختراقات لهم ولخصوصياتهم.
موضوع تلك الفتاة يحيلنا إلى الحديث عن مدى الاستهتار من بعض رواد «وسائل المشاكل الاجتماعية»، الذين لم تعد توقفهم قيم أو خوف على أنفسهم وعلى أسرهم، هناك سيل من السماجة والمغثة فيما يبث على مدار الساعة، بشر كشفوا عن خصوصياتهم على الملأ، ولم يعد أحد يواري «سوءة أخيه»، بل يُمعن في فضحه وجعله سلعة رخيصة وبضاعة رديئة معروضة للجميع، و«اللي ما يشتري يتفرج».. كما يقولون.
ونظل نتساءل: لماذا هذا التغير الاجتماعي المفاجئ والصادم؟ هل هي الرغبة في بناء الثروات، ورص الدولارات، واقتناء الملابس والسيارات، والألماس والمجوهرات؟ هناك أمر مريب يحدث، ناس كانوا يعيشون في القاع في بعض الدول، أصبحوا فجأة من رواد الأعمال، ويملكون من الثروات ما يضع ألف سؤال حولهم، وهناك أطباء، ودجّالون ومشعوذون وحفلات زار تبث على الهواء، وهناك أشياء كثيرة تثير الاشمئزاز والتقزز.
ترى ماذا سيحدث لو تم حجب تلك المواقع التي ضيّعت الكثيرين، ولوثت العقول، وشجّعت الفتيات والشباب على الخطأ، والدخول في مناطق خطرة تنذر بعواقب مجتمعية لا تحمد عقباها؟ هناك غرف الظلام التي تديرها عصابات لبيع الأعضاء وخطف الأطفال، من أين جاؤوا بكل هذا الشر؟! لم يعد أحد يخاف من شيء «كله بيضرب في كله» للأسف.
إن واقع الحال بحاجة إلى مراجعة وحل جذري، وبتر فوري لكل تلك الفضائحيات، والمهاترات، والعُري الأخلاقي غير المسؤول، فمن سيقوم بذلك؟

أخبار ذات صلة شيخة الجابري تكتب: كنز ليوا الأخضر شيخة الجابري تكتب: بخصوص ما يبتكره اللصوص!

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: شيخة الجابري أحوال

إقرأ أيضاً:

د. هبة عيد تكتب: من الطفولة تبدأ الرجولة.. كيف نُربي رجلًا لا شبه رجل

منذ لحظة ولادة الطفل، يبدأ تكوين ملامح مستقبله النفسي والوجداني. وإن كنا نطمح إلى أن نُنشئ رجلًا حقيقيًا، لا نكتفي فقط بأن نلبي احتياجاته المادية من مطعم وملبس، بل يجب أن نُربيه: على المسؤولية، على الاحترام، على القوة الداخلية لا الهيمنة الخارجية.

وعلينا أن نعلم جيداً بأن الرجولة لا تأتي فجأة مع البلوغ، بل تُبنى مع كل كلمة يسمعها الطفل، وكل موقف يمرّ به، وكل قدوة يعيش معها. ومع الأسف، كثير من الأسر تُربي أبناءها الذكور ليكونوا "أقوياء شكليًا"، لا ناضجين عاطفيًا ولا مسؤولين سلوكيًا. وهنا تأتي أهمية التربية الواعية. التي يجب أن يلتزم بها كل أب وأم من خلال تعريف الطفل بمن هو "الرجل الحقيقي" بلغة تناسب سنه

فالرجل الحقيقي ليس من يتحكّم، بل من يتحمّل. ليس من يعلو صوته، بل من يسمو بخُلُقه.
ويتم تنمية هذا المفهوم من خلال استخدام القصص، والمواقف اليومية، والنماذج الإيجابية من الدين (مثل سيرة النبي ﷺ وصحابته) لشرح معاني الرجولة: الرحمة، الحزم، الصدق، الإحسان، الوفاء.
وتوعيته بأن  الرجولة تبدأ من قول الحقيقة، ومن الاعتذار عند الخطأ، من الدفاع عن الضعيف، ومن احترام الفتاة وليس السيطرة عليها.

ولكن في  نفس الوقت  لا نحرمه من التعبير عن مشاعره فكثير من الأسر يقولون للصبي: "لا تبكي … خليك راجل!"
وهذا مخالف تماما لنظريات النمو النفسي، التي تُجمع على أن كبت المشاعر منذ الصغر  يصنع رجالًا عنيفين، أو منطويين، أو فاقدي التعاطف.
 فالبكاء لا يُنقص من كرامته، و الاعتراف بالحزن لا يُضعفه.

لذلك يجب تشجيعه علي أن يُعبّر بالكلمات لا بالصراخ، وبالحوار لا بالعنف.
و غرس مفهوم "المسؤولية" منذ الطفولة وأن تنتبه الأسرة إلى أن الرجولة الحقيقية لا تنمو في بيئة التدليل المفرط. فالطفل يجب أن يتحمّل مسؤوليات تتناسب مع عمره.
ويتم تعريفه بها من خلال مشاركته  في المهام اليومية: ترتيب غرفته، الاهتمام بأغراضه، مساعدة أحد الوالدين. ليغرس بداخله منذ الصغر أن الرجولة تعني "أن تقوم بواجبك حتى لو لم يرك أحد".

كذلك العمل على إلقاء الضوء على أهمية  احترام الآخر والدور الذي يقوم به في المجتمع وخاصة دور الفتاة والمرأة  فالأنثى ليست كائنًا أقل منه، بل شريك في الحياة والعمل والكرامة.

وهنا يأتي دور الأب القدوة الأولى للطفل في الحياة.
وكيف يراعي تصرفاته وافعاله امام طفله من خلال  تدرّيبه على احترام حدود الآخرين، ورفض التنمر أو العنف اللفظي أو الجسدي، ولا يقل ما لا يفعل.

فالطفل يُقلد أكثر مما يسمع. وإن أردت أن تُربيه على الرجولة، كن أنت الرجل الذي تُريد أن يكونه.
كن صادقًا، ملتزمًا، متزنًا أمامه. احترم والدته، واعتذر إن أخطأت، وكن حنونًا بلا ضعف، حازمًا بلا قسوة.

وفي الختام: تربية الرجل تبدأ من الطفولة لا المراهقة،  تبدأ من اللحظة التي ننظر فيها لطفلنا على أنه مشروع إنسان، لا مجرد "ولد لازم يكبر ويبقى راجل".
فالرجل الحقيقي لا يُولد، بل يُصنع بالتربية.
وغدًا، حين يكبر ابنك، ويكون زوجًا صالحًا، وأبًا رحيمًا، وسندًا لغيره ولك .. ستدرك أنك لم تُربِّ ولدًا فقط، بل أنشأت ركنًا من أركان المجتمع السليم.

طباعة شارك ولادة الطفل الرجولة البلوغ

مقالات مشابهة

  • البابا لاون يُرسل تحياته إلى جميع الشباب الذين لم يستطيعوا المشاركة في يوبيل الشباب
  • عاجل|وسائل إعلام إسرائيلية: المسيرة التي أطلقت من اليمن اعترضت في أجواء بلدة بني نتساريم بغلاف غزة
  • شبيهة ملكة كابلي من العراق تشعل مواقع التواصل.. فيديو
  • نواب اضطروا للاستقالة بعد فضائح سير ذاتية مزورة في إسبانيا
  • د. هبة عيد تكتب: من الطفولة تبدأ الرجولة.. كيف نُربي رجلًا لا شبه رجل
  • ماذا يحدث لعظامك لو تعرضت للمروحة أثناء النوم مباشرة؟
  • كبسولة تلتحم بمحطة الفضاء حاملة 4 أشخاص
  • طاقم جديد ينضم إلى محطة الفضاء الدولية عبر «سبيس إكس»
  • استقالة نواب بعد فضائح سير ذاتية مزورة في إسبانيا