بعد دراستها 3 سنوات.. ماذا يعني اكتشاف جمجمة غريبة لا تشبه البشر ؟
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
جمجمة غامضة لا تشبه أي جمجمة بشرية، هذا الاكتشاف الغامض عثر عليه فريق دولي من العلماء، وهي حفرية بشرية قديمة في الصين على عكس أي أشباه البشر الأخرى التي تم العثور عليها من قبل.
اكتشاف جمجمة بشرية غامضةووفقا لمجلة “ساينس أليرت” العلمية، هذه الجمجمة لا تشبه إلى رأس بشرية تم العثور عليها من قبل، فهي لا تشبه شكل إنسان نياندرتال أو دينيسوفان.
وتم اكتشاف عظام الفك والجمجمة والساق التي تنتمي إلى هذا الإنسان الذي لم يتم تصنيفه بعد ، وأطلق عليه العلماء اسم (HLD 6) وتم العثور عليه هولونجدونج في شرق آسيا ، في عام 2019.
وخلال السنوات التي تلت هذا الاكتشاف، كافح الخبراء في الأكاديمية الصينية للعلوم (CAS) لمطابقة البقايا بنسب معروف للبشر، اكتشاف سلالة جديدة من أشباه البشر في الصين يثير التساؤلات العلمية
ووجد الباحثون أن هذه السلالة تمثل مزيجًا فريدًا بين الإنسان الحديث وأشباه البشر القدامى الآخرين مثل إنسان الدينيسوفان.
تم العثور على العديد من أحافير أشباه البشر في الصين على مر العصور، ولكنها لم تتوافق بشكل سهل مع أي سلالة محددة. لذلك، كانت هناك صعوبة في تفسير هذه البقايا وتصنيفها ضمن سلالة معينة. ومن خلال دراسة جينوم هذه الأحافير، تم تأكيد أنها تمثل سلالة جديدة تمامًا.
تعتبر هذه الاكتشافات مهمة لفهم تاريخ تطور الإنسان وتشكيله البشري. وتوفر هذه الدراسة نظرة أعمق على التنوع البشري القديم وتطور الأنسلاخ البشري وتعقيداته. إن فهم مزيج الجينات الفريد الذي تم اكتشافه في الصين يمكن أن يساعدنا في تتبع سلالات أشباه البشر وفهم كيفية تأثيرها على تطور الإنسان الحديث.
يشير الباحثون إلى أن هذا الاكتشاف يثير تساؤلات جديدة حول أصول الإنسان وتعقيداته الجينية. وعلى الرغم من أن هذه السلالة الجديدة غير معروفة تمامًا ولم يتم تحديد نسبها بشكل دقيق، إلا أنها تشكل تحدٍ جديدًا للباحثين لمواصلة دراسة تطور الإنسان وفهمه بشكل أفضل.
الأنساب البشريةبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يلقي هذا الاكتشاف الجديد الضوء على التنوع الجيني للإنسان القديم ويساهم في فهم العوامل التي تساهم في تشكيل البشر الحديث. يعتبر البحث المستمر في هذا المجال أمرًا حيويًا لفهم الأصول العميقة للإنسان وتنوعه وتطوره على مر العصور.
ربما تكون البقايا البشرية الأخيرة التي تم العثور عليها في الصين هي قطعة مفقودة من اللغز، حيث ينتمي الفك والجمجمة المتحجران إلى طفل يبلغ من العمر 12 أو 13 عامًا ، وعلى الرغم من أن وجهه يتميز بسمات شبيهة بالإنسان الحديث ، إلا أن الأطراف وقلنسوة الجمجمة والفك تبدو كأنها تعكس سمات بدائية أكثر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الباحثون الجينات العلماء تم العثور فی الصین
إقرأ أيضاً:
مثل البشر.. عثة البوغونغ تهتدي بالنجوم للهجرة مئات الكيلومترات
أثبت فريق دولي من الباحثين عبر تجارب مثيرة للاهتمام أن فراشات "عثة البوغونغ" الأسترالية، وهي فراشات ليلية مهاجرة، تهتدي بالنجوم، للهجرة لمسافات طويلة تمتد لمئات الكيلومترات عبر أستراليا.
ونُشرت هذه الدراسة الرائدة في دورية "نيتشر" العلمية، وشارك فيها علماء من جامعات عالمية، منها جامعة لوند السويدية والجامعة الوطنية الأسترالية، وجامعة جنوب أستراليا، حيث يقود "إريك وارنت" فريق أبحاث الرؤية العصبية ورئيس قسم الأحياء الحسية في جامعة لوند السويدية.
ويشرح وارنت أهمية الاكتشاف في تصريحات حصرية للجزيرة نت قائلا: "الاكتشاف الأساسي هو أن فراشة البوغونغ هي أول كائن لافقاري نكتشف قدرته على استخدام النجوم كبوصلة للتنقل لمسافات طويلة إلى وجهة بعيدة لم تزرها من قبل. فقط البشر وبعض أنواع الطيور الليلية كانت معروفة باستخدامها للنجوم في التنقل، مما يضع تلك الفراشة في مكانة فريدة".
كل ربيع، تنطلق أعداد هائلة من عثة البوغونغ من مناطق تكاثرها في جنوب شرق أستراليا، قاطعة ما يصل إلى ألف كيلومتر في رحلة طويلة نحو كهوف باردة في جبال الألب الأسترالية الموجودة في أقصى الجنوب الشرقي من أستراليا، حيث تمضي الصيف في حالة سُبات، قبل أن تعود في الخريف إلى مواقع التكاثر لتموت بعد وضع البيوض.
ولطالما حيّرت هذه الهجرة العلماء، فكيف تحدد هذه الفراشات الصغيرة مواقع تلك الكهوف النائية بتلك الدقة سنويا؟ وللإجابة عن هذا السؤال، وضع الباحثون الفراشات في محاكات طيران متطورة داخل بيئات معزولة مغناطيسيا، وعرضوا عليها سماء ليلية، باستخدام برامج متقدمة لمحاكاة مواقع النجوم بدقة.
ويعلق وارنت عن صعوبة الأمر فيقول: "كان أكبر تحدٍ في جعل السماء (في المحاكاة) واقعية، بالإضاءة المناسبة والطيف الضوئي الصحيح. استخدمنا مقاييس ضوئية دقيقة وبرمجيات قبة سماوية متقدمة للتأكد من صحة المحاكاة، حتى نمنح الفراشات سماء واقعية".
إعلانوعندما حلقت الفراشات في سماء المحاكاة المليئة بالنجوم من دون أي مجال مغناطيسي، حلّقت في الاتجاه المناسب لهجرتها، جنوبا في الربيع وشمالا في الخريف. وحين أُديرت السماء 180 درجة أي في الاتجاه المعاكس، غيرت اتجاهها بنفس الزاوية تقريبا، وهو ما يدل على أنها لا تتبع نقاط ضوء ساطعة مُجردة عن السياق، بل هي تفهم السماء وتهتدي بالنجوم كالملاح الماهر بين أمواج البحار أو قادة القوافل في الصحاري الشاسعة قديما.
وغاص الباحثون فيما هو أعمق، وتمكنوا من توثيق نشاط عصبي في أدمغة الحشرة استجابة لدوران السماء. يوضح وارنت الدهشة التي شعر بها عند تحليل الخلايا العصبية: "الأكثر دهشة أن الخلايا العصبية لا تستجيب للسماء المرصعة بالنجوم فحسب، بل تستجيب أيضا لمحفز شريطي يحاكي استطالة مجرة درب التبانة، ومحفز نقطي يحاكي ألمع جزء من درب التبانة حول سديم كارينا. وهذا يُظهر بالفعل أن سمة السماء المرصعة بالنجوم التي تستخدمها العثة للتنقل هي درب التبانة".
وهذا يُظهر أن دماغ الفراشة، رغم صغره الشديد، يحمل نظاما متقدما لقراءة المعلومات الفلكية ومعالجتها واتخاذ القرارات بناء على هذا الفهم العميق. لكن ليست كل الليال صافية، فكثيرا ما ضاعت القوافل في العواصف العاتية أو الليال الملبدة بالغيوم، فكيف تتصرف العثة عندما تُحجب عنها السماء ونجومها ومجرتها؟
هنا كانت المفاجئة، إذ وجد الباحثون أن العثة لا تفقد قدرتها على معرفة الاتجاهات! ويشرح وارنت أن هناك "بوصلة مزدوجة لعث البوغونغ، بل وللعديد من الحيوانات المهاجرة. فإذا غطت الغيوم السماء، تتولى البوصلة المغناطيسية المهمة، وإذا واجهت الفراشة شذوذا مغناطيسيا، فيمكن للنجوم أن ترشدها بدلا من ذلك". هذه الإستراتيجية تجعل نظام التنقل أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع الظروف الجوية المتغيرة.
وتراجعت أعداد فراشات البوغونغ بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، مما دفع لتصنيفها كنوع مهدد. ويؤكد الباحثون أن الحفاظ على سماء ليلية مظلمة ومسارات الهجرة أمر بالغ الأهمية. يقول وارنت: "لا شك عندي أن هناك حشرات مهاجرة أخرى تستخدم نفس الإشارات السماوية والمغناطيسية في هجرتها. قد تكون عثة البوغونغ أول من نعرف عنها، لكنها لن تكون الأخيرة".
ويفتح هذا الاكتشاف آفاقا جديدة في التكنولوجيا، فقد استخدم مهندسون في أستراليا سابقا بيانات من دراسات حول خنافس الروث لتطوير مستشعرات ذكاء اصطناعي للملاحة في الإضاءة المنخفضة. وقد تقود دراسة البوغونغ إلى تحسينات في أنظمة الملاحة الآلية للطائرات بدون طيار أو الروبوتات، اعتمادا على أنماط السماء.