استمرار تسليح المستوطنين المتطرفين.. واتساع دائرة الاعتداء على ممتلكات "أصحاب الأرض"
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
◄ أعمال إجرامية ممنهجة ضد الفلسطينيين للاستيلاء على ممتلكاتهم
◄ 1334 اعتداء على فلسطينيين بالضفة الغربية خلال النصف الأول من 2024
◄ جرائم المستوطنين تتضمن إعدامات ميدانية وتجريف الأراضي
◄ مسؤول فلسطيني: ما يجري بالضفة هو محاولة لبناء دولة للمستوطنين
◄ نصف مليون مستوطن يعيشون في 146 بؤرة بالضفة المحتلة
◄ فلسطين تسعى لتوفير حماية شعبية دولية للبلدات المعرضة للاعتداء
الرؤية- غرفة الأخبار
شهدت الأسابيع الأخيرة زيادة الأعمال الإجرامية التي ينفذها المستوطنون في الأراضي المحتلة، عبر الاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم وحرق منازلهم وإتلاف محاصيلهم وسرقة مواشيهم، وذلك تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ولقد طالت هذه الحملة الإجرامية الشرسة متضامنين أجانب، حيث اعتدى عدد من المستوطنين على متضامنين أمريكيين وفلسطيني هذا الأسبوع، بينما كانوا يعملون على حرث وتنظيف أراضي قرية قصرة جنوب مدينة نابلس.
ولقد وزّع جيش الاحتلال الإسرائيلي مزيدا من الأسلحة الرشاشة على المستوطنين في الضفة الغربية، في حين هدد وزير إسرائيلي بتحويل طولكرم إلى "خراب".
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصدر في الجيش قوله إن توزيع الأسلحة سيشمل المستوطنين من غير الأعضاء في الفرقة الاحتياطية "من أجل تعزيز الأمن".
وعقب الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الأسبوع الماضي بأنَّ للفلسطينيين "الحق في تقرير المصير، وأنه يجب إخلاء المستوطنات القائمة على الأراضي المحتلة"، وأن الاستيطان الإسرائيلي "ينتهك اتفاقية جنيف الرابعة"، زادت وتيرة أعمال العنف ضد الفلطسينيين.
ووفقاً لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، فقد نفذ المستوطنون ما مجموعه 1334 اعتداء بالضفة الغربية خلال النصف الأول من 2024، تسببت بمقتل مواطنين.
وتنوعت تلك الاعتداءات، بين "فرض وقائع على الأرض (عبر مصادرة أراض أو توسعة استعمارية أو تهجير قسري) وإعدامات ميدانية وتخريب وتجريف أراضٍ واقتلاع أشجار، والاستيلاء على ممتلكات وإغلاقات وحواجز تقطع الأواصر الجغرافية الفلسطينية".
واستنادا إلى معطيات حركة "السلام الآن" اليسارية الإسرائيلية فإن نحو نصف مليون إسرائيلي يقيمون في 146 مستوطنة كبيرة و144 بؤرة استيطانية مقامة على أراضي الضفة الغربية، بما لا يشمل القدس الشرقية المحتلة.
وتعتبر الأمم المتحدة ومعظم المجتمع الدولي الاستيطان في الأراضي المحتلة منذ عام 1967 غير قانوني، محذرة من أنه يقوض فرص معالجة الصراع وفقا لمبدأ حل الدولتين.
وكشف مؤيد شعبان، رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، عن مساعٍ تقودها بلاده لـ"توفير حماية شعبية دولية للتجمعات والبلدات الفلسطينية التي تتعرض لاعتداءات المستوطنين المتطرفين"، عبر جلب متضامنين أجانب من الخارج واستضافهم في تلك التجمعات لصد الهجمات.
وأضاف في تصريحات لـ"الأناضول" أن "الأوضاع في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس الشرقية خطيرة للغاية جراء تصاعد عنف واعتداءات المستوطنين، وعصابات المستوطنين تنتشر في كل مكان، حيث ينفذون عمليات إرهابية بشكل يومي وعلى نطاق واسع".
كما حذّر شعبان من "عملية تهجير ممنهجة بحق الفلسطينيين في السفوح الشرقية للضفة جراء اعتداءات المستوطنين هناك، إذ إنه منذ 7 أكتوبر الماضي تم تهجير 25 تجمعا بدويا في السفوح الشرقية، بينما تتعرض مئات التجمعات في الأغوار شرقي الضفة إلى اعتداءات ممنهجة، منها تدمير ممتلكات ومصادرة مركبات، وسرقة أغنام وحرمان من المراعي، وفرض غرامات، كل ذلك بأمر من مجلس المستوطنات الذي يتحكم بحياة الفلسطينيين، وفعلياً ما يجري بالضفة هو بناء دولة للمستوطنين".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
شهيد واعتقالات بالضفة ودعوة إسرائيلية لضم المنطقة ردا على ماكرون
استشهد طفل فلسطيني متأثر بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم العين للاجئين، ونفذ جيش الاحتلال حملة مداهمات واعتقالات في مواقع مختلفة بالضفة الغربية، وتزامن ذلك مع دعوة إسرائيلية لضم الضفة ردا على إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نيته الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن الطفل محمد خالد حسن مبروك (14 عاما) استشهد متأثرا بجروح خطيرة في الفخذ أصيب بها أثناء اقتحام قوات الاحتلال مخيم العين للاجئين في نابلس شمالي الضفة الغربية أول أمس الأربعاء.
والأربعاء، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة نابلس ومخيم العين، واعتقلت فلسطينيا على الأقل، وأسفرت العملية عن إصابات أخرى حسب مصادر طبية ومحلية.
"دائما بقول بدي أستشهد"..
ماذا قالت قريبة الشهيد الفتى محمد مبروك الذي ارتقى متأثرا بجراحه في مخيم العين غرب نابلس؟ pic.twitter.com/HAr9goLUHo
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) July 25, 2025
وفي مداهمات وسلسلة عمليات بالضفة اليوم الجمعة اعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحرر عايد محمود دار خليل بعد اقتحام منزله في بلدة أودلا جنوب نابلس وتخريب محتوياته، وكان دار خليل قد أمضى 20 عاما في سجون الاحتلال.
قبر يوسفواقتحم عشرات المستوطنين فجر اليوم الجمعة "قبر يوسف" في المنطقة الشرقية بمدينة نابلس، وأدوا طقوسا تلمودية.
وذكر شهود عيان للأناضول أن حافلة ومركبة أقلتا عشرات المستوطنين إلى "قبر يوسف" دون حماية من قبل الجيش الإسرائيلي، وأشار الشهود إلى أن قوات الأمن الفلسطينية أوقفت المستوطنين ومنعتهم من دخول المنطقة، قبل أن تسلمهم للجانب الإسرائيلي.
ويوجد "قبر يوسف" في الطرف الشرقي من نابلس الخاضعة للسيطرة الفلسطينية، ويعتبره اليهود مقاما مقدسا منذ احتلال إسرائيل الضفة الغربية عام 1967.
إعلانوحسب المعتقدات اليهودية، فإن رفات النبي يوسف بن يعقوب أُحضرت من مصر ودُفنت في هذا المكان، لكن علماء آثار نفوا صحة هذه الرواية، قائلين إن عمر المقام لا يتجاوز بضعة قرون، وإنه ضريح لشيخ مسلم اسمه يوسف دويكات.
فجر اليوم.. أجهزة أمن السلطة تسلم الاحتلال عددا من المستوطنين اقتحموا قبر يوسف شرق مدينة نابلس. pic.twitter.com/nwkiEvKwNe
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) July 25, 2025
وفي طولكرم، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الجمعة شابين من بلدة عنبتا بعد مداهمة منزليهما، كما اعتقلت الشاب عامر سمير أبو جراد من منزله في ضاحية ذنابة.
وداهمت قوات الاحتلال منزل مواطن في ضاحية عزبة ناصر جنوب شرق طولكرم واعتدت عليه بالضرب، وفتشت المنزل وخربت محتوياته.
ضم الضفةمن جانب آخر، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن مجلس مستوطنات الضفة الغربية وجّه دعوة إلى حكومة بنيامين نتنياهو من أجل فرض السيادة على الضفة عقب إعلان ماكرون نيته الاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر/أيلول المقبل.
وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن ماكرون بقراره هذا منح مبررا لإحلال السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية.
وأدان نتنياهو بشدة قرار الرئيس ماكرون، وقال إن خطوة كهذه "مكافأة للإرهاب وتفتح المجال لإقامة ذراع إيرانية إضافية تماما كما حدث في غزة".
وأضاف أن الفلسطينيين "لا يسعون إلى دولة إلى جانب إسرائيل، بل لدولة بدلا منها".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يصعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة -بما فيها القدس الشرقية- مما أدى إلى استشهاد 1005 فلسطينيين على الأقل وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، وفق معطيات فلسطينية.
ويتزامن ذلك مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل في غزة خلفت منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 203 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.